شي.. غورباتشوف الصين؟

الرئيس الصيني المقبل.. هل ينقل بكين من «الشيوعية» إلى حظيرة الرأسمالية

TT

عندما جاء شي جين بينغ، نائب الرئيس الصيني، إلى واشنطن الشهر الماضي، لم يكتف بمقابلات مع الرئيس باراك أوباما وكبار المسؤولين، ولكن، وعلى غير عادة كثير من كبار المسؤولين الصينيين الذين يزورن الولايات المتحدة، قام بجولة في مدن أميركية، كبيرة وصغيرة، وقابل مواطنين أميركيين عاديين، فيما سماه تلفزيون «سي إن إن» بـ«دبلوماسية شعبية للصين الشعبية».

كان هدفه الخاص هو مدينة ماسكاتين الصغيرة (ولاية أيوا)، التي تربطه بها ذكريات جميلة، عندما جاءها في عام 1985، ومكث فيها عدة أيام مع مزرعة عائلة ألين دوفورشك. أكل بشوكة وسكينة، فقد نسوا أن يحضروا له أعواد الخشب الصينية، واجتمعوا كلهم وشاهدوا فيلم «ستارتريك» (مغامرة النجوم).

كان عمره وقتها 30 عاما، تقريبا، وكان عضوا في اللجنة الزراعية التابعة للحزب الشيوعي الصيني، وجاء إلى أميركا، مع آخرين، للاطلاع على النهضة الزراعية، والبحث عن أفكار جديدة للمساعدة في تطوير المناطق الغنية بالزراعة في بلاده، خاصة في شمال الصين، حيث تزدهر بتربية الماشية، وزراعة الذرة والقمح والصويا. فهو إذن من جيل جديد في الحزب الشيوعي.

وعند عودته إلى ماسكاتين الصغيرة، الشهر الماضي، نشرت صحيفة «ماسكاتين جورنال» المحلية صورة قديمة التقطت له عندما زارها سنة 1985. وعلى الرغم من عائلة دوفورشك كانت انتقلت إلى ولاية فلوريدا، عادوا للاستقبال ضيفهم القديم. وطبعا، نشرت صحيفة «موسكاتين جورنال» مقابلات وصورا جديدة عن نائب الرئيس شي وعن نهضة الصين.

وسيصبح شي رئيسا جديدا للصين اعتبارا من نهاية العام الجاري، حيث يجتمع المؤتمر العام للحزب الشيوعي، بنهاية فترة الرئيس الحالي هيو جنتاو، ليختار نائبه، ليكون رئيسا جديدا. وهي عادة درج عيها الحزب الشيوعي الصيني، منذ نهاية عهد ماو تسي تونغ، قبل 26 عاما، حيث يمضي الرئيس 10 سنوات، ثم يترك السلطة لنائبه. فلا غرو إذن، حين تم استقباله في واشنطن كما لو كان بالفعل رئيسا للدولة، وتم تسليط الضوء على ميوله السياسية، وبدا واثقا من نفسه، وإن ظهر بمظهر غير مرح.

من هو شي...؟ هل سيكون الرئيس الانتقالي من «الشيوعية الرأسمالية» إلى الرأسمالية، مثلما كان الرئيس دينغ شياو بنغ الانتقالي من الشيوعية إلى «الشيوعية الراسمالية»؟

شي، لن يكون فقط أول رئيس صيني يولد بعد الثورة الشيوعية، بل، من الجيل الثاني للقادة الشيوعيين الصينيين. كان والده زميلا للرئيس ماو عندما كان يقود الثوار في جبال أواسط الصين، وحتى انتصر على قوات الرئيس شيانغ كايشيك اليمينية، حيث هرب شيانغ إلى جزيرة فرموزا، وأسس جمهورية تايوان الحالية.

وتحول الرئيس ماو ووالده ورفاقهما من القتال إلى الحكم. وصار والده مسؤولا عن الدعاية في الحزب الشيوعي الصيني، وبعد أول «انتخابات»، واختيار مجلس الشعب، صار الوالد نائبا لرئيس المجلس.

وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»، نشرت إبان زيارته إلى الولايات المتحدة، تحدث شي عن ماضيه، وعن بداية الثورة الثقافية، حينما عزل والده وكان عمره آنذاك 10 سنوات.

درس شي في جامعة تسينغهوا، وتخصص في الهندسة، مثل كثيرين قبله في قيادة الحزب الشيوعي (اختار الهندسة الكيماوية). وعمل خلال سنوات عمله الأولى في مقاطعة فوجان، ثم نقل إلى مقاطعة شيتانغ المجاورة. وهناك صار أمينا عاما لفرع الحزب الشيوعي المحلي. ومن هناك بدأ يصعد في سلم الحزب.

قالت وكالة «شنخوا» الصينية الحكومية إنه كان «يكره الفساد منذ صباه»، وفي عام 2000، صار حاكما لمقاطعة فوجيان، ثم انتقل حاكما لمقاطعة تشجيانغ المجاورة.

وفعلا قاد حملة مركزة ضد فساد الموظفين الحكوميين، وفساد العاملين في الحزب. وبعد عام، اختير لعضوية اللجنة المركزية للحزب في كل الصين، وكانت من أسباب ذلك التغطية الصحافية والتلفزيونية المكثفة لحملات محاربة الفساد التي كان يقودها. وكان وراء الذين اكتشفوا فساد قادة الحزب الشيوعي في شنغهاي الذين تلاعبوا في أموال الضمان الاجتماعي، وكان حجم الفساد أكثر من عشرة مليارات يوان (مائتي مليون دولار)، وكانت من أكبر فضائح الشيوعيين الصينيين. وبعد اكتشاف الفضيحة، نقل ليكون عمدة لمدينة شنغهاي، حيث أشرف على محاكمة الفاسدين.

وساعد هذا على صعوده إلى أعلى في سلم قيادة الحزب الصيني.

وأشرف شي على ترتيبات الألعاب الأولمبية في الصين عام 2008، وعلى مفاوضات مع البريطانيين حول هونغ كونغ (كانت مستعمرة بريطانية)، ومع البرتغاليين حول ماكاو (كانت مستعمرة برتغالية)، وعلى احتفالات مرور ستين سنة على الثورة الشيوعية.

وفي عام 2010 وصل مرحلة «ولي عهد الحزب»، أي الرجل الثاني بعد الرئيس هو، في الحزب وفي الحكومة. كما ركز على العلاقات الدولية، وقابل كثيرا من كبار الشخصيات الأجنبية، وقال بعض هؤلاء عنه إنه «مفتون بالصراحة والواقعية». وقال عنه الرئيس هو، إنه معجب برئيس وزراء سنغافورة لي كوان يو (شبه الديكتاتور الذي ركز على النهضة الاقتصادية). وقال عنه وزير الخزانة الأميركية السابق هنري بولسون: «أنا أضعه في طائفة نيلسون مانديلا (قائد ثورة السود في جنوب أفريقيا، وأول رئيس أسود فيها). إنه شخص يتمتع بتعقل عاطفي، واتزان وقدرة على مواجهة المشكلات».

وفي سنة 2009، أثناء زيارة للمكسيك، تكلم أمام مجموعة من المغتربين الصينيين، وافتخر، وطلب منهم أن يفتخروا، بإسهامات الصين للأزمة المالية العالمية. وقال: «هذا أكبر إسهام لكل الجنس البشري من جانب الصين، لمنع الانهيار النقدي العالمي، ولمنع جوع مليار وثلث مليار من الناس في كل العالم».

وقالت مجلة «تايم» إنه أكثر زعيم صيني متابعة للشؤون الدولية منذ شو انلاي، وزير خارجية الثورة الصينية قبل 60 عاما تقريبا. لهذا السبب أو غيره، فوضه الرئيس هو ليشرف على السياسة الخارجية. وخلال عامين زار دولا كثيرة، منها، ألمانيا، وبلجيكا، وبلغاريا، ورومانيا، والمجر، واليابان، وكوريا الجنوبية، وكمبوديا وبورما، ودولا في أفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية. وفي الشهر الماضي جاء إلى الولايات المتحدة، حيث قابل الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، ونائبه جو بايدن. ثم توقف في ولايتي كليفورنيا وآيوا.

ويقول شينغ لي، خبير في سياسات النخبة الحاكمة الصينية في معهد «بروكينغز» بواشنطن، «نحن لا نعرف الكثير عن شي وآرائه بشأن الإصلاح السياسي.. أو كيف ستكون علاقاته بالغرب.. وإلى حد ما، ربما يجهل شي نفسه المسار الذي سينتهجه».

وقال لي لـ«الشرق الأوسط»: «بالتأكيد، تريد الولايات المتحدة أن تكون سياسة الصين أكثر فعالية، لا سيما بسبب تأثير الصين الكبير على الاقتصاد العالمي. تريد هذه الفعالية في أكثر من مجال: التوازن الاقتصادي بين البلدين، وإيران، وكوريا الشمالية، وتغير المناخ، والأمن الالكتروني، وغير ذلك. في كل هذه المجالات، وفي غيرها، تحتاج الولايات المتحدة إلى تعاون الصين».

ويضيف لي «استنادا إلى خطاب الرئيس أوباما الأخير عن حالة الاتحاد (ألقاه أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس)، هناك تململ، إن لم يكن إحباطا، من جانب الأميركيين، خاصة على الجبهة الاقتصادية، بشأن مواضيع مثل حقوق الملكية الفكرية، والوصول إلى الأسواق المضادة في حرية كاملة، وسياسات ما يسميها الصينيون الابتكار المحلي، أي حماية المنتجات المحلية».

وتابع «في الجانب الأخر، من وجهة نظر الصين، وخاصة من وجهة نظر نائب الرئيس شي، عليه أن يتصرف في حكمة في مجالين، ربما متناقضين. مثل الذي يلعب شطرنج مع شخصين في نفس الوقت: الأول: الجمهور الصيني الذي يريد أن يرى إذا كان يقدر على تمثيل الصين تمثيلا محترما في الخارج، وخاصة في الولايات المتحدة. وأن يتصرف وكأنه رجل الدولة الحكيم، وحتى الزعيم العالمي. والمجال الثاني: الجمهور الأميركي الذي تعود أن يحكم على الزعماء الأجانب حسب صور نمطية مسبقة تشكلها أجهزة الإعلام والسياسيين. لكن، طبعا، بالنسبة لنائب الرئيس شي، الجمهور الصيني هو الأهم».

لم يلتصق زعيم صيني من قبل بالغرب مثل نائب الرئيس شي. وعندما زار بريطانيا سنة 1983، قابل وأحب وتزوج ابنة سفير الصين هناك (تطلقا فيما بعد). زوجته الحالية مغنية أغان وطنية وعسكرية، وأنجبا بنتا، تدرس حاليا في جامعة هارفارد تحت اسم مستعار، مما دفع بالكثيرين إلى التشكيك في ثقته بنظام التعليم الخاص بالنخبة في الصين. زارها خلال وجود في أميركا الشهر الماضي، وصادف ذلك عيد الحب، أو ما يسمى يوم «فالنتاين»، وفي اليوم نفسه، تناول الغداء في وزارة الخارجية مع هيلاري كلنتون وكبار المسؤولين الأميركيين، ووضعت على الموائد ورود حمراء (رمز الحب).

عندما صعد شي إلى قمة الحزب الشيوعي في عام 2007، كان الشيء الوحيد الذي يعرفه السواد الأعظم من الناس في الصين عنه هو أن كان متزوجًا مغنية مشهورة بجيش التحرير الشعبي الصيني تدعى بينغ لي يوان.

ومن ثم، تحولت ماكينة الدعاية الخاصة بالحزب إلى زوجة بينغ، وهي تحمل رتبة لواء في جيش التحرير الشعبي الصيني، لتقديم الرجل الذي اختارته مجموعة من وسطاء السلطة السياسية ليكون القائد القادم لأكبر دولة من حيث تعداد السكان في العالم.

«في المرة الأولى التي قابلته فيها، دق قلبي وشعرت على الفور بأنه الزوج المثالي لي، كان نقيا جدا ومراعيا لمشاعر الآخرين»، هكذا تحدثت في مقابلة مع وسائل الإعلام الحكومية الصينية. ووصفته أيضا بأنه متواضع ومخلص في عمله كمسؤول حزبي، حسب صحيفة «فايننشيال تايمز».

وعلى غرار معظم كبار القادة السياسيين الصينيين، يعتبر شي شخصية غامضة تقدم سيرته الذاتية الرسمية المجملة وبياناته الرسمية العامة لمحات بسيطة عن الشكل الذي ربما تبدو عليه سياساته عند اعتلائه العرش الشيوعي.

وفي الصين وبالخارج، أخذ الناس يبرزون جوانب تحيزهم وتفضيلاتهم بشأن الرجل الذي سيخلف هو جينتاو بشكل شبه مؤكد كسكرتير عام للحزب الشيوعي نهاية هذا العام وكرئيس وقائد للجيش بعد ذلك بوقت قصير.

ويقول البعض إنه قائد وطني يمكنه أن يخوض محاولة مواجهة الغرب، فيما يرى آخرون أنه نصير للغرب، لكنه منعزل، حتى أن بعض الليبراليين المفعمين بالأمل يتنبأون بأنه يمكن أن يصبح غورباتشوف صينيا، من خلال رغبته الجامحة في إدخال الديمقراطية في أول فرصة تسنح له.

وعلى النقيض من مظهره وسيرته الذاتية الرسمية المجملة، فإن مسيرة تشي إلى اعتلاء عرش السلطة الشيوعية لم تكن مطلقا باعثة على الملل. وحسب «فايننشيال تايمز» فان شي، الذي ولد لجنرال ثوري في عام 1953، كان محاطا بالامتيازات منذ سن صغيرة، حيث كان يعيش في مجمع خاص بكبار القادة الصينيين مزود بجميع صور الرفاهية - الخدم والهواتف وإمدادات غذائية دائمة - التي لم يكن ليحلم بها معظم المواطنين في هذه الدولة. غير أن كل تلك الامتيازات انتزعت منه حينما تم احتجاز والده، في عام 1962. وذهبت مع الريح الحلي الثمينة الخاصة بالأسرة وضاعت مكانة شي الشاب، الذي كان من المفترض على مدار الخمسة عشر عاما التالية أن يحمل لقب ابن ثوري معارض. وساءت الأمور، مع اجتياح الثورة الثقافية الدولة في أواخر الستينات من القرن العشرين، وتم ترحيله إلى الريف في سن الخامسة عشرة ليكدح مع الفلاحين كواحد من ملايين «الشباب المتعلمين الذين انهارت مكانتهم». وفي قرية صغيرة شمال إقليم شنشي، نام على غرار السكان المحليين على سرير مليء بالبراغيث مصنوع من القرميد في كهف في الرمال الصفراء. «شعرت بمرارة شديدة في تلك الفترة»، كتب شي لاحقا. وأضاف: «لكن التجربة التي مررت بها هناك كان لها تأثير عميق في نفسي وشكلت شخصيتي العملية المكافحة».

ويقول أصدقاؤه إن تلك الخبرة هي التي غرست فيه رغبة قوية في أن يصبح مسؤولا حزبيا رفيعا وأن يعود إلى مجمعات القيادة التي قضى فيها فترة صباه.

وفيما ذاق والده الأمرين في محبسه، حاول 10 مرات أن ينضم للحزب نفسه الذي تسبب في هذه المعاناة الشديدة التي ألمت بأسرته، لكن لم يتم قبوله بسبب «طبقته الاجتماعية السيئة». وفي نهاية المطاف، استطاع أن يقنع الحزب بقبوله في عام 1974، وبعدها بعام، تم قبوله في جامعة تسينغهوا الخاصة بالنخبة في بكين.

وأثناء دراسته الهندسة الكيميائية، انتهت الثورة الثقافية، وتولى دينغ شياو بينغ مقاليد السلطة، وتمت إعادة تأهيل والد شي قبل أن يتم إرساله من قبل دينغ ليحكم إقليم قوانغدونغ. وفي عام 1979، منح شي وظيفة مرموقة كمساعد لغينغ بياو، وزير الدفاع الصيني وأحد الرفاق القدامى لوالده.

وبحسب أصدقاء شي وأسرته، فقد اتخذ قرارا «محسوبا» في عام 1982 بالعودة إلى الريف بغية بناء سيرته الذاتية كمسؤول من القاعدة الشعبية. تم تعيينه في النهاية حاكما لإقليم فوجيان، ذلك الإقليم الواقع عبر المضيق من تايوان، في عام 2000، ثم سكرتيرا للحزب في مقاطعة تشجيانغ المزدهرة في عام 2003.

وجاءت ترقيته إلى منصب نائب الرئيس والوريث الافتراضي لهو في عام 2007، بعد بضعة أشهر من رحيله إلى شنغهاي ليخلف سكرتير الحزب سيئ السمعة، تشن ليانغ يو، أكبر مسؤول يتم اعتقاله بتهم فساد خلال أكثر من عقد من الزمان.

وكان أحد أسباب تلك النقلة من عدم الشهرة إلى بؤرة الأضواء جهوده المتأنية لترسيخ صورته كموظف عام متواضع وعملي، بعد أن عانى من نكسة كبيرة قبل عشر سنوات. والسؤال الأكثر إلحاحا الآن.. هل سيكون الرئيس شي غورباتشوف الصين؟!! كان غورباتشوف أول رئيس روسي ولد بعد الثورة الشيوعية (كانت الثورة في سنة 1917، وولد هو بعد عشرين سنة تقريبا). وأيضا، سيكون شي أول رئيس صيني يولد بعد الثورة الشيوعية (كانت الثورة سنة 1949، وولد هو 1953).

حول غورباتشوف روسيا من الشيوعية إلى الشيوعية الرأسمالية ثم إلى الرأسمالية. لن يحتاج الرئيس شي إلى المرحلة الأولى، لأن الصين فعلا تعيش اليوم الشيوعية الرأسمالية. فهل سيحولها إلى الرأسمالية؟. وقد استطاع غورباتشوف أن يحقق إنجازه التاريخي خلال 6 سنوات فقط: في عام 1985، صار زعيما للحزب الشيوعي السوفياتي. وفي العام نفسه، أعلن نظرية «جيبريومكا» (الاعتراف بالشركات الخاصة)، وبعد عام، أعلن نظرية «بيريسترويكا» (إعادة التعمير)، وبعد عامين، أعلن نظرية «غلاسنوست» (حرية التعبير)، وبعد ثلاث سنوات (1991)، أعلن نهاية سيطرة الحزب الشيوعي على الحكم. هل ستنتهي سيطرة الحزب الشيوعي على الصين في عهد الرئيس شي؟.

الرؤساء الصينيون

* سيكون شي الرئيس الخامس منذ الثورة الشيوعية قبل أكثر من 60 عاما:

* الرئيس الأول: ماو تسي تونغ، مؤسس الحزب الشيوعي، وقائد حرب التحرير. ومن رفاقه شو انلاي الذي كان درس في فرنسا، وبعد نجاح الثورة، صار وزيرا للخارجية، ثم رئيسا للوزراء. ومنهم لين بياو، الذي تطرف في شيوعيته، وقاد الثورة الثقافية مع ما سميت «عصابة الأربعة». حكم الرئيس ماو لربع قرن، انتهت بوفاته سنة 1976.

* الرئيس الثاني: لعشر سنوات: دينغ شياوبنغ، ابو الصين الحديثة، وقائد الانفتاح على الغرب. ورغم أنه لم يكن رئيسا للجمهورية، كان رئيسا للحزب الشيوعي، وسيطر عليه، وبالتالي على الدولة. وهو مؤلف كتاب «نظرية دينغ شياوبنغ» عن الانفتاح على الغرب. ولم يكن الغرب جديدا عليه لأنه كان درس في فرنسا. وأيضا ألف كتاب «ربيع بيكين» الذي انتقد فيه الثورة الثقافية المتطرفة. وعندما زار الولايات المتحدة في عهد الرئيس كارتر، طلب زيارة مصانع شركات «بوينغ» للطائرات، و«كوكا كولا» للمشروبات، و«جنرال اليكتريك» للمولدات الكهربائية. وعاد ورفع شعار «ليس هاما إذا كانت القطة بيضاء أو سوداء، ما دامت تقبض على الفئران».

* الرئيس الثالث لعشر سنوات: جيانغ زيمين، الذي جمع بين قيادة الدولة وقيادة الحزب الشيوعي. وكان أيضا انفتح على الغرب مثل سلفه دينغ. بل تفوق عليه في مجال اللغات الأجنبية، إذ كان يتحدث بخمس لغات أجنبية، منها: الروسية، والإنجليزية، والرومانية. وأيضا، تفوق على سلفه بانغماسه في الثقافة الأميركية. وكان واحدا من أجانب قلائل، وربما أول صيني، يحفظ عن ظهر قلب «خطبة غيتيسبيرغ» (خطبة الرئيس إبراهام لنكون سنة 1963، بعد نهاية الحرب الأهلية وانتصار الحكومة الفيدرالية على الولايات الجنوبية الانفصالية). وكان يقول إن تفاؤل الخطبة الذي ركز على المستقبل أكثر من الماضي كان مصدر إلهامه.

* الرئيس الرابع: لعشر سنوات: الرئيس الحالي هو جينتاو. وهو آخر رئيس ولد قبل نجاح الثورة الصينية. وأول رئيس تكنونوغراطي (وليس فقط سياسي). وجمع بين رئاسة الحزب ورئاسة الدولة. وهو صاحب «نظرية هو للتنمية العلمية». ومثلما سيخلفه نائبه شي، كان هو نائب الرئيس جيانغ، وخلفه.