نابوليتانو.. «الشرطية الإيطالية» في بلاد العم سام

وزيرة الأمن الأميركي التي ينتقدها الجمهوريون والديمقراطيون ويثق بها أوباما

TT

في الأسبوع الماضي، ذهبت جانيت نابوليتانو، وزيرة الأمن الأميركية، إلى الكونغرس للشهادة في جلسة استجواب بمجلس الشيوخ. وكانت تعرف أنها ستواجه انتقادات من الجانبين: الديمقراطيين والجمهوريين. وكانت تعرف أن الجانبين سيقولان لها إنها تمسك العصا من وسطها. وكانت تعرف أنها ستقدر على الرد على الجانبين. وأنها، نعم، تمسك العصا من الوسط، لأنها ظلت تفعل هذا طول حياتها السياسية. خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة، عندما كانت وزيرة العدل، ثم حاكمة ولاية أريزونا. وخاصة بعد أن اختارها، في السنة الماضية، الرئيس باراك أوباما وزيرة للأمن. ظلت تمسك العصا من الوسط لأنها:

أولا: «تقدمية» في حزب ديمقراطي «ليبرالي».

ثانيا: «تقدمية» حكمت ولاية جمهورية «محافظة».

ثالثا: «إنسانية» مع تعارض لمهاجرين «خرقوا القانون».

رابعا: «معتدلة» في مواجهة «الحرب العالمية ضد الإرهاب».

خامسا: «إيطالية عاطفية» في مجتمع «بروتستاني وقور».

وفي استجواب الأسبوع الماضي في الكونغرس، واجهت نابوليتانو انتقادات من الجانبين: الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي. في جانب، جرى الحوار الآتي مع السناتور جون ماكين (جمهوري من ولاية أريزونا، التي كانت نابوليتانو حاكمة لها):

* متى سترسلين الحرس الوطني لحماية الحدود مع المكسيك ضد المتسللين إلى ولايتي، ولاية أريزونا؟

- ندرس الموضوع مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع.

* إلى متى تدرسون والأجانب المتسللون يرعبون أمهات يمشين مع أولادهن وبناتهن إلى المدارس كل صباح؟ جاءوا إلى هنا، إلى مكتبي، واشتكوا.

- نعرف ذلك، لكننا لا بد أن ندرس الموضوع قبل أن نتحرك.

* لماذا تعارضين قانون ولاية أريزونا الجديد باعتقال الأجانب المتسللين إذا ارتكبوا جريمة أو مخالفة؟

- عندما كنت حاكمة ولاية أريزونا أصدرت قانونا مشابها. لكن، انتقدني كونغرس الولاية (الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري).

* تعارضين القانون وأنت قلت إنك لم تقرأيه؟

- لم أقرأ تفاصيله، لكنى أعرف محتواه...

وهكذا، خطأ أو صوابا، برهنت نابوليتانو على أنها، حقيقة، مناكِفة من الدرجة الأولى، مناكفة نيويوركية إيطالية.

ولدت نابوليتانو بنيويورك سنة 1957، في عائلة مهاجرين إيطاليين. حيث كان فيليبو نابوليتانو، جدها، قد هاجر من سان ماركو في شمال إيطاليا إلى أميركا سنة 1890. وفي سنة 1950، تخرج والدها في كلية الطب بجامعة نيويورك، ثم عمل أستاذا في الكلية نفسها. وفي سنة 1967، انتقل الوالد عميدا لكلية الطب في جامعة نيومكسيكو، وانتقلت معه العائلة. وهكذا، انتقلت ثقافة وهوية نابوليتانو من نيويورك «الليبرالية» على الساحل الشرقي إلى ولايات الجنوب الغربي «المحافظة» والمجاورة للمكسيك.

ثم درست في جامعة كاليفورنيا، ثم حصلت على ماجستير في القانون من جامعة فرجينيا، ثم عادت إلى «ساوث ويست» (الجنوب الغربي)، وعملت محامية في ولاية أريزونا المجاورة لولاية نيومكسيكو.

وخلال عشرين سنة هناك، ورغم تناقضات واضحة في حياتها وهويتها وأفكارها، صارت ديمقراطية «تقدمية» في ولاية أغلبية سكانها جمهوريون «محافظون». لكن، علمتها هذه التناقضات أن تكون «واقعية». وأن «تمسك العصا من الوسط»، كما وصفتها، في الشهر الماضي، مجلة «ويكلي ستاندراد» المحافظة. ويبدو أنها الحقيقة.

في بداية التسعينات، وهي محامية في ولاية أريزونا، قررت أن تكون السياسة مهنتها الجديدة. ومثلت الولاية في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي. واشتركت في الحملة الانتخابية للرئيس كلينتون (كان حاكم ولاية آركنسا). وعندما فاز في سنة 1992، عينها مدعية فيدرالية في ولاية أريزونا. وبعد نهاية عهد كلينتون وبداية عهد بوش الابن، عادت إلى المحاماة والسياسة. وفي سنة 2002، ترشحت حاكمة للولاية وفازت. وفي سنة 2006، فازت مرة أخرى، وربما كانت ستفوز مرة ثالثة في انتخابات هذه السنة لولا أن أوباما اختارها في السنة الماضية وزيرة للأمن. وعلى رأس السياسيين الذين يقودون الحزب الديمقراطي، لا تُذكر جانيت نابوليتانو إلا وتذكر هيلاري كلينتون. وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن نابوليتانو أقرب إلى فكر (وربما إلى قلب) أوباما أكثر من هيلاري. وإن هيلاري لا ترتاح لذلك. وهذه بعض الأسباب:

أولا: مثل أوباما، تنتمي نابوليتانو إلى الجناح التقدمي (بروغريسيف) في الحزب.

بدأت هيلاري وزوجها الرئيس السابق بيل حياتهما السياسية، في ريف ولاية آركنسا، تقدميين. لكن، في بداية التسعينات، وبعد اثنتي عشرة سنة من حكم الحزب الجمهوري في البيت الأبيض (ثمان سنوات الرئيس ريغان، وأربع سنوات الرئيس بوش الأب)، اقتنعا بأن تيار «المحافظين» في الحزب الجمهوري يكاد يسيطر على الحزب وعلى الحياة السياسية في أميركا. وأن تيار «التقدميين» (مثل القس الأسود جيسي جاكسون، والسناتور غاري هارت) يسيطر على الحزب الديمقراطي، ويكاد يفقد أي أمل لأن يحكم أميركا. لهذا، تحولت هيلاري وزوجها نحو الوسط. وأثبتا ذكاءهما. مرتان، فاز بيل كلينتون برئاسة الجمهورية باسم وسط الحزب. ولا يزالان ينتميان لوسط الحزب.

ثانيا: نابوليتانو، مثل أوباما، وربما بسبب خلفيتها الإيطالية وخلفيته الأفريقية، أكثر انشراحا وانبساطا من هيلاري. وإذا كانت شخصية نابوليتانو تميل نحو «الدفء»، فإن شخصية هيلاري تميل نحو «البرودة». وإذا كان صخب نيويورك قد أثر في نابوليتانو، فإن ريف ولاية آركنسا أثر في هيلاري. وإذا كانت نابوليتانو قد اشتهرت بأنها «مناكفة»، فإن هيلاري اشتهرت بأنها «دبلوماسية».. ربما لهذا، في سنة 2004، انتشرت إشاعة بأن الحزب الديمقراطي سيختار نابوليتانو نائبة للسناتور جون كيري لرئاسة الجمهورية، لأنها ستضيف «حرارة» للقائمة. لكن، اختار الحزب السناتور جون إدواردز. وسقط الاثنان أمام بوش وشيني.

ثالثا: بسبب هذه الاختلافات ولأسباب أخرى، وحتى قبل ظهور أوباما في قيادة الحزب الديمقراطي، ظهرت منافسة شخصية أو شبه شخصية بين نابوليتانو وهيلاري. وكانت نابوليتانو تريد الترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الديمقراطي، وهي تعرف أن هيلاري تريد الشيء نفسه. وعندما ارتفع نجم أوباما، انسحبت نابوليتانو، وأيدته. ويبدو أن هيلاري لن تنسى ذلك أبدا. ويبدو أن أوباما أيضا لم ينس ذلك، لأنه اختار نابوليتانو وزيرة للأمن.

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إنه لم يكن سرا أن أوباما، في البداية، لم يكن يريد هيلاري وزيرة للخارجية أو غير الخارجية، وذلك بسبب تبادل الاتهامات خلال الحملة الانتخابية. وحتى عندما وافق، اشترط عليها أن تصدر هي وزوجها الرئيس السابق بيانات بأنها ابتعدت من نشاطات زوجها الاستشارية العالمية، التي درت عليه ملايين الدولارات. وفعلا ذلك، ووافق أوباما.

وأيضا، لم يكن سرا أن نابوليتانو كانت تريد من أوباما أن يختارها وزيرة للعدل. وفي البداية، لم يرفض أوباما. لكنه، لتوثيق علاقاته مع الأميركيين السود (كان بعضهم اتهمه خلال الحملة الانتخابية بأنه لا يتحمس لقضاياهم لأن والدته بيضاء، ولأنه تربي في بيت جده وجدته الأبيضين). لهذا، اختار أوباما المحامي الأسود أريك هولدر وزيرا للعدل.

لكن، لسوء حظ نابوليتانو، ولحسن حظ هيلاري كلينتون، يبدو أن مشكلات وزارة الخارجية أقل من مشكلات وزارة الأمن. وفي الوقت الحاضر، تواجه الوزيرة نابوليتانو ثلاث مشكلات رئيسية:

أولا: الحرب ضد الإرهاب. ومرة أخرى لسوء حظها، شهدت فترة وزارتها ثلاث عمليات إرهابية رئيسية داخل أميركا (الأميركي الفلسطيني نضال حسن الذي قتل 13 عسكريا في قاعدة فورت هود في تكساس. والنيجري عمر الفاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أقلعت من أمستردام إلى ديترويت. والأميركي الباكستاني فيصل شاه زاد الذي حاول تفجير سيارة في نيويورك).

ثانيا: تسلل المكسيكيين عبر الحدود. وعلى الرغم من أن نابوليتانو كانت متشددة ضد هؤلاء عندما كانت حاكمة لولاية أريزونا، فإنها صارت الآن تدافع عن سياسة الرئيس أوباما بعدم التشدد. وكما أوضح الاستجواب في الكونغرس الأسبوع الماضي، صارت تعارض قانونا ضد المتسللين كانت أصدرت مثله عندما كانت حاكمة للولاية.

ثالثا: تسرب البترول من بئر شركة «بي بي» البريطانية في خليج المكسيك، وزحفه التدريجي نحو سواحل وبلاجات ولايات لويزيانا ومسيسبي وفلوريدا.

في موضوع تسلل المكسيكيين، انتقدها قادة الحزب الجمهوري انتقادا شديدا. مثل جان بروار التي خلفتها حاكمة لولاية أريزونا. والتي قالت: «تغيرت جانيت نابوليتانو بعد أن ذهبت واشنطن. كانت تتكلم باسم أريزونا، وصارت الآن تتكلم باسم واشنطن. صارت مثل سياسي واشنطن».

وفي موضوع الإرهاب، أيضا انتقدها قادة الحزب الجمهوري، ومنذ أول يوم اختارها فيه أوباما وزيرة للأمن. وأثارت غضبهم، وحتى غضب منتمين إلى الحزب الديمقراطي عندما حاولت تحاشي وصف «الحرب ضد الإرهاب»، واستعملت وصف «أعمال عنف بشرية».

كان أوباما نفسه قد حاول ذلك.،لكن عاد الاثنان إلى «الحرب ضد الإرهاب» بسبب ضغوط من قادة الحزب الديمقراطي. قالوا إن الشعب الأميركي يؤمن بأنه يخوض حربا ضد الإرهاب. وأن تحاشي ذلك، مهما كانت الأسباب، سيعتبر انتحارا سياسيا بالنسبة إلى أوباما وبالنسبة إلى الحزب الديمقراطي، عندما يأتي وقت الانتخابات.

وزادت نابوليتانو الطين بلة عندما قالت إن الإرهاب كان موجودا قبل هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، وإن إرهابيين كانوا دخلوا الولايات المتحدة عن طريق كندا. لكنها، في وقت لاحق، اعتذرت. وصار واضحا أنها كانت تتحدث عن الجزائري أحمد رسام، الذي حاول سنة 2000، تفجير مباني في لوس أنجليس (في ليلة بداية القرن الحادي والعشرين)، وكان دخل عن طريق كندا. وكانت تلك حالة استثنائية ولا تمكن مقارنتها بهجوم 11 سبتمبر.

ومرة أخرى، زادت نابوليتانو الطين بلة عندما أصدرت تقريرا قالت فيه: «بسبب سياسات يمينية عندما كان جورج دبليو بوش رئيسا، زاد التطرف اليميني في الولايات المتحدة. وبسبب هذا، زاد التطرف المعادي (تقصد الإسلاميين المتطرفين) خارج الولايات المتحدة».

كان من بين الذين هاجموها مايكل سافدج، صاحب برنامج إذاعي يميني متطرف. وقال: «هل تقصد نابوليتانو أن العسكريين الذين يحموننا من الإرهاب هم إرهابيون؟ هل تقصد أن ما تسميه الإرهاب اليميني أخطر من الإرهاب الإسلامي؟ هل تريد وزيرة الأمن حمايتنا ضد الإرهابيين؟ أو تريد تشجيع الإرهابيين ضدنا؟».

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مباشرة بعد اعتقال النيجري عمر الفاروق عبد المطلب، قللت من خطره. وفي أبريل (نيسان)، مباشرة بعد اعتقال الأميركي الباكستاني فيصل شاه زاد، أيضا، قللت من خطره.

وعلى الرغم من أنها غيرت رأيها عندما ظهرت معلومات جديدة، فإن أعداءها لم يغفروا لها. وسماها بعضهم «وزيرة اللا أمن.» وهكذا، عرفت نابوليتانو «التقدمية» أنها لا بد أن تكون «واقعية»، ولا بد أن تسير مع التيار الأميركي العام.

ولم يحسدها كثير من «التقدميين»، ولم يحسدها أهلها الإيطاليون. ذلك لأن الصحف الإيطالية تابعت صعودها إلى منصب حاكمة ولاية أميركية. وكادت تطير من الفرح عندما صارت وزيرة للأمن. وسمتها صحيفة «لا استاميا» الإيطالية «الشرطية الإيطالية».

لم تكن نابوليتانو أول أميركية من أصل إيطالي تقفز إلى قمة الحكم في الولايات المتحدة. قبلها، قفزت نانسي بلوسي (أيضا تقدمية)، وصارت رئيسة لمجلس النواب. وقفز صمويل إليتو وأنطونيو سكاليا (يمينيان)، وصارا عضوين في المحكمة العليا التي تفسر الدستور. وقفز جودي غولياني (يميني)، وصار عمدة لمدينة نيويورك. وقبل سنتين، ترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الجمهوري، ثم انسحب.

في السنة الماضية، عندما قالت نابوليتانو إنه لا داع لاستعمال عبارة «الحرب ضد الإرهاب»، تندر عليها غولياني، وقال إنها «نيويوركية تركت نيويورك قبل أن تتعرض لهجوم 11 سبتمبر» و«إيطالية ليس عندها دم الإيطاليين الذي يغلي». (يقصد غضبا على الإرهابيين).

لكنها، بالنسبة إلى الإيطاليين، مصدر فخر. وصادف أن اسمها، نابوليتانو، أيضا اسم رئيس جمهورية إيطاليا: جورجيو نابوليتانو. وكما يوضح الاسم، تعود جذور العائلتين إلى مدينة نابولي.

لكن، حتى هنا، وجدت الوزيرة نفسها في وضع صعب:

في جانب يفتخر بها الأميركيون الإيطاليون لأنها تتشدد ضد المتسللين المكسيكيين. وفي جانب، ينقدها الأميركيون المكسيكيون، لأن جدها أيضا ترك وطنه وجاء إلى أميركا. (قالوا إنه جاء بصورة غير شرعية، لكن لم يثبت هذا الاتهام).

وحتي في إيطاليا، وجدت الوزيرة نفسها في وضع صعب:

في جانب، يؤيدها إيطاليون ضد المتسللين الأجانب، لأن إيطاليا نفسها تعاني المتسللين الأجانب (خاصة العرب والأفارقة). وفي جانب، ينتقدها إيطاليون لأنها هي نفسها حفيدة «متسلل» أجنبي.

لكن، صار واضحا أن موضوع المتسللين الأجانب إلى داخل أميركا موضوع معقد، وقالت صحيفة «أريزونا ريبابليك» إنه «أكبر من نابوليتانو، إيطالية أو فرنسية». وإن في الولايات المتحدة عشرة ملايين متسلل أجنبي، منهم ستة ملايين من المكسيك، ومن هؤلاء نصف مليون يعيشون في ولاية أريزونا.

و«أكبر من نابوليتانو، ديمقراطية أو جمهورية»، وذلك لأن الرئيس السابق بوش الابن فشل في حل المشكلة، رغم أنه جمهوري، ورغم أن الحزب الجمهوري كان يسيطر على الكونغرس.

وقال صحافيون ومراقبون في واشنطن إن نابوليتانو «ساخنة الدم» تواجه الثلاث مشكلات الرئيسية (الإرهاب والمستللين وتسرب البترول) مثلما لم يواجهها وزير أو وزيرة. وإنها أمام ثلاثة اختبارات صعبة سوف تؤثر في طموحها إلى أن تكون رئيسة للجمهورية.

يزيد عمر نابوليتانو على عمر أوباما بأربع سنوات. وربما لن تكون كبيرة في السن نسبيا إذا خرج أوباما من البيت الأبيض بعد سنتين، أو بعد ست سنوات. ويقل عمر نابوليتانو عن عمر هيلاري كلينتون بعشر سنوات. بعد ست سنوات، سيكون عمر هيلاري سبعين سنة، ولا بد أن هذا لن يكون في صالحها، إذا ظلت تريد أن تكون رئيسة للجمهورية.

ولا بد أن فشل نابوليتانو في حل الثلاث مشكلات الكبرى التي تواجهها الآن كوزيرة لن يكون أيضا في صالحها.

راهنت عليها مجلة «بروغريسيف» (التقدمية)، التي ظلت تشيد بها، وترى فيها أمل التقدميين الأميركيين. وقارنت بينها وبين هيلاري كلينتون:

في جانب نابوليتانو: «لن تفشل هذه النيويوركية الإيطالية، التي صعدت إلى قمة جبل كليمنغارو، والتي هزمت سرطان الثدي، والتي لا تتكلف ولا تتصنع ولا تخجل من نساء ومن رجال، والتي تتكلم في حماس وثقة الرجال. وتشاركهم نكاتهم وضحكاتهم. وعندما تسمع نكتة جميلة، تهتز بطنها، وتضحك من أعماقها حتى تكاد تقع على ظهرها».

في الجانب الآخر: «لا تعرف هيلاري كلينتون كيف تحكي نكتة، وكيف تضحك على نكتة، ولا تعرف كيف تخالط الرجال، وكيف تخالط السود والسمر والصفر، وتعتقد أنها دبلوماسية ووقورة، لكنها، في الحقيقة، باردة ومتعالية».

على أي حال، ستعتمد المنافسة بين المرأتين على ما ستفعلان وهما وزيرتان. في الوقت الحاضر، يبدو أن مشكلات وزارة الخارجية أقل من مشكلات وزارة الأمن. حتى مجلة «بروغريسيف»، قالت إن نابوليتانو في صراع بين «التقدمية» و«الواقعية». وأشارت إلى أنها تواجه النيران من جانبين:

في جانب، غضب عليها تقدميون أميركيون، لأنها «لم تعد إنسانية بعد أن صارت وزيرة». ولأنها تتشدد ضد الأجانب المتسللين. ولأنها غيرت رأيها في «الحرب ضد الإرهاب».

وفي جانب، لا يثق بها الجمهوريون واليمينيون، لأنهم يرونها تغير سياساتها حسب مصالحها. وإن كانوا لا يعارضون عندما تتغير نحو «الواقع». لهذا، قالت المجلة: «يقول التقدميون إنها (جمهورية مخصية)، ويقول اليمينيون إنها (ديمقراطية مسترجلة)».

وفي سؤال من «الشرق الأوسط» للمتحدثة باسم وزارة الأمن عما إذا كانت نابوليتانو متزوجة أم لا، قالت في اقتضاب وحدة: «ليست متزوجة».وعندما كانت حاكمة ولاية أريزونا، قال زميلها إدوارد راندل، حاكم ولاية بنسلفانيا: «تقدر جانيت على العمل الشاق لأنها من دون عائلة».