شرارة طرابلس

هواجس سورية.. أم حسابات لبنانية - لبنانية؟!

TT

ليست الجولة الأخيرة (السادسة عشرة)، من المعارك التي شهدتها طرابلس، الأسبوع الماضي، شبيهة بجولات العنف التي سبقتها.

فللمرة الأولى بدا أن الأمر يفلت من قبضة السياسيين الذين رفض المقاتلون في باب التبانة تكرارا الاجتماع بهم، وظهر قادة المجموعات المسلحة أو من بات يطلق عليهم اسم «قادة المحاور» في منطقة باب التبانة كقوة تفرض نفسها على الأرض، وتملي شروطها على الأجهزة الأمنية كما على الوزراء والنواب. وللمرة الأولى أيضا هوجم الجيش اللبناني، وقتل له ثلاثة عناصر (أمس)، كما وقع له الكثير من الجرحى، بينما ربط كثيرون بين تطورات معركة القصير في سوريا، وما تشهده طرابلس من مستجدات مقلقة، وتدعو للتساؤل.

فهل بات ما يحدث في طرابلس مرتبطا بشكل مباشر بمعارك سوريا؟ وهل ثمة علاقة بالفعل أم أنها مجرد حسابات لبنانية - لبنانية يراد لها أن تكتسي بصبغة إقليمية، لتعطي أبعادا جديدة؟ وهل نيران طرابلس المشتعلة ستبقى محصورة ضمن رقعتها الجغرافية أم أنها ستتمدد إلى كل لبنان، حيث ثمة نماذج مشابهة، صالحة للتفجير في صيدا، والبقاعين الأوسط والغربي، وحتى في بيروت.

* طرابلس أو عاصمة الشمال أو عاصمة لبنان الثانية، باتت تعيش على وقع المعارك اليومية، لا يخفي كثيرون ارتباطها الوثيق بما يدور في سوريا، وبشكل أكثر خصوصية بما يدور في منطقة القصير اللبنانية القريبة.

سكانها الذين لا يزيد عددهم على 600 ألف نسمة، عبارة عن خليط من مسيحيين ومسلمين (سنة وعلويين)، عرفوا على مدى الأيام بتعايشهم رغم انقساماتهم وميولهم بين يسارية وإسلامية. شارع الكنائس فيها، وكذلك شارع مار مارون، والأحياء المسيحية في الميناء كلها شاهدة على حضور مسيحي لم يكن هامشيا لولا أن الحرب الأهلية قزمته بفعل النزوح القسري.

تقدر نسبة السنة في المدينة بـ84%، بينما يشكل المسيحيون نحو 9% من السكان والعلويون 5%. الحروب المتوالية حرمت هذه المدينة من دورها المركزي كعاصمة تجارية واقتصادية للشمال اللبناني كله بمختلف فئاته، حيث كان أهل القرى والجبال من الكورة وبشري وإهدن يأتونها ويقيمون فيها ويتعلمون في مدارسها، ومنها ينطلقون إلى بقاع الأرض.

الثورة السورية، وما استجرته من احتقان، جاءت لتقضي على ما تبقى من دور للمدينة. فقد لعبت طرابلس تاريخيا دورا عربيا، ليس فقط سياسيا ولكن اقتصاديا أيضا. فشواطئ المدينة، شكلت باستمرار مرفأ للداخل السوري، ونقطة عبور البضائع التجارية إلى سوريا ومنها إلى العراق، خاصة في فصل الشتاء حين تسد الثلوج الجبال التي تصل بيروت بدمشق.

طرابلس الفيحاء التي كان قطارها، قبل الحرب الأهلية عام 1975 ينطلق إلى إسطنبول ومنها إلى أوروبا شمالا أو إلى فلسطين جنوبا (قبل الاحتلال)، صارت محطة قطاراتها المشلولة مشروع متحف لمتعة الذاكرة، وها هي تذوي وتخسر إلى جانب ازدهارها، مكونها السكاني المتنوع، بفعل طرد ذاتي، يجد كل مرة حجة ليدفع بطائفة جديدة، هي من صميم نسيجها الديموغرافي، نحو الهرب إلى خارجها.

* طرابلس - القصير

* عضو كتلة تيار المستقبل النيابية سمير الجسر يرى أن «التفجير الأخير في طرابلس لا علاقة له باندلاع معارك القصير»، وأن «معظم الرسائل الأمنية المتنقلة مرتبطة بالوضع اللبناني». والأخطر من ذلك كله أن الجسر يعتبر «أن المشاركين في الاشتباكات اليوم ليست هي المجموعات التي درجت على القيام بأعمال مماثلة في السابق». في حين رأى القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن الجميع مفاجأ من التطورات المتسارعة في طرابلس، وأن «هناك لغزا كبيرا وراء قرار التفجير في المدينة».

الباحث في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور عبد الغني عماد، والذي أشرف على موسوعة «شؤون الحركات الإسلامية» الصادرة أخيرا عن «مركز دراسات الوحدة العربية» يعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أحداث طرابلس جذورها قديمة وليست بنت اليوم كما هو معلوم، لكن إمكانية تجددها تخضع للظرف السياسي. والظروف الحالية، تعتبر أفضل مناخ ممكن لتفعيل خطوط التماس التي لا تزال تخضع لنفس الشروط السابقة. فهناك طرف يدعي أنه جزء من محور كبير هو محور الممانعة، كان يلتزم النأي بالنفس وممثلا بالحكومة. هذا هو الطرف الذي ذهب إلى القصير وأعلن تدخله هناك، وبالتالي كل المجموعات المنضوية تحته تستلحق بالتركيبة، وهذه هي حال جبل محسن، وفي الجهة المقابلة هناك التيارات السلفية، ومن يسمون قادة المحاور». وهؤلاء في رأي عماد «لا يقارنون، لا تنظيما ولا تسليحا بالفريق الأول الذي له شرعية وجود في الدولة اللبنانية»، لكن هذا الصراع «يجد تداعياته في لبنان وفي طرابلس».

* «جبل محسن» و«باب التبانة»

* تشكل منطقتا جبل محسن وباب التبانة، الضاحية الشمالية لطرابلس، وبوابتها الرئيسية إلى عكار ومن ثم سوريا. كانت باب التبانة سوقا أساسية للتجار ومركز التسوق، حتى عرفت بسوق الذهب لأهميتها القصوى. أما جبل محسن الذي كان مطلع القرن الماضي جبلا صغيرا تكسوه أشجار الزيتون فشكل امتدادا طبيعي لسكان باب التبانة، حيث بنيت فيه المنازل وتراصت لتشكل مقرا لنزوح علوي متزايد من عكار، تماما كما نزح سنة جاءوا بحثا عن لقمة عيش في أقرب مدينة إلى قراهم. في تلك الفترة، لم يحدث الفرز الطائفي تلقائيا وبقي الاختلاط قائما.

جاءت المجزرة التي ارتكبها الجيش السوري في باب التبانة عام 1986 وقتل وسجن خلالها المئات، لتشعل في قلوب أهالي التبانة حقدا ليس فقط على النظام السوري وإنما على كل من يحالفه ويواليه سياسيا في جبل محسن. من هنا بدا أن العلاقة بين الطائفتين في الضاحية الشمالية لطرابلس صارت أكثر تعقيدا، وحدث الفرز السكاني تدريجيا، علوي - سني، وفتحت جبهة بقيت مشتعلة لسنوات لم يجمدها بشكل كامل سوى انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية.

مع أحداث 7 مايو (أيار) عام 2008 التي اشتعلت في بيروت بين حزب الله وحلفائه في مواجهة «14 آذار»، انتعشت أحقاد باب التبانة - جبل محسن، وأحس سنة هذه المنطقة الأشد فقرا في لبنان بحسب الإحصاءات، أن عليهم أن يثأروا لكرامة أهلهم في بيروت. من حينها يحصي المراقبون 16 جولة حربية بين التبانة والجبل أوقعت مئات الضحايا وهدمت المنازل، وزادت السكان المعدمين بؤسا. منذ عام 2008 إذن عاد خط تماس التبانة - جبل محسن، ليخلق في طرابلس حربا أهلية مصغرة، محدودة في حيين بائسين مكتظين، يمكن لأي طرف يشاء أن يوظف أحد أطرافهما لتحقيق مآرب قد تصغر أو تكبر.

* الثورة السورية شاغلة الفقراء

* مع اندلاع الثورة السورية، أعلن المقاتلون في باب التبانة تكرارا مساندتهم لإخوانهم في سوريا الذين يقتلهم النظام، ورافعي رايات الثورة وصور الشهداء السوريين، في حين أعلن «الحزب العربي الديمقراطي» الحزب الوحيد في جبل محسن، وهو من يقود المعارك هناك وعلى رأسه عائلة عيد، أنه مع النظام السوري حتى النهاية، متهما الجيش الحر وجبهة النصرة أنهما يقاتلانه في باب التبانة. هكذا بدا أن طرابلس تغرق في الوحول السورية، ولكن هل هذا صحيح؟

«الأزمة الأمنية التي تعيشها طرابلس سابقة لمعركة القصير التي دخل فيها حزب الله طرفا»، بحسب العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، والخبير الاستراتيجي نزار عبد القادر، وهو يعتبر أن «موضوع طرابلس يستمد جذوره من الحرب الأهلية اللبنانية ووجود القوات السورية في الشمال».

ويعزو العميد نزار استمرار التوتر بين المنطقتين إلى استبعاد عائلة عيد التي تتزعم جبل محسن عن القرار السياسي اللبناني، واستثنائها من أي تشكيلة رسمية، مفترضا أن «تصحيحا لهذا الوضع يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في الانتخابات المقبلة». واتهم نزار القوى السياسية في طرابلس، بمن فيهم الوزراء والنواب، بأنهم «أعطوا الأولوية لتنافسهم على الشارع وأصوات سكان الأحياء الشعبية على حساب مصلحة المدينة الوطنية العليا». وأضاف: «لقد زود هؤلاء الزعماء مناصريهم بالمال والسلاح والذخائر ودفعوا لهم المخصصات، حتى وصل الحال إلى ما هو عليه، ولا تزال النظرة الضيقة ذاتها هي السائدة. مع علم المسؤولين السياسيين بأن لا حل للمشكلة أمنيا دون التوصل إلى ترتيبات تشمل العلويين. فهؤلاء مواطنون لبنانيون، والجميع أبناء مدينة واحدة بصرف النظر عن طوائفهم أو توجهاتهم السياسية أو الفكرية».

وإذا ما علم أن قادة المجموعات المسلحة في باب التبانة باتت تطالب بمحاكمة رفعت عيد، الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي، أو بنفيه كليا من المنطقة يفهم أن اقتراح العميد نزار عبد القادر أصعب من أن يمكن تحقيقه. لكن الخبير الاستراتيجي، يعتبر أن «هذا من طرائف الأمور التي يمكن أن نسمعها اليوم. فقد بات المسلحون هم من يقررون متى يقف إطلاق النار، وما هي شروطه، مما يؤشر إلى أن المدينة باتت متروكة لقدرها وكأنما تخلى عنها المسؤولون، أو كأنهم ليسوا معنيين بأمن المدينة ومصير سكانها». ويضيف: «لا يمكن الخضوع لما يقرره الشارع هناك قرار سياسي مسؤول يجب أن يتخذ». ويستدرك العميد نزار: «قد يكون التصعيد في طرابلس المقصود به صرف الأنظار عما يجري في القصير، لكن هذا لا يبرر على الإطلاق ترك طرابلس متفجرة على هذا النحو».

* لبنان يعيش على الإيقاع السوري

* المحلل الاستراتيجي العميد إلياس حنا يعتبر أن «لا حسم في طرابلس، وإنما هي حرب زواريب وشوارع، ستبقى تشتعل وتنطفئ بانتظار انجلاء الصورة في سوريا». ولا يرى حنا «أن ما يحدث في طرابلس يمكن أن يكون له أي تأثير على ما يجري في القصير، أو ما سنراه بعد ذلك في معركة حمص التي لم تبدأ، بل العكس هو الصحيح، علينا أن ننتظر ونترقب ما سيحدث في القصير وحمص لنرى ما الذي سيحدث بعد ذلك في مناطق لبنانية حدودية مثل وادي خالد وأكروم وغيرهما، وصولا إلى طرابلس». ويلفت حنا إلى أن «كل طرف من الجانبين المقتتلين، قد يعتبر نفسه مستفيدا مما يحدث في طرابلس، لكن الحقيقة أن معارك طرابلس تمتد أسبابها إلى ثمانينات القرن الماضي، ولها مسارها الخاص.

لكن المحلل السياسي توفق شومان له رأي آخر ويعتبر أن «ما يجري في طرابلس له علاقة وثيقة بما يجري في القصير. وقد لاحظنا مباشرة أنه بعد الحدث عن تدخل حزب الله هناك، اشتعلت في طرابلس. وكان واضحا أن القادة الميدانيين في المدينة، ربطوا ما يجري عندهم بما يحدث في سوريا». ويضيف شومان: «أرى أن العلاقة باتت مفتوحة بين الجبهتين، لذلك أتصور أنه كلما ارتفع منسوب المعارك هناك سيزداد منسوب الاضطراب في طرابلس وكذلك في مناطق لبنانية أخرى». ويشرح شومان: «أنا من القائلين أن الحرب الأهلية اللبنانية واقعة بالفعل وهي محصورة في الوقت الحالي في طرابلس، واتساعها يحتاج إلى قرار إقليمي ودولي أكثر مما هو محلي».

* عدوى النار

* المسؤول السياسي لـ«الحزب العربي الديمقراطي» في جبل محسن رفعت عيد حذر من أن تتجه الأمور إلى الأسوأ إذا لم تعالج بجدية، مضيفا: «الوضع لن يقتصر على طرابلس، بل سيمتد إلى المناطق الدرزية والشيعية والمسيحية»، محملا رئيس الجمهورية ميشال سليمان مسؤولية ما يحصل. فإلى أي مدى يمكن اعتبار شرارة طرابلس قادرة على نقل عدواها إلى مناطق لبنانية أخرى، خاصة أن ثمة توترات لها وجه شبه في صيدا والبقاع. تنقسم الآراء حول إمكانية تمدد النار الطرابلسية. المحلل السياسي توفيق شومان يرى أن «سياسة النأي بالنفس سقطت مع سقوط حكومة نجيب ميقاتي، وأصبح الفرقاء المتنازعون وجها لوجه في طرابلس وغيرها». ولذلك فإن «سقوط صاروخين على الضاحية الجنوبية هو تمدد للمعركة، وإن لم يكن بنفس الصورة». وبرأي شومان فإن «المشهد الطرابلسي قد لا يتكرر هو ذاته، لكنه سيتجلى بسيناريوهات مختلفة تبعا لطبيعة كل منطقة. وليس بالضرورة أن نشهد خطوط تماس واضحة المعالم عند كل اشتباك. وبذلك فهناك مناطق مرشحة لأن تشهد توترات متصاعدة مثل صيدا والبقاع الغربي والأوسط». أما العميد إلياس حنا فهو يعتبر «أن لطرابلس خصوصيتها المحلية، من حيث موقعها الجغرافي، وتركيبتها الاجتماعية. وبالتالي لا يصح قياس ما يحدث في طرابلس على ما يمكن أن تشهده مناطق أخرى ليس لها ذات الخصوصية».

* الجيش اللبناني الملاذ الأخير

* طرابلس ستبقى جولاتها الحربية مستمرة ما لم يتم العثور على حل سياسي جذري، أو نزع السلاح من يد جميع الأطراف، وهو ما يعتبره القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش «أمرا مستحيلا في الوقت الحالي، لأنه بحاجة إلى قرار إقليمي». في حين يجد العميد إلياس خنا «أن الوضع الراهن سيبقي الجيش عالقا بين الطرفين، لا يستطيع أن ينسحب ويترك الساحة، كما أنه لا يستطيع أن يحسم عسكريا، من دون حل سياسي».

يجمع اللبنانيون على أنه لا بديل عن الجيش الوطني، ومع ذلك فإن الجيش في باب التبانة تعرض في الجولة الأخيرة من الاشتباكات للنقد، وطالب مقاتلون بتغيير اللواء المكلف بأمن طرابلس، كما تعرض الجنود لإطلاق رصاص مما أودى بحياة ثلاثة منهم. ولم يتوان بعض السياسيين الطرابلسيين عن توجيه اللوم للجيش، سواء باتهامه بالدفاع عن بعض النقاط الحيوية أو بقتل ضحايا بإصابتهم بأعيرة نارية لا يملكها أحد غيره. هنا يعتبر العميد نزار عبد القادر «أن هذا كلام خطير جدا، يتسبب في توسيع الأزمة في طرابلس، ولا يصب في المصلحة الوطنية. والجميع يتحمل المسؤولية، لأنه لا يمكن أن يكافئ الجيش على تضحياته على هذا النحو، وإلا نكون ندفع بالبد نحو الفتنة والحرب الأهلية دون وجود ضابط أو حبل نجاة». لذلك على السياسيين أن «يزينوا تصريحاتهم بميزان الذهب لا أن يطلقوا كلامهم بالمشايلة». ويضيف العميد عبد القادر: «أنا أسأل فقط، إذا أثرنا الشبهات حول العسكريين، وعزلنا الجيش، ما الذي يبقى للبنان؟».

* «الفيحاء» حياة على وقع المعارك

* الحروب المتوالية حرمت المدينة من دورها المركزي كعاصمة تجارية واقتصادية للشمال اللبناني، حيث كان أهل القرى والجبال من الكورة وبشري وإهدن يأتونها ويقيمون فيها ويتعلمون في مدارسها، ومنها ينطلقون إلى بقاع الأرض.

* الثورة السورية، وما استجرته من احتقان، جاءت لتقضي على ما تبقى من دور للمدينة.

* لعبت طرابلس تاريخيا دورا عربيا، ليس فقط سياسيا وإنما اقتصاديا ايضا. فمرفأ المدينة شكل باستمرار، نقطة عبور للبضائع التجارية إلى سوريا ومنها إلى العراق، خاصة في فصل الشتاء حين تسد الثلوج الجبال التي تصل بيروت بدمشق.

* طرابلس الفيحاء التي كان قطارها، قبل الحرب الأهلية عام 1975 ينطلق إلى إسطنبول ومنها إلى أوروبا شمالا أو إلى فلسطين جنوبا (قبل الاحتلال)، صارت محطة قطاراتها المشلولة مشروع متحف لمتعة الذاكرة.

* تخسر الآن إلى جانب ازدهارها، مكونها السكاني المتنوع، بفعل طرد ذاتي، يجد كل مرة حجة ليدفع بطائفة جديدة، هي من صميم نسيجها الديموغرافي، نحو الهرب إلى خارجها.