نجيرفان بارزاني.. وجه المستقبل

رئيس حكومة إقليم كردستان بدأ مقاتلا في البيشمركة.. وعمل بالسياسة في سن الـ16.. ويواجه تحديات الإصلاح

TT

يختصر المواطن الكردي العراقي، عمر، سائق سيارة الأجرة في أربيل، إجابته حول توقعاته لإقليم كردستان بعد أن يتولى نجيرفان بارزاني رئاسة حكومة الإقليم، بقوله «لا علاقة لي بالسياسة.. ولكنني أعرف بأن كاكا (الأخ) نجيرفان سيحقق وضعا اقتصاديا جيدا. ويشرح ذلك قائلا، لأنه قوي.. ومدعوم من حزبه وعائلته البارزانية.. والناس تحبه.. وعلاقته مع تركيا وأميركا جيدة».

كان ذلك قبيل أن يشكل بارزاني حكومة إقليم كردستان (السابعة) الشهر الماضي، خلفا لبرهم صالح نائب الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني. فالرجل الذي عرف مقاتلا في صفوف البشمركة إبان ما يسمى بحرب التحرير أصبح أملا لكل شباب كردستان أو الجيل الجديد، في أن ينهض بالإقليم اقتصاديا ويفر فرص العمل لهم، بعد أن طويت صفحة الحرب. وبات لكثير مفتاح مستقبل الإقليم. ففي مدن الإقليم عامة، وأربيل، عاصمة الإقليم خاصة، ترتبط الكثير من الإنجازات باسم رئيس الحكومة الكردية الشاب وأبرزها مشاريع الإسكان ومطار أربيل الدولي والمجمعات التجارية الضخمة (المولات).

نجيرفان بارزاني لم يقفز إلى موقع المسؤولية في حكومة إقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني، بل إن وجوده في هذين الموقعين لم يأت مفاجئا بالنسبة للأكراد خاصة والعراقيين عامة، كما أنه لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب ولم تتوفر له في بداية نشأته حياة مترفة، بل على العكس من ذلك تماما، شأنه شأن بقية أفراد عشيرته البارزانية التي فقدت الآلاف من أبنائها عبر مسيرة الثورة الكردية وخاصة في عهد النظام السابق، وشأنه وشأن عشرات الآلاف من أبناء جيله والأجيال التي سبقته.

يقول لـ«الشرق الأوسط» أنا «بدأت العمل السياسي من خلال اتحاد طلبة كردستان في خارج العراق، وكان عمري أقل من 16 عاما، وواصلت العمل في صفوف الحزب داخل إقليم كردستان منذ عام 1991، أي بعد الانتفاضة». قدر نجيرفان أنه ابن وحفيد وابن شقيق زعماء الثورة الكردية، يقول «أنا فخور وسعيد وأتشرف بهذا القدر الذي اختارني لأساهم بثورة شعبنا الكردي»، فهو نجل أحد أبرز زعماء الثورة الكردية، إدريس بارزاني، توفي في يناير (كانون الثاني) 1987، الذي «كان عضوا للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، وكان له دور فعال في صفوف الحركة التحررية الكردستانية»، وحفيد الزعيم التاريخي للثورة الكردية ملا مصطفى بارزاني مؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني، أول حزب سياسي كردي رفع السلاح بوجه الحكومات العراقية مستهلا ثورته للدفاع عن حقوق الأكراد، وعمه الزعيم الكردي مسعود بارزاني الذي حقق شبه الاستقلال لشعبه من خلال تشكيل إقليم كردستان، وهو أول رئيس كردي منتخب للإقليم في تاريخ العراق.

ولد نجيرفان بارزاني في قرية بارزان القريبة من أربيل عام 1966، في مرحلة كانت تمر بها الثورة الكردية بمخاض صعب للغاية، حيث كان المقاتلون الأكراد (البيشمركة) يدافعون عن قراهم ومواقعهم في الجبال بأسلحة بسيطة ضد الجيش العراقي المتسلح بكامل عدته الحديثة وطائراته، وولادته سبقت سيطرة حزب البعث الذي عرف بقسوته على الأكراد، بعامين.

كان نجيرفان فتيا عندما التحق بصفوف الثورة الكردية في جبال كردستان العراق، مقاتلا إلى جانب والده وعمه، وأصبح ناشطا في صفوف الحركة التحررية الكردية وتقدم بسرعة في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني. لهذا فهو لم يعرف الاستقرار لفترات طويلة تحت سقف بيت واحد. وشكل حادث رحيل والده وهو في سن الـ21 عاما ليشكل الانعطافة الكبيرة في حياته، إذ كان مطاردا مثل بقية أفراد عائلته، لهذا اضطر إلى ترك العائلة بجانب الآلاف من أبناء الشعب الكردي للنزوح إلى إيران عام 1975 بحثا عن الأمان بسبب سياسات النظام العراقي السابق.

انتبه نجيرفان بارزاني ومنذ سنوات شبابه الأولى إلى أن خير وسيلة لمساعدة شعبه ودعم ثورته أن يهتم بالشأن السياسي والاقتصادي بصورة أكاديمية، لهذا درس العلوم السياسية في جامعة طهران، وزاوج بين خبرته كمقاتل وبين ما ورثه من دروس سياسية عملية من والده وعمه مسعود بارزاني وبين ما تعلمه أكاديميا سواء في الدراسة أو من خلال قراءته للتاريخ الكردي المعاصر وللوضع العراقي الذي لم ينفصل عنه، فهو يشدد باستمرار على أنه «كردي عراقي، وأنا عراقي وجذوري تمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة في هذه الأرض»، مستطردا «طبعا نحن عراقيون، وهذا بلدنا وهذه أرضنا التي وجدنا عليها قبل آلاف السنين».

تدرج نجيرفان في التسلسل الحزبي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفي عام 1989 ترشح للمرة الأولى لانتخابات عضوية المكتب السياسي للحزب وفاز بهذه العضوية في المؤتمر العاشر للحزب، ثم أعيد انتخابه في المؤتمر الحادي عشر والثاني عشر في عامي 1993 و1999 على التوالي.

وكما في العمل الحزبي، فقد تدرج هذا الشاب السياسي في العمل الحكومي، وكان عمه مسعود بارزاني، الذي رعاه، أن يزجه في مسؤوليات كبيرة، فالأكراد وبحكم طبيعتهم الجبلية القاسية يؤمنون أن التجارب الصعبة هي التي تمتحن معادن الرجال، وكان على نجيرفان أن يمتحن خبراته السياسية والأكاديمية عمليا في العمل الحكومي فكان أن شغل عام 1996 منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة إقليم كردستان، وبعد نجاحه في هذه المهمة تم تكليفه لتشكيل حكومة الإقليم عام 1999، حيث كانت هناك حكومتان في إقليم كردستان، واحدة في أربيل بإدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والثانية في السليمانية يترأسها برهم صالح حيث كانت المدينة بإدارة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني.

تميزت التشكيلة الرابعة لحكومة الإقليم التي شكلها للمرة الأولى نجيرفان بأنها ضمت وزراء من الأحزاب العلمانية والدينية والمسيحيين والأزيديين، وعلى الرغم من الموارد المالية الشحيحة لكردستان وقتذاك، حيث كان الأكراد محاصرين من قبل الحكومة المركزية في بغداد ولا يتلقون سوى دعم الأمم المتحدة التي أقرت لهم حصة من برنامج النفط مقابل الغذاء، وبعض موارد المنافذ الحدودية مع تركيا في منطقة إبراهيم الخليل، على الرغم من هذه الشحة استطاع رئيس الحكومة أن يشرع ببرنامج تنمية وبناء طموح، وبدأت أربيل التي كان محرما عليها من قبل الحكومة المركزية ببغداد، مثلما بقية المدن الكردية الأخرى، السليمانية ودهوك، البناء والإعمار، تتضح معالمها كمدينة ستأخذ بعد سنوات موقعها المؤثر على خارطة البناء والاقتصاد والاستثمار والسياسة. لكن أصعب التجارب التي كان على نجيرفان خوضها هي تكليفه بتشكيل حكومة الإقليم عام 2006، وتكمن صعوبة هذه التجربة في أنها جاءت بعد توحيد الإدارتين، أربيل والسليمانية وبعد توصل الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني لصيغة تشكيل حكومة موحدة مقرها في أربيل عاصمة الإقليم، وكانت أضخم حكومة كردية من حيث العدد على الإطلاق ضمت 41 وزيرا، ما بين وزير أصلي ووزير إقليم (أشبه بوزير الدولة) كون الأوضاع كانت تحتم إرضاء جميع الأطراف وأن تضم هذه الحكومة أعضاء من جميع أحزاب ومكونات الإقليم السياسية والقومية والدينية. ويتحدث بنفسه عن هذه التجربة قائلا «أعتقد أن المرحلة التي بدأتها كانت الأصعب، كانت هناك درجة كبيرة من عدم الثقة بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، وأنا أتشرف بأنه أنيط بي شرف إعادة الثقة بين الحزبين وأن ألعب هذا الدور، وبصراحة أقول: إنه من دون دعم الاتحاد الوطني الكردستاني لم أكن لأنجح في لعب هذا الدور وتحقيق مهمة الدمج، وكان دعم مام جلال (الرئيس العراقي جلال طالباني) غير محدود ومستمر، ويجب أن أقول للتاريخ: إن وزراء الاتحاد الوطني الذين كانوا معي قد عملوا بجد لإزالة آثار الإدارتين، التي كانت موجودة، وقد عملنا كفريق مشترك على مواجهة التحديات وليس بصفتي كشخص، وبالنسبة لي لم أكن في اجتماعات مجلس الوزراء أشعر من الذي من الاتحاد الوطني أو الحزب الديمقراطي أو من الحزب الشيوعي أو من الاتحاد الإسلامي أو من الجماعة الإسلامية، بل كنت أشعر أننا فريق واحد متكامل يعمل من أجل مصلحة الإقليم والشعب».

كان إقليم كردستان وقتذاك قد تبلور وجوده وتحددت معالمه ككيان سياسي مؤثر، ليس على مستوى العراق فحسب بل في المحيط الإقليمي للعراق، ودوليا، وهذا ما حمل رئيس حكومة الإقليم مسؤوليات إضافية معقدة، إذ إن تعامله لم يعد مقتصرا مع حزب رئيسي آخر، الاتحاد الوطني، وليس مع بغداد فحسب، بل مع أنقرة وطهران ودول الخليج العربي والأردن وسوريا، انطلاقا إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

وقبل هذا وذاك أدرك نجيرفان بارزاني أن في أولويات مسؤولياته إنجاز برنامج اقتصادي قائم على الاستثمار، وأن تحرر الأكراد لا يتم بالقتال بل باقتصاد متين يعتمد على الموارد الطبيعية في الإقليم وفي مقدمتها النفط، برنامج يهدف إلى بناء مدن الإقليم وخلق رفاهية للشعب الكردي الذي عانى على مدى عقود طويلة من القهر والقتل والتهميش، فشرع بتنفيذ هذه المهمة بحزم وبخطوات متسارعة ومدروسة، اعتمادا على الميزانية المخصصة في الدستور العراقي للإقليم وهي 17 في المائة من ميزانية العراق، وعلى مشاريع الاستثمار التي شجع عليها قانون استثمار طموح جذب مستثمرين محليين وعربا وأجانب من جميع أنحاء العالم، وسرعان ما نمت الأبنية العالية في مدن الإقليم، وخاصة في أربيل العاصمة تماما مثلما تنمو الأشجار في حقل خصب، وشقت الشوارع والطرق الحديثة بين المدن وصولا إلى القرى النائية.

وربما يكون وصف عمر، سائق سيارة الأجرة الكردي لرئيس حكومته بأنه «شاب وقوي وطموح وذكي ومدعوم وعلاقاته بالغرب وتركيا قوية» هو الأقرب للتعريف بنجيرفان بارزاني، فهو مدعوم بالفعل من قبل رئيس الإقليم مسعود بارزاني، ومن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي انتخبه عام 2010 وبالإجماع نائبا لرئيس الحزب، وقد تقبله الحرس القديم أو (البيشمركة)، يقول «هؤلاء ممن تسميهم الحرس القديم كانوا شبابا مثلنا عندما بدأوا مسيرتهم النضالية لخدمة قضية شعبنا الكردي في مراحل صعبة للغاية من تاريخ الثورة الكردية، وقدموا وضحوا وتعبوا كثيرا وقاتلوا بين الجبال، ونحن الجيل الحالي والمقبل ننظر إليهم كمعلمين كبار وسنستفيد كثيرا من تجاربهم وخبرتهم وحكمتهم في العمل السياسي».

لقد دعم رئيس الإقليم وزعيم الحزب الديمقراطي ترشيح نجيرفان كنائب له في قيادة الحزب، وفي هذا يقول «دون شك أن وجود نجيرفان في هذا الموقع يشكل عونا لي فأنا لا أستطيع أن أتفرغ لمسؤوليات الحزب ورئاسة الإقليم معا، ونجيرفان يتحمل مسؤولية كبيرة في قيادة الحزب، وهو كفء سواء أكان في الحكومة أم الحزب عموما».

«كاكا نجيرفان رجل قوي وهو مفتاح مستقبل كردستان» هذا ما يردده غالبية الأكراد، ويعنون هنا بالقوة مقدرته على تنفيذ ما يعد به، وتسخير هذه القوة والنفوذ في مجالات البناء وتحقيق برامج اقتصادية وصحية وتعليمية واعدة من دون أن يسمح بالتداخل بين ما هو حزبي وحكومي، يقول «فإن هذا الموضوع يثار باستمرار، وكأن الحكومة لا تستطيع أن تفعل أي شيء؛ لأن الحزب يتدخل في عملها، أعتقد أن الحزب ناضل في مراحل صعبة من تاريخه من أجل الشعب، ومن يعمل في الحكومة الآن هم من أعضاء الحزبين، الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، وبالتأكيد أنا لا أوافق الرأي الذي يقول إن الحزب، أي حزب، كان السبب في عرقلة أداء الحكومة، وإنه يقف عائقا أمام تأدية أعمالها، يمكن أن يؤثر ذلك في أسلوب العمل، وكوني رئيسا للوزراء وقياديا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيمكن أن أشرح وأوضح لكوادر الحزب دور الحزب في العملية السياسية وماهية مهام الحكومة وكيف يمكن للحزب أن يساعدها في تأدية واجباتها وأعمالها».

عندما تم تكليف برهم صالح لتشكيل حكومة إقليم كردستان بعد فوز التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين في انتخابات 2009، كان نجيرفان بارزاني قد هنأ خلفه صالح تحت قبة البرلمان الكردستاني وعانقه متمنيا له التوفيق في عمله واستعداده لدعمه، وكانت هذه البادرة في التداول السلمي للسلطة درسا في هذا المجال للساسة العراقيين الذين يتنازعون السلطة ببغداد، يشرح قائلا «هناك اتفاق استراتيجي بيننا وبين شريكنا الاتحاد الوطني الكردستاني، وبالنسبة لي لم أكن مهتما، وما زلت غير مهتم بالكرسي والموقع بقدر اهتمامي بالخدمات التي أوفرها للشعب، ومن دواعي فخري أنني عندما تركت منصبي كرئيس للوزراء كنت في أوج شعبيتي، وسلمنا الموقع لشريك استراتيجي لنا، بل إننا سلمنا رئاسة الحكومة لشخص قيادي في الحزب الذي تربطنا به علاقة استراتيجية، الدكتور برهم صالح، ونحن على يقين أننا سلمنا المسؤولية لأيدٍ أمينة، وغير هذا فهناك علاقة أخوية وعلاقة صداقة متينة تربطنا به»، ويتكرر المشهد بنفس المكان وبذات الحرارة والود سلم صالح رئاسة حكومته الشهر الماضي لبارزاني. ويصف برهم صالح لـ«الشرق الأوسط» علاقته بخلفه بارزاني قائلا «يجمعنا والأخ العزيز نيجيرفان بارزاني علاقات صداقة وتفاهم ونلتقي باستمرار للتداول حول مستجدات الأوضاع، وهذه اللقاءات تتم دائما بما يعزز من التعاون بيننا سواء لجهة العمل الحكومي أو السياسي».

تقديم الخدمات للشعب الكردي هو الهاجس الذي شغل وما يزال نجيرفان بارزاني فعندما أدى اليمين الدستوري كرئيس لحكومة الإقليم، قال «كان شرفا كبيرا لي أداء اليمين الدستورية كرئيس وزراء لرئيس مجلس الوزراء حكومة إقليم كردستان السابع ويسرني أن تكون هذه الحكومة الرائدة في جهود التنمية في إقليم كردستان مرة أخرى ولدينا الكثير من العمل للقيام به، ونحن نأمل في تحسين نوعية الحياة والخدمات لمواطنينا»، مشددا «أريدها حكومة تخدم احتياجات جميع الناس في منطقتنا، وتوفر الأمل والفرص للجميع».

ما ميز شخصية وسياسة نجيرفان بارزاني هي حضوره اللافت سواء محليا أو دوليا، وتربطه علاقات دبلوماسية عميقة مع دول الجوار، تركيا وإيران، كما يرتبط بعلاقات متينة مع الولايات المتحدة، وقد استفاد من هذه العلاقات من أجل تنفيذ مشاريعه الإنمائية والاستثمارية والخدمية والأمنية. فعلاقته مع تركيا التي تعتبر أهم شريك اقتصادي للإقليم مكنت حكومته من توقيع عقد مد خط أنبوب نفطي من أراضي كردستان إلى تركيا ليرتبط فيما بعد بخط آخر إلى باكو في أوكرانيا لتصدير النفط والغاز لأوروبا. ومن المفيد والمهم هنا أن نقول إن ملف نفط إقليم كردستان ارتبط ببارزاني الذي حرص على أن يستجلب كبرى شركات التنقيب واستخراج النفط العالمية وعلى رأسها شركة (اكسل موبيل الأميركية) إلى جانب شركات أوروبية وآسيوية.

وقد اهتم بمد علاقات دبلوماسية رسمية بين الإقليم ودول العالم من خلال فتح قنصليات وملحقيات دبلوماسية في أربيل، يقول في ذلك «من الطبيعي أن تكون للسفارات الموجودة ببغداد قنصليات وهيئات دبلوماسية في باقي مناطق العراق، وإقليم كردستان هو إحدى مناطق العراق، وبالتأكيد أن الاستقرار الأمني يوفر الفرص الاقتصادية هنا، يضاف إلى ذلك دور الإقليم في العملية السياسية في العراق ككل، هذه هي الأسباب الرئيسية التي شجعت على افتتاح المزيد من القنصليات الغربية والعربية بأربيل، وسنعمل على تشجيع بقية الدول لافتتاح قنصلياتها هنا».

لقد لعب نجيرفان بارزاني دورا لافتا في التفاوض مع بغداد خلال حكومته السابقة للوصول إلى نتائج إيجابية لحل المشكلات العالقة، واليوم يلعب دورا لحلحلة الأزمة السياسية الخانقة في العراق إلى جانب جهود رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وكانت خطوته بدعوة مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري لزيارة الإقليم للمرة الأولى مؤخرا حدثا سياسيا مهما يأتي مكملا لاجتماعات أربيل التي ضمت وتضم كبار القادة السياسيين العراقيين باستثناء نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية، يقول «بالنسبة للرئيس بارزاني ولنا فنحن لا ننظر للعراق كدولتين وإنما دولة واحدة، والجميع يشارك بهذه الدولة، ونحن شركاء في هذا العراق ولسنا خارجه؛ لهذا نحن سنستمر بالعمل الجاد من أجل استقرار الأوضاع وتثبيتها ورفاهية الشعب العراقي، ورئيس الإقليم مهتم بهذا الموضوع، وقد ترجم ذلك مرارا وعمل ما يستطيع عمله في هذا الجانب، وقد لعب دورا أساسيا في تشكيل الحكومة، والآن يحاول جاهدا تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف وحل الأزمة السياسية العالقة ببغداد راهنا، ومن يتحدث عن الأكراد باعتبارهم انفصاليين فإنهم يستخدمون ذلك كورقة ضغط لأغراض سياسية»، موضحا «نحن قررنا البقاء ضمن العراق بشكل علني والانفصال ليس بموضوع يمكننا أن نخفيه، هناك دستور قررنا الالتزام به والعمل بموجبه، ولو التزم العراق بهذا الدستور فسوف يبقى الأكراد مع العراق، وهذا الدستور هو الفيصل بيننا، وكشعب فإننا من حقنا أن نتمتع بحق تقرير المصير، نحن لسنا عربا أو فرسا أو أتراكا، نحن أكراد عراقيون وقررنا اختياريا أن نعيش ضمن هذا الوطن وفقا للدستور».

بعيدا عن مسؤوليات نجيرفان بارزاني كزعيم حزبي ورئيس حكومة إقليم كردستان، فهو متزوج ابنة عمه مسعود بارزاني وله ولدان وثلاث بنات، يقول حول كيفية قضائه لأوقات فراغه «غير الانشغال بالحكومة والاجتماعات الحزبية أتفرغ لحياتي العائلية وأمارس الرياضة، الفروسية خاصة، وأسافر عندما تسنح الفرصة وأقرأ كثيرا».