عودة الحرب الباردة

الصراع الأميركي ـ الروسي بات شخصيا في عهد أوباما وبوتين

TT

قبل أسبوعين، وعشية بداية عطلته الصيفية، انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا مباشرة. ولم يكن هذا جديدا، غير أن النقد كان شخصيا. انتقد أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين شخصيا. وجاء ذلك من رئيس أميركي ديمقراطي، الذي جاء إلى البيت الأبيض وهو يرفع شعار «إعادة تشغيل» مع روسيا، أي فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، بعد أن توترت خلال سنوات الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش الابن.

في مؤتمر صحافي في الجناح الشرقي للبيت الأبيض، وصف أوباما بوتين بأنه «مثل تلميذ غير مبال جالس في الصف الأخير في الفصل». وقال إن بوتين يريد إعادة العلاقات البلدين إلى ما كانت عليه خلال الحرب الباردة، قبل سقوط الاتحاد السوفياتي في نهاية الثمانينات من القرن الماضي.

واستنكر أوباما قرار بوتين بمنح اللجوء السياسي لإدوارد سنودن، خبير تكنولوجيا المعلومات الذي كشف شبكات تجسس عملاقة تديرها وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه)، والذي هرب إلى هونغ كونغ، ثم إلى موسكو. والتزم أوباما برفض مقابلة بوتين في لقاء ثنائي بعد نهاية قمة مجموعة العشرين في سانت بطرسبورغ الشهر المقبل. وقال أوباما: «أعرف أن الصحافيين يركزون على لغة الجسد (غير ناطقة). يبدو أنه (بوتين) من هذا النوع. يبدو كطفل غير مبال يجلس في آخر الحجرة الدراسية».

غير أن أوباما لم يقل إنه هو نفسه ربما أحس بحرج من الموقف الروسي المتشدد في معالجة قضايا ذات اهتمام مشترك للبلدين، خاصة فيما يخص إيواء سنودن. ولم يسع بوتين لتحسين العلاقات مع أوباما، بل أرسل برقية إلى الرئيس السابق جورج بوش الابن، بعد أن أجرى عملية فتح انسداد في أحد شرايين قلبه. وفسرت البرقية بأنها خطوة متعمدة لإحراج أوباما.

وقال أوباما إن الولايات المتحدة «ستأخذ وقفة، وتعيد تقييم إلى أين تذهب روسيا لتأخذ في الاعتبار المجالات التي يمكن أن تتفق فيها». واعترف بوجود خلافات في عدد من القضايا. وقال: «أعتقد أنه كان يوجد دائما بعض التوتر في العلاقات الأميركية - الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي».

وأعادت هذه التصريحات إلى الذهن الحرب الباردة التي استمرت لعقود طويلة بين موسكو وواشنطن والتي حددت الكثير من سياسات وحروب النصف الثاني من القرن العشرين.

أول من استعمل «حرب باردة» في كتاب لا يزال باقيا كان الإسباني دون مانويل، في كتاب صدر في القرن الثالث عشر. واسم الكتاب «غويرا فريا» (حرب باردة)، عن العلاقات بين إسبانيا الأندلسية المسلمة وإسبانيا الكاثوليكية.

وكان الكاثوليك، في ذلك الوقت، استولوا على شمال الأندلس، وبقيت في الجنوب قرطبة إسلامية، لأكثر من مائتي سنة. وقال الكتاب إن علاقة الجانبين في ذلك الوقت كانت مثل «حرب باردة». وبقى الحال على ذلك حتى سنة 1492، عندما تحولت إلى حرب ساخنة، واستسلم سلطان قرطبة، أبو عبد الله محمد الثاني عشر، وسقطت الأندلس نهائيا.

وارتبطت الحرب الباردة بالمسلمين مرة أخرى في القرن التاسع عشر، عندما توترت العلاقات بين روسيا وتركيا. وبدأت بين البلدين حرب باردة، تحولت إلى ساخنة سنة 1854 (حرب جزيرة القرم).

يعتقد أن أول من استعمل وصف «حرب باردة» في العصر الحديث كان جورج أورويل، الصحافي والكاتب البريطاني، وكتب رواية «مزرعة الحيوانات»، ورواية «1984»، والاثنتان عن الحكومات الديكتاتورية. وكتب، في سنة 1945، رأيا في جريدة «لندن تريبيون» عنوانه: «أنت والقنبلة النووية». وقال إن اكتشاف الأميركيين، ثم الروس لها، سيكون بداية «حرب باردة» بين الاثنتين.

وفي سنة 1947، قال بيرنارد باروخ في استجواب أمام الكونغرس: «يجب ألا نخدع أنفسنا. نحن الآن في وسط حرب باردة». لم يكن باروخ مؤرخا أو فيلسوفا، لكنه كان رجل أعمال يهوديا أميركيا، وكان مستشار الرئيس الأميركي الراحل فرانكلين روزفيلت، وصديق رئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرشل. ونشرت مجلة «تايم» صورته على غلافها ثلاث مرات، وسمته «ذئب وول ستريت»، إشارة إلى نجاحه في سوق الأسهم في نيويورك.

ولعب باروخ دورا كبيرا في إقناع الرئيس الأميركي الراحل هاري ترومان وتشرشل لتأسيس دولة إسرائيل. وقال لهما إن الغرب سيحتاج إلى دولة صديقة في الشرق الأوسط، وقال: «لن تكن الحرب الباردة سوى تمهيد للحرب الساخنة».

وقال آخرون إن وولتر ليبمان، معلق صحافي في جريدة «نيويورك تايمز» لخمسين سنة تقريبا (توفي سنة 1974)، هو أول من استعمل وصف «حرب باردة». لكن، طبعا لم يكن الأول، ولكن كان له كتاب باسم «الحرب الباردة» (سنة 1947).

وكان غريبا أن ليبمان لم يتحمس لمواجهة الشيوعية. ومثله مثل وزير الخارجية الأميركية الأسبق هينري كيسنجر لذي دعا إلى «ريال بوليتيك» (سياسة واقعية). ودعا إلى قبول سيطرة روسيا على دول شرق أوروبا، والتعايش معها.

وقال آخرون إن ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، أعلن بداية الحرب الباردة في يوم 5 - 3 - 1946، في محاضرة في كلية ويستمنستر (ولاية ميسوري)، وكان يقف إلى جانبه الرئيس ترومان، وهو من مواليد نفس الولاية. تلك كانت خطبة «الستار الحديدي». قال: «لن يثمر انتصارنا في الحرب العالمية الثانية من دون تحالف الشعوب الناطقة باللغة الإنجليزية، وخصوصا الإمبراطورية البريطانية والولايات المتحدة». وأضاف: «خاصة في هذا الوقت الذي يستدل فيه ستار حديدي على أوروبا. من بحر البلطيق في الشمال إلى البحر الأدرياتيكي في الجنوب».

امتدت الحرب الباردة من عام 1947 (بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ونهاية تحالف الغرب مع الروس ضد ألمانيا الهتلرية، وبداية توسع الروس في شرق أوروبا) إلى عام 1991 عند سقوط الاتحاد السوفياتي. وكانت حالة مستمرة من التوتر السياسي والعسكري بين المعسكر الغربي، بقيادة الولايات المتحدة، وخطط حلف الناتو، والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي، وخطط حلف وارسو.

يعتقد مؤرخون أن الحرب الباردة بدأت «رسميا» في قمة يالتا الثلاثية بين الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، ورئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، والزعيم الروسي جوزيف ستالين (سنة 1945)، نفس مكان حرب القرم، وتسمى أحيانا «قمة القرم».

لكن، يقول مؤرخون آخرون إن الحرب الباردة بدأت «رسميا» في إيران، في قمة طهران الثلاثية، قبل ذلك بسنتين.

ورغم أن الهدف من المؤتمر كان تقوية التحالف ضد ألمانيا تحت النظام النازي، ورغم أن الحرب العالمية الثانية كانت ستستمر سنتين بعد ذلك، قدم ستالين شروطا عن وضع أوروبا بعد نهاية الحرب جعلت روزفلت وتشرشل يشكان في نياته. مثلا: قدم ثلاثة شروط عن بولندا: أولا تتغير حدودها الغربية مع ألمانيا، بعد أن اقتطعت جزءا من بولندا، وتتغير حدودها الشرقية مع روسيا، ليعود جزء كانت ألمانيا اقتطعته. وأخيرا تقع وارسو تحت منطقة النفوذ الروسي بعد نهاية الحرب.

وقال لهما ستالين: «لا تقتربوا منا، ونحن لن نقترب منكم». يقصد أن على أميركا وبريطانيا أن تبتعدا عن مناطق النفوذ الروسية، وعن الدول التي تجاور روسيا. ومقابل ذلك، ستبتعد روسيا عن مناطق النفوذ الغربية في أميركا اللاتينية وأفريقيا وجنوب آسيا.

إذا كانت قمة طهران سنة 1943 هي بداية الحرب الباردة الأولى، فيمكن اعتبار قمة طهران سنة 2007 هي بداية الحرب الباردة الثانية.

في ذلك الوقت، زار طهران الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور قمة دول بحر قزوين. وكان أول رئيس روسي يزور طهران منذ زيارة ستالين قبل أكثر من ستين سنة. وفي طهران، حذر بوتين الولايات المتحدة من تجاهل مصالح روسيا في المنطقة. تماما كما فعل ستالين.

وقال بوتين: «يجب على أي دولة في منطقة بحر قزوين ألا تسمح لأي دولة من خارج منطقة المنطقة بالعدوان على دولة في المنطقة». وكان يقصد عدوانين: الأول كان إشارة إلى احتمال غزو الولايات المتحدة لإيران، وكانت الاحتمالات كبيرة في ذلك الوقت، بعد غزو أفغانستان والعراق. والثاني كان اقتصاديا، إشارة إلى خطوط أنابيب تبنيها شركات نفط أميركية لنقل نفط من دول بحر قزوين إلى الدول الغربية من دون المرور بروسيا وبإيران. ويشمل ذلك أيضا تهديدات فرض حصار على النفط الإيراني.

وقبل ذلك بيوم، في ألمانيا، قبل أن يسافر بوتين إلى إيران، قال: «تهديد حكام إيران وشعب إيران لن يؤدي إلى أي نتيجة. الإيرانيون ليسوا خائفين. صدقوني».

وها هو بوتين يعلن أنه سيزور إيران (ستكون ثالث زيارة) مع نهاية هذا الشهر. وقالت تقارير إخبارية إن بوتين يريد أن ينسق مع الرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني، ليس فقط لتقليل الضغوط الغربية على إيران، ولكن، أيضا، لبداية تحالف يضم روسيا، والعراق، وسوريا لمواجهة الولايات المتحدة. ومع التصعيد الجديد حول إمكانية إطلاق هجمات عسكرية ضد سوريا، والتنديد الروسي المسبق لمثل هذا التحرك، تدخل العلاقات الأميركية - الروسية في مأزق جديد، آخر علاماته القرار الأميركي بإلغاء لقاء بين الروس والأميركيين كان مرتقبا في لاهاي هذا الأسبق.

وقال ستيفن بايفار، وهو سفير أميركي سابق لدى أوكرانيا، والآن خبير في معهد «بروكنغز» في واشنطن: «خلال عامي 2009 و2010، استطاع الجانبان تحقيق الكثير. وقد وقعا على اتفاقية (ستارت/ الحد من سباق التسلح) الجديدة، التي قللت القوى النووية الاستراتيجية الروسية والأميركية. كما تعاونا في الضغط على إيران بما يتفق مع مصالح الطرفين. فعلت روسيا شيئا ما كنت أصدقه عندما كنت في الخارجية الأميركية: وافقت على حظر بيع أسلحة إلى إيران. كما كانت روسيا مفيدة للغاية في توفير طرق النقل والإمداد العسكرية الأميركية إلى أفغانستان». وكانت هذه كلها بوادر إيجابية للعلاقات بين البلدين. وأوضح أندرو كوشين، مدير برنامج روسيا وروسيا الآسيوية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن: «جنحت العلاقات بعض الشيء في عامي 2011 و2012 لأنه كانت هناك حملات انتخابات في البلدين. ومن المؤسف أنه، له، عندما عاد بوتين رئيسا، جلب لهجة معادية للولايات المتحدة. الآن، أعلن بوتين أنه سيزور إيران لمقابلة الرئيس الإيراني الجديد. وكان بوتين حاول التوسط مع الإيرانيين لتحسين العلاقات مع الرئيس السابق بوش الابن، وخصوصا حول برنامج إيران النووي. والآن، يحتاج أوباما بالتأكيد لقراءة شخصية من بوتين على ما تريد إيران. ربما هذا موضوع يمكن أن يشجع الرئيسين على تأسيس مزيد من الثقة بينهما». إلا أن هذا التصور قد يتأخر بعض الشيء بسبب وتيرة الأحداث في سوريا التي تعتبر الضاغط الأساسي على العلاقات بين البلدين رغم كثرة المصالح المشتركة.

وقال مارك شنايدر، خبير في المعهد الوطني للسياسة العامة في واشنطن: «يبدو أن أوباما يريد تجاهل الانتهاكات الروسية لاتفاقات الحد من التسلح في سبيل الحصول على الجاسوس الأميركي. لكن هذا سيجعل الولايات المتحدة تتعرض لقدرات الصواريخ العابرة للقارات. وحتى في خطاب أوباما في برلين في بداية الصيف أن لا توجد نظرة جدية لمعالجة موضوع مهم، وهو التحقق من إمكانيات الصواريخ الروسية، وليس فقط الثقة في الروس».

وقال المساعد السابق لوزير الخارجية، جون بولتون (اليميني) إن تجارب روسيا الأخيرة حول صاروخ «روبيز» يعتبر «انتهاكا واضحا» لمعاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى. وذلك لأن جميع عمليات الإطلاق الثلاثة تجاوزت مدى ما بين 500 كيلومتر، و5000 كيلومتر للمدى المتوسط. وأضاف بولتون أن الروس لا يخفون أن جهودهم في مجال الصواريخ العابرة للقارات تريد زيادة الضعف الأميركي في هذا المجال. ويذكر أن نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روجوزين قال إن صاروخ «روبيز» ليس إلا «للدفاع القاتل.. لن تقدر أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية الحالية، أو المستقبلية، على منع هذا الصاروخ من ضرب هدفه ضربة قاتلة».

وأوباما الذي يريد أن يترك البيت الأبيض بعد التوصل إلى اتفاقات تاريخية ما زال يعول على اتفاق تاريخي مع الروسي فيما يخص الترسانة النووية. وقال عضو الكونغرس مايك روجرز (جمهوري من ولاية ألاباما)، رئيس اللجنة الفرعية للقوات الاستراتيجية في مجلس النواب: «يريد الرئيس أوباما أن يتجاهل غش الروس في مجال الصواريخ بهدف الوصول معهم إلى ما يعتقد أنه سيكون (اتفاقية تاريخية) يشتهر هو بها. لكن، كيف يتجاهل غش الروس اليوم، وكيف لن يضمن غشهم لهذه (الاتفاقية التاريخية؟)». وقال جوشوا هولنرايد، في مؤسسة «هيرتدج» المحافظة في واشنطن: «إذا يريد أوباما معاهدة الحد من الأسلحة مع الروس كهدف في حد ذاته، يفعل ذلك على حساب القوة الاستراتيجية الأميركية والأمن الأميركي. عليه أن يركز على تنفيذ المعاهدات التي بالفعل قائمة، قبل المكافأة الروسية على عدم التزامهم باتفاقية جديدة».

وفي الوقت الحالي، العلاقات بين أوباما وبوتين تشهد توترا على الصعيد الشخصي. وقال ستيفن سستانوفتيش، الخبير في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك: «وجد قرار الرئيس أوباما بإلغاء القمة القادمة مع الرئيس بوتين ترحيبا من كثير من المراقبين المستقلين، هنا وفي روسيا. وأيضا من النشطاء الديمقراطيين، وقادة حقوق الإنسان في روسيا». وأضاف: «كان يمكن للروس حل هذه المشكلة بأن يرتبوا لإدوارد سنودن السفر إلى الدول التي قبلته. لكنهم قرروا أن يضعوا أوباما في وضع حرج وهو يذهب إلى روسيا في صورة الزعيم المهان». ولفت آندريه بيونتكوسكي، خبير في معهد وقف الديمقراطية الوطني (إن آي دي) في واشنطن إلى أن بوتين علنا يحتقر أوباما. (وها هو أوباما يصف بوتين بأنه مثل تلميذ غير جاد). الحقيقة هي أن العلاقات بين البلدين ستظل متوترة لفترة طويلة جدا.

واعتبر باري بافيل، مدير قسم سكروكروفت في المجلس الأطلنطي في واشنطن، أن «إلغاء أوباما للقمة خطوة جيدة جدا. إنها خطوة لا بد أن تغضب بوتين. كان بوتين يريد أن يقف بجوار أوباما في القمة، ويقول للروس: نعم، لا تزال روسيا قوة عظمى». ومن جهته، قال ديمتري ترينين، مدير قسم روسيا في معهد كارنيغي في واشنطن: «الشيء الوحيد الذي تذكرته عندما سمعت قرار أوباما بإلغاء قمة موسكو، هو قرار الزعيم الروسي نيكيتا خروتشوف بإلغاء قمة مع الرئيس آيزنهاور عام 1960، بعد إسقاط الروس لطائرة تجسس أميركية، طائرة يو تو».

وبينما تسخن الملفات ذات الاهتمام المشترك، وخصوصا تلك المتعلقة في الشرق الأوسط، تزداد العلاقات برودة بين واشنطن وموسكو. رأت ليلي شفتسوفا، الخبيرة في معهد «كارنيغي» في واشنطن: «توجد علامات كثيرة تؤكد أن واشنطن وموسكو تسيران نحو علاقات باردة جدة، وربما متجمدة، بينهما خلال السنوات القليلة القادمة. توجد مواضيع كثيرة لا يبدو أن الجانبين يقدران على الوصول إلى اتفاقيات حولها».