النقشبندية.. طريقة صوفية تلبس عباءة السياسة

تنتشر في تركيا وبلاد الشام وكردستان وجمهوريات آسيا الوسطى.. وتحمل السلاح في العراق

المنتمون إلى الطريقة النقشبندية في العراق مصدر قلق للقوات الأميركية
TT

عندما كانت تذكر كلمة «النقشبندية» كانت دائما تذكر في سياقات دينية وروحية، غير أنه في الفترة الأخيرة ظهرت الكلمة في اطار سياسي متعلق بجماعات تنتمي الى تلك الطريقة الدينية وتستخدم العنف ضد القوات الاميركية في العراق. فما هى «النقشبندية» وكيف تحولت من طريقة دينية الى تيار سياسي ايديولوجي معارض للوجود الاميركي في العراق، وكيف خرجت من الاطار الروحي الديني الى الاطار السياسي؟ «النقشبندية».. اسم شهير في عالم الصوفية، فهي أحد أهم الطرق الرئيسية في العالم الصوفي؛ حيث ترجع أصولها إلى الشيخ «بهاء الدين محمد بن محمد البخاري» المعروف بـ«شاه نقشبند» في بخارى بأوزبكستان، في القرن الرابع عشر الميلادي (1317 - 1389).

يصف أنصار الطريقة النقشبندية فرقتهم بـ«المعتدلة»، وأنها ملتزمة بالكتاب والسنة، كما يعتبرونها طريقة الصحابة الكرام، ويزعمون أن الأب الروحي والمؤسس الأول لطريقتهم هو الصحابي الجليل «أبو بكر الصديق».

ويؤمن النقشبنديون بالكثير من المعتقدات الروحية منها «أن الصلة بالله إنما تحصل بالتقرب إليه بوضع صورة الشيخ (الإمام) في مخيلة المريد وبين عينيه عند ذكر الله»، أو «لمشايخهم علم بالغيب». ولذلك فإن لفظ «نقشبند» هو في الحقيقة مصطلح مكون من كلمتين، إحداهما عربية، وهي «نقش»، والثانية فارسية وهي «بند». وكان يطلق اسم نقشبند على الرسام. وبالتالي فإن وصف أتباع هذه الطريقة بهذا الاسم هو بدعوى أنهم «يسعون إلى نقش محبة الله في قلوبهم بالذكر المتواصل والسلوك المأثور عن سادتهم».

وأهمية الطريقة النقشبندية ترجع ليس فقط إلى جذورها العميقة، بل إلى كثرة مريديها وأتباعها الذين يتزايدون حتى وقتنا هذا. حيث تنتشر هذه الطريقة في جميع أنحاء العالم. إلا أن مركزها الأساسي يقع في القارة الآسيوية، فهي منتشرة في بلاد الشام والعراق وتركيا وكردستان وشمال القوقاز، إضافة إلى الصين وبعض جمهوريات آسيا الوسطى.

وتعود أسباب هذا الانتشار إلى قدرة هذه الطريقة على التأقلم والتغير حسبما تقتضي الظروف السياسية والاجتماعية، كما أنها تتأقلم لغويا حسب الموقع الجغرافي الذي توجد فيه؛ ففي آسيا الوسطى تتعامل بالفارسية الشائعة، خاصة في طاجيكستان، وفي القوقاز تتعامل باللغات الثلاث المعروفة، الفارسية والتركية والعربية.

وعكس معظم الحركات الدينية، لا ترتبط النقشبندية بمركز معين، فهي تطبق اللامركزية التي تسمح بقيام خلايا حرة في كل دولة أو حتى إقليم، وإن اشتركت في الشعائر والطقوس.

بالإضافة إلى أن النقشبندية ترفض أصحاب الأفكار الثورية وتمنع اندماجهم معها، وتؤكد دائما أنها لا تكفر أحدا، وأن الحكام الذين لا يحكِّمون شرع الله تعالى يوجه لهم النصح والحق دون تكفيرهم، إلا إذا تركوا شرع الله تعالى استخفافا واستهزاء، أو أنكروا شيئا مما عُلِم من الدين بالضرورة.

ورغم ما عرف عن الصوفية والمتصوفين بشكل عام من انشغال عن الأمور العامة في المجتمعات التي يعيشون فيها، حيث يعتقدون في ضرورة الزهد والورع والتفرغ للعبادة والبعد عن الخلافات الدنيوية البالية، ولعب أدوار سياسية والقضايا العامة، تحت شعار «دع الملك للمالك»، إلا أن للطريقة النقشبندية دورا سياسيا واجتماعيا واضحا وكبيرا في معظم المجتمعات التي انتشرت فيها ووجدت فيها بكثافة. حيث انشغلت في المراحل التاريخية المختلفة بمقاومة الأعداء الخارجيين كالبوذيين والقياصرة والسوفيات، لكن يبقى أنها لم تخض في أي فترة تاريخية حربا على المستوى المحلي بينها وبين غيرها من الفرق والمذاهب الإسلامية.

والأمثلة على ذلك كثيرة، فقد تمكنت النقشبندية من الوصول إلى تركستان الشرقية غرب الصين اليوم، وتغلبت على ما قبلها من موروثات صوفية، وصارت الطريقة الأكثر تأثيرا ببين مسلمي الإيجور في الإقليم، ولعبت في هذا الإقليم الدور الذي لعبته في القوقاز حينما حملت هم الدفاع عن استقلال الإقليم ضد الطمع الاستعماري، وهو ما جعلها منذ القرن التاسع عشر في نظر السلطات الصينية حركة إسلامية سياسية استوجبت القمع، فتم اعتقال شيوخها وقتل شيخ الطريقة النقشبندية (يعقوب بك خواجة) عام 1878.

وفي تركيا، تعد الطريقة النقشبندية أكبر الطرق الصوفية من حيث عدد المنتسبين إليها، وتأخذ من جامع إسكندر باشا بحي محمد الفاتح في مدينة إسطنبول المركز الرئيسي لها. ورغم أنها تنقسم إلى عدة جماعات، أهمها جماعة إسكندر باشا التي كان يتزعمها محمود أسعد جوسشان، وجماعة إسماعيل أغا، وجماعة يحيالي، وجماعة أران كوي، وأوقاف المرادية، فإنه ليس هناك اختلافات جوهرية بين هذه الجماعات، إنما تختلف في بعض التفاصيل الخاضعة لاجتهاد كل شيخ من شيوخها.

وبخصوص دورها السياسي، فقد أسهمت جماعة إسكندر باشا في تأسيس حزب النظام الوطني عام 1970، وحزب الإنقاذ الوطني عام 1972، اللذين أشرف على تأسيسهما رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان، كما أن رئيس حزب الفضيلة الذي تأسس بعد حظر حزب الرفاه عام 1997 (رجائي قوطان) له صلة قوية بالطريقة النقشبندية.

وقد لعبت النقشبندية دورا كبيرا في توجيه الرأي العام التركي في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، حينما استعانت الحكومة بأتباع هذه الطريقة في إقناع الناس بالتصويت على الدستور عام 1982. وتم استغلال النقشبندية سياسيا من قبل الحكومات التركية لتمرير كثير من المخططات السياسية.

ولم يقتصر انضمام أنصار ومريدي النقشبندية على الأحزاب الإسلامية فقط، بل إن أنصارها ينتشرون في مختلف الأحزاب العلمانية، فرئيس الحزب الديمقراطي كورجوت أوزال هو عضو في الطريقة، كما أن الرئيس التركي الراحل تورجوت أوزال كان أحد مريدي زعيم النقشبندية السابق محمد زاهد كوتكو.

وفي الشام تعتبر الزوايا النقشبندية المعروفة بالأزبكية من المعالم البارزة في مدينة القدس في فلسطين، ويقال إن الذي بناها مؤسس الطريقة بهاء الدين نقشبند فوق أرض اشتراها لإيواء الغرباء القادمين من بخارى وتركستان. في حين أن هناك في لبنان الآلاف من مريدي النقشبندية موزعون على جميع المناطق اللبنانية، وتنتسب إليهم أيضا فرقة الأحباش المعروفة.

أما في كردستان العراق فيعتبر ضياء الدين خالد حسين المعروف باسم «مولانا خالد النقشبندي» هو مؤسس الطريقة النقشبندية بداية من عام 1808. واستطاعت هذه الطريقة أن تفرض نفسها في كردستان بعد صراع مع أتباع الطريقة القادرية (نسبة إلى عبد القادر الجيلاني). ومؤخرا فقد تم إعادة رفات زعماء الطائفة في الإقليم، بعد أن كان بعض أتباع جماعة أنصار الإسلام قد نبشوها، خشية تحولها إلى مزارات يؤمها الناس. وبمجيء الاحتلال الأميركي للعراق ظهرت جماعة صوفية مقاتلة انخرطت في العمل المقاوم للوجود الأميركي عبر كيان سمى نفسه «جيش رجال الطريقة النقشبندية».

وعندما سألنا أحد أساتذة التاريخ في جامعة الموصل عن النقشبندية في محافظته قال: «إنها واحدة من الجماعات التي خرجت من طريقتها الدينية إلى السلاح لمقاومة المحتل»، معترفا أنها ستشكل خطرا على وجود القوات الأميركية في العراق، الأمر الذي جعل تلك القوات تسلط الضوء عليها باعتبارها أشد خطورة من تنظيم القاعدة في عملياتها داخل العراق. وحسب الأستاذ الجامعي الذي تحدث عن النقشبندية لـ«الشرق الأوسط» رافضا ذكر اسمه لدواع أمنية؛ فإن النقشبندية يعود تاريخها إلى العصر العباسي. ويوضح الأستاذ المتخصص في التاريخ «أن النقشبندية هو لقب يعني نقاش الراية أو العلم لمن كان مسؤولا عن الرايات الدينية في الجهاد. ويتواجد أصحاب هذا التوجه في الموصل في منطقة الفاروق ومنطقة الشفاء ودوميز والوحدة وناحية النمرود والكوير ومخمور والشيخان والعمادية وكركوك وديالى. ويعدون من فصائل المقاومة العراقية حاليا حسب التصنيف الأميركي والحكومي ويتواجدون أيضا في مصر وتركيا».

أحد رجال النقشبندية قال لـ«الشرق الأوسط» في بغداد، إن رجال هذه الطريقة «هم من الذين يتخذون الدين طريقا للحياة والقرب من الله. وهم يمارسون طرقا في التوحيد، ولا يمكن الوصول عند النقشبندية إلى الله إلا بالخلوة، أقلها ثلاثة أيام، وأكملها أربعون يوما».

أما أهم شروط هذه الخلوة فهي «استئذان الشيخ وطلب الدعاء منه، والعزلة وتعود السهر والجوع والذكر. وألا يسند ظهره إلى الجدار، وأن يكون متيقظا لأعدائه الأربعة؛ الشيطان والنفس والهوى والدنيا، وأن يغلق الباب، وهو من أهم شروط الخلوة، وألا يفتح الباب لمن يريد التبرك به إلا لشيخه. وأن يرى كل نعمة حصلت له إنما هي من شيخه». كما أن مقاومة (الاحتلال) هي واحدة من الممارسات التي يؤكد عليها أهل هذه الطريقة، باعتبار أن اغتصاب الأرض والوطن يجب أن يقابل بالجهاد. وحول تقارب أفكار أهل هذه الطريقة مع أفكار عناصر تنظيم القاعدة، قال الرجل، وهو في الخمسين من عمره، إنهم «يتقاطعون مع (القاعدة)» ولا صلة لهم بها؛ لأن هدفهم هو الاحتلال، وليس شيئا غيره.

ومع بداية دخول القوات الأميركية إلى العراق ظهرت الكثير من الحركات والتنظيمات التي أخذت على عاتقها محاربة تلك القوات، وبعضها شكل هالة إعلامية حوله، دون أن يكون لديه أي نشاط. وفي الموصل كثرت وتنوعت المسميات لهذه التنظيمات، وبعضها انحرف عن مساره في محاربة القوات الأجنبية ليقوم بالعمليات ضد المواطنين، أحيانا تصارعت هذه التنظيمات فيما بينها، فكانت هناك معارك شرسة بينها داخل المدينة، كما يؤكد عدد من المتابعين للمشهد داخل مدينة الموصل، ومنها ما شمل عمليات تصفية مستمرة لتضارب مصالح هذه التنظيمات في ما بينها. وأثناء هذا الإرباك كانت هناك مجموعة تسمي نفسها «رجال الطريقة النقشبندية?» تقوم بعمليات نوعية ضد القوات الأجنبية، وبعض هذه العمليات كان بعيدا عن الإعلام أو أي معلومات عنها، بل إن صمت هذه المجموعة عند تنفيذها لعملية كان يدفع المجاميع الأخرى إلى تبني هذه العمليات.

وقد استخدمت هذه المجموعة الصمت الإعلامي لفترة من الزمن حتى إن عددا كبيرا من السكان لا يعرف شيئا عنهم سوى أنهم مجموعة يكثرون من ذكر الله، ويقيمون الاحتفالات الدينية التي تسمى شعبيا «مولدية». لكن بسؤال البعض حول علاقة الطريقة النقشبندية بالأعمال المسلحة، أعربوا عن استغرابهم، قائلين إنهم لم يسمعوا عن مثل هذا الشيء، وبعضهم نسب الموضوع إلى عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، المطلوب من قبل القوات الأميركية، الذي كان يُعرَف عنه منذ وقت النظام السابق أنه يدعم عدة جماعات ومنها الطرق النقشبندية، والقادرية، والكسنزانية التي كانت تمارس شعائرها بحرية آنذاك. ويعتقد الكثير من الناس أن عزة إبراهيم الدوري مقيم في إحدى المناطق الموجود فيها أهل الطريقة النقشبندية، سواء في العراق أو سورية أو تركيا أو مصر أو اليمن، فهم منتشرون على امتداد واسع، ولديهم الدعم الشعبي أينما كانوا.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن عزت الدوري كان يعاني من المرض بعد سقوط النظام العراقي السابق، وقد حل للعلاج من مرضه بين جماعته من النقشبندية الذين عالجوه في الموصل، ومنها توثقت علاقته بهم، وانطلقت عملياته معهم منذ ذلك الحين، على الرغم من أنه كان من أشد الداعمين لهم إبان الحكم السابق، قائلين أيضا إن كلمة «الله أكبر»، التي وثقت على العلم العراقي كانت بتأثير من الدوري، الذي اعتبره الكثير من البعثيين يقود تيارا دينيا داخل تنظيمات حزب البعث العلمانية.

ويؤكد هذه المعلومات أحد قادة الحزب، المقيم حاليا في سورية، موضحا لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من حلب أن الدوري كان يقيم الاحتفالات الدينية في منزله، وقد حضر أحد تلك الاحتفالات نجلا الرئيس العراقي صدام حسين، موضحا أنه عرف عن رجال تلك الطريقة أنهم يمارسون أساليب تصل إلى إدخال الأسلحة في الجسد دون أن يشعر من فعلها من أصحاب هذه الطريقة بأي ألم يذكر.

لكن المشكلة التي تواجه من يتابع قضية أصحاب الطريقة النقشبندية، هي رفض ذكر أسماء المنخرطين فيها، أو العارفين بأمرها. وعندما سألت «الشرق الأوسط» أحد المصادر عن سبب ذلك الغموض، أوضح: «نشأت المقاومة المسلحة لهذه المجموعة بطريقة بعيدة عن الإعلام، وتطورت بشكل لافت للنظر، وأن دعما كبيرا متوقعا لهذه المجموعة داخل العراق وخارجه، وأن من يكون هدفا بالنسبة لهم سيكون سهلا». واتهم المصدر، وهو من الطائفة المسيحية، ويرأس إحدى منظمات المجتمع المدني، ومعني ببحوث عن الأقليات في العراق، النقشبندية، وكما عرف أغلب المسيحيين في العراق، كانوا وراء استهدافهم وتهجيرهم من العراق ومن مناطق سهل نينوى. ويرجع المصدر السبب إلى التشدد الديني، وإلى محاولة فرض سيطرتهم على تلك المناطق التي يتواجدون فيها. فيما يؤكد أستاذ التاريخ في جامعة الموصل أن معارك كثيرة نشبت بين «القاعدة» وهذه المجموعة، بسبب اتهام الأولى لها بأنها مدعومة من قبل حزب البعث، وكذلك بسبب الاختلافات الأيديولوجية بينهما، مشيرا إلى أنه، وبعد تفكك «القاعدة» وخسارتها الدعم الذي كانت تحظى به من قبل الناس، قام الكثير من ضباط الجيش السابق بالالتحاق بهذه المجموعة التي تبنت استراتيجية مقاومة الاحتلال، ملمحا إلى «أن الأميركيين أشاروا إلى أن هذه المجموعة قد تنتقل إلى مقاتلة الشعب العراقي بعد خروجهم من العراق، لكن المتوقع أن هذه المجموعة ستسعى إلى تصفية (القاعدة) وما تبقى منها، عقابا على الجرائم التي ارتكبتها في حق العراقيين أو في حق هذه المجموعة بنفسها». كما أوضح المصدر أن بعض خطباء الجوامع في الموصل كانوا يدعمون صراحة أثناء خطبهم منهج هذه الجماعة في مقاومة الاحتلال، وبعض هؤلاء الخطباء كانوا يصفون جسديا من قبل «القاعدة».

* أهم أفكار «جيش رجال الطريقة النقشبندية» في العراق

* وفقا لما ورد في موقع «جيش رجال الطريقة النقشبندية» في العراق على شبكة الإنترنت وفي تلخيص سريع لأهم معتقداتهم، فإنه:

* تؤكد الطريقة النقشبندية في العراق أنها طريقة من الطرق الصوفية، وعقيدتها مستمدة من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، كما يقولون «لا نكفر أحدا من أهل القبلة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا».

* لجيش رجال الطريقة النقشبندية نهج جهادي ينطلق من المبادئ التالية:

- أن الجهاد من الواجبات الدينية، وهو فرض عين، بل وفرض الوقت المتقدم بالنسبة للعراقيين.

- هدف العمليات الجهادية هو الكافر المحتل (أفراد وآليات ومعدات وتجهيزات) أينما وجد على أرض العراق وفي أي وقت.

- لم ولن يُستهدف أي من العراقيين على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم، ولم تتلطخ أيدينا بدم أي عراقي.

- عدم الانخراط في لعبة العملية السياسية لكونها باطلة شرعا وقانونا في ظل الاحتلال، ولا يجوز إجراء أي حوار أو لقاء أو مهادنة أو مفاوضة مع المحتل إلا من قبل السلطان الشرعي أو من يخوله.

- لا نكفر أي مسلم إلا وفق الثوابت الشرعية وإجماع المسلمين وليس بالشبهات والأهواء وما اختلفوا فيه.

- الاعتماد على الإمكانيات الذاتية والموارد الشخصية في تأمين متطلبات العمل الجهادي، إضافة إلى ما يمكن الحصول عليه من دعم من المسلمين والمؤمنين الصادقين، دون أي مصدر دعم مالي مشبوه أو مشروط بشروط تتعارض مع الثوابت الشرعية والوطنية.

- اعتماد مبدأ الكتمان والسرية في تخطيط وتنفيذ العمليات الجهادية مع توثيقها تحريريا.

- عدم جواز التعامل مع المحتل سواء بالوظيفة أو البيع أو الشراء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

- المقاتلة من أجل وحدة العراق أرضا وشعبا للحفاظ على هويته العربية والإسلامية.

* عن جيش الطريقة:

- يقول بيان لهذه الجماعة: «إن تشكيلات الطريقة النقشبندية الجهادية مادتها الأساسية وعمودها الفقري هم أتباع وأحباب الطريقة النقشبندية المحمدية الشريفة. انتظموا على شكل مجاميع جهادية قتالية صغيرة (من 7 إلى 10 مجاهدين)، ولكل مجموعة أميرها الميداني من أهل المنطقة، وكل المجاميع في المنطقة يكون لها أمير، وكل أمراء المناطق في كل محافظه لهم (أمير المحافظة)، وكل أمراء المحافظات يرتبطون روحيا وعسكريا بأمير الجهاد العام وهو شيخ الطريقة النقشبندية المحمدية الذي يعمل بإمرته مجلس قيادة العمليات، والذي ينظم عددا من المجاهدين من ذوي الخبرة والاختصاص كقادة ميدانيين لقواطع العمليات وكمستشارين عسكريين لإعداد الخطط والتدريب والتطوير والمتابعة. وقد نفذت المجاميع الجهادية نهجا قتاليا اعتمد مبدأ خوض حروب المدن والمعارك غير النظامية، وتنفيذ عمليات كر وفر سريعة وخاطفة باستخدام الأسلحة الخفيفة والرشاشات المتوسطة والقناصات وقاذفات قصيرة المدى (آر بي جي 7) وعبوات تجاه قوات العدو في معسكراته ودورياته الراجلة وآليات ودبابات ودروع العدو أثناء تنقلها. فكانت أولى بشائر هذه العمليات تدمير أول آلية للعدو بعبوة ناسفة في مدينة الفلوجة من قبل إحدى المجاميع في يوليو (تموز) 2003 وخوض معارك مواجهة مباشرة بالأسلحة الخفيفة مع العدو أثناء معارك الفلوجة الأولى (أبريل/نيسان 2004) التي قدمت فيها مجاميع الأحباب عددا من الشهداء والجرحى والمفقودين، وقد تقدم قافلة شهداء الجهاد مجموعة من علماء الدين المجاهدين من الأحباب في الفلوجة (يونيو/حزيران 2003)».