أبخازيا.. وهوس الاستقلال

البعض يقول إنها كادت تكون سببا في اشتعال حرب نووية.. وآخرون يشيرون إلى أنها حددت معالم العلاقات الروسية الأميركية

نساء في أبخازيا يحتفلن باستقلال الإقليم الأول الذي لم تعترف به إلا روسيا (إ.ب.أ)
TT

أبخازيا.. اسم لا يزال يتصدر نشرات أجهزة الإعلام المحلية والعالمية منذ صار رمزا يحدد الكثير من معالم الحاضر ويعيد رسم حدود منطقة تتنازعها التيارات السياسية والمصالح الفئوية والنزعات القومية في أكثر درجاتها حدة وتطرفا. أبخازيا التي تحمل عن جدارة اسم «لؤلؤة القوقاز» تظل في أمس الحاجة إلى من ينفض عن حقائق تاريخها غبار الزمن، ويرفع عن كاهلها ركام الماضي وظلم الحاضر. على عكس ما قاله فيدور دوستويفسكي أديب روسيا الشهير حول أن الجمال ينقذ العالم، فإن ما حظيت به أبخازيا من جمال آسر وطبيعة خلابة جعلها فريسة الطامعين ممن توالوا على حكمها منذ ما قبل الميلاد، وإلى أن صارت أخيرا القضية المحورية للصراع الذي يتواصل جنوب القوقاز لما يقرب من عقدين من الزمان، وحتى تاريخ الذكرى الأولى لاعتراف موسكو باستقلالها والذي يجرى اليوم الاحتفال به على نطاق واسع.

يقولون إنه على مقربة من شمال شرقي سوخوم الحالية عثروا على بقايا الإنسان الأول، أي ما يعود إلى 500 ألف سنة خلت. ويقولون أشياء كثيرة أخرى ثمة من يحاول من خلالها تأكيد وجهة نظره في الصراع الدائر مع جورجيا. لكن الثابت والمؤكد يتمثل في أن المكان تعاقبت على حكمه الكثير من إمبراطوريات الماضي، ومنها الإمبراطورية اليونانية التي كان لها فضل تأسيس الكثير من المدن الأبخازية مثل ديوسكريادا، وهي العاصمة سوخوم، وبيتيونت التي هي اليوم بيتسوندا أشهر المنتجعات السوفياتية، وغيرهما من المدن الأخرى التي تحتل اليوم مكانة متميزة على خريطة السياحة على ضفاف البحر الأسود جنوب سلسلة جبال القوقاز. استمر حكم اليونانيين منذ القرن السادس قبل الميلاد وحتى عام 64 قبل الميلاد الذي شهد بداية الغزو الروماني وما أعقبه من ظهور الإرساليات المسيحية التبشيرية، ثم الغزو الفارسي في القرن السادس الميلادي، ثم البيزنطي.

وبعيدا عن تعرجات التاريخ نشير إلى أن الأدبيات الأبخازية خلت، عن عمد على ما يبدو، من أي إشارة إلى سنوات العيش المشترك مع أو في إطار جورجيا.. تقول هذه الأدبيات إن أبخازيا ظهرت كدولة مستقلة عام 786. آنذاك أعلنت عائلة ليونيدوف عن قيام مملكة أبخازيا والتي أعقبتها في نهاية القرن العاشر مملكة الأبخاز بقيادة بقراط الثالث. ولم تنج المنطقة من غزو جحافل المغول والتتار في النصف الثاني من القرن الثالث عشر. وعن الأدبيات نفسها نشير إلى ظهور الإيطاليين منذ بداية القرن الثالث عشر وحتى منتصف القرن الخامس عشر، وهو ما نشهد آثاره في ما تركوه من قلاع وقرى تناثرت بطول شواطئ المنطقة التي سرعان ما داهمتها قوى الإمبراطورية العثمانية.

وفي إطار الصراع الذي احتدم بين الإمبراطورية العثمانية وجارتها الإمبراطورية الروسية انتقلت تبعية المكان إلى الإمبراطورية الروسية عام 1810. وفي عام 1864 أصدر القيصر ألكسندر الثالث مرسومه بحل إمارة أبخازيا وإخضاعها مع جورجيا وبقية شعوب المنطقة إلى تبعية «والي» منطقة القوقاز، ممثل القيصر، وهو وضع استمر حتى سقوط الإمبراطورية في عام 1917 وأولى سنوات السلطة السوفياتية التي شهدت عودة أبخازيا إلى وضعيتها التاريخية السابقة في عام 1919. وأعلنت أبخازيا قيام السلطة السوفياتية في عام 1921 تحت اسم «جمهورية أبخازيا السوفياتية الاشتراكية». الأكيد والثابت تاريخيا أن هذه الجمهورية انضمت بوضعيتها المستقلة إلى اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية مستقلة عن جورجيا التي انضمت إلى الاتحاد السوفياتي في إطار جمهورية ما وراء القوقاز إلى جانب كل من أرمينيا وأذربيجان.

وجاء الزعيم السوفياتي يوسف ستالين الجورجي الأصل ـ الأوسيتي القومية ـ ليتخذ قراره بضم أبخازيا إلى جورجيا في وضعية الجمهورية ذات الحكم الذاتي عام 1931. وللحقيقة والإنصاف نقول إن كل من يحاول تناول تاريخ المنطقة يحار أمام سيل المعلومات والتفسيرات المتضاربة التي تتباين بقدر تباين مواقع المؤرخين ومدى تأثرهم بوجهات نظر أو معلومات كل من الأطراف المتحاربة المتصارعة في هذه المنطقة. ولذا نسارع لنقول بوجوب ضرورة العودة إلى مراجع أخرى قد تحمل بعض الإضافات إلى هذه الاجتهادات. ونمضي لنقول إن اللغة الأبخازية تنتمي إلى مجموعة اللغات الأديجية (الأيبيرية القوقازية) فيما حارت طويلا بين استخدام الأبجدية الجورجية ثم اللاتينية ثم الكيريلية (السلافية) التي وجدت منذ ظهورها في عام 1862 لدى علماء اللغة من أبناء أبخازيا ما يوائمها في إطار الشكل الذي استقرت عليه اليوم بعد سلسلة من التغييرات التي طرأت عليها.

ونأتي إلى أخبار الأمس القريب التي كنا منها على مقربة شاهد عيان. يذكر الكثيرون أن سنوات البيريسترويكا التي كانت إيذانا بانفجار الصراعات القومية والحركات الانفصالية شهدت جنوح القيادة الجورجية في نهاية ثمانينات القرن الماضي نحو الانفصال عن الاتحاد السوفياتي قبل إعلان انفراط عقده رسميا في عام 1991. ففي عام 1989 أعلن الرئيس الجورجي زفياد غامساخورديا استقلال بلاده عن الاتحاد السوفياتي. ومضى إلى ما هو أبعد من ذلك حين اتخذ قرار إلغاء وضعية الحكم الذاتي التي كانت تتمتع بها جمهوريات أبخازيا وادجاريا وأوسيتيا الجنوبية في إطار الجمهورية الجورجية، وهو ما كان إيذانا باندلاع الحركات الانفصالية. فقد رفضت شعوب هذه الجمهوريات توجه الانفصال عن الاتحاد السوفياتي ومنها أبخازيا التي أعلنت أنها دخلت الاتحاد السوفياتي في غير إطار جورجيا وتملك حق إعلان رغبتها في البقاء ضمن الاتحاد السوفياتي.

وكان ذلك مقدمة أخرى لاندلاع الكثير من الاضطرابات التي عصفت بأمن الجمهورية والمناطق المجاورة التي شكلت كونفدرالية شعوب القوقاز، وقامت بتقديم الدعم المادي والعسكري لأبخازيا تأييدا لإعلان رئيسها السابق فلاديسلاف أردزينبا استقلال أبخازيا عن جورجيا. وبالمناسبة تنتشر في شوارع الكثير من المدن والقرى الأبخازية صور هذا الزعيم الذي تحول وهو لا يزال على قيد الحياة إلى بطل قومي يحظى بكل مظاهر التمجيد. وحين اتفق رؤساء جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق (عدا جمهوريات البلطيق الثلاث، أستونيا ولاتفيا وليتوانيا) حول فكرة تأسيس منظمة كومنولث الدول المستقلة في نهاية عام 1991، رفض غامساخورديا الانضمام إلى هذه المنظمة، مما كان مقدمة لوقوف روسيا وراء عودة إدوارد شيفرنادزه وزير خارجية الاتحاد السوفياتي السابق والحاكم الأسبق لجورجيا إلى بلاده ليتزعم المعارضة التي أطاحت بزفياد غامساخورديا. لكن عودة شيفرنادزه مدعوما من جانب القيادة الروسية بزعامة صديقه بوريس يلتسين لم تحمل السلام إلى أبخازيا التي واصلت كفاحها المسلح وخاضت حربا ضروسا في الفترة 1992 ـ 1993. وحققت أبخازيا نصرا مبهرا توجته باحتجاز شيفرنادزه في سوخوم العاصمة، ولم يخلصه من قبضة أبنائها آنذاك سوى تدخل الرئيس الروسي يلتسين. ومنذ ذلك الحين لم تتخل أبخازيا عن فكرة استقلالها الذي فرضته كأمر واقع منذ عام 1993 من دون أن تستطيع جورجيا النيل منه رغم تكرار محاولات تدخلها واستخدام القوة العسكرية. ويذكر التاريخ أن زفياد غامساخورديا لجأ إلى صديقه الجنرال جوهر دودايف الذي كان أعلن استقلال الشيشان عن روسيا في عام 1991. والتقاه في ضواحي غروزني لاجئا يمني نفسه بحلم العودة، مؤكدا أنه لا يزال الرئيس الشرعي لجورجيا. ولم تسعفه قوى صديقه دودايف لاستعادة الوطن الذي جرفته أحداث ذلك الزمان إلى الاتجاه المعاكس. وحين عاد وجد أن النهر جرت فيه مياه كثيرة جرفته بعيدا عن الهدف، مما دفعه إلى الانتحار، ليدفن في الشيشان إلى أن نقلت أسرته رفاته إلى جورجيا بعد نجاح «ثورتها الملونة».

ويذكر التاريخ أن الرئيس يلتسين أعلن صراحة عن إصراره على مساعدة شيفرنادزه الذي جنح بدوره إلى قبول انضمام جورجيا إلى الكومنولث رغم غزله مع ممثلي الدوائر الغربية الذين باركوا وصوله وعلى رأسهم وزير الخارجية الأميركية الأسبق جيمس بيكر ونظيره الألماني هانز ديتريخ جينشر.

وتفرض روسيا وقف إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة التي أقرت تشكيل قوات حفظ السلام الروسية تحت رعاية منظمة الكومنولث بموجب اتفاق داغوميس على مقربة من سوتشي في عام 1994، إلى جانب قوات مراقبي الأمم المتحدة التي يحتدم الجدل اليوم حول استمرارها في أبخازيا، ورفضت روسيا بموجب حق النقض استئناف نشاطها في المنطقة. وتتشابك خيوط الأوضاع في منطقتي شمال وجنوب القوقاز، وتتعقد القضايا التي عجز جميع أطرافها عن العثور على حلول سلمية لها.

ويمضي الزمن ليرحل يلتسين، وتطيح ثورة الورود التي تزعمها ميخائيل ساكاشفيلي بصديقه شيفرنادزه، لتعود غيوم الحرب وتخيم على المنطقة بعد إعلان ساكاشفيلي عن عزمه على استعادة الجمهوريات الانفصالية على حد قوله، في الوقت الذي كشف فيه عن خطته للانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي. وتظهر المشاكل من جديد، وتدخل روسيا بحكم دورها التاريخي في المنطقة طرفا لتفرض استمرار الأمر الواقع، وإن تغاضت عن استعادة جورجيا لجمهورية ادجاريا. ولم تكن روسيا بوتين لتقبل استمرار الأوضاع على ما كانت عليه إبان حكم الرئيس بوريس يلتسين، مما دفعها إلى إعلان خروجها في عام 2006 من اتفاق منظومة الكومنولث حول فرض الحصار الاقتصادي حول أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية والعودة إلى توجهات دعمهما ومنح الأغلبية الساحقة من مواطني الجمهوريتين الجنسية الروسية، مؤكدة أحقيتها في الذود عن مصالح مواطنيها أينما كانوا.

وكان إعلان المجتمع الغربي عن موقفه المؤيد لاستقلال كوسوفو في البلقان سابقة حذرت روسيا من مغبتها، مؤكدة احتمالات انسحاب الموقف نفسه على وضعية الجمهوريات غير المعترف بها في القوقاز أي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وكانت قد اشتعلت حرب القوقاز في أغسطس (آب) من العام الماضي في أعقاب ارتكاب الرئيس الجورجي غزو جورجيا لجمهورية أوسيتيا الجنوبية، وهو ما استغلته روسيا لإعادة فرض الأمر الواقع رغما عن إرادة المجتمع الدولي. ولم تكتف موسكو بفرض الأمر الواقع، بل وقننته رسميا باعترافها بالجمهوريتين وإقامة العلاقات الدبلوماسية معهما. ثمة من يقول إن أبخازيا كادت تكون سببا في اشتعال الحرب النووية، فيما يقول آخرون إنها حددت الكثير من معالم تاريخ الماضي والحاضر في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة والدول الغربية. يعود بعض هذه الحكايات إلى يوم كان يجلس فيه الزعيم السوفياتي الأسبق نيكيتا خروشوف على شاطئ منتجع بيتسوندا ـ أشهر المنتجعات السوفياتية ـ الذي سبق وكان خاصا بالقيادات الحزبية السابقة على ضفاف البحر الأسود. آنذاك وجد من يقول له إن على الشاطئ الآخر من البحر نفسه صواريخ نصبتها الولايات المتحدة في تركيا، فيما تحمل الرؤوس النووية الموجهة صوب الاتحاد السوفياتي. لم يستغرق خروشوف في تفكيره طويلا ليعلن عن رغبته في فرض وضع مماثل وجده في خطة نصب الصواريخ السوفياتية في كوبا قبالة سواحل فلوريدا الأميركية، مما كان سببا في تفجير ما سمي بـ«أزمة خليج الخنازير» التي أطارت صواب الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي. ويذكر التاريخ أن كيندي أصر على ضرورة إزالتها، وهو ما تحقق آنذاك شريطة التزام الولايات المتحدة بعدم المساس بأمن كوبا.

حكاية أخرى ترتبط بهذا الشاطئ استمعت إليها في مطلع تسعينات القرن الماضي من الجنرال سيميتشاستني رئيس جهاز أمن الدولة في منتصف ستينات القرن الماضي. قال الجنرال إن القيادة السوفياتية في ذلك الحين كانت قد انتهت من إعداد خطة الإطاحة بخروشوف بعد عودته من زيارة مصر، التي سمح لنفسه فيها بتقليد الرئيس جمال عبد الناصر نجمة بطل الاتحاد السوفياتي رغم موقفه المعروف حول عدائه للشيوعية. وأضاف أن خروشوف مضى إلى ما هو أبعد من ذلك حين قام بتقليد المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية أيضا النجمة ولم يكن قد صدر بها مرسوم من هيئة رئاسة السوفيات الأعلى. ومضى سيميتشاستني ليقول إن أعضاء المكتب السياسي وعلى رأسهم ليونيد بريجنيف حرصوا على إبعاد خروشوف عن العاصمة، وأقنعوه بضرورة سفره لقضاء فترة راحة في منتجع بيتسوندا. وهناك على ضفاف البحر الأسود حددوا إقامته وفرضوا عليه حصارهم إلى حين دعوة أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي إلى اجتماع عاجل في موسكو. وتحت حراسة مشددة نقلوه إلى موسكو لحضور ذلك الاجتماع في أكتوبر (تشرين الأول) 1964 الذي أعلنوا فيه قرارهم حول تنحيته. ونذكر أن ما سجله خروشوف في مذكراته من تفاصيل لتلك الواقعة لم نجد فيه ما يختلف عما سمعناه من سيميتشاستني.

عدد القوميات في أبخازيا يتجاوز 25 قومية، أكبرها اليوم الأبخازية والتي لا يتعدى عدد أفرادها المائة ألف نسمة حسب الإحصائيات غير الرسمية. وهناك أيضا الروسية والجورجية واليونانية والأرمينية والأذربيجانية والبولندية والأستونية، إلى جانب القليل من ممثلي بقية أقوام الإمبراطورية الروسية السابقة. عدد المسلمين لا يتجاوز حسب تقديرات رئيس الجمهورية سيرغي باغابش 4 ـ 6% من تعداد سكان الجمهورية البالغ 300 ألف نسمة، معظمهم من العائدين من تركيا وبلدان المهجر التي فروا إليها مع أسلافهم إبان سنوات القمع الروسي والجورجي حسب حكايات بعض العائدين.

التقينا بعضهم في قرية غوليريتش على مقربة من وادي كودور الذي طالما شهد أكثر معارك حرب الاستقلال حدة وضراوة، وعلى مسافة ما يقرب من 15 كيلومترا من سوخوم العاصمة. حديثنا دار عبر ترجمة من الأبخازية إلى الروسية تولاها داؤور كوفا نائب وزير خارجية أبخازيا الذي اصطحبنا إلى هناك بموجب اتفاق مسبق مع الخاس كفيتينيا رئيس المجلس المحلي للقرية. قالوا إن الغالبية من ممثلي القومية الأبخازية لا تزال تقطن تركيا التي يعيش بها قرابة 400 ألف أبخازي، وإنهم عادوا للمشاركة مع الأهل في معركة بناء أبخازيا الجديدة بعد الاستقلال. أعربوا عن همومهم تجاه ضرورة الاعتراف الدولي من جانب الأشقاء في الدين والعقيدة. كشفوا عن تذمر وسخط شديدين إزاء ما وصفوه بعدم موضوعية الإعلام الدولي الذي يتبنى وجهة نظر جورجيا تجاه مسألة استقلال أبخازيا. أشاروا إلى الكثير من أمثلة تشويه حقائق التاريخ والجغرافيا ومنها ما يتعلق بالأصول والعلاقة المشتركة مع جورجيا على مر العصور.

كشفوا عن رغبة جارفة في البحث عن الأصول والتواصل مع الأبخازيين الذين ينتشرون في البلدان العربية.. في مصر والأردن وسورية وتركيا وإيران. طلبوا مساعدة أشقائهم في العقيدة لبناء المساجد في جمهورية تكاد تكون الوحيدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق التي تخلو من عمارة المسجد. ما يوجد هناك بما في ذلك سوخوم العاصمة بيوت عبادة متواضعة يجتمعون بها لأداء فريضة صلاة الجمعة.

في سوخوم العاصمة المسجد الوحيد أو بيت العبادة عبارة عن قاعة متوسطة الحجم، ملحق بها عدة أماكن صغيرة للوضوء، غير بعيدة عن وسط المدينة. كان المسجد مغلقا عند زيارتنا له. قالوا إن الإمام المسؤول عن الشؤون الدينية في أبخازيا موجود في موسكو لحضور أحد المؤتمرات التي يعقدونها هناك. الرئيس سيرغي باغابش ووزير خارجيته سيرغي شامبا أكدا أن الجمهورية خصصت قطعة أرض في وسط العاصمة لبناء المسجد، لكن ضيق ذات اليد يحول دون إتمام هذا المشروع، مما يفتح الباب أمام أي مبادرة عربية، قال الكثيرون إن مسلمي أبخازيا وأشقاءهم في الوطن يرحبون بها.