رجال الدين .. ولعبة السياسة

الزعامة الدينية المسيحية في لبنان تقوى عندما يضعف ساستها.. والطائفة الشيعية شهدت تحولات جذرية في تاريخها

البطريرك صفير («الشرق الاوسط»)
TT

ما هي في رأيك نسبة أن تتسبب برامج فكاهية تهزأ بالسياسيين وتقلدهم مثل دافيد لاترمين وجاي لينو الاميركيين ومايك ياروود وكريس موريس البريطانيين، باشعال ثورة شعبية تفجر حرق دواليب في شوارع واشنطن ولندن وقطع الطرق المؤدية الى مطاري دالاس وهيثرو؟ الجواب: صفر في المائة ولكن أن تتسبب برامج كهذه في ثورات شعبية وغضب جماعي، أمر طبيعي في لبنان، خصوصا اذا كان الموضوع الذي يتعرض للهزء هو رجل الدين الشيعي السيد حسن نصر الله. فرد فعل الشارع الشيعي في لبنان فجر الثاني من يونيو (حزيران) عام 2006، على تجسيد شخصية أمين عام حزب الله في برنامج «بس مات وطن» والذي يقلد السياسيين بطريقة فكاهية، شكل صدمة للكثيرين. ولم يشفع انتماء صاحب فكرة البرنامج شربل خليل الى التيار الوطني الحر، حزب النائب ميشال عون حليف حزب الله، بتخفيف النقمة عنه. ولم يهدأ اللبنانيون الشيعة الا بعد أن قدم خليل اعتذارا علنيا للطائفة وللسيد نصر الله عن تعرّضه لرجل دين، تفاديا لما لا تحمد عقباه.. كانت تلك المرة الاولى التي يؤدي فيها تداخل الدين بالسياسة في لبنان الى لغط ويتسبب في رد فعل متطرف الى هذا الحد. ولكنها لم تكن المرة الأولى ولا الأخيرة التي ينتج فيها هذا التداخل لغطا.

واذا كان سبب الحادث الذي أدى الى استياء الشارع الشيعي التعاطي مع رجل دين على أنه سياسي، فان ما حصل مع رأس الكنيسة المارونية في لبنان الكاردينال والبطريرك نصر الله بطرس صفير الاسبوع الماضي كان سببه معاكسا. ذلك أن تحدثه في السياسة هو الذي تسبب بازعاج البعض، وتحديدا النائب الماروني المعارض سليمان فرنجية الذي يكرر دائما أنه يفتخر بصداقته الشخصية بالرئيس السوري بشار الاسد. فراح فرنجية يهاجم رأس الطائفة ولم يردعه ثوب صفير من اطلاق وصف «الموظف» على البطريرك وأوصاف أخرى أقرب الى الشتائم.

المعارضة المسيحية تبرر مهاجمتها للبطريرك بالقول إن حديث السياسة يردّ عليه بالسياسة حتى ولو صدر عن رجل دين. وبما ان حديث السياسة في لبنان أصبح حديث شتائم، فان الرد على كلام البطريرك السياسي جاء على شكل شتائم.

ميشال عون، الطرف المسيحي الابرز في المعارضة والذي يؤيد تطبيق العلمانية في لبنان، كرر أكثر من مرة خلال الاسابيع الاخيرة طلبه الى رجال الدين بالتوقف عن التدخل بالسياسة والتحدث فقط في أمور الدين وحتى أنه نصب نفسه أخيرا «البطريرك السياسي للموارنة». ولكن عون عندما يتحدث عن رجال الدين هنا، فهو لا يعني سوى رجال الدين المسيحيين، وبالطبع فان السيد حسن نصر الله مستثنى. فهو زعيم حزب سياسي ويستطيع ان يتحدث في السياسة ما شاء. يقول آلان عون القيادي في التيار الوطني الحر وابن شقيقة ميشال عون لـ «الشرق الأوسط»، أن تقبّل نصر الله كزعيم سياسي رغم أنه رجل دين، «سببه انه يمثل حزبا سياسيا وهو مفوض من شعبه لتمثيله»، ويؤكد أن حزب عون يتعاطى مع نصر الله على أنه «رجل سياسي» وليس رجل دين. ويضيف عون الذي يؤكد انه ليس فقط مع فصل الدين عن الدولة بل أنه ينادي بالعلمنة، أن «كل ثقافة لها خصوصيتها والطائفة الشيعية لا تمانع ان يكون رجل دين زعيما سياسيا وهذا أمر يعود اليها».

وانتقاد البطريرك صفير، يقول عون، «يأتي لان البطريرك ليس زعيما سياسيا ولا يجب أن يتحدث في أمور سياسية بل وطنية». ويضيف أن «كل رجل دين يتحدث في السياسة لا يمكنه أن يحافظ على حصانته الدينية». وبالنسبة الى عون، فان البطريرك يتحدث اليوم في امور سياسة وليس وطنية «عندما يتبنى مثلا موقف الاكثرية (الحاكمة) لناحية الخروج من الازمة». إلا ان مفتي صور وجبل عامل لدى الطائفة الشيعية في لبنان السيد علي الأمين لا يرى ان البطريرك يتدخل في التفاصيل، ويعتبر حديثه وطنيا بحثا، ويقول لـ «الشرق الأوسط» ان «تدخل البطريرك ليس تدخلا في الشؤون السياسية التي تخص السياسيين وانما تدخل في الامور السياسية في نطاق عام. فهو يطالب بالحفاظ على العيش المشترك وعلى الوطن والتواصل بين المواطنين وتطبيق القانون والدستور..». البطريرك الماروني في لبنان يُنظر اليه عموما على أنه شخصية وطنية، نظرا لدور البطريركية المارونية في تأسيس دولة «لبنان الكبير» بالشكل الذي هو عليه اليوم. فبعد الحرب العالمية الاولى، لعب بطريرك الموارنة الياس حويك حينها دورا أساسيا لإنشاء دولة لبنان وعمل على اقناع الفرنسيين بضم أقضية الجنوب والشمال والبقاع وزحلة الى متصرفية جبل لبنان وانشاء دولة لبنان. ولذلك، فان البطريركية المارونية تعتبر أن الكيان اللبناني هو وليدها وهي كانت صاحبة الفضل في نشوئه.

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، علي الأمين، أن «ارتباط نشوء لبنان بالبطريركية المارونية يجعلها منها اليوم مرجعية وطنية كبيرة في الشأن السياسي اللبناني العام». وليس ارتباط البطريركية المارونية بتأسيس لبنان هو السبب الوحيد الذي جعلها مخولة لعب دور سياسي في لبنان، بل كونها لعبت دور السلطة السياسية الفعلية طوال 15 عاما في لبنان بين عامي 1990 و2005، أي بعد نهاية الحرب الاهلية التي أضعفت القيادات المسيحية السياسية. فمع نهاية الحرب الاهلية عام 1990 تم ابعاد القائدين المسيحيين الاساسيين المعارضين لسورية في ذلك الوقت. فسجن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ونفي ميشال عون الى فرنسا. ولم يبق على الساحة السياسية المسيحية من زعامات في ذلك الوقت إلا تلك الموالية لسورية، وكان أبرزها سليمان فرنجية. وبذلك أصبحت البطريركية المارونية موكلة تلقائيا اكمال معركة استقلال لبنان. وكان المفصل الاساسي الذي بيّن أن البطريركية أخذت على عاتقها خوض معركة الاستقلال، «النداء الشهير» الذي أطلقه مطارنة لبنان الموارنة؛ وعلى رأسهم البطريرك صفير في سبتمبر(أيلول) عام 2000، بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني، وطالبوا فيه بانسحاب الجيش السوري من لبنان وتحقيق استقلال البلاد.. ومنذ ذلك الحين والبطريركية المارونية شكلت رأس الحربة، عاونها القادة المسيحيون، في حرب الاستقلال التي توجت انتصارا عام 2005 بانسحاب الجيش السوري بعد انضمام الطائفة السنية الى «المعركة» اثر اغتيال زعيمها رئيس الوزراء رفيق الحريري الذي كان بدأ قبل قتله أيضا بالتعبير بمواجهة الوجود السوري.

ويقول المحلل السياسي علي الأمين لـ «الشرق الأوسط» إن المعركة التي خاضتها البطريركية «وكأنها ارادت بها اعادة مشهد تأسيس لبنان الذي ساهمت فيه بعد الحرب العالمية الاولى». ويتحدث عن البطريرك صفير على أنه ليس «مجرد رجل دين عادي فهو لعب دورا أساسيا خلال 15 عاما كانت فيها القيادات السياسية المسيحية مقموعة»، ويعتبر ان «الهجمة عليه اليوم لا يمكن فصلها عن هذا المسار ويجب أن تقرأ بسياق الاحداث التي جرت وكفاحه لإخراج السوري من لبنان، وهو أمر لا ينساه السوريون ويحاولون اليوم معاقبته عليه». وان كانت البطريركية المارونية قوية في بعض مراحل تاريخ لبنان، وخصوصا عند غياب القادة السياسيين، فان قوتها كانت تخف مع عودة بروز القادة. وفي عام 2005 بعد عودة عون من المنفى واطلاق سراح جعجع من السجن، عادت القوى المسيحية التقليدية وتموضعت وأخذ كل منها قاعدته. إلا ان البطريرك الماروني لم يكف عن ابداء آرائه السياسية وذلك بسبب تفكك القادة المسيحيين وانقسامهم على بعضهم بعضا.

ويقول رئيس الاتحاد الكاثوليكي للاعلام في لبنان الاب طوني خضرا إن «مساهمة الكنيسة بتأسيس لبنان هو سبب اطلاقها مواقف سياسية، وهذا الامر يخف عندما تقوى القوى السياسية المسيحية. وفي ظل عدم توافق القيادات السياسية المسيحية يكون تدخل الكنيسة أقوى من أي وقت آخر».

واذا كان التدخل السياسي لموارنة لبنان ليس جديدا وله أسبابه التاريخية التي ذكرت، فان الواقع الديني والسياسي لدى الطائفة الشيعية مختلف. فتاريخيا ومنذ نشوء لبنان كانت الزعامة الدينية لدى هذه الطائفة ضعيفة وكانت الزعامة السياسية هي الحاكمة. وبدأ التحول مع بروز الزعيم الشيعي السيد موسى الصدر في فترة الستينات، ومع صعود نجمه راح يطالب بفصل المرجعية الشيعية عن السنية وتأسيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، بعد أن كانت الطائفة الشيعية تنضوي تحت دار الفتوى السنية. وتأسس المجلس الشيعي الاعلى عام 1969، وأصبحت للطائفة الشيعية مرجعية دينية مستقلة. ولم يكن تأسيس هذا المجلس سهلا بالنسبة للصدر. فقد لاقى مواجهة كبيرة من القادة السياسيين في الطائفة الشيعية، وتحديدا من رئيس مجلس النواب في ذلك الحين كامل الأسعد. إلا ان دعم رئيس الجمهورية شارل حلو الماروني للصدر اضافة الى شخصيات سياسية شيعية معارضة للأسعد، كانت عوامل مساعدة في تأسيس المجلس وبداية صعود رجال الدين على حساب رجال السياسة لدى الشيعة. وتوج الانتصار الاول لرجال الدين على رجال السياسة عام 1974 حين انتصر مرشح الامام الصدر على مرشح رئيس مجلس النواب في انتخابات نيابية فرعية في النبطية. إلا ان التحول الاهم في تاريخ الطائفة الشيعية، كانت الثورة الايرانية عام 1979 وتسلم الامام الخميني السلطة. فانعكس ذلك فورا على لبنان واستفادت المراكز الشيعية الدينية من الامر وتعزز دور رجال الدين فيها وبرز السيد محمد حسين فضل الله والسيد محمد مهدي شمس الدين. وكان المفصل النوعي الاخير، الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 ومجيء قوات من الحرس الثوري الايراني الى البقاع في لبنان حيث قاموا بتدريب جماعات شيعية وتسليحها، حتى اعلن رسميا في 16 فبراير (شباط) 1985 عن تأسيس حزب الله. ومع تأسيس حزب الله، الحزب ذي الآيديولوجية الدينية، تراجع نفوذ الزعامات السياسية التقليدية لدى الطائفة الشيعة لتبرز قيادات دينية مكانها... حتى أصبح السيد حسن نصر الله «النجم» والزعيم الشيعي الاول في لبنان. اما المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي رأسه الصدر عند تأسيسه، فقد بدأ يضعف مع ظهور حزب الله واختفاء الامام الصدر. وأصبح حزب الله برئاسة رجل دين هو الوجه السياسي للطائفة الشيعية في لبنان وبقي المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى هو الواجهة الدينية وأصبح الحزب السياسي. ويعتبر المحلل السياسي علي الأمين ان «المجلس الاسلامي الشيعي العلي سلم بالامر الواقع وهو لا يطمح اليوم الى منافسة حزب الله، كونه يعرف أنه لا يستطيع مواجهة حزب كبير مدعوم من ايران وسورية. اضافة الى الجو الشعبي الذي كان مؤيدا لحزب الله». وتبقى الطائفتان السنية والدرزية في لبنان، وهما الطائفتان الكبريان اضافة الى الموارنة والشيعة، ولكنهما لم يبرز التنافس بين رجال الدين والسياسة لديهما كما برز لدى الطائفتين الاخريين.

فلم يحصل أبدا في تاريخ الطائفة الدرزية في لبنان أن قويت الزعامات الدينية على السياسية، بل كانت ولا تزال منضوية تحت الزعامات السياسية. ويقول المحلل الامين ان سبب ذلك قد يكون التركيبة الدينية لدى الطائفة الدرزية، فهي ليس لديها بعد آيديولوجي ولا دعوة دينية وهي أقرب الى القبيلة السياسية منها الى الطائفة الدينية. أما لدى الطائفة السنية، فالزعامات كانت مستقرة نسبيا ولم تشهد تحولات ضخمة كما شهدت الطائفة الشيعية خلال 30 عاما. صحيح أن بعض الحركات الاسلامية من السنة في لبنان ولكنها عادت وانكفأت وهي أصلا لم تقو يوما على الزعامة السياسية، وحتى أن بعضها انضوى تحت جناح السلطة السياسية. ولعل المثل الابرز هو الجماعة الاسلامية، وهي من أبرز الحركات الاسلامية السنة في لبنان، فهي تعتبر اليوم حليفا لآل الحريري. ويعتبر المحلل الامين ان سبب ذلك أن الطائفة السنية اخذت مكانتها في لبنان منذ زمن وهي طائفة تتمتع عموما بأوضاع مالية واقتصادية مستقرة وهم أغلبهم من التجار ومن الطبقة الوسطى، عكس الطائفة الشيعية التي كان عدد كبير من أبنائها من المزارعين وأهل الريف. وعلى الرغم من أن دار الفتوى مؤسسة وجدت حتى قبل نشوء دولة لبنان وكانت موجودة في ظل السلطنة العثمانية، الا انها لم تضع يوما في مواجهة السلطة السياسية وتصطدم بالزعامة السياسية أبدا بل كانت منسجمة معها. ويعتبر حضور الرئيس السابق الذي اغتيل رفيق الحريري من أهم وأقوى الزعامات السياسية السنية، واليوم حلّ محلّه ابنه سعد الدين الحريري. فهو كان الرأسمالي الليبرالي ولم يشعر معه أبناء طائفته بأنهم مهددون.

وهنا تجدر الاشارة الى ان دار الفتوى ودار الطائفة الدرزية والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى هي مؤسسات تابعة للدولة اللبنانية ماليا، أي أن ميزانية شهرية تخصص لرجال الدين فيها ولموظفيها من صندوق الدولة. وتستثنى البطريركية المارونية التي تتمتع باستقلالية مادية وتعتبر مؤسسة قائمة بذاتها. وبالعودة الى الطائفتين الشيعية والمسيحية، فان تداخل السياسة والدين لديهما، وان كان لأسباب مختلفة جدا وبأشكال متفاوتة جدا، سبب ردود فعل مختلفة ومتفاوتة. وجعل البعض يعتقد أن حساسية الطائفة الشيعية تجاه المسّ بقائدها الروحي والسياسي مرتفعة أكثر بكثير من حساسية المسيحيين تجاه التعرض لرأس طائفتهم... فمقابل احراق الدواليب والتظاهر لدى الشارع الشيعي، فان الشارع المسيحي لم يتحرك فعليا ولم تتعد تحركاته الرافضة الزيارات التضامنية التي قامت بها وفود شعبية الى البطريرك، اضافة الى تصريحات السياسيين المسيحيين وغير المسيحيين الرافضة للهجمة على رأس الكنيسة.

إلا أن الاب طوني خضرا يرفض هذه المقولة ويرى ان المسيحيين حريصون على الحفاظ على مقامات رجال الدين لديهم تماما كحرص الشيعة على الحفاظ على كقامات رجال دينهم. ولكنه يقول لـ «الشرق الأوسط» إن «الكنيسة لها صدر واسع وتتقبل النقد في وقت ان هناك فئة أخرى لا تتقبل النقد»، ويشدد على أن الكنيسة تعلم أبناءها حرية التعبير والديمقراطية. ومن هنا يرى ان انقسام الشارع المسيحي حول البطريرك «دليل عافية وديمقراطية»، ولكنه يشدد على أن حرية التعبير يجب أن تكون من دون شتائم ومن ضمن أصول التخاطب. ويؤكد آلان عون كذلك حرص المسيحيين المعارضين على مقام البطريرك ويؤكد أن التعرض له أمر غير مقبول، كما يعتقد أن الكلام الخارج عن الاصول السياسية غير مقبول حتى بين السياسيين أنفسهم. ويرفض آلان القول إن المسيحيين غير حريصين على صورة قادتهم الروحيين بقدر حرص أبناء الطائفة الشيعية، ولكنه يقول إن طريقة التعبير لدى الفريقين «مختلفة». ويرى ان تعبير المسيحيين عن انزعاجهم من التعرض للبطريرك كان «تعبيرا حضاريا ومن غير الضروري أن يتطور الى أكثر من ذلك». أما حزب الله، فقد رفض التعليق على الموضوع وحتى بشكل عام، وقال المسؤول الاعلامي في الحزب الدكتور رياض رحال لدى اتصالنا به وسؤاله عن رأيه بتدخل رجال الدين بالسياسة في لبنان، إن «الحزب لن يتحدث في الموضوع في الوقت الحالي.. هناك أمر من القيادة ولا يمكننا خرقه». اللبنانيون الشيعة قالوا حين تناول شربل خليل السيد نصر الله في برنامجه، إن خليل تعرض لمقام ديني، وهو أمر لن يقبلوه اطلاقا. خليل ردّ معتذرا ولكنه أوضح أنه تناول السيد نصر الله كسياسي وليس كرجل دين. الشيعة طبعا رفضوا هذا التبرير. فالسيد حسن نصر الله بالنسبة لهم هو رجل دين وسياسي ولا يمكن ان يروه أبدا سياسيا فقط مجردا من عمامته. الأمر اختلط على شربل خليل... وعلى كثيرين غير شربل خليل. رجال الدين والسياسة في لبنان.. لعبة معقدة من دون شك.