السنيورة في «الداخل»

صيدا تستقل عن امتدادها الجغرافي الانتخابي.. وتفرض معادلاتها «الاستفزازية»

TT

تختلف حدة المعركة الانتخابية في صيدا عنها في بقية الدوائر اللبنانية، أو بتوصيف أدق، تختصر هذه المعركة المشهد الانتخابي اللبناني وتكثفه من خلال المنافسة بين «تيار المستقبل» ممثلا برئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزيرة التربية بهية الحريري من جهة، وقوى «8 آذار» مجتمعة وممثلة برئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد، من جهة ثانية.

صيدا بوابة الجنوب اللبناني، هي إحدى الدوائر التي استعادت حريتها في اختيار ممثليْها الاثنين في البرلمان اللبناني للمرة الأولى بموجب القانون الانتخابي الحالي بعدما بقيت منذ العام 1992 وحتى تاريخه جزءا من محافظة الجنوب. قبل هذه الاستقلالية كان المد الانتخابي الجغرافي يغرقها بـ«محدلة» قوامها «حزب الله» وحركة «أمل» ويفرض تسوية ترتكز على ترشح كل من وزيرة التربية بهية الحريري ورئيس «التيار الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد اللذين كانا يفوزان بشبه تزكية على مدى أربع دورات انتخابية متتالية. أما هذه الدورة فقد عادت الفاعلية إلى أصوات ناخبي صيدا الذين يقارب عددهم 52 ألفا، بينهم حوالي 43 ألف مقترع من الناخبين السنة، وحوالي خمسة آلاف مقترع من الناخبين الشيعة ونحو أربعة آلاف مقترع من الناخبين المسيحيين، إضافة إلى الأقليات.

إلا أن هذه الاستقلالية ليست السمة الأهم في حدّة المعركة التي تصفها قوى «8 آذار» بـ«المصيرية» وتربطها بقرار السنيورة خوض الانتخابات لينتقل، في حال فوزه، إلى صفوف النواب. فقد شعرت هذه القوى بالاستفزاز حيال قرار الرجل الذي يخوض غمار السلطة التشريعية، ليضيفها إلى رصيد توليه مسؤوليات تنفيذية طوال 15 عاما، أمضى منها 11 عاما وزيرا للمال وأربعة أعوام رئيسا للحكومة بعد جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، مما قد يعيده أقوى إلى نادي رؤساء الحكومة. ربما انطلاقا من هذا الاحتمال يتصرف الفريق الآخر وكأن جميع المرشحين في كفة وفؤاد السنيورة في كفة مقابلة، لذا نزل منافسوه جميعا بأموالهم وماكيناتهم الانتخابية وشعاراتهم إلى الساحة الصيداوية دعما لمنافسه سعد. ولم يتوانوا عن تصوير فوز فؤاد السنيورة بمقعد نيابي وكأنه تهديد للسلم الأهلي، مع أن الرجل لا علاقة له بالسلاح والميليشيات وإنما بالفكر والشعر والأرقام. إلا أن هذا الواقع لم يشفع له. ولا بد لاستكمال الهجوم من تحميله وحده، دون سواه، ومنذ العام 1992 وحتى تاريخه، مسؤولية كل فلس من الدين العام للخزينة اللبنانية. وكأنه الحاكم بأمره على أرض الجمهورية اللبنانية. وترجمة لهذا الهجوم أعلنت حالة استنفار انطلاقا من أن هذا الترشح لا هدف له إلا القضاء على خط الممانعة وإقصاء رمز من رموزها هو أسامة سعد الذي يقود «الحملة الدفاعية»، معلنا أن «معركة صيدا مصيرية لأن السنيورة يراهن على المشروع الأميركي في المنطقة. وبالتالي فإن ترشحه هو قرار أكبر من لبنان والمنطقة، ويهدف إلى النيل من المقاومة». وصنف ابن مدينته «رأس حربة للفتنة الشيعية ـ السنية، لأنه ينتمي إلى تيار المستقبل الذي يطالب بنزع سلاح المقاومة ويتبنى المشروع الأميركي ـ الصهيوني». إلا أن الحرب على السنيورة ليست وليدة ترشحه، فهي بدأت منذ امتناعه عن مهادنة الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته اليتيمة إلى دمشق في الأمور المتعلقة بسيادة لبنان. وقد «احمرت العين السورية عليه» أكثر فأكثر لدى إصراره على وضع المحكمة الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري على سكة الأمان على الرغم من العراقيل والعقبات التي استوجبت تصعيدا كان يمكن أن يؤدي إلى عودة الحرب الأهلية بين اللبنانيين. ولعل ما يشيع عن أن ترشح السنيورة يخل باتفاق الدوحة والاتفاق «السوري ـ السعودي» الضمني حيال لبنان، خير دليل على مدى الحملة التي تبلورت عندما خون الأسد رئيس الحكومة اللبنانية «المقاومة»، على ما وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري، غداة العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006. وتبنى «حزب الله» هذا التخوين وقاد الحملة الرامية إلى إقصائه. حتى إن «ترحيل السنيورة» كان وعدا من الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله لجماهيره أثناء اعتصامهم في وسط بيروت الذي بدأ في ديسمبر (كانون الأول) 2006 واستمر 18 شهرا. وقد اعتبره استكمالا لوعده إياهم بـ«الانتصار الإلهي» ليتبين أن تحقيق ذلك لم يكن سهلا. لكن يبدو أن نصر الله لا يزال يسعى إليه. لذا اجتمع قبل حوالي الشهرين بالنائب أسامة سعد وأكد له جهوزية الحزب لتقديم الدعم والتأييد غير المحدودين له في معركته الانتخابية. العاملون في الماكينة الانتخابية لـ«تيار المستقبل» يجزمون بأن هذا الدعم أكثر من واضح. يقول أحدهم: «حزب الله يتولى بشكل مباشر معركة أسامة سعد. يدل على ذلك التطور المفاجئ للأمن المواكب لجولاته الانتخابية، إضافة إلى المبالغ المالية والحصص الغذائية والخدمات ودفع الفواتير وأقساط المدارس التي توزع بكرم طارئ على الصيداويين. وكذلك اللقاءات الإعلامية المباشرة والمتواصلة على الهواء منذ إعلان ترشحه. ففي ظرف عشرة أيام اطل أسامة سعد في خمس مقابلات مع إعادات على القنوات الأرضية والفضائية، سواء في «المنار» أو «تلفزيون الجديد» أو التلفزيون التابع للتيار الوطني الحر. هناك سيولة متدفقة لدى أسامة سعد. وهي طارئة لم تكن في السابق.

الدائرون في فلك أسامة سعد لا ينظرون إلى الأمر من هذه الزاوية. فهم، وإن كانوا لا يملكون أجوبة عن تكاليف المعركة الانتخابية وآلية عمل الماكينة وفريق العمل، إلا أنهم يكتفون بالقول إن «كل من يعمل معنا هو متطوع. أما الحملة الانتخابية فتمويلها من تبرعات المنتمين إلى التنظيم». وهم يعتبرون أن «صيدا تعيش معركة انتخابية للمرة الأولى بعد اتفاق الطائف. والمدينة تتميز بتنوع سياسي وديني ومذهبي، إضافة إلى وجود أكبر تجمع فلسطيني بجوارها. وهذا الموقع الحساس يصلح لتحقيق اندماج وطني. وقد يستخدم من قبل الأعداء (أي ممثلي تيار المستقبل) في مخططات أميركية أو صهيونية». أما لماذا يترشح سعد منفردا بمواجهة السنيورة والحريري؟ المنطق يشير إلى أنه يعجز عن مواجهة الحريري والسنيورة مجتمعين، لذا يفضل الانتقاء، إلا أن المقربين منه يقولون: «إنه يأخذ بالاعتبار هذه الدقة في موقع صيدا. ويحترم الخصم في المدينة، أي تيار المستقبل، ولا رغبة لديه بإلغاء أي كان. فالقوى الصيداوية التي يمثلها لا تريد إلغاء أحد لتحافظ على نوع من التنوع والتوازن».

وفي حين يؤكد هؤلاء أن «النائب الحالي، ابن النائب الراحل معروف سعد وشقيق النائب الراحل مصطفى سعد، لا يؤمن بالوراثة السياسية» يشيرون إلى أن الرجل «يتابع مسيرة النضال الوطني الذي انتفض على إسرائيل وله موقعه في المعارضة الشعبية والتحركات العمالية». وجهة سير المعركة من جانب سعد خلفت ردود فعل متباينة في الشارع الصيداوي المستفز أساسا من جملة أمور. إلا أن أكثرها تطرفا يبقى اعتبار أي اتهام بحق السنيورة هو اتهام للرئيس الراحل رفيق الحريري. نلمس الأمر في جولة على أحياء صيدا القديمة وتحديدا قرب المنزل الذي ولد فيه. هناك تصدح عبر مكبر للصوت أغنية يقول مطلعها: «غبت وروحك ما بتغيب / على الشعب اللي بيحبك/ يا رفيق العمر الحبيب على الوعد نكمل دربك». مروان الذي يقودنا في هذه الأحياء يقول: «المزاج الشعبي مع الست والرئيس (أي بهية الحريري وفؤاد السنيورة). لن ننسى أن مؤيدي سعد كانوا رافعة أحداث السابع من مايو (أيار) عندما خرج مقاتلو الحزب من الحارة (حارة صيدا) وهجموا على الناس وكأنهم يهجمون على الصهاينة وأطلقوا النار وسقط قتلى. إذا هجم أحدهم على بيتي هل أكون المسؤول؟ لم يهجم أي من أهالي صيدا على الحارة. كيف نكون سبب فتنة ونحن تعرضنا للهجوم. الأمر واضح. واليوم عادوا إلى التهويل على ابن صيدا». يقول أحد التجار: «السنيورة من عائلة فاضلة. كان قوميا عربيا. وهذا ما جمعه مع الشيخ رفيق (الحريري). وهم من أصحاب الأملاك. لديه الكثير من الأملاك في الداخل».

«الداخل» أي شوارع صيدا القديمة، حيث المنزل العائلي للسنيورة وبستان الحمضيات الذي كان يغزوه في طفولته. السكان وأصحاب الدكاكين يحاولون ضبط إيقاع الكلام. «حتى لا يشعر أي من الجيران بالاستفزاز» يقول صلاح السكافي. ويضيف: «الله يوفق السنيورة هناك تجاوب معه. لكن بعد الانتخابات لا نريد حزازات بين الأهالي». مروان الذي تتحكم به فورة الشباب يرفض «كتم صوته». يقول: «عندما نسألهم عن سبب التجاوزات، يأتي الجواب بأن التضحية مطلوبة من أجل القضية الفلسطينية وإسرائيل. هل يفترض أن نموت في حروب غير متكافئة أو حوادث أمنية ونسكت وكأننا المسؤولون الوحيدون في هذا العالم العربي عن حل للقضية الفلسطينية وإسرائيل؟».

لكن هذه العلاقة الوثيقة بين «الداخل» الصيداوي والسنيورة لم تحل دون انتقاد فريق سعد غيابه عن المدينة. فهذا الفريق يعتبر أن فوز زعيمه كان تحصيل حاصل لولا دخول السنيورة على الخط بعد غياب استمر فترة طويلة عن المدينة. سعد كان وصف زيارات السنيورة الانتخابية بـ«الاستكشافية التي يقوم بها في الويك إند، لتسويق نفسه كشخصية شعبية بعد أن ثبت له أنه شخصية غير شعبية». السنيورة، وبلياقته المعهودة، يرفض هذا «المأخذ الوهمي». ويقول: «لم أكن في ألاسكا ولم أغب عن المدينة». فهو كان ولا يزال حريصا على علاقاته الوثيقة مع عائلته وعائلة زوجته. لكنه كان يتحاشى الإعلام خلال زياراته العائلية وغير الرسمية ولقائه أقاربه وأصدقائه. أما اليوم ومع ترشحه فقد بات من الطبيعي أن تنقل أخبار هذه الزيارات. هذه العلاقات الوثيقة تظهر واضحة لدى لقائه الوفود الشعبية. يقول أحد الإعلاميين إنه اكتشف «أن السنيورة يلم بكل كبيرة وصغيرة في المدينة. يعرف كل العائلات ويسأل عن أفرادها. ويسترجع ذكرياته مع الأهل والأصحاب. كذلك هو ليس غافلا عن حاضر المدينة. أحيانا نكتشف أنه يعرف عن المشاكل أكثر مما نعرف. وأكثر من ذلك لديه حلول ممكنة لمعظم المشاكل، لا سيما الإنمائية والبيئية والمعيشية». انطلاقا من هذه المعطيات يعتبر القريبون من السنيورة أن من حقه «أن يترشح. وفي السابع من يونيو (حزيران) ستفتح مراكز الاقتراع وسيكون لأهل صيدا حرية الاختيار. ومحاولات الترهيب والتدخل في شؤون الناس وخياراتهم لن تجد أي صدى». لكن أبعد من «الاتهامات الجاهزة والمعلبة» يقول أحد المتابعين لمسيرة وزير المال السابق ورئيس الحكومة الحالي، إن «انتقال السنيورة من السلطة التنفيذية إلى السلطة التشريعية سيحرره. حينها لا شيء سيمنعه من فتح الدفاتر وكشف المستور بالأرقام، ليصوب الاتهامات التي كان يتلقاها بصدره إلى حيث مكانها الحقيقي». ربما انطلاقا من هذا الطرح بدأ السنيورة، المعروف بـ«لسانه الدافئ» رفع سقف خطابه الانتخابي، ليقول: «مشروعنا البناء والمشروع الآخر هو التعطيل. وسياستنا: خذ وطالب، فيما سياستهم عطل وطالب». و«إنهم ينتقدون الضرائب التي تذهب إلى خزينة الدولة فيما الخوات تذهب لجيوب الميليشيات».

السنيورة يقود حملته بأسلوب لم تعهده الأدبيات الانتخابية اللبنانية. فهو لم يشكل ماكينة انتخابية خاصة به. يقول مقرب منه: «الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل هي التي تتولى قيادة حملته، فهو ليس مرشحا منفردا إنما من مؤسسي التيار ورفيق درب رئيسه الراحل رفيق الحريري، الذي يملك حضورا قويا في صيدا منذ العام 1979، ليس على الصعيدين الاجتماعي والإنساني فحسب، إنما على الصعيد التنموي من تخطيط للطرق والبنى التحتية. الخدمات التربوية والصحية مستمرة ولم تنقطع. وهي لا تعد ولا تحصى». أما عن تحرك السنيورة خلال نشاطه الانتخابي فيوضح: «لا يستطيع السنيورة أن يتحرك من دون إجراءات أمنية فهو في دائرة الاستهداف». وعن تصوير السنيورة وكأنه وافد إلى مسقط رأسه أو هبط عليها بالمظلة، يأتي الجواب بأن العمل جار لتحضير منزل ومكتب في صيدا للتواصل الدائم والمستمر. لدى السنيورة وأشقائه وشقيقاته منازل في صيدا ومنزل أهله لا يزال موجودا، إلا أن هذه المنازل ليست ملائمة لاستقبال الوفود للناحية الأمنية».

إلا أن الأهم في السلوك الانتخابي للسنيورة يبقى حرصه على الفصل بحزم بين موقعه وعمله كرئيس لمجلس الوزراء، ووضعه كمرشح للانتخابات النيابية. لا يسمح بأي تدخل لأي موظف من الموظفين الإداريين في السرايا الحكومية في شأنه الانتخابي. هذا الحرص دفع السنيورة إلى الفصل بين الإجراءات الأمنية المخصصة له كرئيس للحكومة، ونشاطه كمرشح. الأمن لا يعمل في الحملة الانتخابية والموظفون الإداريون لا يعملون في الحملة. هناك فصل تام. لا لقاء ولا تصريح ولا معلومة ولا أي نشاط انتخابي من السرايا.

لكن جماعة أسامة سعد لا يتوقفون عند هذه الأدبيات التي تؤمن شفافية العملية الانتخابية. يقولون: «الانتخابات بالنسبة إلينا ليست سوى محطة. والقضية لا تتعلق بأهل صيدا. نحن عاصمة الجنوب. و80% من حركتنا التجارية قائمة على الجوار من الجنوب وإقليم الخروب. لا مصلحة لنا بكل ما يسبب توترا مع الجوار من خلال مثل هذا الترشيح الاستفزازي. فصيدا للجميع وليست فقط لأهلها. وهي منبر مهم للمقاومة تعلن منها رأيها السياسي».

هذا الطرح يخيف المواطنين الساعين إلى استقرارهم. يقول صبحي الطويل: «20% من أهالي صيدا مع سعد و80% مع السنيورة والحريري، فالخدمات التي قدمها تيار المستقبل، وتحديدا آل الحريري، لصيدا كثيرة، لاسيما لجهة التعليم والتوظيف وتأمين فرص العمل للشباب في دول الخليج العربي. لكن الإضافات تشغل بالنا، فالرجل مدعوم من بعض الفلسطينيين المشاغبين وحزب الله والشيعة. لذا نتمنى أن تمر الانتخابات بهدوء، لأن كل ما يهمنا هو عدم إراقة الدماء». التاجر في أسواق صيدا القديمة بسام بديع يقول: «موازين القوى غير واضحة. هناك الكثير من الانقسامات بعد عودة قانون الستين. قبل ذلك لم يكن للصوت الصيداوي أي تأثير. اليوم أي صوت له حساباته الدقيقة. في هذه المرحلة اتجاهان للأصوات في العائلة الواحدة. ونتيجة تدفق الخدمات من الطرفين ربما أعطى الناخب صوته للفريقين».

وعن السنيورة يقول: «يجب أن يأتي أكثر إلى المدينة لا سيما في الفترة المقبلة. فهو ابن أوادم لكن أهالي صيدا يريدون التعرف إليه عن كثب. حتى الآن المزاج الشعبي موزع بين الوزيرة بهية الحريري والنائب أسامة سعد. ولا خوف من الوضع الأمني». عمر يقول: «الخوف ربما بعد الانتخابات. فالناس مستفزة. وقد يصعب ضبط ردود الفعل إذا جاءت النتائج مخالفة لتوقعاتهم. قد تقع فتنة مذهبية، بالكاد سلمنا منها في أحداث السابع من مايو (أيار). عندما كادت تندلع الاشتباكات بين أهالي حارة صيدا ذات الأكثرية الشيعية وأهالي صيدا».