اقتصاد الضحك

بعد 90 عاما على إنتاجهما أول فيلم كوميدي.. لا يزال العالم يضحك على الأخوين «لوريل آند هاردي»

الكوميدي الاميركي الشهير دون ريكليس يلتقط صورة مع احد الشخصيات الكاريكاتورية (السيد رأس البطاطا) في فيلم «توي استوري» بوالت ديزني في لوس انجليس 23 فبراير الماضي (أ.ب)
TT

خلال مهرجان «اوسكار» (لأحسن الافلام الاميركية) يوم الاحد الماضي، عرض شريط قصير، ابيض واسود، وصامت، عن المسلسل الفكاهي «لوريل آند هاردي»، بمناسبة مرور تسعين سنة على انتاج اول فيلم فكاهي: «ذا لكي دوغ» (الكلب المحظوظ)، بطولة الثنائي الفكاهي ستان لوريل، واوليفر هاري. في سنة 1917، تقابلا لأول مرة، وفي السنة التالية بدآ انتاج الفيلم، وفي السنة التي بعدها ظهر الفيلم.

جمعهما ستوديو «هال روش»، واحد من اوائل استوديوهات الانتاج السينمائي في هوليوود التي اهتمت بالافلام الفكاهية الصامتة، التي كانت البداية حيث لم تظهر الافلام الناطقة الا سنة 1930، ولم تظهر الافلام الملونة إلا سنة 1960. ولكن شعار «فاني إز ماني» (الفكاهة مال)، لم يطلق الا عام 1919 مع انتاج هوليوود للفيلم الفكاهي «ذا لاكي دوغ» بطولة الثنائي لوريل وهاردي. ومن وقتها صار للضحكة ثمن.. وميزانيات كبرى توضع واقتصاديون كبار يقفون وراءها.

في سنة 1910، ظهر اول شريط سينمائي. وفي سنة 1914، ظهر اول فيلم: «اولد كاليفورنيا»، يروي قصة حرب بين الاميركيين والمكسيكيين، عندما كانت ولاية كاليفورنيا تابعة للمكسيك. بعد سنة، انتج سيسل ديميل فيلم «سكومان»، الذي ذهب في وقت لاحق الى مصر، وانتج فيلم «الوصايا العشر». وبعد سنة، أنتج ديفيد غريفين فيلم «مولد أمة» وقد واجه انتقادات بأنه ركز على الجنس الابيض، واساء الى السود، وركز على اغتصاب زنوج لنساء بيضاوات، ومجد منظمة «كوكلس كلان» العنصرية.

لكن، كان الثنائي الفكاهي «لوريل آند هاردي» أول من دخل عالم السينما الفكاهية. وبالاضافة الى السينما، قدما عروضا على مسارح، وفي برامج اذاعية. ومن الافلام التي قدماها: «بيغ بيزنس» (شركات عملاقة)، و«ليبرتي» (الحرية) و«ميوزيك بوكس» (صندوق الموسيقى). وقد فاز الفيلم الاخير بجائزة «اوسكار» للافلام الفكاهية في سنة 1932، وكان اول فيلم يفوز بالجائزة. وقد صادف احتفال مهرجان «اوسكار»، يوم الاحد الماضي، مرور تسعين سنة على اول فيلم للثنائي الفكاهي، وايضا صادف مرور خمسة وسبعين سنة على فوز الفيلم بجائزة «اوسكار».

في الفيلم اشترت ماري شوارتزهينهوفن آلة بيانو موسيقية، هدية عيد ميلاد الى زوجها البروفسور ثيودور شوارتزهينهوفن، استاذ كيمياء مناكف في جامعة في ولاية كاليفورنيا. تولى الثنائي الفكاهي نقل البيانو، داخل صندوق ضخم، الى شقة العائلة، على ظهر عربة خشبية يقودها حصان «ذكي». في الفيلم، يبدو ان الحصان اذكى من الرجلين، عندما وضعا البيانو على ظهر العربة، وعندما طافا من شارع الى شارع يبحثان عن شقة البروفسور، وبطريقة غير مباشرة، فهما من الحصان ان موظف مكتب البريد في المدينة يعرف كل عناوين الناس، ويجب ان يعرف اين يسكن البروفسور.

بعد الوصول الى العمارة السكنية واجهت الرجلين مشكلة نقل البيانو الى شقة البروفسور في الطابق الثاني عن طريق سلم ضيق ومتعرج، قبل اختراع المصاعد الكهربائية. وقع البيانو اكثر من مرة، وتدحرج اكثر من مرة، وفقد الرجلان اكثر من قطعة من ملابسهما حتى بات أحدهما في مرة من المرات، شبه عار. وعندما حاولت امرأة جميلة تسكن العمارة السكنية ان تصعد الى شقتها، نسيا البيانو، وتغزلا فيها، فوقع البيانو من ايديهما، وتدحرج حتى اسفل السلم. وعندما ضحكت على غبائهما، شتماها.

وعندما شتماها، ضربتهما بزجاجة نبيذ كانت تحملها، فتكسرت الزجاجة فوق رأسيهما، وسال النبيذ فوق كتفيهما. وقاما بسحب البيانو مرة اخرى الى اعلى.. لكن المرأة نزلت الى الطابق الارضي، واشتكت الرجلين للشرطة، وعندما جاء رجل الشرطة، خاف منه الرجلان، فأسقطا البيانو فتدحرج الى اسفل السلم، مرة اخرى. أنبهما رجل الشرطة على شتم المرأة الجميلة، وضحك على غبائهما، ولم يصدق انهما قضيا ساعتين ولم يبلغا الطابق الثاني في العمارة السكنية.

وجاء البروفسور، ليصعد السلم الى شقته، ولم يكن يعرف ان البيانو، الذي تهشم كثيرا سيكون هدية مفاجئة له. وقال له الرجلان «هذا بيانو مهم لرجل مهم.. كن حذرا». وغضب البروفسير واجاب: «هل البيانو اهم مني انا البروفسور صاحب شهادة كذا، وشهادة كذا» وقضى وقتا طويلا يتكلم عن شهاداته، وكتبه، وخبراته. وقام بضرب الرجلين وحاول تهشيم البيانو. ودارت معركة، اعتدى خلالها الرجلان على البروفسور، ووقعت قبعته الى اسفل السلم، حتى مدخل العمارة السكنية، وحتى الشارع. وعندما اسرع البروفسور ليلتقط قبعته، مرت سيارة فوقها، وكادت ان تقتله هو. غضب البروفسور اكثر، واقسم على تحطيم البيانو، وهو يصرخ: «انا اهم من البيانو.. هل عند البيانو دكتواره؟ هل كتب البيانو مراجع اكاديمية». ثم حمل الرجلان البيانو المهشم الى اسفل السلم، بل خارج العمارة السكنية، في محاولة لإدخاله الى الشقة عن طريق النافذة. نجحا هذه المرة. وفوجئا بالبروفسور، مرة أخرى امامهما. فأكدا له ان هذا البيانو هو له، فرد عليهما انه لم يشتر اي بيانو، ولا بد انهما وصلا الى المكان الخطأ. وعندما رفضا، حمل فأسا ليهشم البيانو تهشيما نهائيا. ومن حيث لا يدريان، بدأ البيانو يعزف السلام الجمهوري الاميركي «ستارز سبانغلد» (نجوم واشرطة). وصمت الجميع تحية للسلام الوطني.

وجاءت الزوجة، وقالت لزوجها انه يجب ألا يحطم البيانو لأنه هدية.. أرادت ان تفاجئه بها في مناسبة عيد ميلاده. هدأ البروفسور، وقبل الهدية، واعتذر للرجلين. واعتذر الرجلان ايضا له. وقدما له هدية عبارة عن قلم حبر، وقالا: «لتكب بهما رسالة دكتوراه ثالثة». لكن القلم.. كان مقلبا آخر، فعندما فتحه البروفسور، رش الحبر على وجهه... وانتهى الفيلم. هكذا كانت البداية.. عنما تم تصوير الضحكة، فيلما، وصار للضحك ثمن.. وصناعة.. واقتصادات. رغم مرور 75 سنة على فيلم «ميوزيك بوكس»، لا يزال الإقبال عليه في زيادة: في شرائط سينمائية، وفي اقراص مدمجة (سي دي)، والآن في الانترنت. وصار للرجلين الفكاهيين لوريل وهاردي (واحد سمين والثاني نحيف) مواقع في الانترنت، واندية معجبين ومعجبات، ربما لم يكن اي واحد منهم ولد عندما ظهر الفيلم.

لماذا كل هذا الإقبال على افلام قصيرة، وغير ملونة، وبعضها صامت؟ قبل سنتين، كتب كيب هارنس، كندي متخصص في الكتابات الفنية، كتاب «فن لوريل وهاردي»، قال فيه: «في الوقت الحاضر، لا يجلس شخص امام تلفزيون، ويفتح قناة، ويقفل الصوت، ويشاهد اي برنامج. يبدو غريبا. ولن يقدر على متابعة محتويات البرنامج. لكن، قبل ثمانين سنة، كان الناس يذهبون الى دور السينما، ويقفون في صفوف طويلة، ويشترون تذاكر، لمشاهدة افلام صامتة. بالاضافة الى انها كانت غير ملونة».

واضاف: «في الوقت الحاضر، نشاهد الفكاهيين في التلفزيون يلقون نكاتا بعد نكات، ويضحكوننا. لكن، لم يكن سهلا على الفكاهيين قبل ثمانين سنة ان يضحكوا المتفرجين في افلام صامتة. ولهذا، لجأوا الى الحركات والاشارات. وهذا هو سر نجاح الثنائي لوريل وهاري. وهو سر تقديرنا لهما بعد كل هذه السنوات».

مثلا: في فيلم «نايت آول» (بومة الليل)، مثل الرجلان دوري لصين يريدان نهب منزل بالليل بدون ايقاظ الذين في داخله. تحت نافذة، رفع الاول الثاني وادخله عبر النافذة. وباشارات صامتة، طلب الاول من الثاني ان يفتح الباب الامامي ليدخل هو. فتح الثاني الباب الامامي، لكن وقع الاول على الارض، وعندما حاول الثاني رفعه، انغلق الباب. وعادا مرة اخرى ليدخلا المنزل عن طريق النافذة. تكرار مثل هذا المنظر، مثل تكرار منظر البيانو وهو يسقط من اعلى السلم، مرة بعد مرة، من اسباب ضحك المشاهدين. وكتب هارنس عن سبب آخر، وهو «سلاب ستيك»(المبالغة الهزلية): مثلا: زوجة ضربت زوجها بقدر عملاق، احدث صوتا عاليا، ووقع الزوج على الارض وكأن رأسه قد تهشم. مثلا: عاشق زوجة هرب عندما دخل الزوج المنزل، وبدلا من ان يجري نحو الباب، جرى، في سرعة هائلة، نحو الحائط، وضرب الحائط حتى اهتز الحائط، بصوت عال، ووقع الرجل على الارض وكأنه مات. حتى اليوم، تستخدم المبالغة الهزلية.. ففي فيلم «هوم ألون» (وحيدا في المنزل): حاول الصبي ماكولي كولكن وعمره ثماني سنوات، وهو وحيد في المنزل، منع لصين من دخوله. واستعمل حيلا مثل: إيقاع اللصين في بئر مرحاض. واحراقهما ببترول سائل. وتزحلقهما على شحم. وتشويه وجهيهما. وتكسير عظامهما.

تجمع هذه الافلام المناظر الآتية: اولا: الم مصطنع بدون الم حقيقي. ثانيا: خلط الواقع مع الخيال. ثالثا: اضافة اصوات عالية جدا. رابعا: تعقيد الخروج من المأزق.

تعود جذور المبالغة الهزلية الى المسارح اليونانية والرومانية القديمة. مثلا: يضرب شخص يمثل ملكا شخصا يمثل شيطانا، ضربا مبرحا حتى يقتله. ومثلا: تضرب امراة رجلا يريد اغتصابها في منطقة عورته ضربا يجعله يتألم ألما شديدا. وفي بعض الروايات الفكاهية التي كتبها وليام شكسبير، الروائي البريطاني، الذي توفي سنة 1616، مناظر تعذيب قصد بها الترفيه.

لكن، قبل ثلاثين سنة، قادت اكاديمية طب الاطفال الاميركية حملة ضد ما اسمته «التعذيب المتعمد» في الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية. وقالت ان الاطفال لا يفهمون الفرق بين التعذيب الحقيقي والتعذيب الفكاهي. وان بعضهم يريدون تقليد ما يشاهدون ضد بعضهم البعض. وعن اقتصاداات الافلام الفكاهية، كان مايكل فوشز، رئيس سابق لشركة «اتش بي او» التلفزيونية، يردد دائما شعار: «فاني إز ماني» (الفكاهة مال). ورغم ان بعض الذين يكتبون عن تجارة الفكاهة في الافلام السينمائية، والمسلسلات التلفزيونية، ينسبون هذا الشعار اليه، قال بيل كارتر، صحافي اقتصادي في صحيفة «نيويورك تايمز»، انه ليس صاحب الشعار، وان الشعار بدأ في هوليوود مع انتاج اول فيلم فكاهي في هوليوود: فيلم «ذا لاكي دوق» بطولة الثنائي لوريل وهاردي، سنة 1919.

لكن، منذ قرابة عشرين سنة، لعبت شركة «اتش بي او» دورا كبيرا في التركيز على الافلام والمسلسلات الفكاهية لتحقيق ارباح اكثر من ارباح الافلام والمسلسلات العادية. وذلك لاكثر من سبب: اولا: تقل تكاليف الانتاج الفكاهي عن غيره. ثانيا: تبشر «الفكاهة الجديدة» بمستقبل افضل بالمقارنة مع فكاهة الثنائي لوريل وهاردي. ثالثا: زيادة مشاهدة الاميركيين للافلام والمسلسلات الفكاهية ربما بسبب كثرة مشاكل الحياة.

رابعا: زيادة قنوات توزيع الافلام والمسلسلات مع ظهور تلفزيون الكيبل، والفضائي، والآن الانترنت.

وتعتبر شركة «اتش بي او» رائدة في تلفزيون الكيبل اسمها الكامل: «هوم بوكس أوفيس». وفي وقت لاحق صارت تابعة لشركة «تايم وورنر»، ثم وجدت منافسة قوية من شركة «فياكوم» التي تملك تلفزيون «ام تي في» (التلفزيون الموسيقي).

وقال لاري غيربرانت، مستشار اقتصادي في شركة «بول كيغان»، بنيويورك: «ظهرت منافسة ساخنة في مجال الافلام والمسلسلات الفكاهية. نحن نتحدث عن بلايين الدولارات». واكدت ذلك احصائيات: صارت نسبة الافلام الفكاهية التي تستأجر ثمانين في المائة من جملة الافلام المؤجرة. وتضاعفت مواقع الانتاج الفكاهي من 50 الى 500 خلال عشرين سنة. هل افلام شركة «ديزني» فكاهية؟.. سؤال يختلف كتاب فنيون واقتصاديون في الاجابة عليه. وترجح الاغلبية انها خليط من فكاهة وحب، ولهذا يجب ان توضع في قائمة الافلام الفكاهية. وليس سرا ان نصف ارباح شركة «ديزني» من الافلام، والبقية من المتنزهات والقنوات التلفزيونية، مثل تلفزيون «اي بي سي». لكن، لا يعتبر هؤلاء ان انتاج شركة «ديسكفري» التي، ايضا، استغلت زيادة توزيع التلفزيون بالكيبل وبالفضائي وحول العالم، انتاج فكاهي. لكن، يصور نجاحها بعد تضاعف دخلها عشر مرات خلال عشر سنوات، بسبب تحولها الى انتاج الفكاهة الى هذه الوسائل الجديدة بعد ان كانت قاصرة على التلفزيون اللاسلكي (الإريال) القديم. وتصور المنافسة على الانتاج الفكاهي قضية رفعتها، قبل سنوات، شركة «فياكوم» ضد شركة «تايم وورنر» بثلاثة بلايين دولار، وذلك في خلاف حول حقوق نشر افلام ومسلسلات فكاهية.

ويصور ذلك، ايضا، نجاح تلفزيون «كوميدي سنترال» التابع لشركة «فياكوم»، والذي بدأ قبل عشرين سنة، ويقدم، بالاضافة الى الافلام والمسلسلات الفكاهية، برامج اخبار فكاهية، وحتى اخبار الطقس الفكاهية. ومن اشهر برامجها «ديلي شو» (البرنامج اليومي) الذي يقدم فيه جون ستيوارت نشرة اخبار نصفها فكاهي ونصفها جاد. ولعبت افلام ترفيهية وفكاهية في تلفزيون «ام تي في» دورا كبيرا في زيادة ارباح شركة «فياكوم». في السنة قبل الماضية، حققت دخلا وصل الى عشرة بلايين دولار، منها اكثر من بليون دولار ارباح صافية.

* «هوم ألون» أكبر الأفلام الكوميدية دخلا

* حقق نصف مليار دولار

* ليست الأفلام الفكاهية التي تنتجها هوليوود هي الأكثر دخولا. لكنها، خلال السنوات القليلة الماضية، زادت دخولا. ويظل فيلم «تايتانك» الدرامي هو الاول: قرابة ملياري دولار. وبعده «قراصنة البحر الكاريبي» الدرامي ايضا: اكثر قليلا من مليارد دولار.

كل الافلام الخمسين في القائمة اما درامية، أو افلام جريمة، مثل «ميشن امبوسيبل» (مهمة مستحيلة). او افلام خرافات، مثل «هاري بوتر». او افلام مغامرات، مثل «سبايدرمان» (الرجل الوطواط). او افلام ألغاز، مثل «ماتركس». أو مغامرات، مثل «ستار ور» (حرب النجم).

الفيلم الخمسون في القائمة، هو فيلم فكاهي، هو «هوم الون» (وحيدا في المنزل). وهو اكثر فيلم فكاهي دخلا: نصف مليار دولار. وربما سبب نجاحه هو نفس سبب نجاح افلام الثنائي الفكاهي «لوريل وهاردي» التي صدرت قبل ثمانين سنة. استخدم الفيلم نفس المبالغة الهزلية.

في الفيلم، حاول الصبي ماكولي كولكن (عمره ثماني سنوات)، وهو وحيد في المنزل، منع لصين من دخول المنزل. واستعمل حيلا مثل: ايقاع اللصين في بئر مرحاض. واحراقهما ببترول سائل. وتزحلقهما على شحم. وتشويه وجهيهما. وتكسير عظامهما. وهناك فيلم «عائلة فوكرز» الفكاهي، الذي صدر قبل اربع سنوات، وبلغ دخله اربعمائة مليون دولار. وفيلم «ترو لايز» (اكاذيب حقيقية)، الذي صدر قبل اربع عشرة سنة، وبلغ دخله اقل من اربعمائة مليون دولار. وفيلم «عرس اليونانية السمينة»، الذي صدر قبل ست سنوات، وبلغ دخله نفس دخل الفيلم السابق تقريبا.

ومن الأفلام الفكاهية التي زاد دخلها عن مائتي مليون دولار:

«من أوقع الأرنب روجر؟»، قبل عشرين سنة. و«كيف سرق غرنش الكرسماس؟»، قبل ثماني سنوات. و«شرطي بفرلي هيلز»، قبل 24 سنة. و«اوستن باورز»، قبل تسع سنوات. و«لايار لايار» (كذاب كذاب)، قبل عشر سنوات. و«دكتور دوليتل»، قبل عشر سنوات. وصارت واضحة زيادة الاقبال على الافلام الفكاهية خلال العشر سنوات الماضية. هذا بالاضافة الى صدور حلقات اضافية من افلام ناجحة، مثل «هوم الون» الذي صدرت منه ثلاث حلقات. ومثل «اوستن باورز» الذي صدرت منه حلقتان.

ومع زيادة الاقبال على الافلام الفكاهية، يقل الاقبال على مشاهدة كل الافلام بصورة عامة. ومن اسباب ذلك: اولا: زيادة استعمال الكمبيوتر. ثانيا: زيادة القنوات التلفزيونية. ثالثا: كبر سن «الجيل العظيم». رابعا: زيادة كاميرات التصوير المنزلي. خامسا: زيادة تهريب وتزوير الافلام.

لكن، كما كتبت مجلة «تايم»، هناك صلة بين زيادة الاقبال على الافلام الفكاهية وزيادة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، في الولايات المتحدة بصورة خاصة. هذا بالاضافة الى ان الافلام الدرامية لا تجد اقبالا كثيرا وسط الجيل الاقل من عشرين سنة (طلاب المدارس الثانوية والجامعات). يميل هؤلاء نحو «الافلام الاجتماعية» (حب، وزواج، وطلاق، وتربية اطفال) التي تصور حياتهم اليومية، وتجعلهم قادرين على ان يقارنوا بين انفسهم وبين الممثلين والممثلات في هذا الفيلم او ذاك. ولأن نسبة غير قليلة من «الافلام الاجتماعية» فكاهية، او تميل نحو الفكاهة، فهذا ما يزيد الاقبال عليها.