من هي روكسانا؟

برعت في التقارير الاجتماعية الطريفة حول إيران.. وبعض زملائها لم يكن يعرف أنها إيرانية حتى اعتقلت

روكسانا تصور احدى المناسبات بطهران في يونيو 2004 (ارشيف «الشرق الأوسط»)
TT

«على الرغم من كل الشعارات المعادية لأميركا التي يطلقها النظام الإيراني، فإن كثيرا من الإيرانيين متأثرون بأحد مظاهر الثقافة الأميركية، وهي الوجبات السريعة، فكثير من الإيرانيين يحبون الشيزبيرغر وشرائح البطاطس المقلية والبيتزا، على الرغم من حياتهم في بلد اشتهر بالكباب والأرز والطعام المنزلي. ولعل ذلك يفسر سبب ارتفاع معدل البدانة في إيران، إذ أصبح أكثر من 50 في المائة من الإيرانيين يعانون من الوزن الزائد».

هذا نموذج من كتابات الصحافية الأميركية من أصول إيرانية روکسانا صابر?. كتابات بعيدة كل البعد عن ما يمكن أن يشكل قلقا أو مصدر إزعاج للسلطات الإيرانية. لكن صابري كادت أن تضع العلاقات الأميركية الإيرانية عند نقطة صعبة، وهي أصلا علاقات تبدو الآن فوق الصفر بقليل، لكن استمرار اعتقال روكسانا كان سيؤدي بهذه العلاقات إلى ما تحت الصفر، خاصة أن التهمة هي التجسس لصالح الولايات المتحدة. لم تكن المسألة تتعلق بأخبار أو تقارير صحافية أثارت استياء السلطات الإيرانية، التي عادة ما توجه تهما من عيار ثقيل للصحافيين الذين لا تعجبها كتاباتهم. سبب الاعتقال والمحاكمة تعرفه جيدا سلطات طهران وكذلك الصحافية روكسانا. وكانت التهم تدرجت من اقتناء قنينة نبيذ ووصلت إلى حد اتهام الصحافية الأميركية بالحصول على وثيقة حول حرب الولايات المتحدة في العراق. ظلت روكسانا تعمل صحافية متعاونة منذ سنوات مع عدد من المؤسسات الإعلامية لتغطية الشأن الإيراني إلى أن «توجت» مسيرتها المهنية في إيران بما يقرب من أربعة أشهر في سجن «ايفين» الرهيب الذي طبقت شهرته الآفاق. حيث احتفلت بعيد ميلادها الثاني والثلاثين في أبريل (نيسان) الماضي خلف القضبان وحيدة في زنزانة انفرادية. مثلت روكسانا أمام المحكمة بتهمة التجسس، لكن هذا التهمة لم تكن تتطلب سوى ربع ساعة فقط لتجد المحكمة أن التهمة ثابتة وأنها فعلا جاسوسة تستحق ثماني سنوات سجنا. وقالت المحكمة إن روكسانا «اعترفت» خلال الجلسة السرية بأنها أرادت بالفعل نقل معلومات سرية من إيران إلى الولايات المتحدة، وقال محاميها إن روكسانا اعترفت تحت الضغط. وكان يعتقد أن روكسانا تعرضت للتعذيب، حيث يمارس في سجن « ايفين» على نطاق واسع، لكن تبين بعد إطلاق سراحها أنها لم تتعرض لتعذيب بدني، لكنها تعرضت لتعذيب نفسي. روكسانا التي توجد حاليا في شبه عزلة في فينيا في مكان بعيد عن فضول المراسلين، يتوقع عودتها خلال فترة وجيزة إلى الولايات المتحدة، وكانت قد قالت إنها ستتحدث لاحقا عن «محنتها». وهى خلطة آسيوية نادرة. والدها من إيران ويدعى رضا صابري، في حين تدعى والدتها أكيكو وهي يابانية الأصل، وهما بلدان لا يجمع بينهما سوى حرفي «الألف والنون»، التقى الإيراني واليابانية وارتبطا بعلاقة صداقة، ثم تحولت الصداقة إلى حب وزواج.

ولدت روکسانا في ولاية نيوجرسي، ونشأت وترعرت في مدينة فارغو في ولاية داكوتا الشمالية. ودرست الثانوي في مدرسة فارغو. وخلال دراستها الثانوية تعملت العزف على البيانو والرقص كما كانت تلعب في فريق كرة القدم للفتيات. ولعبت لاحقا خلال الفترة ما بين 1994 و1996 مع فريق «كوبر» لكرة القدم، وهي من الممارسات النادرة بالنسبة للفتيات، على اعتبار عدم شعبية كرة القدم أصلا في أميركا. وفي عام 1997 تخرجت روكسانا من كلية «كونكورديا»، حيث تخصصت في التواصل، كما درست اللغة الفرنسية، التي تعد لغة الطبقة الراقية في إيران. وأصبحت روكسانا معروفة على صعيد ولاية داكوتا الشمالية عام 1997 عندما حصلت على لقب ملكة جمال الولاية، واختيرت في وقت لاحق ضمن مجموعة محدودة من الفتيات للتنافس على لقب ملكة جمال أميركا. وتابعت روكسانا دراستها ما فوق الجامعية، حيث حصلت على شهادة الماجستير من جامعة «نورث ويسترن» حول الصحافة الاذاعية، ثم نالت ماجستير آخر من جامعة كيمبردج في بريطانيا في العلاقات الدولية، وهناك أيضا لعبت كرق القدم مع فريق الكلية، وعندما اعتقلت كانت تحضر درجة ماجستير أخرى حول إيران وعلاقاتها الدولية.

بدأت الرحلة الإيرانية لروكسانا صابري في فبراير (شباط) عام 2003، حيث أوفدت إلى هناك لتفتح مكتبا لوكالة «إف إس إن» المتخصصة في أخبار وتقارير المنوعات، ومن خلال هذه الوكالة المستقلة أصبحت تقارير روكسانا الإذاعية معروفة على نطاق واسع في الوسط الصحافي، حيث كانت إذاعات كل من «تشانال نيوز» في آسيا، وإذاعات في جنوب أفريقيا، وراديو «دولشي فيلا» الألماني، وراديو الفاتيكان وراديو نيوزلندا، كل هذه تبث تقاريرها بانتظام. كما أنها كانت تعمل كمتعاونة مع راديو «ناشيونال ببليك راديو» (إن بي آر) وهو أهم محطة إذاعية في الولايات المتحدة، وكذلك مع قناة «فوكس نيوز».

وظلت روكسانا تعمل بهمة ونشاط خلال فترتها الأولى، لكن السلطات الإيرانية، ومن دون سابق إنذار أو تفسير، قررت في يونيو (حزيران) 2006 سحب اعتمادها كمراسلة وإغلاق مكتب وكالة «إف إس إن». لكن سمح لها بالعمل كمراسلة متعاونة مع هيئة «بي بي سي» البريطانية وراديو «ناشيونال ببليك راديو»، بيد أن الأمر لم يستمر طويلا، حيث ستقرر السلطات الإيرانية في آواخر عام 2006 إلغاء اعتمادها كمتعاونة مع «بي بي سي». وعلى الرغم من ذلك، قررت روكسانا البقاء في إيران بغرض جمع معلومات من أجل كتاب حول الأوضاع الداخلية الإيرانية. ومن دون اعتماد رسمي، كانت ترسل تقارير إخيارية ورسائل صوتية إلى كل من راديو «إن بي آر» وكذلك راديو «إيه بي سي».

في العاشر من فبراير (شباط) الماضي اتصلت روكسانا بوالدها هاتفيا وأبلغته أنها الآن معتقلة في سجن «ايفين». وكانت التهمة الموجهة لها هي التجسس لصالح الولايات المتحدة. ووضعت في السجن على اعتبارها مواطنة إيرانية، ذلك أن السلطات الإيرانية لا تعترف أصلا بالجنسية المزدوجة، وبالتالي لم تكترث إلى جنسية روكسانا الثانية وهي الجنسية الأميركية.

وقال أحد محاميها إن روكسانا حصلت على وثيقة سرية أثناء عملها كمترجمة لإحدى المجموعات في طهران، وهو مركز أبحاث ودراسات حكومي. كانت تلك الوثيقة السرية تتعلق بحرب الولايات المتحدة في العراق. وهو ما قاد إلى إلقاء القبض عليها، حيث زعمت السلطات الإيرانية أنها عثرت لديها على تلك الوثيقة، وفي المحكمة طالب الادعاء بسجنها مدى الحياة، على اعتبار أنها جاسوسة.

ومن بين التهم التي وجهت إلى روكسانا ولم تحظ بالاهتمام، قول الادعاء إنها زارت إسرائيل ما بين ثلاث إلى أربع مرات، وهو ما يعتبر جريمة كبيرة بالنسبة للقانون الإيراني. كما ذكر أنه عندما ألقي عليها القبض كان بحوزتها زجاجة نبيذ، وهو أمر ممنوع في ايران، حيث تباع الخمور في السوق السوداء، ولا يسمح ببيعها علنا. كما ذكر أيضا أنها كانت تمارس عملها كصحافية من دون اعتماد رسمي، على اعتبار أن اعتمادها سحب عام 2006.

وبعد أن تفاعلت القضية أميركيا ودوليا، ولوحت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن قرار الاعتقال سيشكل صفعة لكل الجهود التي يمكن أن تبذل لتحسين علاقات واشنطن وطهران، اضطر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى إرسال رسالة إلى المحكمة يطلب فيه ضمان نزاهة الحكم، وجاء في رسالة نجاد: «يجب أن تنال (روكسانا) حقوقها المشروعة للدفاع عن نفسها، وأرجوكم متابعة هذه المحكمة شخصيا للتأكد من أن المحامين منحت لهم كل الحقوق المشروعة وحرية القول وأن هذه الحقوق لم تنتهك بأي قدر ولو كان ضئيلا جدا».

وصدر الحكم في البداية بنحو ثمان سنوات سجنا، ثم تقرر تخفيضه إلى سنتين سجنا موقوفة التنفيذ. قبل الإفراج الفوري عنها مع منعها من ممارسة الصحافة لمدة خمس سنوات في إيران. وقال عبد الصمد خورما شاهي محامي روكسانا إنه استند في دفاعه إلى أن «الولايات المتحدة ليست دولة عدوة كما هو الشأن مع إسرائيل». وأشار إلى أن اتصال روكسانا مع مسؤولين أميركيين لا يعني أنها نقلت لهم معلومات سرية، وقال أيضا إن خطاب محمود أحمدي نجاد ساهم بصورة كبيرة في الإفراج عن روكسانا.

ويقول تريتا رئيس «المجلس الإيراني الأميركي» ومؤلف كتاب «التحالفات الغادرة» إن «إطلاق سراح روكسانا يؤشر على صراع داخل النظام الإيراني بين أولئك الذين يسعون إلى تقويض الجهود الدبلوماسية، والذين يريدون منح الدبلوماسية فرصة. وأظن أن المجموعة الثانية هي التي انتصرت بطريقة رائعة وسريعة».

ويعزو آخرون السرعة التي مرت بها الأمور حتى تم الإفراج عن روكسانا إلى الرسالة المفتوحة التي وجهها رؤساء ومديرون تنفيذيون من مؤسسات إعلامية وزانة مثل راديو «إن بي آر» وشبكة «إيه بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» وشبكة «فوكس نيوز» وهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، في منتصف مارس (آذار) الماضي، وهذه المؤسسات جميعها عملت معها روكسانا كمتعاونة، ومما جاء في هذه الرسالة، التي جمعت ولأول مرة في بادرة غير مسبوقة مؤسسات ذات وزن ثقيل: «نطالب الآن بإتاحة الفرصة لمنظمة دولية، أو أكثر، من المنظمات التي تعمل بموجب اتفاقية جنيف، أن تتصل فورا بالصحافية روكسانا للتأكد من أن صحتها طيبة، والتعرف على الظروف التي تعتقل فيها، كما أننا نطالب في حال لم توجه لها تهمة، بالإفراج الفوري عنها والسماح لها بالعودة إلى وطنها في الولايات المتحدة».

وبعد أيام من توجيه هذه الرسالة سمح لمحامي روكسانا بزيارتها في سجنها. وفي أبريل(نيسان) الماضي سمح لوالديها بزيارتها لمدة نصف ساعة. وعلى الرغم من أن فريقا من شبكة «إيه بي سي» طار إلى طهران في محاولة للقاء بالصحافية المعتقلة، لكن السلطات الإيرانية لم تسمح لهم بذلك، وبالمقابل، استطاع الصحافي جورج ستافانوبولس الذي قاد الفريق أن يجري لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي أبلغه وقتها أنه لن يتدخل في المحاكمة.

لم يكن يعرف كثير عن الحياة الشخصية لروكسانا باستثناء فوزها بلقب ملكة جمال ولاية داكوتا الشمالية، لكن اعتقالها كشف النقاب عن أنها مخطوبة، على الرغم من أنها لم تعلن هذه الخطوبة من قبل. وعرف هذا الجانب من حياة روكسانا بعد أن نشر المخرج السينمائي بهمان قوبادي، وهو أيضا من أصول إيرانية كردية، رسالة قوية وعاطفية في 21 أبريل (نيسان) الماضي، يؤكد فيه أن روكسانا بريئة، وأنها كانت بصدد كتابة كتاب إيجابي حول إيران، وقال قوبادي في رسالته «روكسانا كانت تعكف على تأليف كتاب تكيل فيه المديح لإيران، من الناحية الأخرى من المحيط، هب الأميركيون محتجين على اعتقالها، باعتبارها مواطنة أميركية. إنها ليست أميركية، بل إيرانية بامتياز، إنها تحب إيران». وقال قوبادي، وهو حاصل على جائزة «الكاميرا الذهبية» في مهرجان كان عام 2000، إن «روكسانا وقعت ضحية مناورات سياسية إيرانية». وكان قوبادي يعتزم السفر إلى طهران والبقاء هناك حتى يطلق سراحها. وأعلن لأول مرة أنهما مخطوبان. ويعرف كثيرون من أصدقاء روكسانا أنها تعشق السينما، وأنها كانت تتمنى أن تحترف العمل في السينما كممثلة، ويقولون إن الدافع الأساسي الذي جعلها تشارك في مسابقة أجمل فتاة في أميركا هو رغبتها الدفينة أن يفتح لها هذا اللقب، كما حدث مع كثيرات، أبواب هوليوود، على الرغم من أنها لم تعبر عن هذه الرغبة علنا قط. ويبدو أنها استعاضت عن التمثيل بشيئين. أولا وقعت في حب مخرج سينمائي ذائع الصيت، ثم إنها شرعت في كتابة سيناريوهات بعض الأفلام.

ويقول ريتشارد روبنسون وهو منتج إذاعي في راديو «إن بي آر» ومن الذين تعاملوا مع روكسانا، إن «روكسانا شخصية مرحة جدا تحب عملها بشدة». وأشار روبنسون في تصريحات لـ«لشرق الأوسط» إلى أن «تقاريرها كانت معقولة ومتزنة ومتنوعة، ولم يحدث أن كتبت كتابة عدائية ضد إيران، لكنها كانت تركض خلف تحقيقات طريفة من مختلف المدن الإيرانية، وكانت تعتقد أن الإيرانيين، وعلى الرغم من سنوات الثورة، منجذبون نحو الحياة الأميركية».

وكان رايدو «إن بي آر» هو أول من أعلن خبر اعتقال روكسانا، وتقول معلومات استقتها «الشرق الأوسط» من داخل الراديو أن التحرير حاول الاتصال معها كما جرت العادة من أجل تسجيل رسالة صوتية، لكنه لم يصل إليها، وتحدث مع زميلة لها في طهران لم يكشف النقاب عن اسمها، التي قالت إن الشرطة اقتادتها في البداية على أساس أن بحوزتها زجاجة نبيذ، لكن الأمور ستتطور بعد ذلك إلى التجسس، وبقيت خمسة أسابيع في السجن وفي عزلة عن العالم حتى استطاع محاميها أن يلتقي بها. ولا يعرف الذين التقوا روكسانا في واشنطن كثيرا من تفاصيل حياتها الشخصية، وفي هذا السياق تقول جانيت هودلن التي تعمل مثل روكسانا مع عدة محطات إذاعية كصحافية متعاونة: «التقينا في أكثر من مناسبة، وبدت لي إنسانة مرحة، لكنها تتكتم حول حياتها الشخصية». وقالت جانيت لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعرف شيئا عن حياتها، وكنت أعتقد دائما أنها من أصول صينية أو كورية، ولم أكن أعرف أنها من أصول إيرانية حتى اعتقلت وطفت قصتها إلى الصدارة واحتلت المقدمة، وكانت تقدم نفسها على أساس اسمها الأول مختصرا حيث تقول: روكس».

وقال لاري ستلبنغيل، أستاذ روكسانا في جامعة «نورث ويسترن»: «سعدت جدا بخبر إطلاق سراحها. كانت طالبة حريصة على دروسها وتشترك في النقاش بروح وثابة، ولديها شغف بجمع أكبر قدر من المعلومات». وأضاف في رسالة عبر البريد الإليكتروني لـ«الشرق الأوسط»: «كما كنت أتوقع، أظهرت قدرا كبيرا من الشجاعة أثناء محنتها، ونأمل، نحن جميعا الذين تعرفنا عليها، أن نراها عندما تعود إلى الولايات المتحدة». ومن الذين نوه بقدراتها الصحافية، القس الأسود جيسي جاكسون، الذي قال إنه لاحظ أنها تهتم كثيرا بعملها عندما أجرت معه حوار، وكان جاكسون يعتزم أن يقود وفدا يضم شخصيات من مختلف الأديان ليزور طهران ومطالبة الإيرانيين بإطلاق سراحها. وروي والد روكسانا لراديو «إن بي آر» الظروف التي أحاطت بإطلاق سراح ابنته، وقال: «شعرنا بابتهاج شديد عندما علمنا أنه تقرر إطلاق سراحها، كنا نتوقع أن نسمع شيئا، لكن ليس بهذه السرعة. عندما ذهبت للسجن أبلغتنا إدارة السجن أنها ليست هناك، واعتقدنا أنهم يريدون الحديث معنا حول موضوع ما، إلى أن أبلغنا أحد المحامين أنه سيتم الإفراج عنها». وحول حالتها بعد الإفراج عنها، قال والدها: «تبدو في حالة طيبة وتحتاج فقط قسطا من الراحة» ولم يشأ الأب أن يتحدث عن أيام روكسانا في سجن «ايفين»، وقال إنها ستتحدث بنفسها عن الأمر، وزاد: «عليها الآن ضغوطات نفسية، لم يكن هناك تعذيب داخل السجن أو شيء من هذا القبيل، لكن أن تبقى لوحدها في زنزانة مغلقة ولا تقوم بأي شيء، كان الأمر صعبا عليها كثيرا». وأشار رضا صابري إلى أنه بعد إطلاق سراحها أخذت قسطا من الراحة، ثم أجرت اتصالات مع بعض صديقاتها في طهران. لم يبدُ التعب على روكسانا حين وصلت إلى فيينا قادمة من طهران. الوجه الدائري النضر. الابتسامة غير المتكلفة. ثمة كلف وحبيبات صغيرة على وجهها، تلك وحدها العلامة التي تقول إن روكسانا كانت «وراء الشمس». وأثنت روكسانا في مطار فيينا على ميشيل بوستال سفير النمسا في طهران، وقالت إنه كان «إيجابيا جدا»، ولا يعرف على وجه الدقة الدور الذي لعبه هذا الدبلوماسي في الإفراج عن روكسانا. وكل ما قيل إنه يعرف عائلتها وإنه ساعد على إطلاق سراحها.