تشي.. زعيم «آخر»

أول رئيس صيني يولد بعد الثورة الشيوعية

TT

يوم الأربعاء، في قمة كمبوديا الآسيوية، لم يقابل الرئيس باراك أوباما تشي جينبينغ، زعيم الصين الجديد، الأمين العام للحزب الشيوعي، الذي فاز بالمنصب قبل ذلك بستة أيام، وخلف هو جينتاو. لكنه اجتمع مع رئيس الوزراء وين جياوباو، الذي أرسله تشي.

وقبيل الاجتماع، قال أوباما للصحافيين «من المهم للغاية أن نعمل معا بوصفنا اثنين من أكبر اقتصادات العالم، على وضع قواعد واضحة على الطريق من أجل التجارة والاستثمار». ورد وين «يمكن حل الاختلافات والخلافات بالتجارة والاستثمار».

لم يتحدث الرجلان عن الموضوع الأهم داخل وخارج القمة، وهو المنافسة بين الدولتين حول شرق آسيا، مع زيادة قوة الصين السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومزاعم الصين بالسيادة على مناطق في بحر الصين الجنوبي. وبعد هذه التصريحات الدبلوماسية طلب من الصحافيين مغادرة مكان الاجتماع.

ومع توقع زيارة الرئيس الجديد تشي للولايات المتحدة، بعد إعادة تنصيب الرئيس أوباما في يناير (كانون الثاني)، تبدأ مرحلة جديدة للبلدين وللرئيسين (خمس سنوات للرئيس تشي، وأربع سنوات للرئيس أوباما). ويتحدث المراقبون عن كيف ستكون العلاقات مع نهاية المرحلتين.. والأهم كيف ستكون الصين مع نهاية المرحلتين. ولا يخفي كثيرون أن مهمة الزعيم الصيني الجديد تشي جينبينغ الذي يوصف بأنه غورباتشوف الصين، ستكون في غاية الصعوبة.. وربما تكون مثل مهمة المؤسس ماو تسي تونغ. فالرجل يواجه تحديات صعبة خارجيا وداخليا، في مرحلة مهمة مفصلية، تكون الصين فيها أو لا تكون.

ولد تشي سنة 1953. وكان والده زميلا للرئيس ماو تسي تونغ، قائد الثورة ومؤسس الصين. زامله عندما كان يقود الثوار في جبال أواسط الصين، وحتى انتصر على قوات الرئيس شيانغ كايشيك اليمينية، حيث هرب شيانغ إلى جزيرة فرموزا، وأسس جمهورية تايوان الحالية.

وتحول الرئيس ماو ووالد تشي ورفاقهما من القتال إلى الحكم. وصار والد تشي مسؤولا عن الدعاية في الحزب الشيوعي الصيني. وبعد أول «انتخابات»، واختيار مجلس الشعب، صار الوالد نائبا لرئيس المجلس.

درس تشي في جامعة تسينغهوا، وتخصص في الهندسة. ومثل كثيرين قبله في قيادة الحزب الشيوعي اختار الهندسة الكيماوية. وعمل خلال سنوات عمله الأولى في مقاطعة فوجان، ثم نقل إلى مقاطعة شيتانغ المجاورة، حيث صار أمينا عاما لفرع الحزب الشيوعي المحلي.

وفي عام 2000، صار حاكما لمقاطعة فوجيان، ثم انتقل حاكما لمقاطعة تشجيانغ المجاورة.

وفعلا قاد حملة مركزة ضد فساد الموظفين الحكوميين، وفساد العاملين في الحزب. وبعد عام، اختير لعضوية اللجنة المركزية للحزب في كل الصين، وكانت من أسباب ذلك التغطية الصحافية والتلفزيونية المكثفة لحملات محاربة الفساد التي كان يقودها. وكان وراء الذين اكتشفوا فساد قادة الحزب الشيوعي في شنغهاي الذين تلاعبوا في أموال الضمان الاجتماعي (بلغ حجم الفساد أكثر من عشرة مليارات يوان (مائتي مليون دولار)، وكان ذلك من أكبر فضائح الشيوعيين الصينيين. وبعد اكتشاف الفضيحة، نقل ليكون عمدة لمدينة شنغهاي، حيث أشرف على محاكمة الفاسدين. وساعد هذا على صعوده إلى أعلى في سلم قيادة الحزب الصيني.

وأشرف تشي على ترتيبات الألعاب الأولمبية في الصين عام 2008، وعلى مفاوضات مع البريطانيين حول هونغ كونغ (كانت مستعمرة بريطانية حتى سنة 1997)، ومع البرتغاليين حول ماكاو (كانت مستعمرة برتغالية حتى سنة 1999)، وعلى احتفالات مرور ستين سنة على الثورة الشيوعية (سنة 2007).

تقول صحيفة «الشعب» الصينية، في نبرة ربما فجة «رضي أم لا، ينبغي أن يخفف الرئيس الأميركي القادم ديمقراطيا كان أم جمهوريا (كان هذا قبيل فوز أوباما الأخير) من لهجته المتشددة تجاه الصين التي ظلت سائدة طوال فترة الحملات الانتخابية. ينبغي أن يعالج الرئيس الأميركي تعامل بلاده المتصلب تجاه النهوض الحتمي للصين».

في الجانب الآخر، وضعت مجلة «تايم» على غلافها الرئيس الجديد تشي، مع عنوان «زعيم العالم الحر: كيف ستكون الصين، وكيف سيكون العالم معه؟»، وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا رئيسيا عنوانه «تساؤلات حول قدرة تشي والصين على احتواء مشاكلها المتصاعدة». وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» تقريرا رئيسيا، أيضا، عنوانه «إذا كانت الصين تتطور تطورا رائعا، فلماذا يفكر كثير من الصينيين في الهجرة إلى هنا؟».

كتب الموضوعان صحافيان أميركيان من أصل صيني: الصحافي إدوارد وونغ في «نيويورك تايمز» والصحافية جيا يانغ في «واشنطن بوست». كتبت يانغ، بعد جولة ثلاثة شهور في الصين «علامات انهيار أميركا وصعود الصين في كل مكان. الطبقة الوسطى عندنا في أميركا تعاني، وهي في الصين تزدهر. التطور الصناعي الأميركي، الذي كنا نفتخر به، صار عاجزا عن اللحاق بالتطور الصناعي الصيني. وجامعات الصين تفوقت على جامعاتنا. وبعد سنوات قليلة، سنتكلم كلنا، نحن الأميركيين، اللغة الصينية». وأضافت «بدأت هذا التقرير بهذه «الحقائق» لأقول إنها ليست حقائق. ليست صحيحة. رغم أن مناقشات الرئيس أوباما والمرشح الجمهوري رومني، خلال الحملة الانتخابية، جعلتنا نصدق مثل هذه (الحقائق)».

وأضافت أنها، وهي التي تجيد اللغة الصينية وتشبه الصينيات، جمعت معلومات ربما لا يقدر على جمعها صحافيون أميركيون غيرها. وملخص انطباعاتها.. أولا: أن الصين «لا تزال دولة من دول العالم الثالث»، وأن الطبقة الوسطى فيها «في الحقيقة طبقة دنيا». وقالت إنها لم تصدق شغف الصينيين بأميركا، وحضارتها، وعدالتنا، وحريتها، وتكنولوجيتها، وإنهم يعرفون أن النهضة الصناعية في الصين هي في المقام الأول بفضل الغرب، خاصة الولايات المتحدة. لم يخترع صيني سيارة، أو طائرة، أو صاروخا، أو كومبيوترا. وربما حتى لم يطورها.. بل قلدوها فقط.

ثانيا: لولا قلة الأجور في الصين ما كانت الشركات الأميركية هاجرت إلى الصين. وتظل الصين تعتمد على المستهلك الأميركي. ومن يدري، ربما بعد 50 سنة سيتغير الوضع. يعني هذا أن ازدهار الصين مرتبط بأميركا أكثر من العكس. ثالثا: يعرف الصينيون معرفة جيدة أنهم محكومون بـ«مجموعة» من الناس تحت اسم الحزب الشيوعي. ويعرفون أن هذا وضع خطأ، ويأملون أن يكونوا أحرارا مثل الأميركيين يوما ما. وتساءلت، حسب عنوان تقريرها «إذا كانت الصين تتطور تطورا رائعا، فلماذا يفكر كثير من الصينيين في الهجرة إلى هنا؟».

وكتب إدوارد يونغ، مراسل «نيويورك تايمز»: «تواجه الصين انهيارا اقتصاديا وسياسيا. وربما يكون تشي هو المنقذ، وربما لن يقدر. تتراجع نسبة النمو، وتستمر اضطرابات التبت، ويزيد تذمر الطبقة الوسطى، ويزداد الأثرياء ثراء.

وحسب تقارير إخبارية، لم يكن الانهيار الاقتصادي في الغرب فقط، لكنه أثر على الصين، رغم أن تحليلات أولية تقول إن الصين لن تتأثر. كان القادة الصينيون غارقين في التباهي بتفوق بلادهم. وانتشرت بعض الأحاديث، ليس فقط في الصين وإنما في الغرب أيضا، حول مزايا ما يسمى بالنموذج الصيني. ويعترف بهذا خبراء صينيون، منهم زانغ مينغ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة رنمين في بكين، الذي قال لصحيفة «نيويورك تايمز»: «تعد معظم المشكلات الاقتصادية التي نواجهها مشكلات سياسية متنكرة.. يجب أن تعتبر طبيعة الاقتصاد، ونظام الملكية في البلاد، وجماعات المصالح الخاصة في البلاد، مشاكل سياسية من الخطورة بمكان بحيث ينبغي حلها الآن، حيث لم يعد من الممكن تأجيلها بأي صورة».

وطالب مينغ، وغيره، بتخفيف الرقابة الحكومية على النظام المالي، ومنح الحرية للبنوك والشركات، ودعم الإقراض والاستدانة للقطاع الخاص، وكبح جماح الشركات الحكومية، والسماح بالمزيد من المرونة في أسعار الصرف، وأسعار الفائدة. وأن الحرية الاقتصادية ليست هدفا في حد ذاتها، ولكن لأنها أولا: تشجع الإبداع، والثقة بالنفس، والمنافسة.. ثانيا: تؤسس الشفافية، ليس فقط بسبب منافسات الشركات مع بعضها البعض، ولكن، أيضا، بسبب جو الحرية العام.

السؤال الآن هو: ماذا سيحدث خلال السنوات الخمس التالية للرئيس تشي؟ ربما سيكون مثل الرئيس الروسي السابق ميخائيل غورباتشوف، يعلن وينفذ الآتي:

أولا: «غلاسنوست» (الانفتاح الاقتصادي). ثانيا: «بيريسترويكا» (إعادة تشكيل الدولة). ثالثا: «ديموقراتيزاتسيا» (الحرية السياسية). في سنة 1986، في مؤتمر الحزب الشيوعي السوفياتي، الذي اختاره أمينا عاما للحزب، بدأ غورباتشوف هذه الإصلاحات التاريخية. في مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الأخير الذي اختار تشي أمينا عاما، لم يستعمل تشي أي كلمة صينية مثل، أو تشبه، شعارات غورباتشوف الثلاثة.

بالعكس، أشاد بالتزام الرئيس هو (الذي سيخلفه) بالشيوعية. ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية قوله في مؤتمر الحزب، في عبارة شيوعية طنانة «أظهر الرئيس هو اهتمامه الشديد بتنمية الحزب، والوطن، والقوات المسلحة. وأثبت بصيرته كرجل دولة واستراتيجي ماركسي، أفقه واسع، وشخصيته نبيلة».

لم يشتمل خطابه على ما يدعو للتفاؤل حول الانفتاح في الصين. ربما غير جملة واحده قالها «عرض الرئيس هو، واضعا نصب عينيه تطور الحزب، والوطن، والقوات المسلحة، طوعا التخلي عن مناصب رئاسة الدولة، والأمين العام للحزب، ورئيس اللجنة العسكرية».

هل الإشارة إلى أن الرئيس الذاهب تخلى طواعية عن الحكم إشارة إلى نسمة حرية هبت على الصين؟ هل سيؤكد الرئيس الجديد أنه سيفعل الشيء نفسه، وأن هذا سيكون مدخلا لتحقيق إصلاحات سياسية؟ ربما نعم وربما لا. على أي حال، فالرئيس تشي يشبه الرئيس غورباتشوف في أن كل واحد من الرجلين كان أول رئيس في بلده ولد بعد الثورة الشيوعية في بلده (غورباتشوف بعد ثورة 1917، وتشي بعد ثورة 1949).

في سنة 2010، وصل تشي مرحلة «ولي عهد الحزب»، أي الرجل الثاني بعد الرئيس هو، في الحزب وفي الحكومة. كما ركز على العلاقات الدولية، وقابل كثيرا من كبار الشخصيات الأجنبية.

وقال بعض هؤلاء عنه إنه «مفتون بالصراحة والواقعية». وقال عنه الرئيس هو إنه معجب برئيس وزراء سنغافورة لي كوان يو (شبه الديكتاتور الذي ركز على النهضة الاقتصادية). وقال عنه وزير الخزانة الأميركية السابق هنري بولسون «أنا أضعه في طائفة نيلسون مانديلا (قائد ثورة السود في جنوب أفريقيا، وأول رئيس أسود فيها). إنه شخص يتمتع بتعقل عاطفي، واتزان وقدرة على مواجهة المشكلات».

وفي سنة 2009، أثناء زيارة للمكسيك، تكلم أمام مجموعة من المغتربين الصينيين، وافتخر، وطلب منهم أن يفتخروا، بإسهامات الصين لحل الأزمة المالية العالمية (تقديم قروض للولايات المتحدة، ودول غربية أخرى). وقال «هذا أكبر إسهام لكل الجنس البشري من جانب الصين، لمنع الانهيار النقدي العالمي، ولمنع جوع مليار وثلث مليار من الناس في كل العالم».

وقالت مجلة «تايم» إنه أكثر زعيم صيني متابعة للشؤون الدولية منذ شو إينلاي، وزير خارجية الثورة الصينية قبل ستين سنة تقريبا. ربما لهذا السبب فوضه الرئيس هو ليشرف على السياسة الخارجية. وخلال العامين الماضيين زار دولا كثيرة، منها ألمانيا، وبلجيكا، وبلغاريا، ورومانيا، والمجر، واليابان، وكوريا الجنوبية، وكمبوديا وبورما، ودول في أفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية.

في السنة الماضية جاء إلى الولايات المتحدة، حيث قابل الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، ونائبه جو بايدن. ولكنه، على غير عادة كثير من كبار المسؤولين الصينيين الذين يزورن الولايات المتحدة، قام بجولة في مدن أميركية، كبيرة وصغيرة، وقابل مواطنين أميركيين عاديين، في ما سماه تلفزيون «سي إن إن» بـ«دبلوماسية شعبية للصين الشعبية».

كان هدفه الخاص هو مدينة ماسكاتين الصغيرة (ولاية أيوا)، التي تربطه بها ذكريات جميلة، عندما زارها في سنة 1985. ومكث أياما في مزرعة العائلة التي كان نزل معها، عائلة ألين دوفورشك.

أكل بشوكة وسكينة، فقد نسوا أن يحضروا له أعواد الخشب الصينية. وبعد العشاء، شاهدوا كلهم فيلم «ستارتريك» (مغامرة النجم)، الفيلم القديم (كان مسلسلا تلفزيونيا) الذي أعجب به، وقال إنه شاهده في أميركا أول مرة، ثم شاهده في الصين مرات كثيرة. لكنه، هذه المرة، شاهد «ستارتريك: نيوجينيريشن» (الجيل الجديد) الذي تدور أحداثه سنة 2360.

عندما زار تشي أميركا لأول مرة كان عمره 30 سنة. وكان عضوا في اللجنة الزراعية التابعة للحزب الشيوعي الصيني. وجاء إلى أميركا، مع آخرين، للاطلاع على النهضة الزراعية، وللبحث عن أفكار جديدة للمساعدة في تطوير المناطق الغنية بالزراعة في الصين، خاصة في شمال الصين الذي يزدهر بتربية الماشية، وزراعة الذرة والقمح والصويا.

وعندما عاد إلى ماسكاتين الأميركية الصغيرة في السنة الماضية، نشرت صحيفة «ماسكاتين جورنال» المحلية صورة قديمة التقطت له عندما زارها أول مرة. وعلى الرغم من أن عائلة دوفورشك كانت انتقلت من ولاية أيوا إلى ولاية فلوريدا، فقد عادتا لاستقبال ضيفهما القديم.

في الحقيقة، لم يلتصق زعيم صيني من قبل بالغرب مثل تشي. عندما زار بريطانيا في عام 1985، قابل وأحب وتزوج ابنة سفير الصين هناك (تطلقا في ما بعد). زوجته الحالية مغنية أغان وطنية وعسكرية، وأنجبا بنتا، تدرس حاليا في جامعة هارفارد تحت اسم مستعار، مما دفع بالكثيرين إلى التشكيك في ثقته في نظام التعليم الخاص بالنخبة في الصين. زارها خلال وجوده في أميركا في السنة الماضية. وصادف ذلك عيد الحب، أو ما يسمى يوم «فالنتاين»، وفي اليوم نفسه، تناول الغداء في وزارة الخارجية مع هيلاري كلينتون وكبار المسؤولين الأميركيين، ووضعت على الموائد ورود حمراء (رمز الحب). الآن، زوجة تشي مغنية مشهورة بجيش التحرير الشعبي الصيني تدعى بينغ لي يوان، والتي تحولت إلى ماكينة الدعاية الخاصة بالحزب، وطبعا اهتمت بزوجها. وعن قصة لقائهما الأول، قالت: «في المرة الأولى التي قابلته فيها، دق قلبي وشعرت على الفور بأنه الزوج المثالي لي. كان نقيا جدا ومراعيا لمشاعر الآخرين». ووصفته أيضا بأنه متواضع ومخلص في عمله كمسؤول في الحزب الشيوعي.

يوم الاثنين الماضي، عقد مركز «بروكنغز» في واشنطن ندوة عنوانها «أميركا والصين: انتخابات وانتخابات»، قارنت بين الرئيس القادم تشي، والرئيس لدورة ثانية أوباما، وتحدث فيها جوناثان بولاد، وهو خبير أميركي مشهور في شؤون الصين. وقال «يمكن النظر لبداية مرحلتين لرئيسين في كل من البلدين على أنها علامة استقرار في العلاقات بينهما. لكن، يمكن توقع توترات، ليس في العلاقات، ولكن في داخل الصين، لان العلاقات، طبعا، تعكس ما يحدث في الداخل». وأضاف «يظل هناك انطباع عام ومهم بأن حاضر الصين ليس مستقرا. وأيضا، مستقبلها».

وقال شينغ لي، أميركي صيني، ومدير قسم الصين في معهد «بروكنغز»، ورئيس لجنة العلاقات الأميركية الصينية، إنه ليس متفائلا. وأشار إلى أن «الخلل الأساسي في الصين» (سيطرة الحزب الشيوعي) ظهر في مؤتمر الحزب الذي اختار تشي. وأشار إلى الآتي: أولا: لم يكن هناك مرشح منافس. ثانيا: يظل أنصار الرئيس هو أقوياء. ثالثا: القوات المسلحة وراء اختيار تشي. وقال الخبير الأميركي الصيني إن هناك علامات إيجابية، لكنها ليست مهمة، منها.. أولا: تخلي الرئيس هو طواعية. ثانيا: انخفض عدد أعضاء اللجنة العليا من تسعة إلى سبعة، وإقصاء مدير الشرطة ومدير الدعاية من عضوية اللجنة. وقال لي إن على الرئيس تشي أن يتصرف في حكمة في مجالين، ربما متناقضين. مثل الذي يلعب شطرنج مع شخصين في الوقت نفسه: الأول «يريد الجمهور الصيني أن يرى إذا كان تشي يقدر على تمثيل الصين تمثيلا محترما في الخارج، خاصة في الولايات المتحدة. وأن يتصرف وكأنه رجل الدولة الحكيم، وحتى الزعيم العالمي». الثاني: «تعود الجمهور الأميركي على أن يحكم على الزعماء الأجانب حسب صور نمطية مسبقة تشكلها أجهزة الإعلام والسياسيون. وطبعا، صورة زعماء الصين الديكتاتوريين ليست طيبة في أذهان الأميركيين. وربما سيقدر الرئيس تشي على تغيير هذه الصورة، وربما لن يقدر».