«تويتر».. نعمة أم نقمة؟

المواقع الاجتماعية على الإنترنت لا تصل إلى أكثر من 10% من مستخدمي الشبكة

TT

قبل أسبوعين، فصلت شبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية أوكتافيا نصر، محررة كبيرة لشؤون الشرق الأوسط، بعد أن نشرت رسالة على موقع «تويتر» عبرت فيها عن احترامها للمرجع آية الله محمد حسين فضل الله الذي تصفه الحكومة الأميركية بأنه إرهابي، وتوفي في بيروت يوم الأحد الماضي.

كتبت نصر، وهي لبنانية مسيحية عملت في «سي إن إن» لعشرين سنة، على موقع «تويتر»: «يحزنني سماع نبأ وفاة السيد محمد حسين فضل الله.. أحد عمالقة حزب الله الذين أكن لهم احتراما كبيرا». قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن بعض أنصار إسرائيل رأوا هذه الرسالة فور نشرها، وعبروا عن اختلافهم معها، وأرسلوا شكاوى إلى رئاسة «سي إن إن» في أتلانتا (ولاية جورجيا).

وقالت «جي تي ايه» (وكالة الأخبار اليهودية): «احتجت منظمات يهودية لأن فضل الله لعب دورا كبيرا في تأسيس المنظمة الإرهابية، وفي شن هجمات على إسرائيل، وفي إنكار الهولوكوست». وبينما قالت منظمة «إيه دي إل» (ضد الإساءة) اليهودية إنها اكتفت باعتذار نصر، طالبت منظمات أخرى بفصلها.

وقالت باريسا خسرواي، نائبة رئيس قسم إعداد الأخبار في «سي إن إن»، في مذكرة داخلية، إنها «أجرت محادثة» مع نصر، و«إننا قررنا أنها ستترك الشركة». وقال متحدث باسم «سي إن إن» إن نصر «أخطأت في التصرف». وإن «سي إن إن» «تأسف لأي إزعاج سببته رسالتها على موقع تويتر. هذا لا يتفق مع المعايير التحريرية. هذه مسألة خطيرة وسيتم التعامل معها على هذا الأساس».

وكانت نصر كتبت في نفس موقع «تويتر» بعد يوم من رأيها الأول: «رد الفعل على الرسالة التي بعثت بها على موقع تويتر كان فوريا وغامرا، ويعطي درسا جيدا لماذا يجب ألا يستخدم 140 حرفا فقط للتعليق على قضايا مثيرة للجدل أو حساسة خاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط».

لكن، في وقت لاحق، اعتذرت نصر. وقالت إنها لا تحترم «سجل فضل الله». وإنها لبنانية مسيحية الأصل، وإنها فقدت أقرباء بسبب هجمات عسكرية قام بها حزب الله. وأضافت: «استعملت كلمة (احترام) في رسالتي الأولي لأنه كتب كتابات إيجابية عن دور المرأة في مجتمعات الشرق الأوسط».

بسبب الإنترنت والشيخ فضل الله، تأثرت أيضا فرانسيس غاي، سفيرة بريطانيا لدى لبنان. لم تفصلها الخارجية البريطانية، لكنها تبرأت مما كتبت، وقالت إنها «رأي خاص»، وألغت موقع السفيرة في الإنترنت، وسط اختبار بأن السفيرة إما ستستدعى إلى لندن أو ستفصل. وكانت السفيرة كتبت عن الشيخ فضل الله تحت عنوان: «وفاة رجل محترم»، وكتبت: «يحتاج العالم إلى رجال مثله يريدون الانفتاح عبر الأديان».

وفي الشهر الماضي، فصلت شبكة صحف «هيرست» هيلين توماس، صحافية أميركية من أصل لبناني أيضا، بعد أن نشر موقع الحاخام ناسينوف، من قادة يهود نيويورك الدينيين في نيويورك، مقابلة فيديو قصيرة كان أجراها معها، وكانت كالآتي:

* أي تعليق عن إسرائيل؟

- بحق الجحيم ليخرجوا من فلسطين.

* وإلى أين يذهبون؟

- إلى ديارهم.

* أين ديارهم؟

- بولندا وألمانيا.

* بولندا وألمانيا؟

- وأميركا، وأي مكان آخر. طردوا الفلسطينيين من ديار كانوا يعيشون فيها لقرون وقرون.

«تويتر» و«فيس بوك» وغيرهما من المواقع الاجتماعية، سببت مشكلات لأصحابها، خاصة بسبب أزمات الشرق الأوسط. ففي السنة الماضية، نشر موقع «جهاد ووتش»، ومواقع أخرى تؤيد إسرائيل، آراء كتبها شاس فريمان، سفير أميركا السابق لدى السعودية، تنتقد إسرائيل. وكان ذلك عندما اختاره الرئيس أوباما ليكون مسؤولا عن مكتب تنسيق وكالات الاستخبارات الأميركية. واضطر أوباما لأن يسحب ترشيحه. ونشر موقع «هافنغتون بوست» هجوما على آراء كتبها نورمان فينكلشتاين، أستاذ جامعي يهودي معتدل. كتب الهجوم الآن ديرشوفتس، أستاذ جامعي يهودي متطرف. وقال إن فينكلشتاين زور بحوثا أكاديمية. واضطرت جامعة ديبول (ولاية الينوى) لفصل فينكلشتاين.

وقبل ظهور «تويتر» و«فيس بوك»، والتعليقات فيها التي سببت مشكلات لأصحابها، كانت تعليقات في التلفزيون تسبب مشكلات لأصحابها. وهذه بعضها، حدثت لصحافيين أميركيين بسبب حرب أفغانستان وحرب العراق. ففي مقابلة تلفزيونية عن تغطية حرب العراق، قال ايستون غوردون، مدير قسم الأخبار في تلفزيون «سي أن ان»، إن القوات الأميركية تعمدت قتل صحافيين كانوا يغطون حرب العراق. وثارت ضجة، واضطر لأن يستقيل.

وانتقد بيتر ارنيت، مراسل تلفزيون «إن بي سي» في الشرق الأوسط، خطة غزو العراق. واتهم بالخيانة، وطرد من منصبه.

وانتقدت اشلي بانفيلد، مراسلة تلفزيون «إم إس إن بي سي» تغطية الإعلام الأميركي للحرب، وخاصة تلفزيون «فوكس» المنافس، وقالت إنه يشعل نار الحرب. واحتجت «فوكس»، وطردت الصحافية من منصبها.

وانتقد فيل دوناهيو، مقدم برنامج مقابلات في التلفزيون «إن بي سي» الحرب. وثارت ضجة، وطرد من منصبه وألغي برنامجه الذي كان ناجحا.

وانتقدت جيسيكا يالين، مراسلة تلفزيون «إن بي سي»، ما سمته «ضغوط من مديري شركات التلفزيون بأن تكون التغطية مؤيدة للحرب وللرئيس بوش». وقبل أن تثير ضجة، سارعت واستقالت.

ومع ظهور «تويتر» و«فيسبوك» وغيرهما، زاد تبادل الأخبار والآراء، وزادت المشكلات والإحراجات، ليس فقط في مجال السياسة، ولكن، أيضا، في مجالات اجتماعية وفنية ورياضية. ووسط تعليقات عن أدوار شبكات الإنترنت الاجتماعية في تقوية، أو تفكيك، العلاقات الاجتماعية، حسمت المغنية ليان رايمز الموضوع، وأعلنت «استقالتها» من موقع «تويتر». وفي آخر رسالة كتبت: «أشكر المعجبين لكن اللئام ضايقوني بشتائمهم. سئمت قراءة تعليقات ناس لا أعرفهم ولا أريد أن أعرفهم».

لكن، ليس مؤكدا إذا كان الذنب ذنب «تويتر» أو ذنب المغنية، لأن «المضايقات» بدأت بعد أن طلقها زوجها، الممثل دين شيريميت، بسبب خيانة زوجية مع ايدي سيبريان، الممثل المتزوج. قبل المغنية، «استقالت» من «تويتر» الممثلة كيرتني لاف، والممثل مايلي سايروس، أيضا بعد أخبار وإشاعات جنسية انتشرت في الموقع.

وفي أبريل (نيسان)، بعد فوز فريق جامعة دوك (ولاية نورث كارولينا) ببطولة الجامعات في كرة السلة، أرسل جون شوايار، بطل الفريق، رسالة إلى معجبيه ومشجعيه في «تويتر» ليتصلوا برقم تلفون معين. لكن، لم يكن الرقم رقمه، وإنما رقم شخص آخر. وانهالت على الشخص مئات الاتصالات التلفونية وآلاف رسائل «تويتر» تهنئه في موضوع لا يعرف عنه شيئا.

وفي سنة 2009، خلال مؤتمر قمة الدول العشرين الغنية في بتسبيرغ (ولاية بنسلفانيا)، أرسل اليوت ماديسون، قائد منظمة تظاهرت ضد المؤتمر، رسالة «تويتر» إلى المتظاهرين بأن الشرطة قادمة نحوهم لتفريقهم. لكن الشرطة التقطت الرسالة، وعرفت مكان الرجل، واعتقلته، وقدمته إلى محكمة بتهمة عرقلة عمل الشرطة، واستغلال التكنولوجيا لغرض إجرامي، واعتبرت هاتفه الذي أرسلت منه الرسالة «أداة ارتكاب جريمة»، وكأنه مسدس.

وفي السنة الماضية، سببت «تويتر» مشكلات لسياسيين في كندا. فقد كتب عضو في البرلمان رسالة عن يوم عطلة نهاية أسبوع قضاه مع زوجته. ولاحظ شخص قرأ الرسالة تاريخها وتوقيتها، حيث كان الرجل يجلس داخل البرلمان خلال نقاش في السياسة الخارجية. وانتقد عضو البرلمان لأنه ناقش موضوعا «خاصا» خلال عمل رسمي. واضطر عضو البرلمان لأن يعتذر. ونشرت امرأة عضو في البرلمان رسالة عن وزيرة الشؤون الاجتماعية، قالت فيها: «بدلا من أن تصرف أموالا على أشياء تافهة، لماذا لا تصرفها لتخفيض وزنها؟» وعندما وزعت الرسالة على نطاق واسع، اضطرت لأن تعتذر.

وخلال الانتخابات الأخيرة في بريطانيا، شنت مواقع في «تويتر» حملات شخصية ضد نك كليغ، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار. اتهمته بأنه نازي، وشبهته بالزعيم الألماني النازي أدولف هتلر. وتجمع الهجوم في موقع جديد مشترك، صار ثاني أكثر موقع «تويتر» شعبية في بريطانيا (بعد موقع عن نظافة البيئة) في ذلك الوقت.

وقبل سنة، وبسبب حملات نقد عنيفة من إسلاميين متطرفين، وتهديدات من مواقع إرهابية بعمليات عنف ضد الولايات المتحدة، أعلنت الاستخبارات العسكرية الأميركية أن «تويتر» يمكن أن تكون «جهازا إرهابيا».

وكتب دانيال هيدان، في أوكلاهوما سيتي (ولاية أوكلاهوما) أنه سيذهب إلى ندوة ضد الرئيس باراك أوباما. وكتب أنه ربما لن يكتفي بالاستماع، وربما يحول المكان إلى «بحر دماء». وبطريقة ما، وقبل أن يذهب، دقت شرطة مكتب التحقيق الفدرالي (إف بي آي) باب منزله، واعتقلته.

وكتبت اماندا بونين عن الشقة التي تستأجرها في شيكاغو: «تعتقد هورايزن (الشركة التي تملك االعمارة السكنية) أن هذا المكان جنة. لكنه جحيم». وبطريقة ما، عرفت الشركة ما كتبت اماندا، ورفعت قضية بتشويه السمعة ضدها.

في الشهر الماضي، عندما جاء الرئيس ديمتري ميدفيديف إلى واشنطن، وفي مؤتمر صحافي، أشار الرئيس أوباما إلى أن الروسي، قبل واشنطن، كان زار «سيليون فالي» (وادي شركات الكمبيوتر في ولاية كاليفورنيا). وهناك، زار رئاسة شركة «تويتر». وتندر أوباما: «فتح ديمتري حسابا في تويتر، وأنا عندي حساب فيه. بدلا عن التلفون الساخن بين بلدينا لمواجهة الطوارئ في العلاقات الدولية، فلنستعمل تويتر».

ورغم أن أوباما كان يتندر، قال خبراء ومعلقون إستراتيجيون إن المواضيع الأمنية العالمية ليست مكان تندر. وأشاروا إلى أن الرئيس السابق ريغان، سنة 1983، تندر، عندما كان يجرب ميكرفونا أمامه، بأنه سيأمر بضرب روسيا بالصواريخ. ومثلما في حالة أوباما، اقشعر ناس من التندر في مثل هذه المواضيع.

وأصيب ارنولد شواتزنيغار، حاكم ولاية كاليفورنيا، بحرج عندما نشر صورة له في «فيس بوك» وهو يحمل سكينا، ومعها تعليق طريف بأنه يريد أن يقضي على العجز في ميزانية الولاية. وأصيب السناتور بيتر هوكسترا (جمهوري من ولاية ميشيغان) بحرج عندما كتب في «فيس بوك»: هبطنا مطار بغداد. وذلك لأن الرحلة، مع أعضاء غيره في الكونغرس، كانت سرية، وكانت طائرة عسكرية أميركية تنقلهم، وتتحاشى إطلاق النار عليها وهي تهبط في، أو تقلع من، مطار بغداد.

ولكن أيضا، يلعب «تويتر» وغيره من المواقع الاجتماعية أحيانا دورا إيجابيا. فمثلا، قبل سنتين، أرسل جيمس باك، طالب في جامعة كاليفورنيا كان يزور القاهرة، رسالة في «تويتر» بأن الشرطة المصرية اعتقلته لأنه صور مظاهرة ضد الرئيس حسني مبارك. وفي الحال، تأسس موقع مشترك في «تويتر» للدفاع عن الطالب الأميركي. وأرسل الموقع مئات الخطابات إلى وزارة الخارجية الأميركية والسفارة الأميركية في القاهرة. وفي اليوم التالي، أفرجت الشرطة المصرية عن الطالب.

كذلك كان «تويتر» الوسيلة الوحيدة للطلاب الإيرانيين للتواصل مع العالم أثناء مظاهراتهم بعد نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي شهدت إعادة محمود أحمدي نجاد إلى موقع الرئاسة. وتمكن المتظاهرون من نقل نشاطاتهم إلى العالم الذي كان ينتظر بتلهف أي خبر من الداخل، بعد أن منعت السلطات الإيرانية على وسائل الإعلام الأجنبية تغطية المظاهرات.

وصار واضحا أن لكل من «تويتر» و«فيس بوك» وغيرهما فوائد كثيرة، لأنها صارت تستخدم: في جامعة جياو تونغ في شنغهاي، في تعليم اللغة الإنجليزية المختصرة والمباشرة.

- في جامعة فيينا في النمسا، في تقييم أوراق أبحاث (يرسل كل طالب ملخصا لورقته).

- في جامعة تكساس في دالاس، في تلخيص حصص التاريخ المعقدة في كلمات قليلة.

- في ولاية كاليفورنيا، عندما شب حريق حرق أحياء كاملة، لمعرفة مكان اللهب واتجاهاته.

- في مومباي في الهند، عندما هجم إرهابيون على فندق سنة 2008، واحتلوه لثلاثة أيام، وكان النزلاء يتبادلون الرسائل لمعرفة أماكن الإرهابيين، وتنقلاتهم، وطرق الهروب من الفندق.

- في نيويورك، عندما هبطت طائرة مسافرين في نهر هدسون، والتقط واحد في زورق قريب صورا أرسلها حول العالم، قبل أن يصل الصحافيون وكاميرات التلفزيون. - وفي انتخابات الرئاسة الأميركية سنة 2008، استعمله المرشح باراك أوباما، وعندما فاز أرسل خبر الفوز.

- وفي انتخابات سنة 2009 في إيران، استعمله معارضو الرئيس أحمدي نجاد لتنظيم مظاهراتهم. - وفي السنة الماضية، عندما انتقد أميركيون خطة الرئيس أوباما للتأمين الصحي، وقالوا إنها مثل نظام التأمين الصحي «الفاشل» في بريطانيا. وغضب بريطانيون، وشنوا حملة على الذين كتبوا ذلك.

في نفس هذه المواقع الاجتماعية، وفي غيرها، يدور نقاش عن محاسنها وسيئاتها. من بين الناقدين: صحيفة «وول ستريت جورنال» التي قالت: «كان الناس يعانون من الفردية والانعزالية. ولحسن الحظ، جاءت (تويتر) و(فيس بوك) وغيرهما. لكنها جعلت الناس (اجتماعيين) أكثر مما يجب. جعلت الناس لا يكادون يتركونها. في النهار والمساء، في المنزل والمدرسة والمكتب. في منتصف الليل. وزادت فواتير التلفونات الجوالة. أحيانا لمجرد كتابة مائة وأربعين كلمة تقول إن الشخص ذهب إلى مطعم ماكدونالد، واكل ساندويتش (بيغ ماك)».

وكتب بروس ستيرلنغ، كاتب روايات: «صارت الشبكات الاجتماعية مثل أن يشتري شخص محطة إذاعة، ليذيع منها الإلياذة اليونانية. صارت أكثر من المعقول». وكتب كليف تومسون، مدير شركة «طومسون» للاستثمارات في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك): «لماذا تعذب أصدقاءك بما أكلت وشربت وكم ميل مشيت؟ وكم عذابا منهم تتحمل عندما يكتبون عن ما يفعلون ويأكلون؟ هذه (الاجتماعية الحضارية) ليست إلا نرجسية (حب الذات). بدلا عن التقرب إلى الناس عضويا، نتقرب إليهم تكنولوجيا وكأننا نفتخر بأننا أكثر اجتماعية من غيرنا. إنها المنافسة..» في الجانب الآخر، وخلال السنتين الماضيتين، هناك من دافع عن هذه الشبكات الاجتماعية:

كتب ستيف دوتو، مقدم برنامج تلفزيوني اسمه «دوتو تكنو» عن الكومبيوتر: «لا يحسد الذين يستعلمون هذه الشبكات الاجتماعية غير الذين يعتقدون أنهم أقدر منهم على الكتابة. يحسدهم صحافيون وكتاب يعتقدون أن الكتابة عمل مهني ويجب ألا يقوم به غير شخص متفرغ. أقول لهؤلاء: فات القطار. صار كل واحد كاتبا وناشرا وصحافيا».

وكتب بروفسور جوناثان زيترين، أستاذ قانون الإنترنت في جامعة هارفارد: «لأن هذه الشبكات الاجتماعية تبدو سخيفة، هي في الحقيقة فعالة». لكن، توضح إحصائيات أن «تويتر»، رغم أنها تتوسع، تقل كثافة. وأن أربعين في المائة من الذين انضموا إليها يظلون حريصين عليها مثلما كانوا في البداية. وأن أغلبية الذين ينضمون إليها يتكاسلون بعد شهر. لهذا، يبدو أنها لا تصل إلى أكثر من عشرة في المائة من زبائن الإنترنت. كلما زاد العدد، قل النشاط.

وفي فبراير (شباط) في السنة الماضية، قدمت إذاعة «بابليك راديو» شبه الحكومية مناظرة عن «تويتر». قال الصحافي دانيال شور: «فيها أخطاء لغوية، وفيها معلومات غير صحيحة». ورد عليه اندي كرفين، صاحب شبكة إلكترونية: «فيها أخبار سريعة لم تنشرها الصحف». حسب هذه المناظرة، يبدو أن هناك سؤالين:

الأول: ماذا يريد الناس: خبرا سريعا دون الالتزام بقواعد المهنة الصحافية، أو خبرا كاملا يلتزم بقواعد المهنة؟

الثاني: من يكتب: أي شخص، أو صحافي مهني؟

مهما اختلفت الإجابات، صار واضحا أنه كلما زاد عدد الذين يكتبون، زادت الأخبار والتعليقات. رغم عدم ارتياح الصحافيين والكتاب الذين يودون لو أن الناس يقرأون فقط ما يكتبون هم. ورغم عدم ارتياح الحكام والسياسيين والمشاهير الذين لا يريدونها أن تؤذي سمعاتهم وتفقدهم وظائفهم وتحرج عائلاتهم.