«جراد» الساحل.. والصحراء

مجموعات القاعدة نشطت في دول المغرب العربي وتاهت في الصحراء الكبرى.. وأميركا تبحث عن موطئ قدم

آثار الدمار الذي لحق بمبنى الامم المتحدة في العاصمة الجزائر جراء التفجير الذي تبنته «القاعدة» في 11 ديسمبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

ظل هاجس المنطقة التي يطلق عليها «دول الساحل الافريقي» الممتدة بعرض القارة من السنغال وحتى الحدود التشادية السودانية مرورا بدول الشمال المغاربية، يتمثل في كيفية الحيلولة دون ان يتقاسم «الجراد» مع الناس والماشية مساحات خضراء على قلتها في منطقة شبه قاحلة. بيد ان «جراداً» من نوع آخر، اضافة الى الجراد الصحراوي راح يتنقل في هذه الدول المرهقة بالمتاعب.

وعلى غرار الجراد الصحراوي، اختار «الجراد الآخر» أمكنة غير معروفة يختبئ فيها. إنهم بقايا «القاعدة» الذين أجبروا على اللجوء الى هذه المناطق، والتي تشكل ملاذاً آمناً نظراً لضعف الأجهزة الامنية التي يمكن ان تطاردهم، في دول تعد الاكثر فقراً على الاطلاق في العالم، حصدت منهم المجاعة في السبعينات حوالي 200 الف نسمة. تعتقد واشنطن بكيفية جازمة ان مجموعات من تنظيم القاعدة التي تعرضت لضربات متتالية في افغانستان منذ عام 2001 انتقلت الى منطقة شمال افريقيا، وكذا الى الصحاري الشاسعة في دول الساحل الافريقي. ويرى الاميركيون إن هذه المجموعات تتنقل في الصحاري، ولا بد من توجيه ضربات استباقية لها قبل ان تتجمع وتشكل خطراً. وطبقاً لهذه الرؤية سعى المسؤولون الاميركيون مع حكومات بلدان الساحل للوقوف على سبل للحيلولة دون إيجاد مجموعات القاعدة قواعد ثابتة أو متحركة لها في شمال أفريقيا ودول الساحل. وبادر البنتاغون ومنذ عام 2004 الى إرسال قوات تدريب أميركية خاصة لعدد من البلدان للمساعدة في تدريب قواتها على التعامل مع المتطرفين. ويعتقد بعض الخبراء أن خلايا للقاعدة تعمل بالفعل في تلك المنطقة. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» اول من كشف النقاب عن ارسال البنتاغون لوحدات تدريب خاصة لتدريب قوات في موريتانيا والنيجر وتشاد ومالي على كيفية التصدى للمجموعات المتطرفة. ونسبت الصحيفة الى قادة عسكريين قولهم إن هناك خطرا أن تتحول أجزاء من شمال وغرب أفريقيا إلى قواعد جديدة لتنظيم القاعدة. ونقلت الصحيفة عن الكولونيل باول سميث مسؤول مكافحة الإرهاب القيادة الاميركية في اوروبا قوله «نريد أن نأخذ بالوقاية، حتى لا نضطر إلى نشر قوات عسكرية في شمال أفريقيا كما فعلنا في أفغانستان». وقال إنه عبر مساعدة الحكومات على التعامل مع الإرهاب «فإننا لا نجعل من أنفسنا بؤرة للغضب الشعبي الذي يمكن للمتشددين الاستفادة منه».

بيد ان التجربة الاميركية في انشاء وحدات خاصة متدربة تدريباً جيداً في دول الساحل الافريقي لم تأت بالنتائج المرجوة. كانت البداية من تشاد حيث أوفد البنتاغون 25 جنديا اميركيا من قوات مشاة المارينز يتمركزون في قاعدة تقع على بعد 50 كيلومترا جنوب العاصمة التشادية انجامينا لتدريب 170 جنديا تشاديا في معسكر لوميا. واختارت واشنطن تشاد بعد ان رصدت المخابرات الاميركية عبر الاقمار الصناعية في اوائل عام 2004 شاحنات في الصحراء الكبرى تستعد للانتقال الى تشاد. وكانت الشاحنات تقل عناصر من «الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال». وابلغت القوات التشادية بحركة تلك المجموعات لكنها عندما تصدت لها وحدات تشادية اصيب عدد كبير من الجنود التشاديين بسبب إطلاق نار عن طريق الخطأ على الرغم من ان التشاديين استطاعوا قتل 43 من عناصر الجماعة السلفية. لذلك ركزت وحدة التدريب الاميركية على تدريب التشاديين على تفادي الوقوع تحت نيران صديقة.

لكن النتائج التي حصل عليها الاميركيون من تدريب وحدات خاصة في تشاد او موريتانيا او مالي او النيجر كانت محدودة للغاية. ولاحظ الاميركيون ان الجنود الذين تولوا تدريبهم «زيهم غير متناسق، كما أن بعضهم لا يملك زيا عسكريا على الإطلاق. وان كل شيء كان سيئاً». وتراجعت المخاوف الاميركية من ان تتحول الجماعات الهائمة على وجهها من بقايا القاعدة في صحارى دول الساحل الافريقي، بكيفية ملحوظة، ولكن في المقابل وعلى عكس ما كانت عليه التوقعات فإن بقايا القاعدة نشطت في دول المغرب العربي (الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا) وهو ما جعل الاميركيين يعيدون النظر في خططهم في المنطقة. وقررت واشنطن التوجه نحو وجود عسكري دائم في كل القارة الافريقية، وليس فقط وحدات للتدريب في دول الساحل، ثم التركيز على التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات.

وعلى ضوء هذا التوجه قررت إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش في فبراير (شباط) 2007 إنشاء القيادة الافريقية (افريكوم) «من أجل حماية المصالح الامنية الاميركية في القارة الافريقية والبحار المحيطة بها وستكون مسؤولة عن جميع الدول الافريقية باستثناء مصر وستعمل ابتداء من اول اكتوبر (تشرين الاول) عام 2007 على ان تصبح مستقلة تماماً في 30 سبتمبر (ايلول) 2008».

لم تقم القاعدة في دول الساحل الافريقي بعملية تذكر، وحتى بالنسبة للعمليات التي جرت في شمال افريقيا فإن واشنطن قللت من أهميتها، وفي هذا الصدد يقول مايكل دوران نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي للدبلوماسية العامة «القاعدة ترغب في العودة الى الواجهة من خلال عناوين الصحف والمؤكد انها تريد ان تعود عبر الاعلان عن نفسها في منطقة شمال افريقيا (تفجيرات الجزائر)» وأضاف يقول في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» «التفجيرات الاخيرة في الجزائر التي تبناها تنظيم القاعدة هدفها ان تعود الى واجهة الاحداث وليس للامر علاقة بما ذكر من أن دول المغرب العربي ستحتضن مقر قيادة القوات الاميركية في افريقيا (افريكوم)». وأوضح المسؤول الاميركي «تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي كما يطلق عليه، معروف لدينا وهو عبارة عن مجموعة صغيرة معزولة ظل يعمل في شمال افريقيا منذ فترة من الوقت». وقال دوران إن واشنطن تتعاون حالياً مع دول المغرب العربي ضد القاعدة. وأشار الى ان القاعدة في العالم بأسره تأمل ان يراها المسلمون كما ترى هي نفسها أي انها تمثل الاسلام الحقيقي لذلك اندمجت مع مجموعات بالجزائر كما اندمجت مع «المجموعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا» وهدفها من وراء ذلك اعطاء انطباع بأنها تتقدم ولا تتراجع» وأكد دوران ان القاعدة لم تعد هي المنظمة التي تجتاح شمال افريقيا. بيد انه اشار الى ان المجموعات الصغيرة التي تعمل في شمال افريقيا ما تزال تشكل خطراً على اوروبا حيث قال في هذا الصدد «هذه المجموعات الصغيرة لديها آثار خطيرة على اوروبا، لأن هذه المجوعات وعلى الرغم من انها صغيرة، لا تزال نشطة ويمكن ان تقوم بعمليات فتاكة وخطيرة. وفي اوروبا يوجد كثير من ابناء شمال افريقيا، وهي مسألة تخلق خطرا إضافيا للاوروبيين». لكن هناك من لا يوافق البنتاغون رؤيته المتفائلة بشأن ضعف تنظيم القاعدة في شمال افريقيا ودول الساحل، وفي هذا الصدد يقول الباحث جاك ليبتون من «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني» في ابريل (نيسان) حاول انتحاريون استهداف القنصلية الاميركية في الدار البيضاء وبعد اربعة ايام هاجت مجموعة انتحارية مركزاً للشرطة في المدينة نفسها، وقبل ذلك بايام قام تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي تبنى تفجيرين انتحاريين بواسطة سيارتين في الجزائر استهدف احدهما رئاسة الحكومة. واستهدف الثاني مركزاً للشرطة وادى الى مقتل 33 شخصاً وجرح 340 آخرين، لم يتبن اي تنظيم تفجيرات المغرب، هذه العمليات تدل على ان منطقة شمال غربي افريقيا والولايات المتحدة من منظمات عسكرية اقليمية متحالفة مع الشبكة العالمية للارهاب (القاعدة)».

وهناك وجهة نظر ثالثة يقول بها الدكتور محمد ضريف الذي يعد من أبرز الباحثين المتخصصين في حركات الاسلام السياسي والتطرف الديني في شمال افريقيا، ومن وجهة نظره ان «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يسعى إلى تحقيق هدفين أساسيين، الهدف الأول ترجمة الاستراتيجية الجديدة لتنظيم القاعدة الأم الذي يقوده أسامة بن لادن وأيمن الظواهري على ارض الواقع، والعمليات الاخيرة تندرج في إطار تنفيذ التهديدات التي يتوعد بها تنظيم القاعدة الأنظمة المغاربية، والهدف الثاني هو مرتبط بمسالة إثبات الذات، يمكن أن نعتبر جزءا من هذه العمليات بمثابة رد فعل ضد التصريحات التي أدلى بها مسؤولون جزائريون على الخصوص والمشكلة في فاعلية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. هذا التنظيم يسعى إلى توسيع مجال نشاطه ليشمل المنطقة المغاربية وذلك انسجاما مع الاسم الجديد الذي أصبح يحمله بعدما كان يسمى سابقا بالجماعة السلفية للدعوى والقتال. التي كانت مهمتها منحصرة أساسا في مواجهة النظام الجزائري». وجواباً على الدوافع التي جعلت تنظيم القاعدة يركز في الآونة الاخيرة على شمال افريقيا يقول ضريف الذي كان يتحدث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من الدار البيضاء «التركيز على شمال أفريقيا بدأ مباشرة بعد اجتياح القوات الأميركية للعراق عام 2003 وأصبح تنظيم القاعدة يعتقد أن معركته الأساسية لفرض هيمنته في العالم العربي هو كسب المعركة في العراق وتنطلق استراتيجية القاعدة الآن من فكرة مركزية تفيد أن إقامة دولة إسلامية في العالم العربي تمر بالضرورة عبر إقامة دولة إسلامية في العراق. لذلك نفهم لماذا أصبح تنظيم القاعدة في العراق يسمي نفسه دولة العراق الإسلامية.

وفي إطار هذا التصور وكذلك في إطار هذا الرهان وسعي تنظيم القاعدة لكسب الحرب في بلاد الرافدين هو في حاجة إلى مقاتلين وبالتالي فهو يتعامل الآن مع منطقة المغرب العربي باعتبارها خزانا بشريا يمكن أن يوفر العدد الكافي من المقاتلين لتوجيههم إلى العراق كما انه يركز على منطقة المغرب العربي باعتبار أن هذه المنطقة لها ارتباط وثيق بالجالية المغاربية الكبيرة التي تعيش في اوروبا والتي بإمكانها أن توفر دعما لوجيستيكيا للحرب في العراق. لهذا فالخلايا المرتبطة بالقاعدة سواء في اوروبا أو في منطقة المغرب العربي تنشط أساسا في مجال تجنيد المقاتلين قصد إرسالهم إلى العراق». ويعتقد ضريف ان هناك مبالغة في ما يقال عن الوجود الكثيف لأعضاء القاعدة في دول الساحل وجنوب الصحراء، ويبين ذلك قائلاً «القاعدة ليست في حاجة إلى معسكرات تدريب لأنها لا تخوض حربا كلاسيكية وحتى إن كانت في حاجة إلى تدريب عناصرها فهي لن تختار أماكن مكشوفة مثل تلك المناطق» بل هو يرى أن «الإدارة الأميركية تضخم من خطر الإرهاب في هذه المنطقة لتحقيق أهداف أخرى لا علاقة لها بمحاربة الإرهاب. الشيء الأكيد هو أن بعض قياديي الجماعة السلفية للدعوى والقتال اضطروا إلى الفرار من الجزائر نظرا للضغط الذي مورس عليهم من قبل قوات الأمن الجزائرية وبحثوا عن ملاجئ في بعض الدول. ونذكر على سبيل المثال أن قياديا سابقا للجماعة السلفية للدعوى والقتال وهو «عمار صيفي» الملقب «عبد الرزاق البارا» كان اعتقل في تشاد وسلمته السلطات التشادية إلى الجزائر عام 2004 اذن وجود بعض قيادات الجماعة السلفية للدعوى والقتال في دول الساحل جنوب الصحراء هو وجود اضطراري ولم يذهبوا إلى هناك للإشراف على معسكرات تدريب». ورداً على سؤال حول الاسباب التي أدت الى زحف ظاهرة التطرف الديني من المغرب العربي الى جنوب الصحراء يقول الدكتور ضريف «ما يميز منطقة الساحل جنوب الصحراء هو وجود تيارات دينية معتدلة سواء تمثلت في التيار الإسلامي أو في انتشار الطرق الصوفية، كانتشار الطريقة التيجانية حيث يكثر أتباعها في المنطقة خاصة في مالي والنيجر والسنغال لذلك فوجود المتطرفين والذين عادة ما يعتبرون سلفيين جهاديين ليس كبيرا، والدليل أن هذه البلدان لم يستهدفها الإرهاب ولا يمكن أن نقول بان التطرف أتى إلى المنطقة انطلاقا من المغرب العربي بل علينا التركيز على حقيقة أحيانا يتجاهلها الكثير أن بعض المتطرفين هناك أتوا من القرن الأفريقي والذين اضطروا إلى الذهاب إلى دول الساحل جنوب الصحراء بعض التضييق عليهم هناك خاصة في الصومال»، ويشرح ضريف قائلاً «انتشار الطرق الصوفية إضافة إلى تيارات إسلامية معتدلة. وهذه الحقيقة لطبيعة الممارسة الدينية السائدة في دول هذه المنطقة هي التي تجعلنا نعتبر أن ما يقال عن ترسيخ التطرف هو أمر مبالغ فيه وتستخدمه الإدارة الأميركية بغية الوصول إلى أهداف غير معلنة. والحديث المتزايد عن وجود قواعد لتدريب المتطرفين وكذلك الحديث عن الوجود القوي لتنظيم القاعدة هناك هو في الواقع حديث يستخدم للضغط على حكومات المنطقة ودفعها إلى التعاون بما يخدم مصالح محددة سلفا». الصورة كما تبدو الآن ان «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في الجزائر اختارت العمل بالاشتراك مع القاعدة في منطقة تمتد من المغرب غرباً وحتى تشاد شرقاً، وتنشط كذلك في اوروبا وهي الاشارة التي وردت في توضيحات مايكل دوران ومحمد ضريف. وعلاقتها مع القاعدة تعود الى ايام افغانستان إذ ان معظم اعضاء هذه الجماعة سبق لهم ان كانوا هناك. وهذه الجماعة هي التي تحاول ان تتمدد في دول الساحل الافريقي، بيد ان هذه المحاولة على ما يبدو لم تصادف نجاحاً يذكر، إذ لم ترصد اي عملية لها في المنطقة، سوى بعض التكهنات التي ترددت عقب مقتل سياح فرنسيين اخيراً في موريتانيا.

ما كانت تخشاه واشنطن حقاً هو ان تجد «سمكة القاعدة بحيرات في واحات شمال افريقيا ودول الساحل تسبح بداخلها». إذ توجد عدة نزاعات مسلحة تشارك فيها مجموعات محلية. هناك نزاع الصحراء بين المغرب والجزائر التي تدعم البولساريو، وهناك توتر في حالة كمون في جنوب موريتانيا بين القبائل الافريقية والعربية. وما تزال هناك خلافات بين حكومة السنغال والانفصاليين في كاسامانس على الرغم من توقيع اتفاقية سلام بين الجانبين في آواخر ديسمبر (كانون اول). حيث تعارض ثلاثة فصائل متمرده في حركة كاسامانس على الأقل خطوة توقيع اتفاق السلام. وكانت حركة القوى الديموقراطية لكاسامانس بدأت تمردا مسلحا منذ عام 1982 أسفر عن مقتل أكثر من 3500 شخص. وفي النيجر يوجد توتر بين قبائل عرب المحاميد الذين يبلغ تعدادهم 150 ألف شخص وباقي قبائل النيجر، وكانت النيجر قررت ابعاد هذه القبائل الى تشاد مما خلق توترا في شرق البلاد. وفي تشاد هناك جماعات متمردة على حكومة انجامينا ولها قواعد قرب الحدود السودانية التشادية، وأخيراً تبادلت الخرطوم وانجامينا الاتهامات حول هذا الموضوع.

أما النزاع الاكثر تعقيداً هو بالتأكيد الذي يوجد بين الطوارق والعرب وحكومة مالي، حيث يخوض التنظيم المسلح لقبائل الطوارق والتي تسمى «حركة التحالف من أجل التغيير» حرباً تهدأ وتتصاعد. وراهنت القاعدة على هذا النزاع من أجل استثماره خاصة قبائل الطوارق وتعدادها ثلاثة ملايين منتشرة في دول الساحل حيث توجد في مالي والنيجر وبوركينافاسو وليبيا والجزائر. وهم محاربون أشداء. لكن القاعدة لم تصادف اي نجاح مع هذه القبائل التي تقاتل لأسباب عرقية وليست دينية. وهكذا لم يعد امام القاعدة الا عمليات انتحارية في شوارع المدن الكبرى في شمال افريقيا، اما الاسماك التي كانت تأمل ان تجد بحيرات تسبح فيها في واحات الساحل فقد تيبست تماماً.