«القاعدة» تزاوجت في الشريط القبلي

TT

تحولت المناطق القبلية الباكستانية الواقعة بين منطقة خيبر بشتونخوا والحدود الأفغانية إلى منطقة صراع في أعقاب الهجوم الأميركي على أفغانستان إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2011 على الأراضي الأميركية.

وتضم المنطقة التي يطلق عليها اختصارا «فاتا» (المناطق القبلية المدارة اتحاديا) سبع وكالات وست مناطق حدودية. وتشكل قبائل البشتون السنية القاسم الأكبر من سكان المنطقة. وكانت موطنا للجماعات المسلحة التي شاركت في الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. ومنذ ذلك الحين، استقر العرب الأفغان بمن فيهم قيادات «القاعدة» في المناطق القبلية بأعداد كبيرة وتزوجوا من العائلات المحلية هناك.

وبعد انتهاء الحرب الأفغانية، انضم العرب الأفغان المتعاونون مع «القاعدة» إلى المجموعات القتالية المحلية لمقاومة القوات الأمنية الباكستانية في المناطق القبلية. وقد تمكن الجيش الباكستاني من دخول المناطق القبلية خلال السنوات الأولى من العقد الماضي، ومنذ ذلك الحين، خاض عددا من العمليات العسكرية ضد المقاتلين في المناطق المختلفة من المناطق القبلية.

وكان قائد الجيش الباكستاني، الجنرال أشفق برويز كياني، قد زعم أكثر من مرة خلال الأشهر الأخيرة أن الجيش الباكستاني قضى على «القاعدة» في المناطق القبلية وضيوفهم الأجانب خلال أكثر من ست عمليات قام بها الجيش ضدهم في السنوات الأولى من العقد الماضي. بيد أن عمليات الجيش الباكستاني العسكرية لم تنته بعد في المناطق القبلية.

على الجانب الآخر من الحرب ضد الإرهاب في المناطق القبلية، تقف هجمات الطائرات من دون طيار التي تقودها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وقد قضت بنجاح على عدد كبير من القادة الرئيسيين لتنظيم لقاعدة. وقد استهدفت هجمات طائرات الوكالة مخابئ المقاتلين في شمال وزيرستان وجنوبها اللذين يعتبران محور الإرهاب.

ويأتي جنوب وزيرستان على نحو خاص بوصفه مركزا رئيسيا للمقاتلين والأنشطة الإرهابية. ويزعم مسؤولو الجيش الباكستاني أن غالبية الانتحاريين، الذين يفجرون أنفسهم في المدن الباكستانية بوصف ذلك جزءا من الأنشطة الإرهابية، تم تدريبهم في جنوب وزيرستان. لكن الجيش الباكستاني دخل جنوب وزيرستان في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2009 وطهر المنطقة في ستة أشهر من الإرهابيين الذين لجأوا إليها من شمال وزيرستان.