الشبح التركي

هاقان فيدان قائد المخابرات التركية الجديد.. مهمته الأولى توسيع رقعة نشاطات الجهاز إلى ما وراء الحدود

TT

حروب التجسس والاستخبارات التي تدور رحاها في أكثر من مكان في هذه الآونة تعكس حجم أهمية ودور هذه الأجهزة في دعم السلطات السياسية والدبلوماسية والعسكرية في صناعة القرار وتحديد الاستراتيجيات والمواقف الواجب اتخاذها في علاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية. حجم تغلغل الموساد الإسرائيلي في شرائح المجتمع اللبناني، وعدد خلايا التجسس التي تم تفكيكها واعتقالها حتى الآن والمعلومات والتقارير التي تنشر يوميا حول الأضرار الجسيمة التي تسبب بها العملاء، يؤكد مدى دور جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في توفير المساحة السياسية اللازمة لأصحاب القرار في الدولة العبرية لاختراق أكثر من ساحة عربية وإسلامية وغربية أيضا، كما شاهدنا مؤخرا في موضوع اغتيال محمود المبحوح، وليجعل من تل أبيب بذلك السباقة إقليميا في توسيع رقعة عمليات أجهزة استخباراتها وتنويعها والاستفادة منها إلى أبعد الحدود.

جهاز الاستخبارات التركي «إم آي تي» أو (الميت) كما يقال بالتركية (بكسر الميم)، صاحب التجارب القديمة والخبرات الطويلة في هذا المجال الذي استفاد بشكل كبير من علاقاته المميزة والاستراتيجية مع الولايات المتحدة ومجاورته للبقعة السوفياتية سابقا والروسية حاليا، حظي بدعم المخابرات الغربية وإمكانات حلف شمال الأطلسي إلى أبعد الحدود. وقاد عمليات مشتركة باسم هذا الحلف في الخطوط الورائية للبلقان والقوقاز وآسيا الوسطى تفاصيلها محكم الإغلاق عليها في خزائن أجهزة مخابرات هذه البلدان لا نعرف إلا القليل الذي يتسرب حولها بين الحين والآخر. آخر ما عرفناه حول هذه النشاطات كان الإفصاح عن الدور الكبير الذي لعبته المخابرات التركية في الكشف عن كميات كبيرة من اليورانيوم والرؤوس النووية الروسية ونقلها إلى مستودعات الغرب تجنبا لوقوعها في يد المنظمات والحركات الإرهابية في العالم. لا بل إن نشاطات هذا الجهاز لم تتوقف عند الحدود الشمالية لتركيا بل تجاوزتها إلى أكثر من مكان في الشرق الأوسط وأوروبا في مواجهتها المفتوحة مع قيادات حزب العمال الكردستاني وجيش التحرير الأرمني في الثمانينات وجماعات الضغط اليونانية والقبرصية اليونانية في العالم لناحية رصد تحركات ونشاطات هذه الجماعات والتدخل عبر مجموعاته التي نفذت أكثر من عملية في البقاع ودمشق وباريس وأثينا وأربيل مؤخرا ضد هذه الشبكات وعطلت الكثير من خططها.

الطرفة المعروفة التي كانت تردد حول المخابرات التركية وأسلوب عملها القديم والتقليدي تقول إن أكثر من جهاز استخبارات عالمي تسابق على تحديد عمر مومياء تاريخية عثر عليها صدفة فخرج فريق العمل التركي بعد أيام طويلة أمضاها مع المومياء مرهقا متعبا ليحدد بالسنة والشهر واليوم تاريخ ولادة المومياء وهويتها وموطنها الأصلي ولما سئل الفريق عن أسلوبه في الوصول إلى هذه النتيجة الحاسمة والدقيقة بالمقارنة مع فرق العمل الأخرى كان الرد أننا وجدنا صعوبة بالغة في استنطاقها لكننا نجحنا في النهاية. أما اليوم فالآراء في معظمها مشيدة بفعاليات وأداء هذا الجهاز على الرغم من وجود بعض الأصوات المعارضة المنتقدة. الكثير من الأكاديميين وخبراء عالم الاستخبارات الأتراك وفي مقدمتهم ماهر قيناق يرون أن المخابرات التركية تجاوزت هذه الطرفة حتما وباتت اليوم وبعد مضي نحو القرن الكامل على تأسيسها بقيادة أنور باشا لحماية الإمبراطورية من الدسائس والمؤامرات وعلى الرغم من أنها لم تنجح كثيرا في عرقلة ومنع تفكك الدولة العلية وزوالها، فهي تستفيد من تجارب «السواعد السوداء» وجهاز «يافوز» و«جمعية الأمن القومي» لتقطع عام 1965 مرحلة جديدة من خلال الإعلان عن ولادة جهاز الاستخبارات القائم اليوم والذي تم تحديثه تقنيا وقانونيا وتنظيميا أكثر من مرة حتى بات ينافس أهم وأقوى أجهزة المخابرات العالمية. وعلى الرغم من أن رجب طيب أردوغان نفسه رد على تقرير للرئيس السابق إمرا تاتر يعلن فيه عن أن الأزمة الأولى التي تواجه الجهاز هي نفقاته ومخصصاته المالية التي تم تقليصها مؤخرا، بقوله إن كل ما يحتاج إليه هذا الجهاز يحصل عليه وهو لم ولن يتعرض إلى الانعكاسات السلبية للأزمات المالية والاقتصادية في البلاد وسط معلومات عن موازنة مرئية تبلغ 350 مليون دولار يتحرك من خلالها أكثر من 5 آلاف عنصر رسمي يعملون كموظفين في الجهاز. وكما تقول التقارير الإعلامية، فإن المعترضين والمنتقدين وفي مقدمتهم الإعلامي محمد قرة كوسالي يتمسكون بمضمون هذا التقرير حول مشكلات الجهاز ويرون أن موضوع تحديثه يحتاج إلى جردة شاملة في الشكل والمضمون بإضافة عناصر شابة تجيد لغات كثيرة وتتمتع بمزايا مهنية وشخصية عالية وتعرف المنطقة وتركيباتها وتداخلاتها بدل حصر الانتساب وراثيا من الآباء إلى الأبناء والاستعانة بالكوادر العسكرية بنسب كبيرة مما حوله إلى جهاز منعزل عن العالم الخارجي يعيش عالمه الخاص ضمن جدران عالية وكاميرات مراقبة دقيقة ونظام داخلي لا يقل صرامة عن نظام المؤسسة العسكرية نفسها.

مفاجأة «العدالة والتنمية» كانت هذه المرة اختيار شاب في منتصف العمر ليقود جهاز المخابرات التركية وليكون بذلك الشخصية المدنية الثانية التي تتولى الإشراف على هذا الجهاز بعد سونماز كوكسال على الرغم من فوارق السن ومدة الخدمة ومجالات الاختصاص. هاقان فيدان عين مستشارا جديدا لـ«الميت التركي» وسط مفاجأة داخلية كبيرة لقيت الترحيب بشكل عام لكن كانت هناك تحفظات للبعض في الداخل وانتقادات خارجية مصدرها إسرائيل بالدرجة الأولى.

فمن هو فيدان؟ وكيف ترقى حتى وصل إلى هذا الموقع؟ وما هي أبرز طروحاته وأفكاره؟ وما الذي ينتظره في المستقبل؟

من مواليد العاصمة التركية أنقرة عام 1968 لعائلة أناضولية تعيش حياة متواضعة، التحق باكرا بالمؤسسة العسكرية وأمضى هناك 15 عاما بين 1968 و2001، حيث تقدم بطلب إحالته إلى التقاعد في سن مبكرة جدا برتبة ضابط صف. التحق على الفور بأكثر من مؤسسة رسمية وبعثة دبلوماسية في الخارج، فبين عامي 2001 و2003 عمل في السفارة التركية في أستراليا بصفة مستشار، ثم تسلم رئاسة الهيئة التركية للتنمية والتعاون الدولي (تيكا) بين عامي 2003 و2007، انتقل في العام نفسه إلى منصب مساعد مستشار في رئاسة الوزراء. عمل لفترة قصيرة في قاعدة الناتو للتدخل السريع في ألمانيا ثم في مقر منظمة التنمية والتعاون الدولي في الأمم المتحدة. يحمل إجازة في العلوم السياسية من جامعة ميريلاند وماجستير حول دور الاستخبارات في تحديد السياسات الخارجية ودكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة بيلكنت الخاصة حول الدبلوماسية في عصر المعرفة. شارك لاحقا كأستاذ زائر في التدريس بالجامعة نفسها التي تخرج فيها إلى جانب مهامه الرسمية في رئاسة الوزراء.

كان فيدان منذ البداية ضمن الحلقة الأقرب إلى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وساهم في إعداد الملفات وخطط العمل والاستراتيجيات الأمنية والإنمائية وشارك في أكثر من هيئة وحلقة نقاش وجلسات عمل دولية ضمن الوفود الرسمية التركية، بينها قمة الأمن النووي في أميركا وهيئة إعداد الاتفاقية النووية الثلاثية بين تركيا وإيران والبرازيل. سافر إلى جانب الرئيس التركي عبد الله غل في أكثر من زيارة عمل ووقع إلى جانب الهيئة الاستشارية للحكومة أكثر من إنجاز داخلي وخارجي. عام 2008 ورد اسمه بين المرشحين لمنصب السكرتير العام للقصر الجمهوري لكنه استبقي لتولي هذا المنصب بعد استشارات على مستوى القيادات السياسية والعسكرية في البلاد، حيث بدأ رئيس الجهاز السابق يزوده بأسرار الجهاز وبنيته وطريقة عمله حتى قبل أن يصدر قرار تعيينه رسميا كما قيل.

الأستاذ المشرف على أبحاثه في جامعة بيلكنت مصطفى كبار أوغلو يقول إنه يستحق هذا المنصب وهو سيعمل بجدارة لإثبات ذلك. هو ديمقراطي من الطراز الأول دائم الجهوزية للاستماع والنقاش وتبديل رأيه عندما يقتنع بوجهة نظر الجانب الآخر. لم يتغير سلوكه وأسلوبه مع الناس. على الرغم من ترقيه السريع في المناصب فهو ما زال متواضعا محاورا مبتسما جريئا. جمع التجربة العسكرية إلى العلوم السياسية والعلاقات الدولية والخبرة الممتازة في مجالات الذرة والطاقة والأمن والمعلوماتية واللغة الإنجليزية التي يتكلمها بطلاقة. هو متابع متمكن لمسار الأحداث داخل تركيا وخارجها ومحلل من الطراز الأول لن يقبل أن يكون أقل شجاعة في التعامل مع مسائل وملفات داخلية صعبة، بينها الموضوع الكردي والانفتاح الديمقراطي من الشخصيات التي سبقته في تولي هذا المنصب.

أكثر من رأي وتقويم يطلق حول اختيار فيدان لهذا الموقع. فهو الذي قاد أكثر من عملية حوار واتصال إقليمي ودولي في مسائل بالغة الحساسية توليها حكومة «العدالة والتنمية» الأهمية، وتتقدمها حروب الطاقة والذرة وقضايا التسلح واليورانيوم والأمن الدولي. كان الدليل أو المرشد أو كما يقال بالتركية «شيربا» هذه الاتصالات ينقل الرسائل ويساعد على تحديد السياسات والاستراتيجيات ويساهم في إيصال أصحاب القرار إلى الطريق الصحيح. رجب طيب أردوغان كان أول من شرح أهداف اختيار هذا الشاب الأربعيني لأهم المناصب الأمنية في البلاد، من خارج الجهاز، مخيبا آمال الكثيرين ومفاجئا الآخرين حين حدد له مهمته الأولى بتوسيع رقعة نشاطات المخابرات التركية إلى ما وراء الحدود، وبفاعلية كبيرة تتناسب مع الانفتاح الحكومي الإقليمي.

دائرة التحرك الأساسية ستكون منطقة الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز - كما فهمنا من كلام أردوغان - والمهمة ستكون ملقاة على عاتق فيدان. نهاد علي أوزجان الخبير في مسائل الإرهاب يقول إن قرار أردوغان هذا جاء في مكانه وإن البلاد تحتاج فعلا إلى قرار شجاع من هذا النوع يضخ دما جديدا في جهاز المخابرات التركية. وهنا يلتقي أكاديمي آخر يعمل في هذا المجال هو الدكتور أرجان شتلي أوغلو مع ما قاله أوزجان بأن اختيار فيدان هو بمثابة القرار التركي بإطلاق استراتيجية جديدة في موضوع استخباراتها للمرحلة المقبلة تقوم على تجديد الجهاز وتعزيز قدراته في المواجهة والدفاع عن مصالح تركيا.

الإعلامي عبد الله أوزقان يرى أن جهاز المخابرات التركية ملزم بالتعامل مع التغيير والتحولات الإقليمية والعالمية بفعالية وأن اختيار فيدان لهذا المنصب تم على الرغم من الكثير من الانتقادات لناحية ضعف خبرته التي هي غير صحيحة. فهو على الرغم من الفترة الزمنية القصيرة التي أمضاها في هذا الحقل أثبت قدرات وطاقات كبيرة تثبت كفاءته ومهارته. ويقول: «أنا على قناعة كاملة بأن الرئيس الجديد سيطلق استراتيجيات وبرامج شاملة طويلة المدى تساهم في تعزيز طاقات وقدرات الجهاز وتجعله قادرا على مواجهة التحديات والتعامل بجدية مع المتغيرات السياسية والتقنية والبيئية في العالم. الحكومة أيضا عليها تعبيد الطريق أمامه بتزويده بكل ما يحتاج إليه من قرارات قانونية وسياسية ومادية حتى ينجح في مهمته».

الإعلامي تامير قورقماز في صحيفة «يني شفق» الإسلامية يرى أن اختيار فيدان يحمل في الوقت نفسه رسائل أمنية واستراتيجية موجهة إلى أكثر من جهة إقليمية ودولية. نحن فهمنا أن جهاز المخابرات التركية لن يكون في موقف المتفرج أمام مسار الأحداث، ولن يكون في خط الدفاع عن النفس بعد الآن، هو يريد أن يكون صانعا للقرار ومؤثرا فيه تماما كما هي سياسة «العدالة والتنمية» الخارجية اليوم. حزب العدالة يريد أن تكون استراتيجيات جهاز «الميت» متناغمة مع سياسته، تواكبها عن قرب وتوفر لها الغطاء الأمني الضروري عند الضرورة. أنقرة تريد أن تكون مخابراتها إلى جانبها عند الضرورة في الوقت المناسب والمكان المناسب وليس داخل تركيا وحدها بل خارج تركيا أيضا. لا بل إن الأكاديمي الخبير في مسائل الإرهاب إحسان بال يؤكد أن جهاز المخابرات التركية كان يطور نفسه دائما ويقرأ المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية ويتعامل معها على هذا الأساس، فهو يعرف ما الذي ينبغي أن يظل سرا وما يمكن أن يبوح به وأن قرار اختيار فيدان بما يحمل من مؤهلات ومواصفات يعني في الوقت نفسه اختيار شخصية ديناميكية شفافة تكون جاهزة لتقاسم الهموم والمشكلات مع الرأي العام التركي من خلال قناعتها بضرورة إشراكه في تقاسم ما تسمح به الإمكانات والظروف. شخصية مثقفة تدمج خبراتها العملية بجهودها العلمية والدراسات والأبحاث التي قام بها. الغاية هنا ليس فقط الرصد والمتابعة بل قراءة مسار الأحداث والتدخل فيها عند الضرورة لحماية المصالح أيضا.

وثمة إجماع في صفوف المتابعين الأتراك على أن ما ينتظر فيدان من مهام كثيرة معقدة متشابكة لن تحل بمثل هذه السهولة، وخصوصا أنه يتولى المنصب والعلاقات التركية - الأميركية في صعود وهبوط دائم وأن الإسرائيليين هم له بالمرصاد. فبعض وسائل الإعلام هناك تتهمه بالشبح الذي يطاردها عن قرب وأنه هو الذي لعب الدور الرئيسي في إيقاع إسرائيل في الفخ وتوريطها في أزمة «أسطول الحرية» في حوض المتوسط بتزويدها بمعلومات متناقضة مغلوطة أربكتها إلى درجة ارتكاب حماقتها في عرض البحر. كما أن الإسرائيليين يحملونه المسؤولية الأكبر في الاتفاق النووي الثلاثي الذي ساهم في عزلها ومحاصرتها إقليميا ودوليا كما يقول الإعلامي عاكف بيكي. فهل تحمل لنا الأيام المقبلة حالة جديدة داخل تركيا تشابه الحالة التي يعيشها لبنان في هذه الآونة من خلال إطلاق حملة اصطياد عملاء الموساد وأعوانهم وتصفيتهم؟

ما ينتظر فيدان في الحقبة المقبلة أيضا هو تحرك متعدد الجوانب داخل تركيا وخارجها يهدف أولا إلى إطلاق مشروع تعديل جذري في عمل الجهاز تكون خطط التحرك الخارجي مركز الثقل فيها عبر تقسيم عمل هذا الجهاز على الطريقة الغربية بين جناح الداخل وجناح الخارج. مهمته أيضا كما يقول محمود قرة كوسالي تقديم صورة جديدة حول هذا الجهاز غير الصورة القديمة الكلاسيكية المعروفة عنه في صفوف الأتراك تحبب المواطنين وتقربهم إلى هذه المؤسسة التي تحيط نفسها بجدران عالية صعب على الكثير من الأتراك معرفة ما يدور ويجري من ورائها. هناك كذلك ردود تستحق أن تعطى على اتهامات غربية تضع تركيا في مركز الوسط بين عبور تجارة البشر والمخدرات والعملة الصعبة في الصورة الدولية، فهل سينجح في معالجة كل ذلك؟ أهم ما ينتظره كما يقول الأكاديمي أوزقان هو أكثر من تولي دور الرصد والمتابعة بل الدخول على الخط للمساهمة في فتح الطريق أمام الحكومة التركية لتحديد السياسات وبناء المعادلات السياسية والأمنية والاقتصادية الإقليمية.

أمامنا - كما فهمنا - مهمة جديدة إلى جانب مهمة متابعة ما يقوله الأكاديمي أحمد داود أوغلو ورصد مؤلفاته وترجمتها، وهي متابعة مؤلفات وأفكار المستشار الجديد لجهاز المخابرات التركية هاقان فيدان الذي سيقود هذا الجهاز بعباءة وروح جديدتين، فهو كتب يقول مثلا، إن دول المنطقة وشعوبها ملزمة بالتغيير والانفتاح وتبني الديمقراطية إذا ما كانت تبحث عن دور ريادي يحمي خصائصها التاريخية والاجتماعية والثقافية وإن التغيير بات شرطا ملحا ولا بد أن يكون من الداخل تحديدا، وإنه يراهن على الطبقات الوسطى في العالمين العربي والإسلامي لتدخل على الخط وتتحمل المسؤوليات في هذا الحراك.

الإعلامي أحمد آي يقول ساخرا: «دولة القرصنة اكتشفت المذنب وهو هاقان فيدان، فهو الذي ساهم في الكشف عن وجه حكومة نتنياهو التصعيدي المتحدي، وهي لذلك غاضبة وتريد أن يدفع ثمنا ما». لكن آخرين يرون أن المخابرات التركية ستحمل في حقبتها الجديدة كماشة يمسك أردوغان بطرفها الأول، فيما يمسك فيدان بطرفها الآخر، والويل لمن يقع داخل هذه المصيدة.