كينياتا الابن.. على خطى الأب

الرئيس الكيني الجديد يطارده شبح «اتهامات ضد الإنسانية».. وتنتظر لاهاي محاكمته في يوليو

TT

بمساندة من ناخبين من قبيلة كيكويو أكبر قبيلة كينية في دولة تعلي الولاء القبلي على الآيديولوجية عند الاحتكام لصندوق الانتخاب، فاز أوهورو، 51 عاما، وهو مسجل كأغنى رجل في كينيا، بانتخابات الرئاسة في مارس (آذار) الماضي، بفارق طفيف عن منافسه..

كينياتا الذي يصفه أنصاره بالمحارب.. قاد حملة اتسمت بالبراعة وحسن التمويل ليحصل على أكثر بقليل من نسبة الـ50% المطلوبة كحد أدنى للفوز من الجولة الأولى، ولكن قد تكون تلك المنافسة التي خاضها ليفوز بالمنصب الذي شغله والده بعد الاستقلال عن بريطانيا في عام 1963 الجزء الأسهل وربما تنتظر كينياتا الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة أصعب التحديات حين يتولى منصبه.

وحتى قبل الاقتراع أشار مانحون غربيون لكينيا بأن فوز كينياتا سيعقد العلاقات الدبلوماسية لأن هو وويليام روتو الذي خاض معه الانتخابات كنائب له موجهة لهما اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية لدورهما المزعوم في عمليات قتل قبلية عقب الانتخابات المتنازع على نتيجتها عام 2007.

الخارجية الأميركية كررت أمس موقفها من اتهامات محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس كينياتا، ونائبه ويليام روتو، على ضوء قرار مؤتمر القمة الأفريقية في أديس أبابا، أول من أمس، الذي انتقد المحكمة، واتهمها بالعنصرية ضد الأفارقة. وقال: إنها لا تطارد سوى الأفارقة.

وكانت أميركا وضعت نفسها في قفص بخصوص كينيا، أولا.. بتأييدها قرار محكمة الجنايات، قبل خمس سنوات، بمحاكمة كينياتا، بتهمة الاشتراك في قتال بين الأحزاب والقبائل المتنافسة خلال انتخابات الرئاسة سنة 2007. وثانيا، عندما عارضت ترشيح أوهورو لانتخابات الرئاسة بداية هذه السنة، عندما قال جوني كارسون، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، وقتها إن العلاقات بين البلدين ستتأثر إذا صار كينياتا رئيسا.

في ذلك الوقت، عارضته جنداي فريزر، مساعدة وزيرة الخارجية تحت الرئيس السابق بوش الابن، وقالت: إن إدارة الرئيس باراك أوباما يجب أن تقبل أي نتيجة للانتخابات ما دامت الانتخابات حرة ونزيهة. ولكن مراقبين انتقدوا تصريحات فريزر وذكروها بموقف إدارة الرئيس جورج بوش الابن عندما رفض نتيجة انتخابات حرة ونزيهة في غزة سنة 2006. فازت فيها حركة حماس التي تضعها واشنطن في قائمة الإرهاب.

وقبل أسبوعين، أعلن البيت الأبيض أن أوباما، سيقوم بجولة أفريقية، في يونيو، لكنه لن يزور موطن والده كينيا، وهي من أهم دول أفريقيا، ومن أقوى أصدقاء أميركا هناك. وقال البيت الأبيض إن السبب هو أنه، في يوليو، ستبدأ محكمة الجنايات الدولية محاكمة كينياتا ونائبه، و«لا يليق» أن تتم الزيارة في مثل هذه الظروف. وانعكست صعوبة الموقف الأميركي في تعليقات صحف أميركية خلال الأيام الماضية. تساءلت صحيفة «واشنطن بوست».. «ها نحن في وضع لا نعرف كيف نخرج منه. ألم نقل لشعوب العالم إننا نؤيد الانتخابات الحرة والنزيهة؟» وقالت صحيفة «كريستيان سيانس مونيتور».. «ها نحن ندافع عن محكمة الجنايات الدولية مرة أخرى، ونحن حتى لم نوقع على اتفاقية تأسيسها.. وطبعا، نحن لم ننس أن نرفض، مسبقا، أن تنظر المحكمة في أي قضية تخصنا، ناهيك بأننا، طبعا، لن نقبل أي حكم تصدره ضدنا». وقالت مجلة «تايم».. «غريب أن يحدث هذا، وكينيا هي مركز النشاط الاقتصادي في شرق أفريقيا.. وفي نيروبي رئاسة كثير من الشركات الأميركية هناك، مثل شركة (جنرال إلكتريك).. وكثير من المنظمات الدولية والخيرية، مثل مؤسسة فورد الخيرية».

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى معضلة أخرى.. «هل ستمنح الخارجية الأميركية تأشيرة دخول للرئيس كينياتا إذا أراد حضور جلسات الأمم المتحدة، أو إذا أراد القيام بزيارة خاصة للولايات المتحدة، وهو رجل الأعمال الأول في كينيا؟». وقالت: «ليست كينيا فقط من أهم أصدقائنا في أفريقيا، ولكن، أيضا، وضعت هذه المشكلة مصداقيتنا وسط الأفريقيين على المحك».

وقالت مجلة «يو إس نيوز».. «زار أوباما كينيا، أو لم يزرها، وحاكمته محكمة الجنايات الدولية، أو لم تحاكمه، يوجد فيها رئيس فاز في انتخابات حرة ونزيهة، بشهادة كل المراقبين الدوليين، بما في ذلك مراقبون أميركيون. وبموافقة المحكمة العليا في كينيا التي تفسر الدستور هناك. وباعتراف منافسه ريلا أودنقا».

وأضافت: «أوضحت أولى خطوات اتخذها كرئيس لكينيا أنه يعرف ما يريد.. وأن الوزراء الذين اختارهم يبدون مؤهلين. وأنه لم يختارهم بسبب ولاءات قبلية أو حزبية. وأنه يريد أن يسير على خط الرئيس الأميركي جون كيندي بأن يعتمد على (الأحسن والأذكى). وكوزير سابق للمالية، وكرجل أعمال ناجح، يعرف أهمية الوضع الاقتصادي في كينيا، وأيضا في العالم. وأوضحت آخر الأخبار من كينيا أن رجال الأعمال الأميركيين هناك يؤيدونه».

من هو كينياتا؟ وماذا فعل؟ وكيف صار أقوى سياسي؟ وأغنى رجل أعمال؟ وأشهر كيني، ليس فقط في كينيا، ولكن أيضا في العالم؟

ولد كينياتا سنة 1961. ووالده هو جومو كينياتا، قائد منظمة «ماو ماو» التي حاربت الاستعمار البريطاني في كينيا في خمسينات القرن العشرين. ثم صار الأب أول رئيس جمهورية عندما انسحبت بريطانيا من كينيا. وكان رئيسا لأربع عشرة سنة (1964 - 1978). ولم يكن مقاتلا وسياسيا فقط، بل كان مثقفا، وأديبا، وكتب كتبا كثيرة عن الاستعمار الغربي لأفريقيا، وعن القومية الأفريقية، وعن الوحدة الأفريقية. وبالإضافة إلى زعامته لقبيلة «كيكويو»، أكبر وأغنى القبائل في كينيا، لم يكن كينياتا الأب أول من يتمرد على الاستعمار البريطاني وسط قبيلته، فقد سبقه قبل مائة سنة ياكي واهنجا، ضد شركة شرق أفريقيا البريطانية (التي سبقت الاستعمار البريطاني)، وخطفه بريطانيون، وقتلوه.

ومع بداية القرن العشرين، توترت العلاقات أكثر بعد كثرة هجرة البريطانيين إلى كينيا، وزمبابوي، وزامبيا، اللتين كانتا تسميان بروديسيا الشمالية، وروديسيا الجنوبية. ويسكن في منطقة قبيلة «كيكويو» في كينيا آلاف البريطانيين، لأنها منطقة مرتفعة، ولا يشتد فيها الحر في الصيف. وصادروا الأراضي وحولوها إلى مزارع بريطانية.

وكان إجبار البريطانيين لرجال «كيكويو» بأن يتجندوا، ويحاربوا مع البريطانيين (ضد ألمانيا وإيطاليا في الحرب العالمية الثانية) مثل رب ضارة نافعة. فقد كانت فرصة لهؤلاء الأفريقيين ليزوروا الدول الغربية، وليطلبوا لأنفسهم نفس الحرية والحضارة.

بعد الحرب العالمية الثانية، قاد الحركة الوطنية كينياتا الأب. وكان قد تلقى تعليمه في مدارس مسيحية بريطانية في كينيا، ثم في كلية وودبروك، في برمنغهام، ثم في مدرسة لندن للاقتصاد. وكتب في صحف بريطانية عن الاستعمار البريطاني لوطنه، وتحالف مع شيوعيين بريطانيين. وغير اسمه من «جون» إلى «جومو» (الحربة المشتعلة). ثم عاد إلى وطنه وصار صحافيا. ثم تفرغ للعمل السياسي، ثم القتال المسلح. وفي وقت لاحق، أصدر كتبا، منها «في مواجهة جبل كينيا» و«أهلي الكيكويو» و«حياة وانغومبي، زعيم كيكويو». لهذا، صارت لقبيلة «كيكويو» وبدرجة أقل، قبائل أخرى، مثل «ماساي» و«لو»، (قبيلة والد أوباما) دور مهم في تاريخ كينيا.

ولهذا، صار اسم «كينياتا» هاما في تاريخ كينيا. واليوم، تشهد نيروبي بذلك، حيث يوجد، مطار كينياتا الدولي، ومركز كينياتا الدولي للمؤتمرات، وقبر كينياتا أمام البرلمان، وجامعتان باسمه، ومدارس، ومستشفيات، وضواح، وشوارع كذلك. وفي قلب نيروبي، تمثال كينياتا العملاق (بملابسه القبلية، وعصاه، وهشاشة حشرات اشتهر بحملها حتى عندما زار بريطانيا ودولا أوروبية أخرى). وصورته على فئات العملة الكينية. وحتى وقت قريب كان «يوم كينياتا» يوما وطنيا. لكن، تحالف معارضو الابن كينياتا في البرلمان، وحوله إلى «يوم الأبطال».

في هذه الظروف، ولد وتربى كينياتا الابن يوهورو (معناها «الحرية» في اللغة السواحيلية).

وهو واحد من أربعة عشر ابنا وبنتا خلفهم كينياتا الأب من ست زوجات رسميات. أكبرهم ولد في سنة 1920 (قبله بأربعين سنة)، وله أخ اسمه بيتر أكبر منه بعام من أم بريطانية، تزوجها والده عندما كان طالبا في مدرسة لندن للاقتصاد. لكنه طلقها عندما رفضت العودة معه إلى كينيا. وهناك أخته مارغريت، التي كانت عمدة نيروبي، ثم سفيرة كينيا في الأمم المتحدة، عندما كان والدها رئيسا. وبيتر، الذي كان مساعدا لوزير المالية.

غير أن أهم زوجات كينياتا الأب كانت «نجينا»، السيدة الأولى عندما كان زوجها رئيسا للجمهورية. ووالدة الرئيس الجديد يوهورو، ورجل الأعمال موهوهو.

ورغم أن يوهورو اهتم بالسياسة، ظل موهوهو رجل أعمال «غامضا»، ويعتقد أنه هو الذي يدير ثروة آل كينياتا. ويقول معارضو يوهورو إنه يخفي كثيرا من ثروته و«فساده» وراء شقيقه موهوهو.

ومثل والده، درس يوهورو في مدرسة مسيحية في كينيا، ثم سافر إلى الغرب. لكنه سافر إلى الولايات المتحدة، حيث التحق بكلية امهيرست (ولاية ماساتشوستس).

وعندما عاد إلى كينيا، أسس شركات زراعية وتجارية. ثم دخل العمل السياسي، وترشح وفاز في البرلمان سنة 2001. وبعد وفاة والده بأربع سنوات، صار وزيرا للحكومة المحلية في إدارة دانيال اراب موي، الذي كان نائبا لوالده لعشر سنوات.

وفي سنة 2002 ترشح لرئاسة الجمهورية، بدعم من الرئيس موي (لرد جميل كينياتا الأب نحو موي). لكنه سقط أمام مواي كباكي، الذي صار رئيسا. وفي سنة 2007. ترشح كينياتا الابن لرئاسة الجمهورية مرة أخرى، لكنه سحب ترشيحه بعد اتفاق مع الرئيس كبالي بأن يكون نائبا لرئيس الوزراء، ووزيرا للمالية. واتهم بالاشتراك في الاشتباكات القبلية في تلك الانتخابات، والتي كانت سبب اتهام محكمة الجنايات الدولية له. وفي هذه السنة، ترشح لرئاسة الجمهورية، وفاز بأغلبية قليلة جدا. وكان استغل فترة غيابه عن الحكم، وركز على شركاته، والتي تشمل شركات فنادق خمسة نجوم، وخطوط جوية، وخطوط بحرية، ومزارع تجارية.

ويربط معارضو كينياتا اتهامهم له بالفساد باتهامات كانت وجهت إلى والده عندما كان الوالد رئيسا للجمهورية (1964 - 1978)، من بينها اتهام بأنه ديكتاتور، لأنه أسس نظام الحزب الواحد، ولم يكن له منافس في الانتخابات، واتهامه بالفساد، لأنه جمع ثروات كبيرة له، ولعائلته، ولقبيلته، خلال أربع عشرة سنة رئيسا. واتهم أيضا بالتطرف لأنه تحالف مع الشيوعيين عندما قضى 15 سنة في بريطانيا. وطبعا، ينفي الابن ذلك. ويقول: إن نظام الحزب الواحد كان «مرحلة تاريخية في أفريقيا، لا بد منها للانتقال من مرحلة الاستعمار إلى مرحلة الديمقراطية الحقيقية». ويقول: إن والده، لم يكن أبدا، شيوعيا أو يساريا، وانتهجت حكومته سياسات معادية للشيوعية ومؤيدة للرأسمالية. كما نفى تهمة الفساد التي اتهمت بها حكومة والده وقال: إن التهمة كان وراءها «سياسيون ومنافقون أحاطوا به عندما كبر في العمر (توفي الأب وعمره قرابة تسعين سنة)».

لكن، حسب تقرير نشرته صحيفة «نيشن» الكينية، استولى كينياتا الأب على مزارع كثيرة من المهاجرين البريطانيين الذين اضطروا للعودة إلى وطنهم بعد استقلال كينيا. وحسب تقرير لجنة التحقيق في الاضطرابات القبلية خلال انتخابات سنة 2007، وطن كينياتا الأب كثيرا من قبيلته، قبيلة «كيكويو» في المناطق الخصبة في «ريفت فالي»، الوادي الذي نشبت فيه الاضطرابات القبلية.

ويتعين على كينياتا الابن حاليا أن يحافظ على تحالفه مع روتو الذي ينتمي لقبيلة كالينجين وهي على خلاف قديم مع قبيلة كينياتا بسبب واحدة من أكثر القضايا إثارة للمنازعات في البلاد – ملكية الأرض. وهي قضية حساسة بالنسبة لكينياتا ففي مناظرة رئاسية سئل عن مساحة الأراضي الخاصة به وأسرته إلا أنه تحاشى الإجابة بشكل مباشر وتحدث عن 30 ألف فدان على الساحل. وكان ذلك كافيا لإثارة جدل محموم على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت وقال منتقدوه إنه يملك أكثر من ذلك بكثير.

كما كان عليه أن يواجه سخرية منافسه أودينغا الذي قال: إن كينياتا سيحكم البلاد من خلال موقع «سكايب» الإلكتروني من مقر المحكمة الجنائية الدولية إذا انتخب رئيسا. وتعهد كينياتا خلال حملته الانتخابية قائلا: «يمكنني تولي قضية تبرئة اسمينا.. وفي نفس الوقت اضمن أداء الحكومة مهامها». وربما عملت القضية لصالح كينياتا حين دعت حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى الكينيين للتحلي بالحكمة عند اختيار رئيسهم. وأتاح ذلك لأنصاره استغلال مثل هذه التصريحات ووصفها بالتدخل «الاستعماري» و«الإمبريالي» والحديث عن وطنية عائلة كينياتا.

ويقول جوديون مورونجا نائب مدير مركز القيادة الأفريقي في نيروبي «استغلت بصفة أساسية كأداة لجمع الأصوات». وتعهد كينياتا الذي يحمل اسم أشهر عائلة في كينيا وتصنفه مجلة «فوربس» كأغنى رجل في البلاد بالتصدي «للقضايا الحقيقية» التي تؤثر على المواطن العادي مثل نقص المساكن والبطالة. وورث كينياتا إمبراطورية والده الراحل الضخمة وأراضي شاسعة وأكبر شركة منتجات ألبان في البلاد وفنادق خمسة نجوم كما يمتلك حصصا في بنوك وشركات تأمين ومدارس راقية ويمكنه الاعتماد علي مساندة كبار رجال الأعمال إذ يهيمن الهنود وقبيلة كيكويو على هذا القطاع. ومع ذلك يراه أنصاره «رجل الشعب» بفضل بساطته ولمسته الشعبية. ويشير كينياتا خريج جامعة امهيرست في ماساتشوستس لخبرته كوزير للمالية ليبرز مهارته في الاقتصاد واستعداده لتبني سياسة متقشفة.

وأثناء توليه الوزارة اقترح أن يستخدم وزراء وكبار المسؤولين سيارات أقل فخامة ما لقي قبولا في بلد يعاني من فجوة كبيرة بين الأثرياء والفقراء. وقال بنبرة تحد ميزت حملته الانتخابية «سجلي بوزارة المالية موجود. حين يتعلق الأمر بشفافية وانفتاح الحكومة وهي من ركائز برنامجي الانتخابي».

وعلق خبراء ومسؤولون أميركيون على عودة اسم «كينياتا» إلى المسرح العالمي، ناهيك عن الأفريقي. ويقول موانغي كيميني، خبير الشؤون الأفريقية في مركز بروكنغز في واشنطن «مهما يحدث الآن، يقدر الرئيس أوباما على أن يبرهن على التزامه بتطور الديمقراطية في أفريقيا عندما يزور كينيا، وطن والده. وإذا زار كينيا في عهد كينياتا، وصافحه أمام العالم، سيقول العالم إن أول رئيس أفريقي للولايات المتحدة يعود إلى وطن والده، ويصافح ابن أول رئيس لكينيا، ويزور قبر أول رئيس، وواحد من قادة الحركة الوطنية الأفريقية».

ويقول رتشارد داوني، نائب مدير القسم الأفريقي في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن «الدور المناسب لنا في كينيا هو أن نراقب التطورات ولا نتدخل في شؤونهم الخارجية. يجب أن نتذكر أنهم لا يعادوننا. بل، بعد انتخاب أول أفريقي رئيسا للولايات المتحدة، صاروا يفتخرون بنا».

وقالت روبن برغاتي، مساعدة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية «مثلما أسس، في سنة 1963. منظمة الوحدة الأفريقية قادة مثل جومو كينياتا، جوليوس نياريري (رئيس تنزانيا الأسبق)، كوامي نكروما (أول رئيس لغانا)، وأحمد سيكوتوري (رئيس غينيا الأسبق)، فلكس هوفوت (رئيس ساحل العاج الراحل)، والإمبراطور هيلاسلاسي (إثيوبيا)، قاد في نفس سنة 1963 الزعيم القس مارتن لوثر كينغ مظاهرة الحقوق المدنية للأفارقة في الولايات المتحدة».

وقالت برغاتي ذلك في حفل الخارجية الأميركية، في الأسبوع الماضي، بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي). وحضر الحفل سفراء الدول الأفريقية في واشنطن، ومنهم سفير كينيا.