هيغل.. الجمهوري المناكف

وزير الدفاع الأميركي الجديد من دعاة تغيير «القيادة التقليدية» لحكم الولايات المتحدة

TT

يوم الاثنين الماضي أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، رسميا، اختيار السيناتور السابق الجمهوري شاك هيغل وزيرا للدفاع، بعد أسابيع من التكهنات، وإطلاق بالونات الاختبار من البيت الأبيض، واعترافه بأنها كانت متعمدة. ورغم أن معارضين للسيناتور السابق جاهروا بإعلان رفضهم ترشيحه من اللحظة الأولى فإن الإعلان الرسمي زاد نشاط معارضيه أكثر، حتى من داخل الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه.

في مقابلات تلفزيونية يوم الأحد، قال قادة في الحزب الجمهوري إنهم سيعارضون اختياره، وقال آخرون، في دبلوماسية، إنهم سيعطونه فرصة للإجابة عن أسئلتهم.

وكان البيت الأبيض دافع، خلال الأسبوع قبل الماضي، عن هيغل بعد انتقادات من الجناح اليميني في الحزب الجمهوري، وبعد انتقادات منظمات أميركية مؤيدة لإسرائيل، بأنه يتساهل نحو إيران، ويستعجل الانسحاب من أفغانستان، ولا يؤيد إسرائيل تأييدا قويا. وكان البيت الأبيض ركز في بالونات الاختبار التي أطلقها على ربط اختيار السيناتور الديمقراطي المعتدل، جون كيري، وزيرا للخارجية، واختيار السيناتور الجمهوري المعتدل هيغل وزيرا للدفاع. وذلك لأن هيغل، مثل كيري، حارب في فيتنام. ومثله، عاد من الحرب، وانتقدها، وطالب بالإسراع بسحب القوات الأميركية من هناك.

وفي خطاب اختياره، تعمد أوباما الإشارة إلى هذه النقطة، وقال إنه يفضل وزراء خارجية ودفاع «يعرفون عن العالم الذي حولنا، وهذه ميزة لا تتوافر كثيرا في هذه المدينة (واشنطن)».

ولد تيموثي شارلز (شاك) هيغل في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1946 في نورث بلاك (ولاية نبراسكا). ووالده من أصل ألماني (من هنا جاء اسم هيغل. ويتندر هيغل بأنه حفيد الفيلسوف الألماني الذي توفي سنة 1831، وهو فيلسوف المثالية الألمانية، وأبو العقلانية الجدلية). ويصف الذين يعرفون السيناتور هيغل بأنه جاد وقوي الشخصية.

درس هيغل في مدرسة ثانوية كاثوليكية في كولومبوس (ولاية نبراسكا)، ثم في معهد براون للإذاعة والتلفزيون في المدينة نفسها، ثم حصل على بكالوريوس في التاريخ من جامعة نبراسكا في عام 1971. ولكنه دخل الجامعة بعد أن كان تجند في القوات الأميركية المسلحة لعدة سنوات، واشترك في حرب فيتنام لعامين (1967 - 1968).

في فيتنام عمل برتبة رقيب، وقاد فرقة مشاة في «فرقة المشاة التاسعة» التابعة للجيش. واشترك في الفرقة نفسها شقيقه الأصغر، توم. ويعتقد أنهما الشقيقان الأميركيان الوحيدان الذين حاربا معا في حرب فيتنام. كما أنقذا بعضهما بعضا خلال أكثر من معركة.

وأثناء خدمة السيناتور السابق هيغل في الحرب، حصل على وسام «صليب البسالة الفيتنامية»، وعلى وسام «بيريل هارب» مرتين، ووسام الاتصالات العسكرية، ووسام فرقة المشاة الممتازة. لهذا، عندما قدمه الرئيس أوباما للصحافيين يوم إعلان اختياره وزيرا للدفاع، قال أوباما إن هيغل هو أول وزير دفاع أميركي حارب في ميدان القتال، وإنه «تلطخ بالطين، وأصيب بجروح، وواجه الحرب مواجهة واقعية. كان جنديا حقيقيا». وهذه إشارة غير مباشرة إلى أن هيغل لم يكن ضابطا، ولم يتخرج في كلية عسكرية.

بعد سنوات فيتنام، وخلال دراسته في جامعة نبراسكا، زادت اهتماماته السياسية. وصار ينتقد التدخل العسكري الأميركي في فيتنام. وهو في هذا يشبه السيناتور الديمقراطي جون كيري الذي اختاره أوباما وزيرا للخارجية لفترة الرئاسة الثانية. أيضا، حارب كيري في فيتنام، وأيضا نال ميداليات، وأيضا عاد وبدأ ينتقد الحرب.

وبعد سنوات الجامعة، قرر هيغل أن ينخرط في العمل السياسي. لكن، لم تكن عنده تجارب، وقرر أن يبدأ من أسفل السلم (كما بدأ من أسفل السلم في العمل العسكري)، وعمل مساعدا لعضو الكونغرس جون ماكولستار (جمهوري من ولاية نبراسكا). وخلال ست سنوات، شارك في وضع كثير من القرارات والقوانين. وبعد سنوات قليلة في القطاع الخاص، عاد إلى العمل السياسي سنة 1980، مسؤولا عن حملة الرئيس رونالد ريغان الانتخابية في ولاية نبراسكا. وبعد أن فاز ريغان، اختاره مساعدا لوزير المحاربين القدماء.

غير أن هيغل، المتحمس، والجاد، والقوي الشخصية، استقال بعد سنتين بسبب اختلاف مع الوزير روبرت نيمو. ووصل الاختلاف بينهما إلى الصحف. وكان هيغل صارما في نقد الوزير، خاصة في موضوعين:

الأول: قال الوزير إن المحاربين القدماء «طماعون، ولا هم لهم سوى طلب المزيد من التعويضات، والتأمينات الصحية، والمعاشات». ورد هيغل «كيف عرفت ذلك وأنت المليونير؟».

ثانيا: قال الوزير إن الكيماوي «أورانج» الذي استعملته القوات الأميركية في فيتنام ضد الثوار، والذي كان يحرق الغابات التي يختبئ فيها الثوار «لا يؤذي البشرة، ويسبب فقط حبيبات على الجلد مثل التي يصاب بها المراهقون». ورد هيغل «لو كنت تعرضت له لعرفت ماذا يفعل».

بعد أن ترك هيغل العمل الحكومي، عاد مرة أخرى إلى القطاع الخاص. ونجح نجاحا كبيرا، وصار مليونيرا كبيرا. وصار مديرا لشركة «فانغارد» للتليفونات الجوالة (مع بداية عصر التليفونات الجوالة)، كما أدار شركة «إنفورميشن سيستم» لماكينات التصويت في الانتخابات (مع بداية عصر ماكينات التصويت الإلكترونية).

وبعد عشر سنوات في القطاع الخاص، عاد إلى السياسة، وترشح لمنصب نائب حاكم ولاية نبراسكا، لكنه والحاكم المرشح سقطا أمام مرشح للحزب الديمقراطي. وفي عام 1996، ترشح وفاز لعضوية مجلس الشيوخ عن الولاية. وفاز مرة أخرى في انتخابات عام 2002. لكنه لم يترشح مرة أخرى في انتخابات عام 2008. وقال إنه يريد أن يتفرغ لكتابة كتب وتقديم محاضرات عن سنوات عمله، العسكرية والسياسية والتجارية.

منذ ذلك الوقت، عمل أستاذا في كلية الخدمة الدبلوماسية في جامعة جورجتاون. وكان الرئيس السابق جورج بوش الابن اختاره، عام 2008، رئيسا للجنة الاستخبارات الاستشارية التابعة للبيت الأبيض. وكان عمل في مجلس إدارة شركة «شيفرون» للنفط. غير أن أكثر سنوات هيغل نشاطا في السياسة كانت سنوات الكونغرس، بداية بفوزه على مرشح الحزب الديمقراطي في ولاية كانت تميل كثيرا نحو الحزب الديمقراطي. وصار أول جمهوري يدخل مجلس الشيوخ عن ولاية نبراسكا منذ قرابة ثلاثين سنة.

ولم يغفر له قادة الحزب الديمقراطي ذلك. في وقت لاحق، اتهموه بتزوير فوزه في الانتخابات، لأن الشركة التي كان يديرها قبل أن يعود إلى السياسة، وهي شركة «إنفورميشن سيستم»، أنتجت ماكينات التصويت الإلكترونية، ولأنه فاز بنسبة 83 في المائة من الأصوات، ولأن الشركة تبرعت بمبالغ كثيرة لحملته الانتخابية. لكن لم تثبت التهمة ضده، وهو نفسه نفاها مرات كثيرة.

وخلال سنواته في الكونغرس، دخل في مشاكل مع قادة حركة المثلية الجنسية. وكان عارض قوانين لزيادة حقوقهم، وللسماح لهم بالاستفادة من فوائد ضريبية يستفيد منها عامة الناس. ويوم الاثنين، بعد أن رشح الرئيس أوباما هيغل لوزارة الدفاع، نشرت منظمة المثليين جنسيا والسحاقيين إعلانا بمساحة صفحة كاملة في صحيفة «واشنطن بوست» ضد هيغل. ورغم أن هيغل كان اعتذر (بعد أن أحس بأن أوباما ربما سيرشحه لوزارة الدفاع)، فقد قال الإعلان إن الاعتذار لا يكفي ليغفر له هؤلاء.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هيغل، رغم أنه يعتبر من قادة الحزب الجمهوري المعتدلين، فإنه لا يمكن وصفه بالليبرالية. غير أنه ليس أيضا من الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، ولم يؤيد «حزب الشاي». وسجله خلال اثنتي عشرة سنة في الكونغرس خليط من التقليدية (تراديشناليزم) والتحررية (ليبرتيريانزم).

ووصفه ديفيد بويز، خبير في مركز «كاتو» (مركز جمهوري متحرر) بأنه «محافظ يميل نحو الفكر الحر». ومرات كثيرة خلال وجود هيغل في الكونغرس، أيده اتحاد الأميركيين المحافظين، وأيده اتحاد دافعي الضرائب (الذي يدعو لضرائب أقل). وقال بويز إنه ربما يمكن القول إن هيغل تقليدي في المواضيع الاجتماعية، وتحرري في المواضيع السياسية. وأشار إلى سجله في الكونغرس:

أولا: أيد غزو العراق، لكنه بدأ يعارضه في وقت لاحق.

ثانيا: أيد قانون «باتريوت» الذي انتقد بأنه يستهدف المسلمين.

ثالثا: أيد قانونين لتخفيض الضرائب.

رابعا: عارض قانونا تبناه الرئيس الجمهوري السابق بوش الابن لزيادة رعاية الدولة للأطفال.

خامسا: عارض قانون تبناه بوش لمساعدة الكبار في السن لشراء أدوية.

سادسا: عارض قانون تقييد التبرعات للحملات الانتخابية.

رغم أن هيغل أيد حرب العراق، التي شنها الرئيس الجمهوري بوش الابن (وأيدها 76 عضوا في مجلس الشيوخ، من بينهم وقتها باراك أوباما) فإنه في وقت لاحق صار هيغل من كبار معارضيها، خاصة من داخل الكونغرس، خلال جلسات مناقشة سياسات وميزانيات الحرب.

وفي وقت لاحق، اشتكى بأن الإعلام الأميركي ركز عليه عندما أيد الحرب، وأهمله عندما عارضها. وفي مقابلة صحافية في عام 2007 (بعد خمس سنوات من غزو العراق)، فسر تأييده الأول للغزو، وقال «كم منا حقا عنده معرفة وفهم كثيران عن العراق؟ كم منا حقا يعرف هذا البلد، وتاريخه، وشعبه، ودوره في العالم العربي؟ أنا (بعد الغزو) عالجت مواضيع مثل ما بعد صدام، ومستقبل الديمقراطية، والاستقرار في الشرق الأوسط، بمزيد من الحذر، ومزيد من الواقعية، وقليل من التواضع».

في عام 2007، أيضا، كان هيغل واحدا من ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين انضموا إلى عدد كبير من الأعضاء الجمهوريين، وأصدروا قرارا غير ملزم بانسحاب القوات الأميركية من العراق في غضون أربعة شهور. وقال، في مقابلة مع روبرت نوفاك، وهو كاتب عمود في صحيفة «واشنطن بوست»: «الوضع في العراق يتدهور سريعا، وحكومة المالكي تضعف يوما بعد يوم.. والشرطة فاسدة من أعلى إلى أسفل، ومشكلة النفط كبيرة، ولا يمكنهم الاتفاق على أي شيء من خلال البرلمان».

وفي عام 2008، زار العراق مع سيناتورين من الحزب الديمقراطي هما جاك ريد (ولاية رود آيلاند)، وباراك أوباما (ولاية إلينوي)، وهناك قال لصحافيين «كل واحد من الذين يتحملون مسؤولية المساعدة في قيادة هذا البلد (العراق) يحتاج إلى التفكير مليا في أهمية تفضيل مصالح بلدنا (الولايات المتحدة)، لا مصالح حزبنا، أو رئيسنا (بوش)».

وبالنسبة لأفغانستان، بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، أيد هيغل القرار المشترك المهم في مجلس الشيوخ الذي أعطى الرئيس بوش سلطة اتخاذ الإجراءات «الضرورية، والمناسبة، للقوات المسلحة الأميركية» للتدخل في أفغانستان. وخلال سنواته في مجلس الشيوخ، استمر هيغل يؤيد مشاركة منظمة حلف شمال الأطلسي، وتمويل الحرب في أفغانستان. ومثلما تحول في موقفه نحو حرب العراق، تحول في موقفه نحو حرب أفغانستان.

في عام 2009، قال في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»: «لا يمكن أن نرى مشاركة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان من خلال عدسة ترى فقط (الفوز) أو (الخسارة). ليس العراق وأفغانستان جزءين من أميركا حتى تفوز بهما، أو تخسرهما، أميركا». وأضاف «يمكننا أن نساعد هذه الشعوب للتطوير. لكن، لا يمكننا التحكم في مصائرهم».

وفي عام 2011، قال في مقابلة صحافية إنه على الرئيس أوباما «البحث عن المخرج في أفغانستان. نحتاج إلى البدء في تقليص دورنا هناك».

وبالنسبة للصراع بين العرب وإسرائيل، ظل هيغل يؤيد التحالف الأميركي مع إسرائيل، وزارها مرات كثيرة. لكنه، من وقت لآخر، كان ينتقد بعض سياساتها، وبعض السياسات الأميركية نحوها. في عام 2006، انتقد الرئيس بوش في سياسته نحو غزو إسرائيل لجنوب لبنان. وقال هيغل، منتقدا الغزو وأيضا صواريخ حزب الله «يجب إنهاء الذبح المقزز من كلا الجانبين. ويجب أن ينتهي هذا الآن. ويجب أن يدعو الرئيس بوش لوقف إطلاق النار فورا. ويجب التوقف عن هذا الجنون». وأضاف «علاقتنا مع إسرائيل خاصة وتاريخية. لكن، ليس من الضروري، ولا يمكن، أن تكون على حساب علاقاتنا العربية والإسلامية. هذا خيار زائف، وغير مسؤول، وخطير».

في عام 2008، شرح هيغل آراءه وروى قصة حياته في كتاب مذكراته «أميركا: الفصل التالي.. أسئلة صعبة وأجوبة واضحة». وقال إن «الولايات المتحدة تحتاج، على المدى البعيد، إلى قيادة مستقلة»، غير القيادة التقليدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي. وربما إلى حزب رئيسي ثالث.

وقال إن حرب العراق «واحد من أكبر الأخطاء الخمسة في تاريخ الولايات المتحدة». وحمل الرئيس بوش الابن المسؤولية، ووصفه بأنه «متهور»، وأنه يمارس، في سياسته الخارجية «لعبة كرة الطاولة مع حياة الأميركيين». وبسبب مواقفه هذه، فشل عام 2008 في منافسة السيناتور جون ماكين للترشح باسم الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية ضد أوباما. ليس فقط لأنه «مناكف» بالمقارنة مع ماكين، ولكن، أيضا، لأن ماكين نفسه من الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري. وللسبب نفسه فشل هيغل في الحصول على الترشيح ليكون نائبا لماكين (لهذا، اختار ماكين سارة بالين، التي تنتمي إلى الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري).

في الجانب الآخر، ظهرت في ذلك الوقت شائعات بأن أوباما ربما سيختاره نائبا له. لكن، اختار أوباما السيناتور جوزيف بايدن. وظهرت الشائعات بعد تصريحات أدلى بها هيغل بأنه سيكون «محايدا» في المنافسة بين أوباما الديمقراطي وماكين الجمهوري.

وبعد فوز أوباما، ظهرت شائعات بأنه سيكون وزير الدفاع الجديد، ليكون بديلا للجمهوري روبرت غيتس. غير أن أوباما كان يريد كسب ثقة الشعب الأميركي والرد على اتهامات بأنه غير متشدد في السياسات العسكرية الخارجية، ولهذا، فضل بقاء غيتس الذي كان وزير الدفاع في عهد الرئيس بوش الابن. وهكذا، مرت أربع سنوات وهيغل في الانتظار، حتى الأسبوع الماضي، عندما اختاره أوباما وزيرا للدفاع.

وتقول مصادر إخبارية أميركية إن مجلس الشيوخ سيوافق على الترشيح، رغم أن بعض قادة الحزب الجمهوري ومؤيدي إسرائيل انتقدوه، الأسبوع الماضي، بعد ترشيحه. وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن هيغل هو «أكثر وزير دفاع أميركي عداء تجاه دولة إسرائيل في تاريخ أمتنا». وقام أصدقاء إسرائيل بإعادة نشر تصريحات أدلى بها هيغل عام 2006، في مقابلة مع آرون ديفيد ميلر، من كبار القادة اليهود في واشنطن، قال فيها إن «اللوبي اليهودي يروع كثيرا من الناس (في الكونغرس)». وأضاف هيغل في المقابلة «لست سيناتورا إسرائيليا. أنا عضو مجلس شيوخ في الولايات المتحدة». غير أن هذا الهجوم لم يكن فقط لأن هيغل انتقد إسرائيل، ولكن لأنه، أيضا، استعمل عبارة «اللوبي اليهودي»، وليس «اللوبي الإسرائيلي»، رغم أن كثيرا من يهود أميركا لا يقبلون حتى «اللوبي الإسرائيلي»، لكنهم يرونها أخف من «اللوبي اليهودي». وقال يهود إن عبارة «اللوبي اليهودي» عبارة «معادية للسامية»، لأنها تذكر اليهود، وغير اليهود، بقوة اليهود في ألمانيا، قبيل حملة الإبادة التي أعلنها هتلر ضدهم.