هفوات المناظرات التلفزيونية

أول مناظرة كانت عام 1860 عن حقوق الرقيق بين الرئيس الأميركي الأسبق لنكولن ومنافسه النائب دوغلاس.. وآخر مناظرة قلبت الموقف رأسا على عقب

مناظرة أوباما ورومني
TT

في تاريخ المناظرات التلفزيونية الأميركية، لم تعكس مناظرة تلفزيونية مباشرة مواقف المرشحين مثلما عكست مناظرة الأسبوع الماضي بين الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني.

ارتفعت شعبيته وفق استطلاعات الرأي، وتساوت مع شعبية أوباما في عدد من الولايات، وتفوقت عليها في ولايات أخرى، مما جعل أوباما يتعهد بتغيير استراتيجيته في المناظرة الثانية بعد أسبوع من الآن. واعترف عدد من مستشاري أوباما بأنه سيتعين عليه تغيير استراتيجيته، وقالوا إن أوباما هو الذي كان قرر، قبيل المناظرة، أنه لن يواجه رومني أمام الجمهور التلفزيوني. وقالت مصادر أميركية إن موجه قلق انتشرت في صفوف الديمقراطيين، فجأة، حول مرشحهم، قبل شهر من الانتخابات. وقدم البعض تفسيرات غير عادية، أولها مثل قول نائب الرئيس السابق آل غور، إن أوباما كان مشوشا بسبب ارتفاع جبال ولاية كولورادو، بعد أن وصلها قبل ساعات من المناظرة، قادما من أراض منخفضة في ولاية نيفادا، حيث كان في جولة انتخابية. وقالت أستاذة (بيضاء) في جامعة هارفارد إن أوباما، الذي ظل هادئا خلال المناظرة، «خاف من الصورة النمطية للرجل الأسود»، في إشارة إلى صورة الرجل الزنجي في الثقافة الأميركية بأنه خشن وغاضب.

أثارت هذه النقطة الأخيرة نقاشا من نوع نادر وسط الأميركيين، عن الصراع العنصري (الخفي). وكان رومني نفسه اتهم أوباما بأنه «رجل غاضب». كما أن تلفزيون «فوكس»، الذي يميل كثيرا نحو الحزب الجمهوري، قدم، قبل المناظرة، تعليقات كثيرة عن «أوباما الغاضب» و«الغضب وسط الأميركيين الأفارقة».

في الجانب الآخر، شن موقع «بين سوب» (شوربة فول) الذي يصدره صحافيون أميركيون سود، هجوما عنيفا على الأستاذة الجامعية، ونشر أشياء غير مهذبة عن حب النساء البيضاوات للرجال الزنوج.

فالظهور المفاجئ لأوباما المفوه خلال المناظرة، والجدل الساخن حولها، يبدو أنهما لن ينتهيا إلى حين المناظرة التالية.. لكن أصداء هذه المناظرة ستظل عالقة، في الأذهان لأجيال قادمة، خاصة إذا حقق رومني فوزا في السباق إلى البيت الأبيض.

في تاريخ الولايات المتحدة مناظرات كثيرة من هذا النوع، وظلت أصداؤها عالقة لأجيال، ومن أشهرها تلك التي وقعت فصولها قبل ظهور التلفزيون بمائة عام تقريبا، وتحديدا في انتخابات سنة 1860، بين عضو الكونغرس آنذاك أبراهام لنكولن (جمهوري) والسيناتور ستيفن دوغلاس (ديمقراطي). كانت في الواقع سبع مناظرات، كانت الأولى خلال منافسة بين الرجلين لدخول الكونغرس، وفاز لنكولن، ثم قرر الترشح لرئاسة الجمهورية، ونافسه دوغلاس مرة أخرى. وشكلت المناظرة الأولى بينهما أساسا لمناظرات رئاسة الجمهورية، خاصة أن الموضوع الرئيسي كان عن بيع وشراء وامتلاك الرقيق.

حسب مناظرات ذلك الوقت، تحدث كل واحد ساعة. ثم تحدث كل واحد نصف ساعة، للرد على الآخر. كانت المناظرات تجرى أمام أعداد كبيرة من الناس، لهذا، كانت تركز على الخطابة، والفصاحة، والبلاغة. وسط هتافات وتصفيق.

في أول مناظرة، تحدث دوغلاس، وأثار حماس المستمعين بأسئلة مثل: «هل تريدون زنجيا يكون مواطنا متساويا معكم؟»، وهتف بعض المستمعين: «لا». «هل تريدون زنوجا يملكون مزارع مثل مزارعكم، وثروة مثل ثرواتكم؟»، وهتفوا: «لا».

لكن، ركز لنكولن على بنود الحرية والمساواة في إعلان الاستقلال والدستور. وسأل: «ألم يخلق الله الناس متساوين؟»، وهتف البعض: «نعم». وسأل: «لماذا لا نلتزم الدستور وحقوق الإنسان؟»، وهتفوا: «نقدر على ذلك، نقدر على ذلك».

لكن، لم يحدث التحول الشعبي نحو لنكولن بين يوم وليلة. مضت سنتان قبل أن يفوز لنكولن برئاسة الجمهورية، ثم سنتان حتى أعلن قانون تحرير العبيد، ثم ثلاث سنوات حتى انتصر في الحرب الأهلية وهزم ولايات الجنوب المؤيدة للرقيق.

مرت مائة سنة بين أشهر مناظرتين في تاريخ أميركا: مناظرة لنكولن ودوغلاس (سنة 1860)، ومناظرة السيناتور الديمقراطي جون كيندي، ونائب الرئيس الجمهوري رتشارد نيكسون (سنة 1960).

اشتهرت الثانية لأنها كانت أول مناظرة في التلفزيون (قبل ظهور التلفزيون الملون). لكن، بدلا من التركيز على فصاحة اللسان والأسئلة المثيرة للمستمعين، وهتافاتهم، صار التركيز على منظر الشخص وطريقة كلامه. في جانب، كان كيندي وسيما وأنيقا وفصيحا وجريئا. وفي الجانب الآخر، لبس نيكسون بدلة باهتة اللون، وتصبب منه عرق غزير، وحرك رجليه كثيرا (قبل المناظرة بشهر، كان وقع وقضى أياما في مستشفى).

وصار واضحا أن كيندي فاز بسبب التلفزيون، لأن الفرق بينهما في الأصوات كان قليلا جدا. ولأن الذين استمعوا إلى المناظرة في الراديو فوزوا نيكسون، بينما فوز كيندي الذين شاهدوها في التلفزيون.

في انتخابات سنة 1964، رفض الرئيس ليندون جونسون (ديمقراطي) مناظرة السيناتور باري قولدووتر (جمهوري)، وفاز عليه في الانتخابات. وفي انتخابات سنة 1968، رفض نائب الرئيس هيوبرت همفري (ديمقراطي) مناظرة نيكسون. لكن نيكسون فاز هذه المرة.

وفي انتخابات سنة 1972، انتقم الرئيس نيكسون، ورفض مناظرة السيناتور جورج ماكقفورن (ديمقراطي)، وفاز عليه في الانتخابات. وفي انتخابات 1976، رفض الرئيس جيرالد فورد (جمهوري) مناظرة جيمي كارتر، حاكم ولاية جورجيا (ديمقراطي)، في البداية، لكنه غير رأيه بسبب ما عرف بمرحلة الشفافية بعد فضيحة ووترغيت.

وربما كان أفضل له لو لم يغير رأيه، ذلك لأنه ارتكب خطأ ساهم في سقوطه. كان السؤال عن حقوق الإنسان في دول المعسكر الشيوعي في شرق أوروبا. وقال فورد: «لا يسيطر الروس على دول شرق أوروبا». وسأله الصحافي: «هل تعني ما تقول؟»، فأجاب: «هذا ما أؤمن به». في وقت لاحق، لاحظ الخطأ الكبير الذي ارتكبه، وقال: «كان واضحا أنني لم أشرح ما أردت أن أقول». لكن، كما قال مؤرخون كثيرون، كانت تلك الهفوة من أسباب سقوطه أمام كارتر.

وتاريخ المناظرات التلفزيونية الأميركية فيه كثير من الهفوات والتجاوزات والتناقضات، مثلما حدث في مناظرة المرشحين لنيابة رئاسة الجمهورية في نفس سنة 1976 بين السيناتور بوب دول (جمهوري) نائب فورد، والسيناتور فريتز مونديل (ديمقراطي) نائب كارتر. كان السؤال عن حرب فيتنام (التي كانت انتهت قبل ذلك بسنة). وفي الإجابة، قال دول: «لم نبدأ نحن الجمهوريين الحرب. بدأها الديمقراطيون. كانت حرب الديمقراطيين، ونحن الذين وضعنا نهاية لها» (يقصد قرار الانسحاب من فيتنام الذي أصدره الرئيس نيكسون الجمهوري).

لكن، لم يرتح كثير من الناس لوصف الحرب بأنها من فعل حزب معين. وقال مؤرخون كثيرون إن تلك الهفوة من أسباب سقوط الرئيس فورد ونائبه دول.

حتى اليوم، يفضل الأميركيون عدم التحزب في حروبهم الخارجية (حتى لا يبدو منقسمين). وفي مناظرات هذه الانتخابات، رغم الحديث عن حروب الإرهاب والعراق وأفغانستان، يتحاشى المرشحون تحميل حزب معين مسؤولية حرب معينة، ويفضلون النقاش حول مسؤولية (أو عدم مسؤولية) الرئيس أوباما، أو الرئيس السابق بوش.

في مناظرة في انتخابات سنة 1980 بين الرئيس كارتر (ديمقراطي) وحاكم ولاية كاليفورنيا رونالد ريغان (جمهوري)، كان السؤال عن سباق الأسلحة النووية مع روسيا. وقال كارتر: «هذا الصباح، تكلمت مع بنتي (إيمي) عن سباق الأسلحة النووية، وهي قالت... ». وقال مؤرخون كثيرون إن ريغان كان، على أي حال، سيفوز على كارتر، لأنه صور كارتر رئيسا ضعيفا في مواجهة الشيوعية والشيوعيين. لكن، ساعد على سقوط كارتر استشهاده ببنت عمرها اثنتا عشرة سنة في موضوع معقد مثل سباق الأسلحة النووية. هذا بالإضافة إلى أن ريغان، وهو الممثل السينمائي لثلاثين سنة، كان متعودا الحديث أمام الكاميرات، وعلى حفظ وتسميع النقاط المهمة التي يلقنها له مساعدوه.

وفي مناظرة في انتخابات سنة 1984 بين الرئيس ريغان (جمهوري) والسيناتور مونديل (ديمقراطي)، كان واضحا تفوق ريغان، خاصة لقدرته على الخطابة، ولأنه كان قضى أربع سنوات في البيت الأبيض. وعندما أثار مونديل موضوع كبر سن ريغان (72 سنة)، رد ريغان: «لا أريد أن تكون السن قضية انتخابية. ولهذا، لن أتحدث عن صغر سن مونديل، وقلة خبراته، وقلة تجاربه». حتى مونديل نفسه لم يقدر على منع نفسه من الضحك لهذه العبارة. لكنها كانت الضحكة الأخيرة، لأن ريغان كان سجل هدفا قويا في مرماه. ويوم التصويت، هزمه.

وفي مناظرة في انتخابات سنة 1988 (التي فاز فيها نائب الرئيس جورج بوش الأب على مايكل دوكاكيس، حاكم ولاية ماساتشوستس)، فعل بوش الأب ما سيفعل بوش الابن بعده مرتين، وما سيفعل السيناتور جون ماكين ضد السيناتور باراك أوباما في مناظرات سنة 2008. هذا هو خطأ تصوير منافسه كمثقف، وليس كشعبي، كشخص يتفلسف ويقدم نظريات، ولا يعرف أحاسيس المواطن العادي.

وحقيقة، في مناظرة سنة 1988، لم يخل دوكاكيس من عجرفة. ربما الذنب ليس ذنبه، وذلك لوجود نظرة استعلاء تاريخية من جانب ولايات الشمال الشرقي نحو ولايات الجنوب الغربي، مثل تكساس (ولاية آل بوش).

في نفس الانتخابات، كانت هناك مناظرة بين السيناتور لويد بنستون (ديمقراطي من ولاية تكساس) نائب دوكاكيس، والسيناتور دان كويل (جمهوري من ولاية أنديانا) نائب. وكان السؤال عن قلة خبرة كويل، وصغر سنة. وقال كويل: «كان الرئيس كيندي صغير السن، وقليل الخبرة». ورد بنستون سريعا، وكأنه يسجل هدفا مباشرا ومفاجأ: «لا تقارن نفسك مع كيندي. أنا أعرف كيندي. كيندي كان صديقي. أنت لست كيندي». ورغم أن بطاقة بوش الأب، وكويل فازت في تلك الانتخابات، فإن هذه الجملة صارت واحدة من أشهر جمل المناظرات التلفزيونية الانتخابية في أميركا.

وفي مناظرة في انتخابات سنة 1992 (التي فاز فيها بيل كلينتون، حاكم ولاية آركنسا، على الرئيس بوش الأب، نائب الرئيس ريغان)، كان كلينتون المثقف الشعبي، وكان بوش العادي جدا.

وبينما كان كلينتون فصيحا وشابا، وتحدث عن المستقبل، كان بوش الأب الأكبر سنا، وتحدث في بطء وتردد. وبينما تحدث كلينتون عن المستقبل «الواعد»، تحدث بوش عن «انتصارات» الماضي (عن انتصاره في حرب الخليج عندما قادت القوات الأميركية عملية طرد العراق من الكويت). وعندما نظر بوش إلى ساعته، أحس المشاهدون بأنه سئم المناظرة. ولم يكن هذا انطباعا إيجابيا عنه.

وفي مناظرة أخرى في نفس الانتخابات، اشتهرت أول جملة قالها جيمس ستوكديل، نائب البليونير المستقل بيرو. قال: «من أنا؟ ولماذا أنا هنا؟». ولأنه لم يكن فصيحا، وكان مترددا، خسر المناظرة. ثم خسر الانتخابات. وصارت جملته مثلا، أو عظة، لكل سياسي يريد الاشتراك في مناظر تلفزيونية.

وفي مناظرة في انتخابات سنة 1996 (فاز فيها الرئيس كلينتون على السيناتور الجمهوري بوب دول)، مرة أخرى ترشح البليونير المستقل بيرو. وقال بيرو، بأسلوبه الاستعلائي (كأنه هو الوحيد الذي يعرف كل شيء): «ربما لا يؤيدني كثير من الناس في الولايات المتحدة، لكني مشهور في دول مثل البوسنة، ومثل هايتي». وسأل المرشحين والمتفرجين ومشاهدي التلفزيون في أميركا، وفي كل العالم: «لماذا لا نضع اعتبارا لذلك؟»، وكانت تلك آخر مرة يترشح فيها الرجل.

وفي مناظرة في انتخابات سنة 2000 (فاز فيها جورج بوش الابن، حاكم ولاية تكساس، على السيناتور آل غور، نائب الرئيس)، كان غور مثل المثقف، وكان بوش مثل الشعبي.

وبينما ركز المثقف على «طرق برية إلكترونية» تغطي كل أميركا، ركز بوش الشعبي على تخفيض الضرائب عن الناس. وفاز بوش، هل لأن «المثقف» غور نفر الناس العاديين؟ هل لأنه، أثناء المناظرة، نظر باستعلاء إلى بوش، خاصة عندما تلعثم، وتردد في الإجابة عن سؤال؟

وفي مناظرة في انتخابات سنة 2004 (بين الرئيس بوش الابن والسيناتور جون كيري)، تكرر نفس الشيء تقريبا. كان كيري هو «المثقف» الذي حارب في فيتنام. وكان بوش هو «الشعبي»، وأيضا، لم يحارب في فيتنام. لكن، في سنة 2004، كان بوش أعلن الحرب ضد الإرهاب. لهذا، خوف الأميركيين من الإرهاب والإرهابيين، ووعد بحمايتهم. وفاز، وربما فاز أيضا لأن كيري نظر، أثناء المناظرة، في استعلاء إلى بوش، خاصة عندما تلعثم، وتردد في الإجابة عن سؤال (مثلما فعل قبل أربع سنوات).

ثم هناك مناظرة سنة 2008 بين السيناتور في ذلك الوقت باراك أوباما والسيناتور جون ماكين. قبل ذلك، في سنة 2000، في مناظرة تلفزيونية في الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري بين ماكين وبوش الابن، شكك بوش في اهتمام ماكين بالمحاربين القدامى. واستغرب ماكين كيف يقول بوش ذلك، وماكين حارب في فيتنام، وبوش لم يحارب في أي حرب. وقال ماكين لبوش: «يا رجل، اخجل من نفسك. يا رجل، اخجل من نفسك!».

وأمام أوباما، واجه ماكين بعض المشاكل أولا: أوباما مناكف (ماكين هادئ). ثانيا: أوباما كثير الكلام (ماكين قليل الكلام). ثالثا: أوباما فصيح جدا (ماكين أقل فصاحة، وكان عسكريا). رابعا: أوباما شاب متحمس (ماكين سيناتور عجوز). وفاز أوباما في المناظرات، وفي الانتخابات.

الدكتور ألان شرودر، أستاذ الصحافة في جامعة نورث ويستيرن (ولاية إلينوي)، ومؤلف كتاب «المناظرات الرئاسية التلفزيونية: خمسون سنة من المغامرات»، قال لـ«الشرق الأوسط»: «نعم، كل مناظرة مغامرة.. لا يعرف أي شخص كيف ستنتهي. ومن سينتصر. أي هفوة، أي نظرة استعلاء، أي نظرة بلاهة. كلها تحسب عليك». وانتقد شرودر ما حدث في المناظرة الأولى بين أوباما ورومني، وأشار إلى أن مقدم المناظرة جيم ليرار، ما كان يجب أن يترك الحبل على القارب للمرشحين ليتناقشا وكأنه ليس المسؤول الأول.

وقال شرودر إن سياسة «لاسيز فير» (الباب المفتوح) في النقاش جاءت لصالح رومني. وأضاف: «اقترحت اللجنة التي تنظم المناظرات أن يجلس المرشحان أمام ليرار. لكن، لسبب ما، رفضت حملة أوباما الاقتراح. قالت إن الرئيس يجب أن يقف على قدميه، لأنه الرئيس، ولا يجب أن يجلس. ليس سرا أن أوباما يجيد مخاطبة الناس مباشرة. لكنه وهو يقف على قدميه أمام المنصة، كان بعيدا عن الناس. وظهرت على وجهه علامات عدم القدرة على مخاطبة الناس. لم يكن تلقائيا. كان يجيب عن أسئلة، وهو رئيس الولايات المتحدة».