امرأة من حديد.. وحرير «أنغيلا ميركل أنثى حقا.
لكنها لم تكتشف ذلك» ـ سيغولين رويال/ 2007 ـ - أشعر بأنكِ تَحْظَيْنَ بالاحترام أكثر من الحب.
- لقد عثرت في الانتخابات على الزوج المناسب.
- لكنه شاذ يرأس حزبا لرجال الأعمال! - وأنا بروتستنتية أرأس حزبا كاثوليكيا.
- كيف تفسرين نجاحه؟
- رسم رقم 18% على حذائه. كافأه الناخبون. أعجبوا بالفكرة. منحوه 15%. حذاء كبير. هدية لحزب صغير.
- لكنه بات صانع القرار، ووزيرا للخارجية.
- غويدو زوج مريح. تعبت مع الاشتراكي ستانميير.
- أتصوركِ جان دارك ألمانيا.
- لا. أنا المستشارة بسمارك. رئيسة الحكومة.
- كأنك أفقدتِ ألمانيا عذريتها المسلحة.
- ماذا تقصد؟
- بعد ثلاث حروب في أوروبا، استعادت ألمانيا براءتها. أقسم اليمين بعدم إرسال جنودها خارج حدودها.
- صحيح. بدلا من الجنود. صدّرنا السلع.
- لكنك صدَّرتِ أربعة آلاف جندي إلى أفغانستان.
- الناس على دين ملوكهم. أوباما اليوم ملك أميركا وأوروبا. إنْ حارب حاربنا معه.
- ساركوزي يريد منك تعويم اقتصاد أوروبا.
- ساركوزي رجل مُناكف. لكنه شريك لا بديل عنه. ليطلب التمويل من كوريا والصين. بنوك ألمانيا مفلسة على 816 مليار يورو. عندي عجز في الميزانية. لم نعد قاطرة أوروبا.
- وشريككِ الجديد يطالب بحوافز لرجال البزنس.
- أنا معه في خفض الضرائب. لكن ليس بإعفائهم منها.
- العرب مستهلكون كبار لسلع ألمانيا. هم أيضا يريدون حوافز. ثوب جديد لك.
- عشت في ألمانيا الشيوعية. الحزب القائد يصمم أحذية الرجال. الجبهة الوطنية التقدمية تصمم فساتين النساء.
- لماذا لا تتركين الطليان يصممون زيّا لك؟
- برلسكوني هددني بزي خفيف. كلما قبلني قبلة ديبلوماسية، طالبني بتخفيف وزني.
- خذي صوفيا ولولو بريجيدا. هما في السبعين. تبدوان في الثلاثين.
- ألمانيا ليست منطادا. إذا خففتُ وزني، طارت ألمانيا. أنا صناعة ألمانية ثقيلة. قبضة من حديد في قفاز من حرير.
* - حضرة العماد. إرْبِتْ تِنْحَلّ. نحن في العام 2099.
- لبنان لن يبقى بلا حكومي. من تسعين سنة وأنا متفائل.
- مون جنرال. كلما تفاءلت، تشاءمت الأكثرية.
- عندما التقيت الشيخ سعد قبل تسعين سنة، حَطَّيْت براسه. مش أنا اللي بيعرقل. هَيدا نبيه بري. والشيخ نمره اتنين في حزب الله. ييه ! نسيت اسمه. يا بنتي. شو اسمه هَيْدا حليفنا في حزب الله؟
- بابي. اسمه الشيخ نعيم.
- تسلمي لأبوكِ. أيْوَهْ. الشيخ نعيم. كلما إربت تنحل، بيروح ناتر تصريح يخربط الدني.
- وإنت مون جنرال. تخربط الدني. كلما إربت تنحل. تطالب بتوزير صهرك باسيل.
- من تسعين سنة، وأنا أصرح وأعلن. ليس عندي شروط. بس الموارني يلزمهم وزارات سيادية. وزارة الداخلية مثلا.
- الداخلية من حصة رئيس الجمهورية. يعني من حصة الموارنة.
- طيب. وَيْن وزارة المواصلات؟ صهري باسيل خبير مواصلات. يُخْرُبْ ذَوْقُه شو بيفهم. خبير بالتنصت على التليفونات. - الحريري يرفض توزيره. مون جنرال. صهرك فاشل في الانتخابات.
- شو دخل الحريري بالعَيْلِي. هَيْدا جعجع اللي يحرض الحريري على باسيل.
- جعجع يطالب بحكومة أكثرية.
- جعجع يحرض البطرك ضد توزير العَيْلي. البطرك يراهن ع السنيورة. من تسعين سنة، والسنيورة يترأس حكومة مؤقتة. حكومة تصريف أعمال. مش معقول.
- شو رأيك. مون جنرال. بحكومة تكنوقراط؟
- الأكثرية حرة. الأكثرية توزر التكنوقراط. وأنا وبري وحسن حزب الله نوزَّر الساسة. حكومي مخلوطة. إربت تنحل.
* عزيزي رئيس التحرير وصلت إلى الآخرة. الجحيم لا يطاق. لم أجد «تيد» كنيدي! قالوا لي إنه يقيم مع إخوته في جنة عدن. لكن وجدت أباهم هنا. خطيئته أنه جمع لهم ثروة طائلة. لحسن الحظ. لم أنس الكومبيوتر. قرأت رثائي في «نيويورك تايمس». أعتب عليك. اعتقلتني في الصفحات الداخلية. ووضعت المخرج رومان بولانسكي على الصفحة الأولى، لمجرد أنه اعتدى على مراهقة. أنا اعتديت على كل الساسة. كتبت خطب نيكسون. منحوني جائزة بوليتزر. وجردوه هو من البيت الأبيض. كنت أتوقع رؤية كل رؤساء أميركا في الجحيم. لم أعثر عليهم! قُلْ لكاسترو أنهم أُعفوا من «الخدمة» هنا. يكفي عذابهم بنار الدنيا. وجدت الصديق بيغن في استقبالي. بيغن يشعر بالكآبة. قال لي إنه ينتظر وصول شارون على أحرّ من الجمر. لا أكتمك. شعرت بالدهشة. لم أعثر علي عربي واحد في هذا الجحيم! حتى المطرب الذي غنى «نار. يا حبيبي. نار» اختفى من هنا. بجانبي حاخام غاضب. قال لي نحن نَتَلَوَّى نارا وسعيرا هنا. والعرب صاموا رمضان في ماربيا ونيس وكان. أجبته. طائرات أميركا لا تريد أن تحملهم إلى هنا. تخشى أحزمتهم الناسفة.
عزيزي رئيس التحرير أنا بغاية الشوق إليك. أتوقع وصولك قريبا. تعال. تمتع بإجازتك هنا. الحر شديد. لكنه أخف من نار الأخبار والأسعار في الدنيا.
صديقك المعذَّب الصحافي وليم سَفيْر