«القاعدة».. مسبحة تنفرط

الرؤوس تتساقط.. من بن لادن إلى الكشميري مرورا بعطية عبد الرحمن والعولقي

TT

بعد مقتل أحد أبرز الوجوه في «القاعدة» في اليمن، الأميركي اليمني الأصل، أنور العولقي، الأسبوع الماضي، يرتفع عدد زعماء التنظيم الذين قتلوا منذ بداية الحرب على الإرهاب إلى 13 شخصا، لعل أبرزهم زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، الذي قتل في مدينة أبوت آباد في باكستان في شهر مايو (أيار) الماضي، إثر غارة نفذتها قوات من نخبة البحرية «سيلز» على مجمعه السكني، وانتهت بقتله وإلقاء جثته في البحر. وذلك إلى جانب 12 شخصا من أبرز العناصر التي تم القبض عليها، بينما لا يزال هناك نحو 12 على القائمة لم يتم القضاء عليهم أو اعتقالهم، قد يكون أبرزهم زعيم التنظيم الحالي، أيمن الظواهري.

ومع الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر، يكاد المشهد يكون مختلفا، ليس فقط لتمكن الولايات المتحدة من قتل بن لادن، زعيم «القاعدة» والرأس المدبر للهجمات، لكن كذلك لأن أجندات الأولويات المطروحة أميركيا وأوروبيا، وحتى عربيا، تغيرت تماما، ولم تعد «القاعدة» تحتل مرتبة متقدمة، بل بات العالم بأسره منشغلا بثورات «الربيع العربي»، في حين يكابد الغرب لإنقاذ هذه الدولة أو تلك من «شفا الإفلاس» أو«نفق الركود».

وعلى الصعيد العربي، فقد تغير المشهد بصورة كلية في الأشهر الأخيرة، وبعدما كانت «القاعدة» وبن لادن، رمز الكرامة المهدورة لملايين المسلمين حتى ممن لا يتعاطفون مع توجهات التنظيم، بات شهداء الثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا هم «تاج الرأس» وعنوان الكرامة، بعدما أسقطوا طغاة من وزن «بن علي» و«حسني مبارك» و«معمر القذافي»، وزلزلوا أركان حكم «علي صالح» و«بشار الأسد»، في حين فشلت «القاعدة» في هز شعرة واحدة من رأس أحدهم، بل كانت هي الفزاعة التي استخدموها لقهر شعوبهم ونسج تحالفات مع الغرب بدعوى أنهم حائط الصد الأخير لمنع الأصوليين من القفز على الحكم.

وكان أيمن الظواهري، تحديدا، وسواه من منظري العنف قد أكدوا، مرة تلو أخرى، عبر شرائطهم الصوتية أن الثورة غير المسلحة لا وجود لها، وأنها لا تحقق أي أهداف. ولهذا فإن العنف والسلاح هما المحرك الأساس لاستراتيجية وتكتيكات «القاعدة»، ومن دونهما لا يتبقى أي شيء يمكننا الإمساك به، مثل الفكر، أو البديل الحضاري، أو البرنامج السياسي، أو الحلول لمشكلات العالم الإسلامي مجتمعة، أو أي دولة منفردة من دوله، بل إن استخدام العنف والسلاح يطيل في عمر الأنظمة، كما كانت حالة النظام الليبي، إذ إن ذلك الاستخدام يوفر مسوغ إنزال الجيش للشارع وقمعه الشعب بلا هوادة.

ولا شك أن أبرز قتلى التنظيم حتى الآن هو بن لادن والشخص الثاني الذي قتل هو محمد عاطف، (أبو حفص المصري)، وذلك بقصف جوي أميركي في بداية القتال في أفغانستان في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001، أما الشخص الثالث من أبرز قيادات التنظيم، فهو الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان يقاتل مع تنظيمه القوات الأميركية في العراق. وكان قد شكل تنظيمه الخاص به «التوحيد والجهاد» قبل انضمامه لـ«القاعدة»، وقتل قي قصف أميركي على مخبئه في العراق في يونيو (حزيران) 2006.

ومن الأسماء الأخرى من القيادات في التنظيم التي قتلت خلال العقد الماضي، أبو يحيى الليبي (2008)، وعطية عبد الرحمن (2011) وربيعة أبو حمزة (2005) وأبو أيوب المصري (2010) وسيد المصري المعروف أيضا باسم «أبو شيخ مصطفى أبو اليزيد» (مايو «أيار» 2010) ومحمد حسن خليل الحكايمة (أبو جهاد) (2008) وأبو خباب المصري أو مدحت مرسي (2008) وأبو عبيدة المصري (2007) وفضل عبد الله محمد المعروف باسم هارون فضل 2011.

ومن الذين تم القبض عليهم أبو زبيدة (2002) وعمر باتيك (2011) ويونس الموريتاني (2011) وحمبلي المعروف باسم رضوان عصام الدين (2003) وعبد الرحيم الناشري (2002) وعلي العزيز علي (2003) ووليد بن عطاش (2003) ومصطفى أحمد الهوساوي (2003).

وكان أنور العولقي يحتل المركز الثالث في هذه القائمة، قبل أن ينضم إلى قائمة قتلى «القاعدة»، بعد تأكيدات أميركية أفادت بمقتله بقصف جوي استهدف رتلا للسيارات كان في إحداها في محافظة الجوف اليمنية، الأسبوع الماضي.

ومنذ مقتل بن لادن انفرطت مسبحة «القاعدة»، وقتلت قيادات؛ واحدا وراء الآخر. وكانت البداية بمصرع هارون فضل الذي يعرف باسم «بن لادن الأفريقي» حيث تلقت «القاعدة» ضربة شديدة ولحلفائها المتطرفين ولعملياتها في شرق أفريقيا يونيو (حزيران) الماضي. و«بن لادن الأفريقي» هو اللقب الذي أطلق على فضل هارون عبد الله، الذي كان ينشط في شرق أفريقيا، والذي رصدت الولايات المتحدة مبالغ طائلة لإلقاء القبض عليه.

وكانت تقارير غربية تحدثت عن وجود شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة تنشط في منطقة شرق أفريقيا، لا تقل خطورة عن زعيم التنظيم أسامة بن لادن، الذي تنشغل الولايات المتحدة الآن بالبحث عنه. ورأى خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية أن مجرد الحديث عن نشاط شخصيات في «القاعدة» في تلك المنطقة يعني أن الأجهزة الأمنية الأميركية فشلت فشلا ذريعا في القضاء على بقايا التنظيم هناك، بعد حملات تمشيط واسعة قامت بها.

ولقب فضل عبد الله «أبو سيف السوداني»، المولود في جزر القمر، ولديه جنسية مزدوجة في كينيا، هو أحد أبرز المطلوبين من قبل الولايات المتحدة التي رصدت 5 ملايين دولار مقابل رأسه.

وقتل فضل عبد الله في تراشق بالنيران مع القوات الصومالية في مقديشو يوم 11 يونيو (حزيران) الماضي. وأشارت إليه المصادر الأميركية على أنه المخطط لتفجيرات السفارات في شرق أفريقيا عام 1998، وتفجيرات أخرى في المنطقة.

ووصفه خبراء أميركيون بأنه «مثقف جدا وشديد الذكاء في المجال التكنولوجي وشخصية مطلعة جدا ولديه القدرة على التنقل ما بين الشخصيات العلمانية.. وهذا ساعده على التخفي مستخدما أوراقا شخصية مزيفة ويتجنب رفقة بعض رجال الدين من المسلمين». وكان لديه كامل السيطرة على خلايا «القاعدة» في دول مثل الصومال، إثيوبيا، إريتريا، تنزانيا واليمن.

يذكر أن السلطات القضائية في نيويورك أصدرت يوم 17 سبتمبر (أيلول) عام 1998 لائحة اتهام ضد فضل عبد الله، واتهمته فيها بالاشتراك في ارتكاب تفجير السفارتين الأميركيتين في دار السلام بتنزانيا وفي نيروبي بكينيا يوم 7 أغسطس (آب) عام 1998. إضافة إلى تهم أخرى مثل قتل مواطنين أميركيين خارج الولايات المتحدة الأميركية وتهمة التآمر لقتل مواطنين أميركيين خارج الولايات المتحدة الأميركية وتهمة تنفيذ هجوم على منشأة تابعة للحكومة الفيدرالية.

وحول وجود «القاعدة» في منطقة شرق أفريقيا، يوضح الإسلامي المصري الدكتور هاني السباعي، مدير مركز المقريزي بلندن، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أن منطقة شرق أفريقيا التي كان فيها تنظيم القاعدة من قبل، والتي توجت أعمالها في أغسطس 1998 بتفجير سفارتين وبعد ذلك عام 2002 عندما حصل الهجوم على الفندق والطائرة الإسرائيلية هي مليئة بالأجهزة الأمنية، وهي منطقة من قواعد التخابر الكبيرة سواء لأجهزة الأمن الأميركية أو الإسرائيلية. وقال السباعي: «إن أسامة بن لادن كان يتخذ من السودان قاعدة انطلاق له في أفريقيا، وقائد عملياته العسكرية أبو عبيدة البنشيري، واسمه علي أمين الرشيدي غرق في بحيرة فيكتوريا عام 1995، حيث كان هدفه انطلاقة (القاعدة) من السودان إلى كينيا ومنها إلى تنزانيا والصومال. ويضيف السباعي: «إن بن لادن كان يضع نصب عينيه اليمن، لأنه يريد أن يسيطر على القرن الأفريقي». وكان بن لادن يعتقد أن اليمن به صفات أفغانستان، بحسب السباعي، فهو بلد جبلي من جهة حرب العصابات ومهيأ لإقامة الحكم الإسلامي، وكان زعيم «القاعدة» يعتبر اليمن مقدمة الدولة الإسلامية التي ستحتضن دولة الخلافة. ويقول السباعي إن تفجير السفارتين لفت أنظار الأميركيين إلى مطامع «القاعدة» في القرن الأفريقي، وباتت حرب مفتوحة تأججت بتفجير المدمرة الأميركية «كول» عام 2000.

وفي يونيو الماضي أيضا كانت الضربة القاتلة لـ«القاعدة» ممثلة في القيادي المهم إلياس الكشميري، وكما وصف خبراء شؤون «القاعدة» فإن مسبحة تنظيم بن لادن انفرطت بعد مقتل زعيمها، وتناقلت وسائل إعلام محلية باكستانية، نقلا عن مصادر محلية في مقاطعة جنوب وزيرستان القبلية، أن أحد أهم المطلوبين للولايات المتحدة وباكستان يدعى إلياس الكشميري قد قتل في قصف جوي بطائرة من دون طيار يعتقد أنها أميركية وقعت يوم 4 يونيو (حزيران) الماضي، في منطقة اغوا اخوا في جنوب وزيرستان. وقد استهدف القصف منزلا في المنطقة، حيث يعتقد أن 8 مسلحين ينحدرون من إقليم البنجاب الباكستاني قد قتلوا في هذا القصف أيضا.

ويصنف إلياس بأنه قريب من «القاعدة» وطالبان في أفغانستان وباكستان كما تربطه علاقات مع الجماعات المسلحة الباكستانية، خاصة تلك التي تعمل ضد القوات الهندية في كشمير، وقد أنشأ ما يعرف بالفرقة 313 وهي مجموعة من المسلحين الباكستانيين والأجانب قام بتدريبهم على أسلوب قتال حرب العصابات والقوات الخاصة، وتضم عناصر من جماعات مسلحة عدة. وتشير تقارير إلى أنه كان ضابطا سابقا في القوات الخاصة الباكستانية، ونقل خبراته لـ«القاعدة» ولطالبان، وأن التطور النوعي في عمليات الاقتحام التي تقوم بها طالبان و«القاعدة» في كل من باكستان وأفغانستان، كالهجوم الأخير على قاعدة مهران الجوية التابعة للبحرية الباكستانية، كان بسبب التدريبات والخبرات التي يقدمها الكشميري لهذه الجماعات المسلحة، وتتهمه الهند بأنه له علاقة بالعناصر التي نفذت اعتداء مومباي عام 2008. وولد إلياس الكشميري في بيمبور (ميربور القديمة) في وادي سامحاني في كشمير الباكستانية في العاشر من فبراير (تشرين الثاني) عام 1964، ونجح في اجتياز السنة الأولى من كلية الإعلام بجامعة العلامة إقبال المفتوحة في إسلام آباد ولم يكمل دراسته لتغلغله العميق في الأنشطة الجهادية في كشمير وأفغانستان.

حركة تحرير كشمير كانت ظهوره الأول في المجال الجهادي العسكري ثم حركة الجهاد الإسلامي الكشميرية، وأخيرا الأسطورة الجهادية فرقة اللواء 313 التي نمت لتصبح المجموعة الأقوى في شرق آسيا، والمنتشرة عبر أفغانستان وباكستان وكشمير والهند ونيبال وبنغلادش، بل وصلت عمليات هذه الفرقة حتى أوروبا، وينتمي إليها نخبة النخبة من المجاهدين المدربين على أعلى طراز عسكري وأمني.

وتلقى تنظيم القاعدة ضربة تالية بمقتل الرجل الثاني فيه عطية عبد الرحمن على يد قوات أميركية بمنطقة وزيرستان القبلية بباكستان في 22 أغسطس (آب) الماضي. وكان عبد الرحمن ينشط بشكل كثيف في إدارة عمليات «القاعدة» واعتمد عليه الظواهري منذ مقتل أسامة بن لادن.

وأعلنت الولايات لمتحدة أنها قتلت الرجل الثاني في «القاعدة» عطية عبد الرحمن في باكستان، فيما وصفته بأنه «ضربة هائلة» أخرى للتنظيم المتطرف. وقال مسؤول أميركي إن مقتل عبد الرحمن «خسارة أساسية لتنظيم القاعدة»، وأضاف: «ليس هناك شك في أن هذه ضربة كبيرة لتنظيم القاعدة.. عبد الرحمن كان على رأس التنظيم القيادي الموثوق به».

وكان عبد الرحمن محل ثقة فروع التنظيم، وكان يتحدث نيابة عن كل من (بن لادن والظواهري).. لديه مزيج من الخبرة والقدرات، تعد فريدة من نوعها في التنظيم، ومن دون شك لن يتم استبداله بسهولة». وقالت السلطات الأميركية، إن عبد الرحمن كان انضم إلى بن لادن في أفغانستان في الثمانينات لمحاربة السوفيات، ثم بات موفد «القاعدة» إلى إيران، بهدف تجنيد أشخاص وإجراء مفاوضات مع مجموعات إسلامية أخرى.

وفي بداية الشهر الحالي، أعلن قائد شرطة مدينة نيويورك رايموند كيلي أن جهاز الشرطة وضع في حالة تأهب لمواجهة احتمال أن «يكون أحدهم يريد الانتقام» لمقتل الإمام المتطرف الأميركي من أصل يمني، أنور العولقي، الذي قتل بصاروخ أميركي من طائرة من دون طيار في محافظة الجوف باليمن.

ويحرم مقتل أنور العولقي، العدو رقم واحد لأميركا، تنظيم القاعدة من أحد مروجي أفكارها من ذوي الخبرة والدراية بعالم الإنترنت، الذي أوعز لمتشددين أفراد في الولايات المتحدة وبريطانيا بالقيام بأعمال عنف مساعدا القيادة الأساسية للتنظيم ومقرها باكستان في رسم صورة لها على أنها مصدر تهديد، حتى على الرغم من تشتتها تحت ضغط هجمات الطائرات الأميركية دون طيار.

لكن مقتل العولقي لا يضر بأنشطة الجماعة في منطقة الخليج التي يوجد بها أحد أكثر فروعها طموحا، وهو «القاعدة في جزيرة العرب»، الذي يحاول بنجاح متفاوت استغلال انزلاق اليمن المتسارع في هوة الصراع. والهجمات الانتقامية على الأهداف الغربية في اليمن، وربما من جانب قبيلة العولقي، هي الاحتمال الأبرز.

ويقول الإسلامي المصري، الدكتور هاني السباعي لـ«الشرق الأوسط» حتى كتابة هذه السطور: «لم يصدر بيان نعي من (القاعدة) يؤكد مقتل العولقي أو سمير خان، وحال تأكد مقتله، فإن العملية ستحسب ضد الرئيس اليمني باعتباره نظاما مرضيا عنه من واشنطن، أي أنه استخدم (القاعدة) للبقاء في الحكم، وبعبارة أخرى يكون قد قدم رأس العولقي، وتحديدا تمرير المعلومات المطلوبة للأميركيين حول تحديد مخبئه كعربون وقربان للإدارة الأميركية للعودة إلى الحكم، في حين أن السلطات الأميركية من جهة أخرى في حاجة ماسة إلى هذا النصر بسبب خسائرها المتوالية في أفغانستان».

أما من جهة العولقي، فيقول السباعي: «هو ليس رأسا كبيرا في (القاعدة) لا عضويا ولا تنظيميا، هو داعية مفكر جذبته أفكار التنظيم، وتوافقت مع معتقداته، وهو شخص مستقل من الجهة التنظيمية، وإني أشك بدرجة كبيرة في أن مقتله سيضعف نشاط (القاعدة في جزيرة العرب)».

وجرى ربط العولقي بسلسلة من هجمات ومؤامرات لمتشددين في الثلاثة أعوام الماضية، بما في ذلك مقتل 13 شخصا في قاعدة فورت هود العسكرية بولاية تكساس على يد نضال حسن الرائد في الجيش الأميركي، ومحاولة فاشلة لإسقاط طائرة فوق ديترويت، وطعن نائب بريطاني وتورط موظف بشركة طيران بريطانية في مؤامرة لزرع متفجرات في طائرة.

ويؤكد الخبراء أن قدرة جناح «القاعدة في جزيرة العرب» أعيقت عن شن هجمات عابرة للدول، لأنه ليس لديه شبكة كبيرة من المجندين الغربيين التي اعتادت قيادة القاعدة في باكستان على التمتع بها. كان بإمكان العولقي مساعدتهم على تطوير هذه «القاعدة». ومقتل العولقي دليل على الدقة المتزايدة للحملة الأميركية لمكافحة الإرهاب ضد الجماعة المنتشرة عالميا والمسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر على المدن الأميركية. ويسرع مقتله من القوة الدافعة للنجاحات التي تحققت هذا العام ضد الشخصيات المتشددة البارزة، ومن بينها مقتل بن لادن في مايو (أيار) بباكستان وعطية عبد الرحمن في أغسطس (آب).

وذكر بروس هوفرمان مدير مركز دراسات السلام والأمن بجامعة جورجتاون في الولايات المتحدة أن مقتله يمثل أولا وأخيرا انتصارا للمخابرات الأميركية. وقال: «هذه السلسلة من عمليات القتل المستهدف لكبار قادة (القاعدة) هذا العام؛ بدءا من بن لادن، مرورا بإلياس كشميري وقادة آخرين إلى العولقي هي شهادة على تطور لا يضاهى ولا ينافس في مجتمع المخابرات. التأثير الرئيسي لمقتله هو إضعاف معنويات العدو. بوسعهم الهروب لكن هذه السلسلة من عمليات القتل المستهدف تظهر أنهم لا يستطيعون الاختباء».

وليس من الواضح ما إذا كان العولقي يتقلد دورا رسميا، لكن ما يظهر من الشهادات في المحاكم أنه كان يرد شخصيا على المتشددين الذين اتصلوا به عبر البريد الإلكتروني، وشجعهم على التصرف بناء على معتقداتهم المناهضة للغرب، موضحا أن العنف مباح بل إلزامي.

وكان العولقي رحب في مقالة له على مجلة تابعة لـ«القاعدة» في مارس (آذار) الماضي بالانتفاضات التي تجتاح العالم العربي، قائلا إنها ستساعد قضية «القاعدة» ولن تضرها بإعطاء الإسلاميين الذين تحرروا من الطغيان نطاقا أكبر للحديث.