ريان: إلى يمين ريغان

يمزج بين الفكر «الفردي» وسياسات الاقتصاد الرأسمالي البحت

TT

ليلة الأربعاء، تحدث أمام مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا (ولاية فلوريدا) بول ريان، مرشح الحزب نائبا لمرشح الرئاسة للجمهوريين ميت رومني، وتحدث رومني نفسه ليلة أمس في المؤتمر الذي أنهى أعماله رسميا أمس ليستعد الرجلان لحملة انتخابية مكثفة ستستمر 10 أسابيع حتى الانتخابات الرئاسة الأميركية يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال ريان في خطابه الذي استمر 35 دقيقة: «أقبل واجب المساعدة في إخراج أمتنا من أزمة الوظائف وإعادتها إلى الازدهار.. أعرف أنه بإمكاننا القيام بذلك»، مركزا مرة أخرى على الجانب الاقتصادي من الحملة الانتخابية في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة المزيد من المتاعب جراء الأزمة المالية العالمية.

في خطاب ريان ليلة الأربعاء، وخطاب رومني يوم الخميس، تركيز على خطة الحزب في الحملة الانتخابية، وهي خطة لم يشهد الحزب، ولم تشهد أميركا، مثلها خطة ربما منذ أكثر من نصف قرن: تحول واضح في برنامج الحزب نحو اليمين، لم يكن سجل رومني يمينيا (كان في الوسط وهو حاكم ولاية ماساجوستس، وكان في يمين الوسط في الانتخابات التمهيدية في سنة 2009، ثم انتقل هذه المرة نحو اليمين).

لكن، الذي يرفع الراية اليمينية الحقيقية هذه المرة هو نائبه ريان.

ولد ريان في سنة 1970 في مدينة جينزفيل الصغيرة بولاية ويسكونسن الأميركية، وكان والده محاميا من عائلة كاثوليكية ملتزمة، وخلفيتها خليط من المهاجرين الألمان والآيرلنديين، وبعد المدرسة الثانوية في المدينة، التحق بجامعة ميامي في ولاية أوهايو، وبرز في نشاطات الجمهوريين المحافظين في الجامعة، ثم درس لفترة قصيرة في الجامعة الأميركية بالعاصمة واشنطن، وعمل متطوعا في مكتب عضو كونغرس من ولاية ويسكونسن، وزاد اهتمامه بالنشاطات السياسية في واشنطن، وتدرب في مكاتب جمهوريين مشهورين، مثل: جاك كيمب، وبيل بينيت، والأكاديمية المفكرة حين كيركباتريك، التي كانت سفيرة الرئيس رونالد ريغان لدى الأمم المتحدة.

وفي عام 1998، ترشح وفاز بعضوية الكونغرس عن ولاية ويسكونسن، وكان من جمهوريين قلائل يفوزون في هذه الولاية التي تعتبر من معاقل الحزب الديمقراطي والأفكار الليبرالية، غير أنه فاز وانتقل إلى الكونغرس، ونقل معه يمينية لم يشهد الحزب الجمهوري مثلها، حتى أيام أكثر رئيس جمهوري شعبية في العقود الأخيرة رونالد ريغان.

حتى ريغان لم يقل إن مثله الأعلى كان إيان راند (اسمها الأصلي: إليسا روزنبوم)، هذه اليهودية الأميركية التي هاجرت من روسيا في بداية القرن الماضي صارت، سريعا، من قادة الفكر «الفردي» الأميركي، ثم تحولت أكثر نحو اليمين، وصارت من قادة، بل أم، الفكر الأناني، واسمه المحترم «الفكر الموضوعي».

بدأ فلاسفة بريطانيون يستعملون كلمة «الفردية» في النصف الأول من القرن التاسع عشر، لكن كان فلاسفة ألمان يستعملونها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وكانت جزءا من حركة «رومانتيسيزم» (الرومانسية) التي جاءت بعد عصر النهضة الذي سيطرت عليه نخب ثقافية وأرستقراطيون. ولأن الرومانسية شجعت الأجواء الطبيعية، شجعت الفردية، ليعتمد الإنسان على فطرته الطبيعية، وليثق بنفسه، وليحدد هويته ودوافعه، ولا يحددها له شخص آخر.

بعد انتقال الفردية إلى الولايات المتحدة (وشجعتها الشخصية الأميركية المغامرة من دون حدود)، تطورت منها فلسفة الأنانية.

وكتبت إيان راند، كتبا عدة منها: «فضائل الأنانية» الذي يدور محوره الرئيسي حول كيف أنه يجب أن يكون الناس واقعيين، ويعترفوا أن الأنانية صفة طبيعية، وبدل أن ينكروها، يجب أن يؤمنوا بها. ومنها كتاب يحمل عنوان «الرأسمالية: مثالية مجهولة»؛ مثالية لأنها تؤمن بأن الإنسان يقدر على أن يكون عقلانيا وهو يشتري، ويبيع، وينتج، ويستهلك، ومجهولة لأن هذه النظرية لم تحسم واقعيا.

وكتابها الثالث «مقدمة لنظرية الموضوعية» يدور حول فكرة الأنانية، مستخدمة «الموضوعية» لتكون كلمة مهذبة لخصال الأنانية، ولكن كتابها الرابع، وهو رواية تحمل عنوان «أطلس يهز كتفيه» فهي من الأكثر رواجا، وقصدت راند أن «أطلس»، إله المخلوقات عند الرومان القدماء (يحمل الكرة الأرضية على كتفيه)، يجب أن يهز كتفيه لتسقط الكرة الأرضية، وليقف منتصبا، بدلا عن وقفته الحالية (في التماثيل الرومانية) وهو منحنى الظهر.. وتقصد أن تقول إن الإنسان يجب أن لا يهتم بالآخرين، ويجب أن يحدد هويته إنسانا يريد مصلحته الخاصة. في الأسبوع الماضي، كتبت مجلة «تايم» عن فلسفة بول ريان، وعن الفلاسفة الذين تأثر بهم، وعلى رأسهم إيان راند، خاصة كتاب «أطلس يهز كتفيه»، وقالت المجلة إنه لا يمضي عيد ميلاد إلا ويهدي ريان نسخا من الكتاب إلى أصدقائه ومؤيديه.

وإذا كان هذا هو كتابه الفلسفي المفضل، فإن نشيده الوطني المفضل هو «ليحفظ الله أميركا»، وتقول بعض كلماته: «بينما تتجمع السحب الهائجة عبر البحار، نقسم قسم الولاء لهذه الأرض الحرة، ونشكر الله على هذه الأرض العادلة، ونرفع أصواتنا لصلاة موقرة».

داخل التيارات الثقافية والسياسية الأميركية، يركز المثقفون المحافظون على نشيد، ويركز المثقفون الليبراليون على نشيد آخر، ويردد الليبراليون: «هذه الأرض أرضي»، هذا نشيد ليبرالي، أنشده أول مرة، في سنة 1951، الفنان اليساري وودي غونثر خلال حملة يمينية، ليست فقط ضد الشيوعيين، ولكن، أيضا، ضد اليمينيين وحملاتهم، مثل استجوابات السناتور اليميني مكارثي، لمن اعتبرهم شيوعيين.. ثم أنشده المتظاهرون خلال ستينات القرن الماضي، احتجاجا على التفرقة العرقية ضد الأميركيين من أصول أفريقية، واحتجاجا على التدخل العسكري الأميركي في فيتنام، واحتجاجا على عدم مساواة النساء بالرجال، وتقول بعض كلماته: «هذه الأرض أرضي، من كاليفورنيا إلى نيويورك.. أنظر إلى أعلى وأرى السماء دون نهاية، وأنظر إلى أسفل وأرى الوادي الذهبي.. هذه الأرض أرضي».

وفي كتاباته، ركز ريان على الفروقات الآتية بين الليبراليين والمحافظين:

ركز على الدين وكأنه وبقية المحافظين يحتكرونه، بينما يقول الليبراليون إن علاقة كل شخص مع الدين علاقة خاصة، ولأن أغلبية الليبراليين علمانيون، يؤمنون بفصل الدين عن الدولة. وركز على حب الوطن وكأنه وبقية المحافظين يحتكرونه، بينما يقول الليبراليون إن كل الأميركيين يحبون وطنهم، لكن لا بد أن يكون وطنا عادلا. ولا يختلف وبقية المحافظين مع الليبراليين في تأييد النظام الرأسمالي (لأن حرية التجارة مثل حرية التعبير)، وبينما يركز على حرية أكثر للرأسماليين (بنوك وشركات)، يركز الليبراليون على الحكومة (لتراقب البنوك والشركات). لم يعد سرا أن «حزب الشاي» ضغط على رومني ليختار ريان نائبا له، ولا يذكر «حزب الشاي» إلا ويذكر ريان، رغم أن ريان حمل الراية اليمينية قبل تأسيس «حزب الشاي».. «حزب الشاي»، في الحقيقة، ليس حزبا بالمعنى المتعارف عليه لكلمة «حزب»، ربما هو مظلة، أو تحالف، لمنظمات تتفق على الآتي:

أولا: تشن هجوما شديدا على الرئيس أوباما، لا تتهمه فقط بالليبرالية (حسب القاموس السياسي الأميركي، وتعني يسار الوسط)، ولا تتهمه فقط بالتقدمية (تعني يسار الليبرالية)، لكنها تتهمه بالاشتراكية (تعني يسار التقدمية)، لم يتهم «حزب الشاي» أوباما بالشيوعية (أقصى اليسار)، لكن الجناح اليميني في الحزب يقول إن أوباما «شيوعي خفي».

ثانيا: تتفق منظمات «حزب الشاي» على نقد الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري، هذا هو الجناح الذي يقوده السناتور جون ماكين (في سنة 2008، ترشح لرئاسة الجمهورية، وسقط، ضد أوباما).. يريد الجناح المعتدل التعاون مع قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس لإصدار قوانين «معتدلة» ترضي الحزبين.

ثالثا: تتفق منظمات «حزب الشاي» على عدم تقييد حريات الشركات: شركات الاستثمار (رغم أخطائها التي سببت الأزمة الاقتصادية الحالية)، وشركات التأمين الصحي (رغم استغلالها الواضح للمرضى)، وتتفق على منع زيادة الضرائب، خاصة على الأغنياء، اعتمادا على فلسفة أن الأغنياء يقدرون على زيادة الإنتاج الاقتصادي أكثر من الحكومة، وتتفق على عدم التساهل في «الحرب ضد الإرهاب». وأثار اختيار رومني لريان حماسة المحافظين في الحزب الجمهوري الذين شككوا في رومني أحيانا، وجعل التغييرات التي يقترح ريان إدخالها على نظام الرعاية الطبية، خصوصا للمسنين، في قلب مناقشات الحملة، وكان اختيار رومني لريان مفاجأة، وغير مفاجأة:

مفاجأة للمراقبين والخبراء الذين اعتقدوا أن رومني نفسه تحول إلى اليمين كثيرا خلال الانتخابات التمهيدية، لهذا، توقع هؤلاء أن يختار رومني شخصا من المعتدلين في الحزب، ليكسب مزيدا من المستقلين، وليرضي الجناح المعتدل في الحزب، جناح السناتور جون ماكين، مرشح الحزب سنة 2008.

في الجانب الآخر، كان اختيار رومني لريان غير مفاجئ للمراقبين والخبراء الذين راهنوا على أن رومني سيفعل أي شيء ليكسب «حزب الشاي»؛ ربما لأنه خاف من تمرد هؤلاء عليه لأنه ينتمي إلى الطائفة المسيحية المرمونية، وربما لأنه لم يقدر على أن يعود إلى وسط الحزب بعد أن انتقل إلى اليمين خلال الانتخابات التمهيدية، وربما لأنه، حقيقة، صار يمينيا.

قبل أسبوعين، أعلن رومني اختيار ريان في حفل أقيم بالقرب من حاملة الطائرات «ويسكونسن» التي كانت راسية في ميناء نورفولك (ولاية فرجينيا)، لأكثر من سبب:

أولا: دليل على تركيزه على قوة أميركا، وعلى اتهاماته لأوباما بأنه يريد تقليص قوة أميركا العسكرية في العالم.

ثانيا: لأن ولاية فرجينيا تعتبر من الولايات الحرجة في المنافسة ضد أوباما، وكان أوباما فاز بها في انتخابات سنة 2008، لأول مرة منذ سنوات كثيرة ظلت فيها الولاية تحت سيطرة الجمهوريون، والآن، يريد الجمهوريون استعادة الولاية.

وفي الحال، وقف ريان إلى جانب رومني الذي كان وحيدا في مواجهة حملة إعلانات شعواء ظل الحزب الديمقراطي يشنها عليه، خاصة لأن ريان يعتبر فصيحا وشجاعا في الدفاع عن آرائه، رغم أنها متطرفة، وأيضا، لأن رومني وجد نفسه متورطا في حملة علاقات عامة بسبب رفضه كشف سجلات الضرائب التي دفعها خلال السنوات العشر الماضية، وبسبب سجل عمله حاكما لولاية ماساجوستس، قبل عشر سنوات، الذي يستغله الديمقراطيون لاتهامه بالتناقض؛ إن لم يكن بالنفاق.

وقبل اختيار رومني له، كان الشعب الأميركي قد تعرف على ريان خلال السنتين الماضيتين من خلال عمله رئيسا للجنة الميزانية في مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون. وخلال العامين الماضيين ركز ريان على انتقاد سياسات الرئيس الأميركي أوباما والديمقراطيين الاقتصادية، خاصة برنامج تأمين الرعاية الصحية الذي يعتبر من أكثر القضايا المثيرة للجدل في البلاد.

وفي كلمته مساء الأربعاء، قوبل ريان بصيحات إعجاب متكررة من المندوبين وهو يقدم وعودا بتحدي السياسة الاقتصادية للرئيس أوباما، وقال ريان إن السباق إلى البيت الأبيض سيعرض «أوضح خيار ممكن» في انتخابات الرئاسة بشأن الحلول الاقتصادية الممكنة، مضيفا: «نحن سنحل المشكلات الاقتصادية لهذا البلد»، وأكد: «لن نحاول تفادي المسائل الصعبة؛ بل سنقود.. لن نقضي أربعة أعوام في إلقاء اللوم على الآخرين.. سنضطلع بالمسؤولية».

واجه ريان الليبرالية مرة، ثم هزمها، في عقر داره.

كان زواجه من جانا (عمرها الآن 43 سنة) غير متوقع لأنها كانت ديمقراطية من عائلة ديمقراطية عريقة في ولاية أوكلاهوما.. كان والدها محاميا وديمقراطيا متحمسا، وقريبها هو ديفيد بورين، حاكم ديمقراطي سابق للولاية، وكانت والدتها نشطة في مجالات حقوق المرأة وحقوق الإنسان في الولاية. ودرست هي في كلية «ولسلي» الليبرالية، ومرة، تركت الكلية مع زميلات وسافرن إلى واشنطن للاشتراك في مظاهرة نسوية ليبرالية عن حقوق المرأة، وكانت، مثل والدتها، عضوا في جمعيات لحقوق الإنسان، ولفترة، درست في إسبانيا، ثم جاءت إلى واشنطن، حيث درست القانون في جامعة جورج واشنطن.

وبعد أن تخرجت، عملت في مكتب لوبي لمقابلة أعضاء الكونغرس لإقناعهم بقضايا معينة (من الشركات التي مثلتها: «بلوكروس بلوشيل» للتأمينات الصحية)، لهذا، كانت تذهب كثيرا إلى مبنى الكونغرس، وكانت عضوا في ناد رياضي قريب من الكونغرس، حيث قابلت ريان، ثم تحابا، ثم تزوجا في سنة 2000.. محام ومحامية، ووالد كل منهما كان محاميا.. وسياسي ومستشارة لسياسيين.. ومدمنان لحياة واشنطن السياسية المثيرة.

وحسب تقرير عنها في صحيفة «نيويورك تايمز»، فجأة، غيرت حياتها، تركت المحاماة والعمل في الكونغرس، وانتقلت مع زوجها إلى ولاية ويسكونسن، وتفرغت لتربية أولادهما الثلاثة وعمل البيت، وبدلا من منزل في واشنطن، اشتريا منزلا في مدينة جيمسفيل الصغيرة (ولاية ويسكونسن) حيث ولد الزوج وتربى، وذلك لأن ريان قال إنه يريد أن يربي أولاده كما ترعرع هو، وتحولت الزوجة من ليبرالية إلى ما يسمى بـ«محافظة واقعية».

قالت راكيل كلارك، زميلتها في كلية «ولسلي»: «في ذلك الوقت، كنا كلنا نميل نحو الآراء الليبرالية.. يبدو أنه شيء طبيعي أن يتغير الناس مع مرور الزمن». وقالت ليسلي بيلشر، التي كانت من وصيفاتها يوم زواجها: «لم يكن هناك نقاش حول تركها وظيفتها الكبيرة، والانتقال إلى جيمسفيل الصغيرة، لأن هذا هو الذي كانت تريده».

كان يمكن أن يكون هذا الزواج مثل الذي كان بين ماري ماتالين (جمهورية متشددة وعملت في البيت الأبيض منذ أيام الرئيس رونالد ريغان) وجيمس كارفيل (ديمقراطي متحمس، ساعد الرئيس بيل كلينتون على الفوز في الانتخابات، ثم عمل مستشارا له في البيت الأبيض)، تزوجا سنة 1993، ولم يقلل الزواج من انتماء أي منهما.. يبدو أن العكس حدث، وذلك لأنهما ظلا يقدمان برامج في التلفزيون والإذاعة، ينتقد فيها كلاهما الآخر انتقادات حزبية ساخنة.

لكن، قررت جانا أن تغير حياتها لتكون على نمط حياة زوجها، وصارت مساعدة ومؤيده له، ويبدو أن عمل المحاماة لم يكن ضروريا لأنها ورثت ملايين الدولارات من والدها المحامي في ولاية أوكلاهوما، وحسب بيانات مصلحة الضرائب، أوضحا أن ثروتيهما سبعة ملايين دولار تقريبا. وأخيرا، إذا كان رومني هو أغنى مرشح لرئاسة الجهورية في تاريخ أميركا؛ فها هو نائبه أغنى نائب أيضا، ولا بد أن الرئيس أوباما، والديمقراطيين، يحاولون استغلال هذه المعلومات خلال الحملة الانتخابية ليظهروهما على أنهما لا يمثلان واقع حال غالبية الأميركيين الذين يعانون من مصاعب مالية.