سيدة رانغون

سو تشي زعيمة المعارضة في ميانمار.. من سجينة للعسكر إلى برلمانية معارضة

TT

بدأت داو أونغ سان سو تشي، المناصرة المخضرمة للديمقراطية في بورما السابقة، ميانمار حاليا، التي أخرسها المجلس العسكري طوال عقدين من الزمان من خلال فرض الإقامة الجبرية عليها وتزوير الانتخابات، في لعب دور جديد في عملية التحول السياسي في بلادها، بعد فوزها الكبير بمقعد في البرلمان، محققة بذلك نقلة هائلة من خارجة على النظام إلى عضو بالمجلس التشريعي.

وحققت سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام رهانها فأصبحت نائبة، لكن تحولها من سجينة للعسكر إلى برلمانية معارضة، لا يخلو من طرح أسئلة حول مستقبلها السياسي. وسوف يصبح «حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية» الذي ترأسه سو تشي حزب المعارضة الرئيسي في برلمان ميانمار، مما يمهد الطريق أمام المطالب الشعبية بإقامة دولة ديمقراطية. ويعتبر فوز سو تشي دون شك نقطة تحول في تاريخ البلاد. وسيمثل هذا الانتصار حدثا فارقا في ذلك البلد الجنوب شرق آسيوي، الذي خرج لتوه من حقبة قاسية من الحكم العسكري، كما يعد تحولا مذهلا في مقادير امرأة أصبحت من أبرز سجناء الرأي في العالم.

ومن المثير للسخرية أن الزعيمة ناعمة الصوت، التي رفعت صوتها منادية بالديمقراطية في بلد ظل طوال نصف القرن الماضي يرزح تحت حكم طغمة من العسكر، قضت أكثر من 15 عاما رهن الاحتجاز، معظمها كان تحت الإقامة الجبرية منذ عام 1989. وقد أطلق سراحها من فترة الإقامة الجبرية الحالية، التي تعتبر الثالثة لها، في الثالث عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2010. وقد قطعت سو تشي، ضئيلة الجسم، مشوارا طويلا حقا، من ربة منزل في إنجلترا إلى الفوز بجائزة نوبل للسلام عام 1991.

ولدت داو أونغ سان سو تشي في رانغون، عاصمة بورما، في 19 يونيو (حزيران) 1945، وهي الصغرى بين ثلاثة أبناء للقائد العام أونغ سان، وداو خن كي (جميع الأسماء في بورما فردية، ولا يحمل الناس هناك لقب العائلة)، وكان الإصرار والقوة يسريان في دماء سو كي منذ طفولتها.

ووالدها، الجنرال أونغ سان، معروف بأنه مؤسس بورما المستقلة سنة 1948، ويحظى بشعبية جارفة، فقد لعب دورا رئيسيا في مساعدة بورما على الفوز باستقلالها عن بريطانيا. ومع ذلك، تعرض للاغتيال هو ومعظم أفراد حكومته على يد أعضاء إحدى الجماعات السياسية المعارضة، بينما كانت أونغ سان سو كي في الثانية من عمرها، ولم يشهد استقلال بلاده في 4 يناير (كانون الثاني) 1948.

ووالدتها «خن كي» كانت هي الأخرى شخصية بارزة لها نشاط كبير وسط التنظيمات السياسية النسائية. وقد قضت أونغ سان سو تشي سنواتها الأولى في بورما، ثم لحقت في ما بعد بوالدتها، التي عينت سفيرة لبورما لدى الهند سنة 1960، ودرست لبعض الوقت في مدرسة ثانوية في الهند، قبل أن تلتحق بكلية «سانت هيوز كوليدج» بجامعة أكسفورد في إنجلترا، وأثناء وجودها هناك، درست السياسة والاقتصاد وحصلت على درجتي البكالوريوس ثم الماجستير. وقد اكتسبت من والدها إحساس الواجب تجاه وطنها، بينما تعلمت الصفح من والدتها، التي لم تتحدث أبدا عن أي كراهية تجاه قتلة زوجها. كما تأثرت أيضا بتعاليم الزعيم الهندي المهاتما غاندي، الذي كان مؤمنا بأسلوب العصيان المدني البعيد عن العنف.

ويقول بيتر بوفام، مؤلف سيرتها الذاتية التي تحمل عنوان «السيدة والطاووس: حياة أونغ سان سو تشي»: «لقد ذهبت للدراسة في جامعة أكسفورد سنة 1964، من أجل الإفلات من قبضة والدتها القوية». وحينما فشلت في الالتحاق بالتخصصات المفضلة لها، وهي اللغة الإنجليزية وعلم الغابات، اتجهت إلى قراءة الفلسفة «وانتهى بها المطاف إلى الحصول على ترتيب متدن للغاية، وهو الترتيب الثالث».

ويقول بوفام إنها أثناء سنوات دراستها الجامعية «أحبت شابا باكستانيا»، لكن هذه العلاقة العاطفية «انتهت نهاية محزنة».

ثم انتقلت إلى نيويورك من أجل الالتحاق بوظيفة في الأمم المتحدة، وظلت هناك لمدة ثلاث سنوات، أقامت خلالها مع صديق للعائلة كان مطربا شهيرا لأغاني البوب من بورما. ويذكر بوفام أن والدتها كانت أكثر الناس اعتراضا على ما يحدث، «لكن هذه كانت حياتها، وقد تمكنت مبكرا جدا من إدارة شؤونها بنفسها. وهذا هو ما استمرت عليه منذ ذلك الحين».

وتقول الكاتبة الهندية مالافيكا كارليكار، التي كانت زميلة الدراسة لأونغ سان سو تشي في دير «جيساس آند ماري» بدلهي: «كنا أبرياء للغاية.. بعيدين تماما عن العالم الواقعي. لم تكن والدة سو، السيدة داو خن كي (قرينة أونغ سان)، تطيق أي نوع من عدم الانضباط. كان اتساخ الملابس والكسل مرفوضين تماما. بالنسبة لمعتادي التسكع، كانت سو دوما مثالا لسلوك الشابات الوقورات المهذبات. وبالطبع، كان النظام الصارم المطبق داخل الدير، الذي كان يجب فيه ارتداء تنورة رسمية مثبتة بإحكام وترتفع عن الركبتين ببوصة واحد فقط، وتلاوة الصلوات التبشيرية ظهرا، والتعلم بالتكرار، عاملا إضافيا أكد القيم الأسرية التي تدور حول النظام والانضباط».

وفي عام 1972، تزوجت مايكل فيلانكورت أريس، وهو باحث معروف من جبال التيبت التقت به أثناء دراستها في أكسفورد، وقد أنجبا ولدين وأقاما في إنجلترا. وقبل زواجهما، نبهت أونغ سان سو كي خطيبها إلى أن شعب بورما قد يحتاجها يوما ما، وأنه سيتعين عليها العودة على وطنها. وقد عملت بين عامي 1985 و1986 باحثة زائرة في «مركز دراسات جنوب شرقي آسيا» بجامعة كيوتو باليابان، قبل أن تنتقل إلى «المعهد الهندي للدراسات المتقدمة»، في سيملا بالهند، سنة 1987.

ومن أجل مستقبل ميانمار ونهضة أبناء وطنها، وقفت في وجه الظروف المعاكسة وضحت بالكثير في سبيل ذلك، بل وحياتها الأسرية نفسها.

وفي عام 1988، عادت أونغ سان سو تشي إلى رانغون، عاصمة ميانمار، لرعاية والدتها المحتضرة. وفي وقت لاحق من العام نفسه، اشتعلت ثورة ضد سياسة الحديد والنار التي انتهجها «الحزب الاشتراكي» الحاكم في بورما تحت قيادة المجموعة العسكرية، وقد بدأت هذه الثورة بشجار بين بعض الطلاب الذين لم يكن لهم أية علاقة بالسياسة، لكن العسكريين لم يحسنوا التعامل مع الموقف مما أدى إلى اتساعه، ليصبح تعبيرا عن سخط الشعب، الذي شهد آخر استيلاء على السلطة سنة 1962. وكان رد فعل النظام العسكري تجاه الثورة هو استعمال القوة الغاشمة، مما أدى إلى مقتل الآلاف. وحرصا على السير على خطى والدها، دخلت سو تشي عالم السياسة من خلال تأسيس «حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية» سنة 1988، الذي شغلت منصب الأمين العام فيه، ونادت بإنهاء الحكم العسكري، واكتسبت شعبية كبيرة بصفتها من أشد المطالبين بالديمقراطية في جميع أنحاء البلاد. وأمام هذا الضغط المتزايد محليا ودوليا، أجبر النظام الديكتاتوري العسكري على الدعوة إلى انتخابات عامة، تم إجراؤها عام 1990.

ومع بدء أونغ سان سو كي حملتها الانتخابية ممثلة لـ«حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية»، قام النظام باحتجازها هي وكثيرين غيرها، وتم حرمانها من الترشح شخصيا في الانتخابات. ورغم الأوضاع التي أحاطت بالانتخابات من غياب الحرية والنزاهة في ظل اعتقال أونغ سان سو كي وغيرها من الناشطين الديمقراطيين، وكذلك في ظل إعلام متحيز وترهيب للسياسيين، فإن عملية الاقتراع سارت في يوم الانتخابات بصورة حرة ونزيهة، وحقق «حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية» فوزا مذهلا، بحصوله على 82 في المائة من مقاعد البرلمان. لكن النظام الديكتاتوري لم يعترف مطلقا بنتائج تلك الانتخابات، ورفض تسليم السلطة.

وتم وضع أونغ سان سو تشي قيد الإقامة الجبرية منذ عام 1990 حتى عام 1995، وحين أطلق سراحها، واجهت قيودا على السفر. وفي 27 مارس (آذار) 1999، توفي زوجها، مايكل أريس، في لندن متأثرا بمرض السرطان، وكان قد قدم قبل وفاته التماسا إلى السلطات في بورما من أجل السماح له بزيارة أونغ سان سو كي للمرة الأخيرة، لكنهم رفضوا طلبه، ولم يتمكن من رؤيتها منذ أن زارها أثناء احتفالات عيد الميلاد عام 1995.

يقول كاتب السير الذاتية بوفام، الذي يعتقد أن الصفة المميزة والدائمة التي تتحلى بها تشي هي قوة الإرادة، إن أونغ سان سو تشي «لم تكن سياسية عادية»، فعندما كان يعرض عليها المجلس العسكري الحاكم في بعض الأحيان السماح لها بمغادرة البلاد لرؤية ابنيها أو عندما عاد زوجها إلى بريطانيا وهو يصارع الموت بسرطان البروستاتا في عام 1999، كانت سو تشي ترفض المغادرة خشية أن تمنعها الحكومة من العودة إلى البلاد.

تم وضع سو تشي مرة أخرى رهن الإقامة الجبرية عام 2000، عقب محاولاتها المتكررة لمغادرة العاصمة رانغون لعقد بعض الاجتماعات السياسية في مناطق مختلفة من البلاد.

تم رفع قرار الإقامة الجبرية عن سو تشي عام 2002 مع منحها الحرية الكاملة في السفر في جميع أنحاء البلاد. كان هذا القرار جزءا من صفقة تفاوضية قام بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في بورما رزالي إسماعيل، الذي سهل عقد اجتماعات سرية بين سو تشي والجيش.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه فعندما حان الوقت للانتقال من اجتماعات بناء الثقة والبدء في التعامل مع المسائل الجوهرية، رفض النظام الديكتاتوري الحاكم في بورما الدخول في أي حوار هادف. ولم يتمكن رزالي من إقناع الجنرالات بضرورة دفع الحوار إلى الأمام؛ إذ إنه لم يكن مبعوثا رفيع المستوى ولا يتمتع حتى بدعم سياسي كبير من قبل الأمم المتحدة نفسها أو من المجتمع الدولي.

واجهت سو تشي أول محاولات القتل خلال جولة انتخابية لها في شهر أبريل (نيسان) 1989، عندما تلقى صف من الجنود في قرية بعيدة أوامر بإطلاق النار عليها وعلى زملائها، الذين التزموا بالسير في جانب الطريق، بينما سارت سو تشي في منتصف الطريق حتى وصلت إلى خط إطلاق النار. وفي مقابلة أجريت معها في وقت لاحق، فسرت سو تشي هذا الأمر بأسلوبها المقنع قائلة: «بدا من الأسهل أن يحصلوا على هدف واحد». قام ضابط أعلى رتبة بإلغاء هذا الأمر في اللحظة الأخيرة. تسترجع سو تشي هذا الموقف قائلة: «سرنا بين الجنود الذين كانوا جثوا على ركبهم، حيث كان بعضهم يرتعشون أو يتمتمون لأنفسهم».

نجت سو تشي من محاولة ثانية لقتلها تمثلت في هجوم دبر بعناية أثناء قيامها بحملتها الانتخابية في المناطق الداخلية من البلاد في عام 2003، حيث يرجع الفضل في نجاة سو تشي إلى شجاعة ومهارة السائق الخاص بها. واعترف الجنرال ثان شوي في ما بعد بأن الخطة التي كانت تستهدف اغتيال سو تشي، والتي أودت بحياة أكثر من 70 من مرافقيها في الحزب، كانت فكرته.

بعد تلك المحاولة، قضت سو تشي أكثر من سبع سنوات في عزلة شبه كاملة تحت الإقامة الجبرية، التي انتهت أخيرا عام 2010. وخلال فترة اعتقالها، خضعت سو تشي لأوضاع أكثر صرامة من الماضي، حيث تم قطع خط الهاتف الخاص بها ومنعها من تسلم البريد وإبعاد المتطوعين التابعين لـ«حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية» الذين كانوا يحرسون المجمع السكني الذي تقيم فيه. ولم يكن يتم السماح عادة للدبلوماسيين بزيارتها، ولكن كان يسمح لمبعوثي الأمم المتحدة ومسؤولي الولايات المتحدة الأميركية بزيارتها في بعض الأحيان.

تقول التقارير الإعلامية إن خطابا قد وصل إلى منزل سو تشي المهدم الذي تكتسي قوالبه باللون الأسود الواقع على ضفة بحيرة إنيا، في قلب العاصمة رانغون، خلال موسم الصيف الأخير من فترة اعتقالها. لم تكن الرسالة موجهة إليها بالضرورة؛ حيث لم يتم ذكر اسم المرسل إليه عمدا، ولكن الرسالة كانت تحمل عرضا مذهلا حيث قالت: «يستطيع الشخص الذي يتسلم هذا الخطاب أيا كان المشاركة في مؤتمر اقتصادي، إذا كان مهتما بهذا الأمر». أدركت سو تشي سبب عدم ذكر اسمها على الخطاب، وذلك لكي لا يشعر أي شخص بالحرج إذا رفضت الدعوة، حيث إنه لم يتم دعوتها بصورة رسمية من الأساس.

قالت سو تشي للمحاور الذي سلمها هذا الخطاب باليد: «سوف أفكر في الأمر». ثم عاد المحاور بعد أيام قليلة حاملا معه خطابا مشابها، ولكن الخطاب أفصح عن نواياه هذه المرة حيث قال: «تم دعوة أونغ سان سو تشي الناشطة الديمقراطية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لحضور مؤتمر من المؤكد أن تلتقي خلاله بثان شوي، وهو الجنرال الذي خلع ملابسه العسكرية ليصبح شكليا أول رئيس مدني لميانمار».

لم يكن الخطاب وحده هو ما دعا سو تشي للثقة برجل كان جزءا لا يتجزأ من النظام الذي حاربته لفترة طويلة، ولكن ربما كانت عودة صورة والدها الجنرال أونغ سان بطل الاستقلال إلى مكتب الرئيس بعد أن تم إبعادها على مدار العقدين الماضيين، في إشارة قوية تدل على مدى بغض المجلس العسكري سو تشي، هو ما ساعدها على الوثوق بصدق نوايا ثان شوي.

زادت قوة العلاقة الشخصية بين الرئيس و«السيدة» (كما يطلق عليها باللغة العامية)، عندما دعا الرئيس ثان شوي سو تشي إلى حفل عشاء خاص في منزله عقب المؤتمر الاقتصادي، حيث كانت زوجته وابنتاه الاثنتان ينظرون بإعجاب إلى البطلة الجالسة بينهم.

كان الأمر الأكثر أهمية في هذا العشاء هو تقديم ثان شوي سلسلة من الوعود المهمة إلى سو تشي في ذلك اليوم (قام ثان بالوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه في ما بعد) حيث أخبرها أنه سيطلق سراح الآلاف من السجناء السياسيين وسيسمح بتسجيل حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية حزبا قانونيا، وأنه سيغير قوانين الانتخابات في البلاد للسماح للمجرمين المدانين (أمثال سو تشي) بالترشح لمناصب الدولة. قام ثان بتنفيذ تلك الوعود الثلاثة بصورة سريعة.

أدى هذا الاجتماع إلى تغيير مجرى الأحداث، حيث سمح لحزب الرابطة الوطنية للديمقراطية الذي ظل محظورا لفترة طويلة بالفوز بـ43 من أصل 45 مقعدا في البرلمان جرى التنافس عليها. لم يمل ميزان القوة بعد، ولكن بعد تضافر الجهود لإدخال حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية في النظام السياسي في البلاد، قام ثان وسو تشي بوضع ميانمار على طريق شبيه بالديمقراطية الحقيقية، من خلال الانتخابات العامة المقبلة التي ستجرى عام 2015.

تعد تلك القدرة الغريبة على البقاء والتألق في الوقت الذي يتساقط وينهار فيه أعداؤها، أحد الأسباب العديدة للاحترام الكبير الذي تحظى به سو تشي في أوساط الملايين من المواطنين العاديين في بورما. وفي بداية حياتها المهنية، بدأت هناك فكرة في التبلور تقول إنها أكثر من مجرد إنسان، وإنها ربما تكون «بوداسف»، أو «بوذا حي»، ولدت لكي تنقذ أهلها من المعاناة. وفي عام 1990 عندما تجاهل النظام الفوز الساحق في الانتخابات الذي حققه حزبها، (حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية) يقال إن تماثيل بوذا في شتى أنحاء البلاد قد بدأت في ذرف الدموع من صدورها اليسرى. رأى العديد من الناس هذا الأمر على أنه بمثابة التأكيد على طبيعة سو تشي الخارقة للعادة، وإشارة إلى انتصار تلك المرأة عاجلا أم أجلا؛ حيث إن الصدر الأيسر الذي يذرف الدموع من الشفقة يشير إلى الأنوثة.