الثعلب.. يقلب الطاولة

الأدميرال وليام فالون.. صار «بطلا» وسط العسكريين الأميركيين لمجرد أنه استقال بعد خلاف مع رؤسائه المدنيين

TT

يوم الاربعاء، نفت دانا برينو، المتحدثة باسم البيت الأبيض، ان استقالة ادميرال وليام فالون، قائد القيادة الوسطى، لها صلة بخطة للرئيس جورج بوش لضرب ايران. وقالت انه لا يوجد شخص في الحكومة الاميركية يريد ضرب ايران. لكنها قالت ان الرئيس بوش لا يستبعد استخدام القوة في الخلاف بين البلدين، حول امكانيات ايران النووية، لأن ذلك «يساعد على نجاح الدبلوماسية، ويجعلها اكثر فعالية».

وكان الادميرال قد استقال يوم الثلاثاء، وسط اخبار بأن الرئيس بوش، ونائبه ديك شيني، ضغطا عليه، تمهيدا لضرب ايران خلال هذه السنة، وقبل نهاية فترة بوش الرئاسية في يناير (كانون الثاني) المقبل. لكن، في نفس اليوم، قال متحدث باسم البنتاغون ان الادميرال هو الذي «طلب الاذن بأن يحال الى المعاش». وان روبرت غيتس وزير الدفاع، هو الذي «وافق، وقال انه اختيار حسن».  غير ان صحيفة «نيويورك تايمز»، قالت ان الوزير كان يتوقع استقالة الادميرال، وخاصة بعد اخبار نشرتها مجلة «اسكوايار» في بداية الاسبوع بأن الأدميرال اعترض على سياسة الرئيس بوش نحو ايران.  وقال انه هو الوحيد، وسط كبار المسؤولين، الذي يعارض ضرب ايران. وقالت اخبار اخرى ان بوش، ونائبه شيني، يخططان لضرب ايران قبل نهاية فترة الادارة الحالية، وان الادميرال اعترض. وهدد بأنه سيستقيل اذا اجبر على قيادة عملية عسكرية ضد ايران. ويبدو ان الادميرال ندم على تصريحاته الصريحة الى مجلة «اسكوايار»، وذلك لأنه قال، في بيان اصدره يوم استقالته، من بغداد، عن طريق قيادة القوات الوسطى في تامبا (ولاية فلوريدا): «لا صحة للاخبار الصحافية التي قالت ان هناك خلافات حول سياستنا في منطقة القيادة الوسطى». واضاف الادميرال: «مجرد نشر اخبار بهذا المعنى تعرقل واجبي في ان اخدم المصالح الاميركي في منطقة القيادة الوسطى».

لكن، ندم الادميرال او لم يندم، فإن حقائق كثيرة تبقى: اولا، ليس سرا ان جنرالات في البنتاغون يتفقون معه على ان ضرب ايران سيثير غضب المسلمين، وسيعرقل السياسة الاميركية في الشرق الاوسط. ثانيا: ليس سرا ان ضباطا صغارا في البنتاغون انتقدوا الجنرالات الذين اشتركوا في غزو العراق لأنهم لم يعلنوا، صراحة، رأيهم في الغزو. وان هؤلاء سعيدون الآن، لأن قائد القوات الوسطى استقال، بعد ان غامر، وقال رأيه في صراحة. ثالثا: حسب التقاليد العسكرية الاميركية، رغم كل شيء، يجب ان يتمتع الجنرالات، وبقية العسكريين، بثقة رؤسائهم المدنيين (مثل وزير الدفاع). وبينما يعتبر وزير الدفاع روبرت غيتس من المدنيين الذين يتفقون مع الادميرال بمخاطر ضرب ايران، يبدو ان الرئيس بوش غضب على تصريحات الادميرال الى مجلة «اسكوايار». وبالتالي، فقد ثقته به. وبالتالى كان لا بد أن يستقيل.

لهذا، في البداية، نفي وزير الدفاع ان لاستقالة الادميرال صلة بضرب ايران، وقال: «هذا شيء سخيف». وكان قال، قبل ذلك بيوم واحد، انه يثق بالادميرال. وايد الوزير، في نفس اليوم جوزيف موريل، المتحدث باسم البنتاغون، وقال: «تستمر بين الوزير والادميرال علاقة عمل حسنة.. لا يحدث ذلك اذا لم يكن الوزير يثق بالادميرال ثقة كافية». لهذا، يبدو ان الوزير وجد نفسه بين امرين احلاهما مر. وطبعا، كان لا بد ان يؤيد الرئيس بوش. او يستقيل هو الآخر. على اي حال، يبدو ان الوزير نفسه لا يكاد ينتظر حتى يترك وظيفته. ونقلت، يوم الثلاثاء، وكالة «اسوشييتدبرس» انه كان قال لصحافيين، عندما عين وزيرا للدفاع انه لا يكاد ينتظر حتى يترك الوظيفة. وانه، خلال زياراته الخارجية، عندما تطول وتتعقد، كان يطلع صحافيين على نتيجة اتوماتيكية تحسب الايام التي بقيت له في منصبه، وهو لا يكاد ينتظر. واكد ذلك موريل، المتحدث باسم البنتاغون، وقال ان الوزير «اتفق مع زوجته» على ان يعتزل، ويسافرا الى منزلهما في بوغي ساوند (ولاية واشنطن). لكن من المؤكد انه لن يتقيل قبل نهاية فترة بوش.

من هو الادميرال فالون الذي يبدو انه صار «بطلا» وسط العسكريين الاميركيين لمجرد انه استقال بعد خلاف مع رؤسائه المدنيين؟ عمره اربع وستون سنة، وولد في ايست اورنغ (ولاية نيوجيرسي)، في عائلة كاثوليكية متدينة. ونال بكالوريوس من جامعة فيلانوفا (في ولاية بنسلفانيا) الكاثوليكية. وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة اولد دومنيون (في ولاية فرجينيا) شبه الدينية، والتي كانت جزءا من جامعة وليام آند ماري (في ولاية فرجينيا) شبه الدينية ايضا.

لهذا، صار واضحا اثر التربية الدينية في الادميرال. ولاحظ ذلك زملاؤه في كلية الحرب البحرية (ولاية رود ايلاند)، حيث تخرج ضابطا سنة 1967.

ولاحظ نفس الشيء زملاؤه الذين عملوا معه في فيتنام، حيث كان طيارا في البحرية. وبعد فيتنام، عمل في حاملات طائرات وسفن حربية مثل: «ساراتوغا» و«رانجر» و«نيمتز» و«ايزنهاور» و«روزفلت». وفي سنة 1991، خلال حرب تحرير الكويت، اشترك في عمليات عسكرية من على حاملة الطائرات «روزفلت». وفي سنة 1995، خلال حرب الصرب والبوسنة، كان مسؤولا عن «روزفلت»، وعن السفن العسكرية التابعة لها، كجزء من الاسطول السادس في البحر الابيض المتوسط. وفي سنة 2001، عندما بدأت حرب حروب بوش ضد الارهاب، كان قائدا للاسطول الثاني في المحيط الاطلسي. وفي نفس السنة، صار نائبا لقائد العمليات البحرية. وبعد ذلك بسنتين، صار نائبا لقائد كل الاساطيل البحرية. ثم قائدا للاسطول السابع في المحيط الهادئ. ثم، في السنة الماضية، اختير قائدا للقيادة الوسطى.

خلف الادميرال فالون الجنرال جون ابي زيد (والده لبناني مسيحي وأمه أميركية، ودرس في الدول العربية، ويتكلم العربية بفصاحة). وصار فالون اول ادميرال يقود القيادة الوسطى، لأن جنرالات الجيش ظلوا يقودونها بسبب ظروفها الجغرافية. في ذلك الوقت، كتبت صحيفة «سنت بيترسبيرغ تايمز» في تامبا (ولاية فلوريدا): «يسمونه «فوكس» (الثعلب). وها هو يخلف «العربي» (اشارة الى أبي زيد)». وربما عن غير قصد، وربما عن قصد، قالت الصحيفة: «عندما انتهت مراسم التسليم والتسلم داخل حظيرة للطائرات في قاعدة ماكديل، وبحضور وزير الدفاع غيتس، كان الطقس رديئا في الخارج. وعندما القى الأدميرال خطبته الرسمية، اشار الى الوضع في العراق، وكأنه يربط بينه وبين الطقس. وقال: «ستشرق الشمس. اعاهدكم«.

ولاحظت الصحيفة ان الجنرال ابي زيد كان قليل الكلام، ورفض الحديث الى الصحافيين. وربطت بين الجنرال والادميرال، بين «الثعلب» و«العربي»، بين خريج البحرية وخريج الجيش، بين الأصغر سنا (أبي وزيد، 55 سنة)، والاكبر سنا (الادميرال، 62 سنة)، بين «سيرج» (قرار الرئيس بوش بارسال عشرين الف جندي اضافي الى العراق)، وبين «صن رايز» (شروق الشمس، والانسحاب من العراق، كما لمح الادميرال).

الآن، تقاعد ابي زيد، ويعكف على كتابة مذكراته. وسيحكم عليه الناس (والتاريخ). وسط انتقادات بأنه لم يكن ينتقد رؤساءه المدنيين (خاصة وزير الدفاع السابق رمسفيلد، ونائب الرئيس شيني). وحسب رواية بوب وودوورد، صحافي «واشنطن بوست» في كتابه «حالة انكار: حرب بوش الثالثة»، نعم، لم يكن ابي زيد مثل الادميرال فالون.

اشار الكتاب الى «مرة واحدة» كان فيها ابي زيد «صريحا». وقال ان ابي زيد ذهب، يوم 16 مارس (أذار) 2006 (وحرب العراق على اشدها) الى الكونغرس للادلاء بشاهدة. وخلال الشهادة قال ان الوضع في العراق «يسير سيرا منتظما نحو النصر». لكن، بعد الشهادة، ناداه الى مكتبه عضو الكونغرس جون مارثا (74 سنة، وضابط سابق في القوات الاميركية). ومن اوائل الذين انتقدوا حرب العراق، ولا يزال، حتى الآن، يريد عودة القوات الاميركية بأسرع فرصة ممكنة. سال عضو الكونغرس أبي زيد «في صراحة» عن الوضع في العراق. هذه المرة، رفع ابن زيد اصبعين، وقال ان الاختلاف بينه وبين عضو الكونغرس لا يزيد عن المسافة بين الاصبعين (بوصة تقريبا). اي أن ابي زيد يكاد يتفق مع عضو الكونغرس. لماذا، اذا، قال عكس ذلك في الشهادة العلنية؟ مهما كان السبب، استقال فالون لأنه تحدث «في صراحة»، وتقاعد ابي زيد مع ثناء خاص من الرئيس بوش، نقله اليه وزير الدفاع غيتس يوم سلم القيادة الى فالون.

منذ اول يوم في منصبه الجديد، توقع مراقبون ظهور مشاكل بينه وبين القادة المدنيين في البنتاغون، ناهيك من الرئيس بوش، والمتشددين. وسبب ذلك انه اثار غضب المتشددين عندما كان قائدا في المحيط الهادئ. في ذلك الوقت، اتهمته صحيفة «واشنطن تايمز» اليمنية، بأنه يتساهل نحو الصين. وكتبت: «منذ اول يوم له في منصبه الجديد، اعلن انه سيزور الصين (بقطع اسطول اميركية ترسو في ميناء شنغهاي). وقال ان الهدف هو تأسيس ما سماها علاقات عسكريين بعسكريين. يقصد علاقات مع جيش التحرير الشعبي» (الاسم الرسمي للقوات الصينية المسلحة).

وخلال اكثر من سنة، تخصصت الصحيفة في الهجوم على الادميرال. ومرة كتبت انه اصدر امرا «يمنع جمع معلومات استخباراتية عن الصين، خوفا من اغضاب العسكريين الصينيين. رغم ان الصينيين يتجسسون علينا اكثر من تجسس الروس علينا في قمة الحرب الباردة».

وعندما عين الادميرال قائدا للقيادة الوسطى، واصلت الصحيفة حملتها ضده. وثاني يوم اختياره، سألت: «هل سينقل ما يسميه استراتيجية واقعية من المحيط الهادئ الى الشرق الاوسط؟ هل سيواجه الارهابيين بنفس «الفلسفة السلمية» التي واجه بها الشيوعيين؟»، ثم انضم الى الحملة كتاب محسوبون على اللوبي الاسرائيلي في واشنطن. مثل فرانك غافني رئيس مركز «سيكيوريتي بولسي» (سياسة الأمن) في واشنطن.

كتب في ذلك الوقت: «لا أكاد اصدق ان الرئيس بوش عين الادميرال فالون قائدا للقوات التي تنفذ الحرب ضد الارهاب. خلال سنتين في المحيط الهادئ، في مواجهة الصين، برهن الادميرال على انه ليس مستعدا لمواجهة اعدائنا هناك. ويبدو انه سيعلن نفس الشيء نحو اعدائنا في الشرق الأوسط». وكتب غافني، امس الخميس، بعد استقالة الادميرال: «صدق ما قلت قبل سنة تقريبا». وفي تعليق لا يخلو من اساءة، كتب: «اقترح ان يترشح الادميرال نائبا لرئيس الجمهورية، اما نائبا لهيلاري كلنتون، او لباراك اوباما. لا اعتقد، ابدا، انه يصلح ان يكون نائبا لجون ماكين». وصار واضحا ان كثيرا من الذين يؤيدون اسرائيل يتهمون الادميرال بالتساهل نحو الارهابيين، بصورة عامة، ونحو ايران، بصورة خاصة.

ويبدو ان الادميرال نفسه لم يقصر في اثارة الانتباه نحوه، سلبا او ايجابا، اولا: اكثر من المقابلات الصحافية. ثانيا: اكثر من الاشارة الى آرائه المعتدلة. ثالثا: اكثر من نقد المسؤولين المدنيين في البنتاغون (مرة كاد ان ينتقد الرئيس بوش نفسه). في السنة الماضية، وفي مقابلة مع صحيفة «آسيا تايمز»، قال انه مستعد لأن يقدم استقالته اذا صدرت اليه اوامر بأن يضرب ايران. وفي السنة الماضية ايضا، في مقابلة مع تلفزيون «الجزيرة»، قال: «سئمت من اصوات طبول الحرب. حرب، حرب، حرب. اعتقد بأن ترديد عبارات الحرب والاختلاف والمواجهة ليس مفيدا، وليس مساعدا». واضاف، في اجابة عن سؤال آخر، قال: «لا اتوقع أن تقع حرب (مع ايران). وهذه هي استراتيجيتي».

وفي الاسبوع الماضي، جاءت مقابلة مجلة «اسكوايار»، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير. قال: «اعتقد ان مواجتنا مع دول المنطقة، يجب ان تكون حضارية، قبل ان تكون عسكرية. لهذا، فإن التركيز على الحرب يدل على وجهة نظر ضيقة». وفي اجابة عن سؤال عن تخفيض القوات الاميركية في العراق، قال انها يجب ان تخفض «الآن». وعن افغانستان، قال ان الرئيس حميد كرزاي يجب ان يأمر قواته بأن تحمى الوطن مع نهاية هذه السنة (وكأنه يدعو لسحب قوات حلف الناتو «الآن»).

يوم الاربعاء، رفضت دانا برينو المتحدثة باسم البيت الابيض، الاجابة عن سؤال من صحافي حول «زيارة وزير الدفاع الايراني الى تامبا» (قيادة القوات الوسطى في ولاية فلوريدا). واعتبرت السؤال افتراضيا. وكان الصحافي يشير الى تصريحات الادميرال حول ايران، والتي قال فيها ان وقتا سيأتي سيزور فيه وزير الدفاع الايراني تامبا، ويشترك في مؤتمر لوزراء دفاع المنطقة. (في الشهر الماضي، انعقد مؤتمر مماثل في تامبا).

وامس الخميس، كتبت صحيفة «واشنطن تايمز» اليمينية: «ستفسر ايران اي تنازل من جانبنا بأنه علامة ضعف. وستستغل ذلك لزيادة اسهمها ضدنا في المنطقة». لكن، امس الخميس ايضا، كتب ديفيد اغنايتس المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» رأيا عنوانه: «القائد الذي تحدث في صراحة». وقبل استقالة الادميرال، كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحية ان الادميرال «ليس من النوع المتطرف»، وان «يتساهل نحو باكستان». هذه اشارة الى اقتراح من نائب الرئيس شيني (ومن مرشحين من الحزب الجمهوري، خلال الحملة الانتخابية) بأن تضرب الطائرات الاميركية مواقع «القاعدة» و«طالبان» داخل باكستان. لكن، قال الادميرال انه يفضل ان تدرب القوات الاميركية جنودا باكستانيين ليضربوا هؤلاء داخل حدود وطنهم.

في السنة الماضية، قابل توماس بارنيت، صحافي «اسكوايار»، الادميرال في نادي الضباط في القاهرة. كانت مناورات عسكرية اميركية مصرية انتهت لتوها، تحت شعار «النجم الساطع». قال الادميرال للصحافي: «انا في مشكلة». سأل الصحافي، وكأنه يعرف الاجابة: «مع البيت الابيض؟» أومأ الادميرال برأسه بالايجاب. وقال الادميرال ان السبب هو عنوان في جريدة «ايجبشييان غازيت» الانجليزية المصرية، يقول بخط عريض: «اميركا لن تضرب العراق». وتحت العنوان صورة للادميرال، وهو يقابل الرئيس المصري حسني مبارك.

وقال الادميرال للصحافي، ان البيت الأبيض لم يرض عن العنوان، ولا عن الصورة. وارسلوا له برقية عاجلة، عن طريق البنتاغون، مستفسرين. قالوا له: «لماذا هذه التصريحات؟»، و«لماذا حتى تقابل مبارك؟». وقال الادميرال للصحافي انه لم يفهم غضب البيت الأبيض، خاصة على الاجتماع مع الرئيس مبارك. وقال: «ما دمت اقود القوات الاميركية في هذه المنطقة، أليس واجبي هو مقابلة المسؤولين في المنطقة؟».

وأشار الادميرال الى أنه، قبل يوم، القى محاضرة في القاهرة امام 250 من رجال الأعمال المصريين. وأن أغلبية اسئلتهم كانت عن العراق. وقال ان الذين سألوه كانوا يحملون معهم صحفا مصرية فيها عناوين عن حرب العراق. وانهم كانوا يريدون معرفة ماذا ستفعل اميركا في  العراق. وقال الادميرال: «جزء من وظيفتي هي الاجابة عن مثل هذه الاسئلة. واحيانا، تكون الاجابة غير السياسة الرسمية» (للرئيس بوش). وأشار الأدميرال الى حذائه العسكري، وقال: «هذه هي وظيفتي. هذه هي حياتي».