مراهق من نار

TT

«لم أتورط قط في السياسة» ـ مايكل جاكسون/1992 ـ بات الأسود لونا لم يعد الأسود لطخة أو لوثة لم يعد الأسود تهمة ثلاثة سود أنقذوا أميركا قدموا وجهها الآخر علمها مارتن لوثر احترام الإنسان علمها أوباما كيف تحلم بالتغيير اخترق بها مايكل جاكسون العالم جعل ثقافتها الشعبية خبزا يوميا عالم يشتمها وينبهر برقصها وغنائها

* جسَّد مايكل جاكسون جيلا عالميا شكل حزبا شبابيا جيلا ساذجا بلا سياسة جيلا بريئا هاربا من جيل أكبر جيلا أكثر صخبا واحتجاجا جيلا أكثر رشاقة جيلا يصنع الحب جيلا يرفض بوش والحرب

* الإبداع الاختلاف عن التقليد الإبداع تقديم شيء جديد من أم كلثوم القرون الخوالي من كلاسيكيات بينغ كروسبي وعبد الوهاب من رومانسيات سيناترا واوزنافور والأطرش قفز مايكل جاكسون إلى المشهد ابتكر الأغنية الشبابية الراقصة أنهى عصر «الآه» والتطريب يتحرك. يرقص. يطير يضرب بوقع سريع يخترق الأسماع بصوت عال رفيع كتب كلمات أغنيته بلغة مفهومة عبر بها القارات بلا ترجمة

* ترجم الـ«بيتلز» الثورة الجنسية صنعوا الحب بالـ«روك آند رول» ردَّت أميركا على «خنافس» بريطانيا خطف ألفيس برسلي جيل السبعينات فخطفه الموت المبكر ورثه المراهق مايكل جاكسون فغدا رمزا جنسيا فرض نفسه على «الموضة» فرض فوضى ملابسه زيا عالميا

* طار مايكل جاكسون شهرة فأسكرته خمرة النجاح نَََشَدَ الجمال المطلق فشوَّهه جراحو التجميل وضع على الوجه قناعا فازداد غموضا وبعدا هرب إلى الجنس والمخدرات وظل نباتيا لا يأكل اللحم والأسماك باع 790 مليون «ألبوم» كسب مئات الملايين وأنفق كأصحاب المليارات وبدد رصيده من الصحة

* هرب مايكل جاكسون إلى العرب فاتهمه اليهود باللاسامية شهَّرت به الصحافة بالشائعة لاحقه الدائنون ابتزه المبتزون برأه القضاء لكن زمن البراءة قد انتهي خطف عنف موسيقى الـ«راب» الساحة ظل جاكسون الأكثر رواجا الأشد غموضا وتناقضا يطرق الحزن ألبومه «بلاك آند وايت»:

«أري الضياء يخبو لن أنفق حياتي كمجرد كوني لونا» اكتهل مايكل وظل مراهقا من نار يرحل فيترك وراءه سحابة من دخان