متحف التعذيب

متحف وطني بالسليمانية يضم دهاليز التعذيب وأدواته.. وترسانة أسلحة للنظام السابق تتثاقل الأقدام لا إراديا عند رؤيتها

صور من متحف التعذيب في السليمانية (تصوير: جمال بنجويني)
TT

رغم مرور سبعة عشر عاما على تحرير مدينة السليمانية وسائر مدن اقليم كردستان العراق من سطوة النظام السابق إثر الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في مارس (آذار) عام 1991 إلا ان إحدى قلاع الرعب التي خلفها نظام البعث الذي اشتهر بقسوته المفرطة والفريدة ما زالت تذكر سكان السليمانية يوميا بحقبة مظلمة ودموية من تاريخ مدينتهم التي ذاق أهلها أصنافا نادرة وفظيعة من التعذيب والبطش والتنكيل والقتل العشوائي في الشوارع على ايدي رجال جهاز «الامن الاحمر» الذي ما برح مبناه منتصبا على مساحة اكثر من 3 آلاف متر مربع في قلب المدينة كرمز للظلم والاضطهاد. زنزانات التعذيب ودهاليز السجن الانفرادي في تلك القلعة المخيفة الشهيرة بدائرة «الامن الاحمر» نسبة الى الطلاء الاحمر الذي اصطبغ به مبناها، ربما كإيحاء مقصود من السلطة لخصومها بمدى بشاعة ودموية ذلك الموقع، تحولت الى متحف يدعى «المتحف الوطني للثورة وضحايا الشعب الكردي ـ لكي لا ننسى». ويبدو لمن يزور هذا المتحف للمرة الاولى وكأنه يدخل الى ثكنة عسكرية في عهد صدام بكل تجلياته المخيفة، فبمجرد الدخول الى باحة المتحف تتثاقل الخطى لا إراديا عند مشاهدة أرتال من الدبابات والمدرعات والمضادات الجوية وقطع المدفعية الثقيلة المتراصة في طوابير طويلة تمثل بقايا الترسانة التي كانت تحمي هذه القلعة ذات يوم وتعزز من جبروت وسطوة تلك السلطة القاسية. وفي الجهة اليسرى من تلك الترسانة المستهلكة هناك جناح يضم في رواقه الامامي معرضا لصور فوتوغرافية لمقاتلي البيشمركة الاكراد ايام كفاحهم المسلح واخرى للمنتفضين الذين اجهزوا على هذا المبنى المحاط بسور عال تعلوه الاسلاك الشائكة طبقا لما كان عليه الوضع سابقا، والضحايا الذين سقطوا جراء المصادمات المسلحة العنيفة على مدى ثلاثة ايام مع عناصر الاجهزة العسكرية والحزبية والمخابراتية والامنية الذي اتجهوا من أرجاء المدينة للاحتماء في ذاك المبنى الذي كان بمثابة القلعة الحصينة بالنسبة لهم، وقد ابدوا مقاومة مستمية في مواجهة المنتفضين على امل وصول الامدادات والدعم العسكري من بغداد ولكن دون جدوى. وهناك مشاهد اخرى مؤلمة جدا من بينها صورة لطفل في الرابعة من عمره بترت ساقه جراء انفجار لغم على اسرته اثناء النزوح المليوني لسكان المدينة إثر اجتياح قوات النظام السابق لمدن الاقليم بعد هزيمتها في حرب تحرير الكويت وصور لشباب يعدمون رميا بالرصاص في باحة مبنى الامن الاحمر وضحايا ماتوا تحت التعذيب وصور لمناظر تقشعر لها الأبدان. وفي الجانب الأيمن من هذه القلعة التي جرى تشييدها في 30 ـ 9 ـ 1979 على ثلاث مراحل هناك مبنى من اربعة طوابق لا تزال جدارنه الخارجية مطرزة بآثار آلاف الاطلاقات النارية لمختلف الاسلحة الخفيفة والمتوسطة التي استخدمها المنتفضون اثناء الاجهاز عليه كان يضم اقسام الامن السياسي والامن الاقتصادي وامن مراقبة المطبوعات الكردية والتي تخصص رجالها في ملاحقة واعتقال المعارضين السياسيين فقط والتنكيل بهم وبأفراد اسرهم بشتى الاساليب. وفي اسفل هذه الطوابق هناك ثلاثة سراديب كبيرة كانت مخصصة لحجز اسر المعتقلين السياسيين وعوائل مقاتلي البيشمركة وذويهم، وهي سراديب مظلمة وعفنة اعتقل فيها لفترة طويلة عدد كبير من سكان بلدة حلبجة الذين استسلموا لقوات النظام السابق بعد ضربها بأسلحة الدمار الشامل منتصف مارس (اذار) عام 1988 وما زالت جدران هذه السراديب المطرزة بصور كبيرة لضحايا كارثة حلبجة تحمل سطورا كتبها السجناء والسجينات من مختلف الاعمار عن فظاعة ما عانوه في تلك الاثناء، وامام هذا المبنى هناك تمثال لستة صبيان تراوحت اعمارهم بين 10 و 15 عاما أعدموا رميا بالرصاص دفعة واحدة وفي الموقع ذاته وامام انظار ذويهم بعد ادانتهم بالانتماء لأحد الاحزاب الكردية. مديرة المتحف، اميرة محمد أمين، قالت إن ادارتها استحدثت اقساما واجنحة عديدة في المبنى منها قاعة لعرض الافلام الوثائقية واخرى لعقد الندوات الفكرية مع مكتبة الكترونية وقاعة لعرض الذخائر الحربية واصناف عديدة من الالغام الارضية التي استخدمها النظام السابق في مختلف مناطق كردستان مع قوائم وصور لضحايا تلك الالغام من قتلى وجرحى ومعاقين، فضلا عن تنظيم سجلات تحتوي على اسماء السجناء والمعتقلين وتواريخ اعتقالهم وكيفية تعذيبهم او إعدامهم مقرونة بصور او تسجيلات صوتية. هناك قصص غريبة ومفزعة يرويها بعض المعتقلين الذين كتبت لهم النجاة من الموت المحقق بعد اعتقالهم لفترات متفاوتة في أقبية هذا المعتقل الذي ما برح يفوح برائحة الدم والذي ضم في حينه نحو 400 منتسب من ضباط ومراتب بتخصصات وصفات مختلفة لعل اغربها مهنة (مغتصب) التي وجدت مكتوبة في هوية احد عناصره الذين تم انتقاؤهم وتدريبهم بعناية شديدة على اساليبب مكافحة المعارضين.

ويروي كامران عزيز علي، 53 عاما، كيفية اعتقاله مطلع شهر يناير (كانون الثاني) 1990 من قبل عناصر الامن الاحمر بتهمة الانتماء الى حزب كردي معارض إثر وشاية أحد اصدقائه. يقول: «فور اعتقالي في مكان عملي واقتيادي بعنف وتعسف الى المبنى الاحمر خطرت في ذهني فكرة الهروب من قبضة افراد الامن قبل ان يوصلوني الى غرف التعذيب التي كنت قد سمعت عن بشاعتها، وقلت في قرارة نفسي: إما ان أنجو بروحي او اقتل في الحال، وكلاهما افضل من الموت تحت التعذيب، لكن سوء حظي وطالعي أوقعني في قبضة نحو عشرة من افراد الامن في باحة المبنى بعد ان تخلصت من قبضة المحقق وحارسه في غرفة التحقيق، فانهال علي نحو عشرين رجلا بالضرب بأعقاب البنادق والمسدسات حتى فقدت الوعي ثم ألقوا بي في سرداب مظلم ضم اكثر من ثلاثين فردا من رفاقي في الحزب والذين كان قد القي القبض عليهم دفعة واحدة وأعدم منهم خمسة اشخاص لاحقا، فيما حكم على الاخرين لمدد تراوحت بين 10 الى 25 عاما». وتابع عزيز في حديث لـ«الشرق الاوسط»: «بعدما استعدت وعي قليلا اقتادوني الى التحقيق ثانية فأجلسوني شبه عار على حجر اثنين من افراد الامن أحدهما كان يحمل بين اصابعه سيجارة يلسعني بها في صدري ورقبتي بين الحين والاخر لإيقاظي كي اجيب على اسئلة المحقق، فيما كانت الدماء تسيل من الجروح العديدة في رأسي وتنساب على عينيي، ومع ذلك لم اعترف بأي من التهم التي نسبت الي بالرغم من شتى صنوف التعذيب الجسدي الذي تعرضت له على مدى 23 يوما في غرف التعذيب الانفرادي».

وتابع علي «ان اشد انواع التعذيب الجسدي هو الصعق الكهربائي حيث تتم تعرية الضحية حتى من ملابسه الداخلية ثم تكبل يداه الى الخلف ويقوم اثنان من الجلادين برفعه من كلتا يديه وتعليقه في صنارة بسقف الغرفة وبعدها تربط الاسلاك الكهربائية المرتبطة بمولد يدوي ذي فولتية عالية إما بأذني الضحية او بأصابع قدميه او بأعضائه التناسلية، ثم يقوم الجلاد بصعقه مرارا بفولتية عالية تكاد تقتلع أحشاءه الداخلية لانتزاع الاعترافات منه». ويقول ايضا انه اصيب بالتهابات حادة في مجاريه البولية جراء تعرضه للصعق لفترة طويلة حتى انه ظل يتبول دما لعدة أشهر بعد الإفراج عنه في اكتوبر (تشرين الاول) من العام ذاته لعدم كفاية الأدلة. وما زال العديد من الضحايا الذين التقت بهم «الشرق الأوسط» يتذكرون بقدر كبير من المرارة قساوة أحد جلادي هذه القلعة الرهيبة، وهو الرائد حسون، الذي تميز عن اقرانه بغلاظة القلب وفظاظة الطباع، إذ لم يكن يفرق بين امرأة او رجل او صبي او فتاة، وكان المهم عنده هو ان يعذب ويضرب ضحاياه بتلك العصا الغليظة المحشوة بالاسلاك، او يكهرب أجسادهم بفولتية يعرف وحده مقدارها لينتزع منهم الاعترافات التي يريدها حتى لو كانت غير صحيحة.

ويقول محمد عبد الكريم المفتي، 39 عاما، الذي اعتقل عام 1985 عندما كان في الـ 16 من العمر، إنه اودع في قاعة رطبة مع 35 صبيا وطفلا آخرين ومعهم 23 رجلا وامضى فيها عاما وبضعة اشهر. ويروي اساليب التعذيب التي مورست بحق اولئك الصبية من بينها الفلقة، أي ضرب اسفل القدمين بعصا غليظة، ولفترات طويلة او الضرب بالعصا المحشوة بالاسلاك المعدنية بشكل عشوائي وفي كل انحاء الجسم، ومن ثم سكب المياه المالحة على جروح الصبية وهي تنزف، او إجلاس الضحية على قناني المشروبات عنوة لحين ادخال عنق القنينة في مخرج الضحية الذي عادة ما كان يجلس على كتفيه جلاد بدين إمعانا في أذيته، اضافة الى اسلوب تعليق الضحية في السقف وضربه بالعصا في المواقع الحساسة من جسده. ويؤكد المفتي انه ما زال يتذكر كلا من لقمان وكيوان وسوران الذين كانوا من بين الصبية الاربعة الذين اعدموا امام انظار الناس في السليمانية بدون محاكمات وهم دون الثامنة عشرة بعد اتهامهم بالانتماء الى حزب كردي معارض وهم لا يفهمون حتى معنى السياسة. أما نسرين عمر رشيد، 44 عاما، التي اعتقلت هي وزوجها وسلفه الصبي البالغ 12 عاما إثر وشاية احد المندسين في التنظيم السري الذي كانت تنمي اليه، فقد روت لـ«الشرق الاوسط» اساليب التعذيب التي مورست بحق النسوة الكرديات هناك. وقالت انها تعرضت لضربات قاسية على الرأس منذ لحظة اعتقالها مطلع شهر سبتمبر (ايلول) عام 1990 عندما سمعها افراد الامن وهي تهمس في اذن سلفها الصبي المرتعد خوفا عبارات تطمين في محاولة لتهدئته. وتضيف ان احدهم امسك برأسها وراح ينطح به جدران المنزل بقوة، مستفسرا عن تلك العبارات. وتابعت نسرين ان اساليب التعذيب كانت تدريجية وتبدأ من التحقيق ثم الصفعات القوية في حال اصرار الضحية على عدم الاعتراف بالتهم الموجهة اليه ثم الضرب بالعصا الغليظة في كل ارجاء الجسم بشكل عشوائي وصولا الى تعليقه من يديه المشدودتين من الخلف بواسطة اصفاد معدنية في صنارة معلقة بسقف غرفة التعذيب، فصعقه بالتيار الكهربائي في اجزاء مختلفة من جسده وخصوصا الاماكن الحساسة والاعضاء التناسلية. واكدت انها تجرعت كل تلك الاساليب دون ان تعترف على زملائها في التنظيم وتقول «في كل مرة تعرضت فيها للصعق كنت اشعر بان احشائي الداخلية ستقتلع من جذورها وعلى اثرها كنت افقد الوعي لساعات طويلة لأجد نفسي مرمية في زنزانتي الانفرادية التي جثمت فيها لستة اشهر متتالية مع فتاة في العشرين من عمرها تدعى كزال، كانت متخرجة لتوها من معهد المعلمات وقد اعتقلت بسبب شقيقها الذي القي القبض عليه إثر اغتياله احد عناصر حزب البعث، وتجرعت تعذيبا نفسيا لا يطاق امام شقيقها الذي كان الجلادون يهددونه باغتصاب اخته ما لم يعترف باسماء زملائه في التنظيم السري والجهة السياسية التي ينتمي اليها، علاوة على ضربها بالعصا الغليظة وتعليقها من قدميها في سقف الغرفة لعدة ساعات مثل سائر السجينات السياسيات». وتمضي نسرين الى القول «ذات مرة حاول الضابط المحقق انتزاع الاعتراف مني عبر ضربي بهراوة غليظة واخفق في ذلك فثار جنونه وامسك بشعري المنكوش من جهتي الرأس وراح ينطح برأسي في جدران الزنزانة بقوة حتى سالت الدماء من انفي ورأسي وفقدت الوعي على أثرها ونقلت الى مستشفى السليمانية يوم 6 مارس (آذار) 1991 اي قبل الانتفاضة الشعبية بيوم واحد ووضعت تحت حراسة اثنين من افراد الامن اللذين فرا مساء اليوم ذاته بعد تلقيهما خبرا يفيد بأن المدينة صارت تحت سيطرة المنتفضين وبذلك نجوت من الموت الاكيد، وتقول نسرين انها ما برحت تفقد وعيها وتخر قواها كلما زارت مبنى الامن الاحمر وانها تعاني حتى الان من العمى شبه التام في احدى عينيها وصداع مزمن في الراس نتيجة جولات التعذيب التي تجرعتها هناك.

اما عبد الرحمن قادر غفور، 54 عاما، الذي اعتقل في فبراير (شباط) عام 1990 اثر وشاية احد جواسيس النظام فقد قال لـ«الشرق الأوسط»: «في اليوم الاول من اعتقالي ربطوني بالسلاسل الحديدية في باب حديدي لمدة 24 ساعة ومنعوا عني الاكل والماء ثم بدأوا بتعذيبي بالاسلوب المعتاد وهو تكبيل اليدين بالاصفاد من الخلف وعصبوا عيني وعلقوني في سقف الزنزانة بعد نزع جميع ملابسي وانهال احدهم علي بالضرب المبرح بهراوة غليظة في داخلها اسلاك معدنية طالبا مني الاعتراف بانتمائي الى التنظيم السري الذي اتهمت به، ولما رفضت ذلك متجاهلا اسم التنظيم تعرضت للتعذيب بالصعق الكهربائي في اذني تارة، وفي اصابع قدمي تارة اخرى، وفي رأس عضوي التناسلي تارة ثالثة، ومع كل صعقة كنت اشعر بان احشائي ستنطلق الى الخارج من فمي، وعلاوة على ذلك كان احدهم يعلق نفسه بقدمي المتأرجحتين في الهواء إمعانا في اذيتي حتى كادت ذراعاي تقتلعان من جذورهما، وما كان اقسى من هذا التعذيب الجسدي هو الشعور بالعجز عن التطهر بعد الغائط جراء شلل اليدين فكان احد الزملاء يبادر للقيام بذلك». وروى غفور ان زميلا له ارغم على الاعتراف بعد نزع كل ملابسه امام زوجته التي هددوها بالاغتصاب ما لم يعترف زوجها بالتهم المنسوبة اليه ففعل ثم أعدم مع خمسة آخرين من زملائه رميا بالرصاص في باحة السجن ذاته. واضاف غفور الذي حكم بالسجن لعشرين عاما واطلق صراحه في 23 ـ 12 ـ 1991 اثر مقايضة عدد من الضباط الاسرى لدى الاحزاب الكردية بمجموعة من المعتقلين السياسيين لدى النظام السابق ان احد المعتقلين السياسيين ويدعى «ماموستا احمد» وكان مدرسا في اعدادية الصناعة بالسليمانية ظل سجين غرفته الانفرادية لحين محاكمته واعدامه وانه كان يتعرض لنوع غريب من اساليب التعذيب النفسي لحمله على الاعتراف ألا وهو إطلاق النار فوق رأسه وتحت قدميه ليلا بغية إرعابه وهو معصوب العينين في منطقة نائية قرب السليمانية وتهديده بالقتل ما لم يعترف.

أما تحسين قادر برزنجي، 49 عاما، الذي اعتقل مع أفراد خليته التنظيمية السرية مطلع يناير (كانون الثاني) 1990 للمرة الثانية، اذ كان قد اعتقل عام 1986 ثم افرج عنه لاحقا بقرار عفو عام عن المعتقلين السياسيين، فقد روى بدوره اساليب اخرى عن التعذيب الجسدي في مقدمتها حجز الضحية لفترات طويلة في زنزانة انفرادية رطبة وعفنة مساحتها 1.5 متر مربع في ذروة الشتاء الكردستاني القارس بعد تجريده من ملابسه الصوفية الثخينة والاغطية وأي وسيلة للتدفئة. ويقول برزنجي الذي انقذه المنتفضون هو وزملاؤه من زنزانات الامن الاحمر يوم 8 مارس يوم تحرير السليمانية «لن انسى ذلك اليوم التاريخي ما حييت، وقد قررنا انا وزملائي ان نحتفل كل عام بذلك اليوم باعتباره يوم انعتاقنا وشعبنا ويوم ميلادنا الثاني الذي يصادف لحسن الحظ يوم المرأة العالمي».

الحاجة آمنة ابراهيم حسن، 76 عاما، التي اعتقلت مع اثنتين من بناتها الصبيات وابنها البالغ 12 عاما وطفلتها الرضيعة وهي حامل في شهرها الثالث، فقد روت بعض اساليب التعذيب التي تجرعتها السجينات في المعتقل الاحمر قائلة «لقد علقوني في سقف الزنزانة لمدة 24 ساعة مع صعقي بالكهرباء بين الحين والاخر ولعدة ساعات يوميا وطوال ستة اشهر، ما ادى الى شلل في اطرافي اليمنى.. كنا اكثر من 500 امرأة وفتاة من عوائل افراد البيشمركة في سرداب واسع تحت الارض وكان جلادو التعذيب يعلقون الفتيات الشابات من اقدامهن بشكل مقلوب وشبه عار ثم يعرضون اجسادهن واعضاءهن الحساسة الى التيار الكهربائي». وتضيف بانها رغم ما تعرضت له من تعذيب قاس ومرير إلا ان الله شاء ان تحتفظ بحملها الذي وضعته عام 1981 بعد اطلاق سراحها باسابيع قليلة.