الصامت.. وطأ القمر

نيل أرمسترونغ.. ريفي اختار الابتعاد عن الأضواء ورفض استغلال شهرته لتحقيق مكاسب مالية

TT

في ذكرى مرور أربعين عاما على نزول أول إنسان على سطح القمر، استقبل الرئيس باراك أوباما الاثنين الماضي رائدي الفضاء اللذين نفذا المهمة، نيل ارمسترونغ، أول إنسان حط على سطح القمر، وبز أولدرين الذي كان معه في مهمة أبولو 11. واستغل الرجلان المناسبة لكي يطالبا الرئيس بالمزيد من الاعتمادات الحكومية لمواصلة استكشاف الفضاء. وفي خطابين ألقياهما قبل يوم من مقابلة أوباما، قالا إن الولايات المتحدة يجب أن تقلل اهتمامها باكتشاف القمر، ويجب أن تتجه نحو المريخ.

ليوم واحد، ابتعدت واشنطن عن السياسة. وفرحت وهي تحتفل بذكرى الإنجاز التاريخي. وعندما تحدث أرمسترونغ وأولدرين في متحف الفضاء بالقرب من مبنى الكونغرس، احتشد سبعة آلاف شخص للاستماع لهما. لكن، لم تقدر قاعة المحاضرات على استقبال أكثر من خمسمائة شخص مما اضطر المسؤولين لإجراء قرعة. وبينما كان أولدرين أكثر حديثا وفصاحة، كان أرمسترونغ، وهو في الحقيقة، أول من نزل على سطح القمر، أكثر صمتا. ألقى خطابا مقتضبا، وأشار إلى رحلة «أبولو 11» التي نقلته إلى القمر يوم 20 يوليو (تموز) سنة 1969، في إحدى عشرة ثانية. وكان بقية خطابه المقتضب عن أهمية العلوم، وخاصة علوم الفضاء.

ولأن أرمسترونغ هو أول من نزل على سطح القمر، ركزت الصحف والتلفزيونات والإذاعات ومواقع الإنترنت عليه أكثر من أولدرين. غير أن كثيرا مما قيل عنه كان عن ابتعاده عن الأضواء وإصراره خلال خمسين عاما، على عدم استغلال الإنجاز التاريخي لمصلحته، شخصيا أو ماليا.

ربما من أسباب خجل وتواضع وهدوء أرمسترونغ، أنه ريفي ابن ريفي من ولاية اوهايو. ولد في مدينة واباكونيتا التي يسكنها أقل من عشرة آلاف شخص. وطبعا، هي فخورة به، وقد أسست متحفا صغيرا باسمه. وبسبب عطلة الصيف، كانت مدرسة بلوم الثانوية القريبة قد احتفلت، قبل شهرين بالمناسبة، وهي المدرسة التي درس فيها أرمسترونغ. وخلال الاحتفال، قدمت فرقة الكشافة عرضا خاصا، لأن أرمسترونغ كان عضوا بارزا فيها في ذلك الوقت. ونال جائزتين: «ايغل سكاوت» (الصقر الكشافة)، و«سلفر بافالو» (حيوان البافالو الفضي).

هل كان ذلك رمزا بأن الصبي الكشافة سيكشف القمر؟ يركز ميثاق «بوي سكاوت» (الكشافة الصبيان) على «أعمدة الثقافة الأميركية الثلاثة: الحرية والوطنية والفردية. غير أن المنظمة أحيانا تتهم بأنها تبالغ في ذلك. وأنها أخذت الفكرة من بريطانيا (مع نهاية القرن التاسع عشر)، وأضافت إليها مفاهيم أميركية استغلالية. رغم ابتعاد أرمسترونغ عن الإعلام والأضواء، يظل يتكلم، من وقت لآخر، في مؤتمرات الكشافة. ويقول إنه مدين لها بزيادة حبه للوطن، وزيادة تضحيته في سبيله. وانتقد مرة في مؤتمر للكشافة، بطريقة غير مباشرة، الصحافيين الذين يطاردونه بسبب شهرته. وقال إن الكشافة علمته التواضع.

وقد نشرت اللجنة الأميركية العليا للكشافة أن كل الاثني عشر رجلا الذين مشوا على سطح القمر (غير واحد فقط) كانوا، وهم صغار، أعضاء في الكشافة. بعد سنوات الكشافة في مدينته الصغيرة، بدأ أرمسترونغ سنوات العلوم وهندسة الفضاء في جامعة بيردو (ولاية انديانا). ورغم أنه كان قبل ذلك في معهد ماساغوستيس للتكنولوجيا على الساحل الشرقي، فضل أن يبقى في ولايات الوسط الريفية (تجاور انديانا اوهايو). ووجد أن مدينة ويست لافاييت التي فيها الجامعة لا تختلف كثيرا عن واباكونيتا الهادئة الصغيرة. لكنه اختار جامعة بيردو لسبب آخر، وهو ميله نحو الهندسة والفضاء، في جامعة اشتهرت بذلك. كان واحدا من أكثر من عشرين خريجا في كلية الهندسة في الجامعة نفسها صاروا رواد فضاء. والذي يزور الجامعة يشاهد ثلاثة تماثيل: كريسوم، أول من طار في الفضاء أكثر من مرة، وأرمسترونغ، أول من نزل على القمر، وكيرمان، آخر من نزل على القمر (وأصغر كل الذين نزلوا على القمر). وأخيرا، بنت الجامعة متحفا لرواد الفضاء الذين تخرجوا فيها، ومنهم امرأتان: ماري ويبار، وجانيس فوس.

ثم انتقل أرمسترونغ من الجامعة إلى الطيران. لا ترتبط جامعة بيردو ارتباطا خاصا مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) فقط، ولكن أيضا مع البنتاغون، وذلك بسبب برنامج عسكري (مثل برنامج الكشافة) في الجامعة يركز على حب الوطن، وخاصة الانضمام إلى القوات المسلحة. ويبدو أن روح الكشافة قادت أرمسترونغ إلى قاعدة بنسكولا العسكرية (في ولاية فلوريدا) حيث تدرب وصار طيارا.

وبعد عشر سنوات في السلاح الجوي الأميركي، اختير لبرنامج خاص كان هدفه تأسيس السلاح الفضائي الأميركي، بداية ببرنامج «دينا سور» لبناء أول سفينة فضاء. بعد ذلك بعشر سنوات، انتقل البرنامج إلى «ناسا»، التي أسست برنامجين: أولا، «جيمني» لإرسال الناس إلى الفضاء. ثانيا، «أبولو» لإرسال الناس إلى القمر.

كان أرمسترونغ من أوائل طياري السلاح الجوي الأميركي الذين انتقلوا إلى «ناسا». يوم 13 ـ 9 ـ 1962، استدعاه ديكي سلايتون، مسؤول كبير في «ناسا»، وسأله: «لماذا تريد السفر إلى الفضاء؟» أجاب: «لأني أريد الاشتراك في فتح آفاق جديدة لوطني». استعمل تعبير «حدود جديدة»، الذي كان شعار السيناتور جون كنيدي عندما خاض انتخابات رئاسة الجمهورية سنة 1960، ووعد بأنه «خلال عشر سنوات، سنرسل أول إنسان إلى القمر». وطبعا، لم يكن الرجلان يعلمان أنهما على موعد مع القدر: وعد كنيدي، ونفذ أرمسترونغ، بعد ست سنوات من وفاة كنيدي.

قبل قيادة برنامج «أبولو» للوصول إلى القمر، قاد أرمسترونغ برنامج «جيمني» للطيران في الفضاء. لهذا، لم تختر «ناسا» أرمسترونغ ليكون أول من ينزل على القمر صدفة، ولكن لأنه بدأ من أسفل السلم. يوم 16 ـ 3 ـ 1966، قاد سفينة الفضاء «جيمني 8» (أطلقها صاروخ تيتان) التي طاردت القمر الفضائي «اجينا» حتى لحقت به. وكانت تلك أول مرة في التاريخ تلتقي فيها سفينتا فضاء في الفضاء. ورددت الصحف ومحطات التلفزيون والإذاعة كلمة «رينديفو» التي صارت تعني شيئا آخر غير موعد غرامي.

بعد هذا الإنجاز، بدأ ارمسترونغ يشتهر، ليس فقط داخل أميركا، ولكن أيضا خارجها. وفي السنة نفسها، استقبله الرئيس ليندون جونسون في البيت الأبيض. وفي وقت لاحق، دعاه ليسافر معه في جولة إلى عشر دول في أميركا الجنوبية.

عام 1967، انتهى برنامج «جيمني» لإرسال الناس إلى الفضاء، وبدأ برنامج «أبولو» لإرسال الناس إلى القمر. لكن «ابولو» استمر لسنتين قبل أن تحقق «ابولو 11» الهدف. ومثلما اشترك أرمسترونغ في برنامج «جيمني» في الفضاء، ومن على سطح الأرض، من مركز الفضاء في هيوستن (ولاية تكساس)، اشترك أولا من مركز الفضاء في كل برامج سفن «ابولو»:

كانت «أبولو 1» أول سفينة بلا إنسان تطير إلى الفضاء البعيد (وليس فقط تدور حول الأرض)، ثم تعود. وأجرت «أبولو 2» تجربة الاعتماد على نوع جديد من الصواريخ، صاروخ «ساتيرن». لكن «أبولو 3» احترقت وبداخلها ثلاثة من رواد الفضاء، قبل إطلاقها في كيب كنيدي (ولاية فلوريدا). واحد من الذين احترقوا كان كريسوم، زميل أرمسترونغ في جامعة بيردو، والآن له في الجامعة تمثال، مثل تمثال أرمسترونغ نفسه. بعد الحريق، قررت «ناسا» العودة إلى إرسال «أبولو» من دون إنسان، حتى تتأكد من سلامة رحلاتها. لهذا، أجرت السفينة «أبولو 4»، من دون إنسان، تجارب على إطلاق زورق من جزأين: نحو القمر: «لونارموديل» (الجزء الأسفل الذي سيبقى على سطح القمر)، و«كوماندموبيل» (الجزء الأعلى الذي به القيادة الذي سيعود إلى السفينة). وأجرت «أبولو 5» من دون إنسان تجارب مماثلة. وأجرت «أبولو 6» من دون إنسان تجارب مماثلة. واشتهرت «أبولو 7» لأنها، لأول مرة، حملت ثلاثة أشخاص أجروا، في الفضاء وخلال عشرة أيام، تجارب على إطلاق الزورق المزدوج بجزئية: «كوماندموبيل» و«لونارموبيل»، معا ثم فصلهما، ثم ربطهما، ثم إعادتهما إلى السفينة. وفي «أبولو 8»، سافر ثلاثة أشخاص آخرون بالقرب من القمر، وداروا حوله، وأجروا التجارب نفسها. وفي «أبولو 9»، سافر ثلاثة رواد آخرون بالقرب من القمر، وداروا حوله، وأجروا التجارب نفسها. وفي «أبولو 10»، سافر ثلاثة آخرون، وفعلوا الأمر نفسه. لكن، هذه المرة، بقي اثنان في سفينة «أبولو 10»، ودخل الثالث الزورق المزدوج، واقترب من سطح القمر لمسافة ثمانية أميال، لكنه لم يهبط، ثم عاد إلى السفينة.

ويوم 20 ـ 7 ـ 1969، في «أبولو 11»، ولثمانية أيام، سافر ثلاثة أشخاص: أرمسترونغ، وأولدرين، وكولنز. ودخل أرمسترونغ وأولدرين الزورق المزدوج، وهبطا به على سطح القمر. وكان أرمسترونغ أول من نزل. وقال عبارة صارت مشهورة: «خطوة واحدة صغيرة لإنسان، لكنها قفزة عملاقة للجنس البشري». وبعد أن غرس الرجلان العلم الأميركي، وجمعا عينات من صخور وتراب القمر، عادا إلى الزورق. ثم فصلا الجزء الأسفل الذي لمس سطح القمر عن الجزء الأعلى الذي فيه أجهزة القيادة. وتركا الجزء الأسفل وعادا إلى السفينة في الجزء الأعلى. ثم عاد الثلاثة إلى الأرض ليحتفل بهم احتفال الأبطال.

كان أرمسترونغ يبلغ من العمر أربعين عاما عندما نزل على سطح القمر. لم تطل فترة زيارات القمر، استمرت لثلاث سنوات فقط، ثم توقفت نهائيا. وبعد أربعة شهور من نزول أرمسترونغ على سطح القمر، نزل رائدا فضاء آخران في «أبولو 12»، هم بيت كونراد وألان بين. ثم مضت سنة تقريبا، لم يذهب خلالها أي شخص. وكان السبب هو أن «أبولو 13» أصيبت بعطل فني عندما اقتربت من القمر. وبعد توتر وإثارة وقلق تابعه الكثيرون في أنحاء العالم، عادت المركبة الفضائية سالمة. وخلد الرحلة فيلم «أبولو 13»، وفيه عبارة «يا هيوستن، عندنا مشكلة»، إشارة إلى عبارة قائد الرحلة إلى مركز الفضاء في هيوستن (ولاية تكساس). وانضمت العبارة إلى الأمثال الأميركية التي تستعمل في الحياة اليومية إشارة إلى مشكلة غير متوقعة.

عام 1971، نزل على القمر في «أبولو 14» رائدا فضاء آخران هما: ألان شيبارد وإدغار ميتشل. وفي العام نفسه، في «أبولو 15» نزل اثنان آخران هما ديفيد سكوت، وجيمس اروين. وفي السنة التالية، كانت آخر زيارتين: في «أبولو 16»: جون يونغ، وتشارلز ديوك، وفي «أبولو 17»: هاريسون شميت، وايوجين كيرنان. كان الأخير أصغرهم كلهم سنا (36 سنة)، وأيضا آخر إنسان غادر القمر، ورغم أنه ليس مشهورا مثل الأول، أرمسترونغ، وجد شهرة معينة.

وبقدر ما رفض أرمسترونغ استغلال شهرته شخصيا وماليا، لم يرفض زميله أولدرين ذلك. اشترك في المسلسل التلفزيوني «سمبسون»، ومع شخصيات كرتونية في أفلام «ديزني»، وسمى لعبة كومبيوتر اسمها «تعال، سابقني نحو القمر». وفي الذكرى الأربعين لنزوله على القمر، اشترك في إعلان عن حقائب سفر، وقال وهو يرفع واحدة: «هذه حقيبة قوية، تتحمل السفر إلى القمر». وقال صحافيون ومراقبون إن أولدرين عكس أرمسترونغ. وقال زميلهما هانسن: «مرات كثيرة اتصل بي أولدرين لأقنع أرمسترونغ بأن يشترك في إعلان تلفزيوني أو مسلسل تلفزيوني».

وقال هانسن إن أرمسترونغ ربما خاف من أن تدخله الشهرة في مشاكل مثل ما أدخلت تشارلز لينديرغ، أول من عبر المحيط الأطلسي بطائرة (سنة 1927). وبقدر ما اشتهر بسبب ذلك أيضا، اشتهر بعد خطف ابنه وقتله. وبسبب الشهرتين، الإيجابية والسلبية، هرب من أميركا إلى أوروبا، حيث عاش لعشر سنوات تقريبا.

لكن، طبعا، لا يمكن أن يعيش أول من مشى على القمر من دون شهرة. ورغم أن أرمسترونغ تحاشى الأضواء، طاردته. كتب توم وولف، روائي مشهور في أميركا، رواية «رايت ستف» (شيء صحيح)، وهي عن نزول أرمسترونغ على القمر، لكن بصورة غير مباشرة. وذلك، طبعا، لأن أرمسترونغ رفض أن يتكلم عن الموضوع. وصف وولف أرمسترونغ بأنه: «أبدا وهو يتكلم معك، لا تتغير ملامح وجهه. تتركز عيناه الزرقاوان عليك. تسأله، فيفكر كثيرا، ثم يتكلم في هدوء، وفي كلمات مرصوصة رصا، وكأنها صادرة من كومبيوتر».

في كتاب مذكراته، قال زميله أولدرين إن «ناسا» ربما تعمدت اختيار أرمسترونغ ليكون أول من يمشى على القمر لأنه متواضع وهادئ وأخلاقي، ولن يريد أن يكون مليونيرا أو بليونيرا، مما حقق. فبعد عودة أرمسترونغ من الرحلة التاريخية، عاد إلى جامعة في ريف ولاية أوهايو، ليكون بعيدا عن الأضواء. وبعد عشر سنوات هناك، عمل في مجالس إدارات شركات، ليس ليكسب ماديا، ولكن كما قال: «لأقدم لهم خبراتي العلمية في مجال الفضاء». وقبل عشر سنوات تقاعد، وطبعا، أبعده التقاعد أكثر عن الأضواء.

يوم الاثنين الماضي، وصفت جريدة «واشنطن بوست» أرمسترونغ (78 سنة) على ألسنة رواد فضاء كانوا زملاء له، بأنه خجول وغير اجتماعي، ولا يحب الشهرة، «رغم أن الشهرة تطارده كأول إنسان مشى على سطح القمر». وقالت الجريدة إنه لم يظهر في التلفزيون إلا مرات قليلة جدا، خاصة للحديث عن كتب كتبها الذين رافقوه في الرحلة إلى القمر. كما أنه هو نفسه رفض أن يكتب كتابا مماثلا. ومؤخرا فقط، وتحت إلحاح عائلته بأنه كبر في السن، وافق على الحديث إلى جيمس هانسن، أستاذ التاريخ في جامعة أوبيرن (ولاية ألاباما) ليكتب كتاب: «أول رجل: حياة نيل أرمسترونغ».

وقالت زوجته كارول إنه يتلقى طلبات مقابلات صحافية بمعدل عشر مقابلات كل شهر، لكنه أحيانا لا يرد، حتى لا يرد معتذرا. وقالت «واشنطن بوست» إنه حتى لم يعتذر على طلبات منها لمقابلته.

ونفت «واشنطن بوست» أن يكون أرمسترونغ قد اعتنق الإسلام. لكنها لم تقل ذلك على لسانه، واشتكت بأنه رفض أن يتحدث إليها، وإلى أي صحافي، عن أي موضوع. وقالت الجريدة: «لأن أرمسترونغ ظل منعزلا وصامتا، خلق هالة من الألغاز حول نفسه، وبالتالي، خلق فراغا امتلأ بأفكار غريبة. مثلا: هناك إشاعة عمرها سنوات في العالم الإسلامي بأن أرمسترونغ اعتنق الإسلام بعد أن سمع أذان الصلاة على سطح القمر. لكن، ليس هذا صحيحا». وقالت الجريدة إن أرمسترونغ رفض أن يعلق على هذا الموضوع، وعلى أي موضوع آخر، وقالت: «غريبة، يريد أول من مشى على سطح القمر أن يتراجع القهقرى على سطح الأرض».