مورغان تسفانجيراي.. لا يحب ثرثرة المثقفين

خصم موغابي اللدود .. تعلم من أيام السجن والعمل في المناجم والأقبية كيف يكون صلدا

TT

يقول الكاتب الفرنسي روني دومون في كتابه «افريقيا انطلقت خطأً»: «تحتاج الدول الافريقية الى عقود حتى تصحح سوءات القيادات السياسية التي تولت الحكم بعد استقلال بلدانها.. وهي قيادات غير مجربة كانت تعوزها الخبرات، وسرعان ما غطست في أوحال الثراء غير المشروع، أو الحكم الفردي المتسلط».

زيمبابوي، على الرغم من انها نالت استقلالها في وقت متأخر كثيراً مقارنة مع الدول الافريقية الاخرى، في ابريل (نيسان) عام 1980، وجدت نفسها تعاني حكماً فردياً متسلطاً، حيث اراد روبرت موغابي «رجل الاستقلال» الذي حكم البلاد بقبضة حديدية طوال سنوات حكمه أن يثبت فعالية البطش، لكن «كان هناك بالمقابل من لا يخشى الارهاب الذي يمثله نظامه الذي يريد من الجميع الاعتقاد بان العمل من أجل إدخال اصلاحات ديمقراطية ودستورية جريمة».

هذا الرجل هو مورغان تسفانجيراي زعيم «الحركة من أجل التغيير الديمقراطي» الذي ظل يواجه سنوات حكم موغابي، ولم يتراجع قيد أنملة على الرغم من السجون والتعذيب الذي تعرض له بل حتى محاولات الاغتيال. ثمة تشابه في المسار السياسي لكل من مورغان ريتشارد تسفانجيراي، وهذا هو اسمه الكامل، والزعيم البولندي ليخ فاليسا. كلاهما نقابي، والاثنان يجمع بينهما الإيمان الجازم بأن لا حل سوى الديمقراطية والتعددية السياسية، ثم هما يعتقدان ان الحل هو صناديق الاقتراع والتعبئة الشعبية ضد الحكم المتسلط.

ولد مورغان في اسرة فقيرة في منطقة «غيتو» في مارس (آذار) 1952 في ما كان يعرف وقتها باسم «روديسيا الجنوبية» التي أصبحت زيمبابوي بعد الاستقلال، في حين صارت «روديسيا الشمالية» تعرف باسم زامبيا. وعلى غرار الاسر الافريقية كثيرة العدد كان مورغان أكبر اخوته التسعة، وكان والده الذي عمل نجاراً وعامل بناء غير قادر على الانفاق لتعليم جميع ابنائه، لذلك اضطر مورغان الى مغادرة المدرسة عام 1974 وقرر ان يعمل لمساعدة والده. عمل مورغان في مناجم منطقة «ماشونالاند» في وسط البلاد، وظل يتدرج الى ان اصبح مسؤولاً عن وردية عمل.

انخرط اثناء عمله بالمناجم في العمل النقابي، وهو النشاط الذي جعله ينخرط كذلك في منظمات تدعو للاصلاح الدستوري والسياسي. تدرج النقابي مورغان الى ان اصبح عام 1989 السكرتير العام لمؤتمر اتحاد النقابات. وكان من أهم الخطوات التي قام بها خلال تلك الفترة هو ابعاد اتحاد النقابات عن هيمنة حزب «زانو» الحاكم. ولم ينس موغابي لغريمه السياسي بعدئذٍ، هذه الخطوة، وبالمقابل تدهورت علاقة مورغان مع الحكومة.

أصبح مورغان هدفاً لمضايقات أجهزة الامن. وفي كل مرة يعتقل فيها كان يخرج من السجن وعلى وجهه آثار الضرب والكدمات، وكانت السلطات تقول إنه «رجل سليط اللسان» يستفز المحتجزين معه ويؤدي ذلك الى تعرضه للاعتداء من طرفهم. وتعرض مورغان ثلاث مرات لمحاولات اغتيال. وفي عام 1997 صرح للصحافيين قائلاً «الشر في روبرت موغابي لا حدود له» وكلفته تلك الكلمات غالياً. حيث هاجمت مجموعة أشخاص مجهولين مكتب مورغان وحاولت ان تقذف به من النافذة.. وافادت التحريات بان «الدافع كان هو السرقة» هكذا قالت الرواية الرسمية.

لكن مورغان لا يعرف الصمت. في عام 2001 عاد لتذكير الناس بأسوأ مذبحة ارتكبها نظام روبرت موغابي، وهي المذبحة التي تعرف باسم «غوكوراهندي» وهي اسم الوحدات التي ارتكبتها والتي دربها نظام كيم ايل سونغ في كوريا الشمالية. خلال تلك المجازر قتل مئات المعارضين، وأعدم كثيرون على مرأى من ذويهم، بل ان بعضهم أجبروا على حفر قبورهم أمام أسرهم وأهلهم في عدة قرى في الريف في زيمبابوي. ثم أطلق عليهم الرصاص ودفنوا في تلك القبور.

قال مورغان عن تلك المذابح «كانت تلك عملية همجية نظمها حزب زانو. ما كان يجب ان تحدث. إنها حادثة محزنة في تاريخنا، وبديهي ان الحركة من اجل التغيير الديمقراطي تريد معالجة القضية عن طريق العدالة. الذين تقع عليهم مسؤولية تلك الانتهاكات ضد حقوق الانسان يجب ان يحاسبوا على ما ارتكبوه» مورغان نقابي عنيد طموح شجاع وشعبي.. لا يتراجع.. لا يخمد.. مقدام لكن تعوزه حيل السياسيين.. جسده الضخم ورأسه المستدير استقبل من الضربات ما كان كافياً لقتله، لكنه في كل مرة كان يخرج سليماً معافى.. صوته أجش.. ويرى من يعرفونه عن كثب انه لا يجيد التفاوض لكنه يحدث تأثيراً عميقاً في نفوس الذين يحاورهم.. يدافع عن موقفه بعنجهية وشراسة.. عمله النقابي جعله لا يقبل بأنصاف الحلول.. لذلك اعتقد كثيرون بعد الانتخابات الاخيرة انه سيقبل «النجاح النسبي» الذي حققه عندما فاز ضد موغابي لكنه كان فوزاً لم يصل نسبة 50 بالمائة المطلوبة. بيد ان مورغان العنيد دفع الامور نحو توتر كامل مع موغابي وحزبه حيث قال بعد الانتخابات «المسلحون يعاد تأهيلهم.. القوات اعيد نشرها والبنك المركزي بالبلاد يطبع اموالا لإعادة تمويل العنف». وزاد «انني ارفض إجراء جولة إعادة في انتخابات الرئاسة وانا على يقين انني حققت فوزا واضحا على موغابي الذي يسعى الى ادخال البلاد في حرب بدون رغبة من الشعب». بل ان مورغان يتهم موغابي بنشر المحاربين القدماء وميليشيا موالية للحكومة وتجنيد مقاتلين لشن حرب ضد شعب زيمبابوي على غرار ما حدث عام 2000. مشكلة مورغان انه لا يتراجع عندما يكون ضعيفاً، ولا يتساهل عندما يكون قوياً. وعلى الرغم من انه يحيط نفسه بعدد كبير من المثقفين لكنه يهزأ بافكارهم «لا أحب ثرثرتهم» على حد قوله.

ظهرت مواهب مورغان القيادية بكيفية جلية عام 1997 عندما تأسس «المجلس الوطني الدستوري» حيث ترأس ذلك المجلس الذي كان يعتبر أهم منظمة من منظمات المجتمع المدني في زيمبابوي، وضم نقابات العمال واتحادات الطلاب والشباب ومنظمات المرأة والكنائس والمنظمات الحقوقية. عمل ذلك المجلس على المطالبة بإدخال اصلاحات دستورية وسياسية، بعد ان ضاق الخناق على زيمبابوي بسبب سياستها التي أدت الى عزلتها اقليمياً ودولياً. وظل مورغان تسفانجيراي رئيساً للمجلس حتى انتخب رئيساً لـ«الحركة من أجل التغيير الديمقراطي» التي أسسها عام 1999. واصبحت هذه الحركة هي الحزب الاساسي المعارض لنظام روبرت موغابي. وقاد مورغان الحملة ضد الاستفتاء الذي اجري في زيمبابوي في فبراير (شباط) عام 2000، وكان شعاره خلال تلك الاستفتاء «لا.. للديكتاتورية» وكانت النتيجة اول هزيمة ينالها موغابي، الذي قال تعليقاً على تلك الهزيمة «عملاء الرجل الابيض يحاولون التسلل من النافذة» ورد موغان الذي لا يهادن «لم نخرج اصلاً من بلادنا حتى نعود اليها من النافذة». لكن طموح مورغان لم يكن وقفاً على هزيمة موغابي في الاستفتاء، بل كانت تطلعاته تتجه نحو الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) عام 2002 .

يقول هربرت موريو، وهو صحافي يعمل في إذاعة صوت اميركا الموجهة نحو القارة الافريقية، «اعتقد مورغان بعد هزمه موغابي في الاستفتاء حيث صوتت الاغلبية ضد اصلاحاته الدستورية، أن الطريق اصبح ممهداً له بالفوز في انتخابات الرئاسة، لكنه لم يدرك ان النظام لا يمكن ان يستسلم» واضاف موريو لـ«الشرق الاوسط»: «روبرت موغابي ومعه نظامه كان مستعداً لان يفعل اي شيء للفوز في الانتخابات، لذلك حدثت عمليات تزوير، لكن الاهم من التزوير كان هو الضغط الذي مارسته السلطات الحكومية خاصة في القرى والريف على الناخبين حيث كان أعضاء حزب زانو يزورونهم ليلاً في منازلهم بذريعة القيام بحملة انتخابية لكنهم في الواقع كانوا يهددون الناخبين بان التصويت لصالح مورغان يمكن ان يؤدي الى مواجهتهم متاعب كبيرة».

وقال موريو، المتحدر اصلاً من زيمبابوي، إن كثيرين في تلك الانتخابات صوتوا بالفعل لصالح موغابي لسببين «إما لانه تم ترويعهم او لانهم لا يريدون ان يفقدوا مصادر عيشهم المحدودة إذا ما تعرضوا لمضايقات من طرف السلطات المحلية، وأجبر كثيرون على عدم الذهاب الى مراكز الاقتراع المشكوك في انهم سيصوتون لصالح مورغان». ويشرح موريو قائلاً: «إن الاوضاع الاقتصادية المتردية في زيمبابوي لم تكن تترك للناخبين فرصة الخيار خاصة في الارياف حيث يطحن الفقر الناس، وحيث يعتبر عمر الانسان في زيمبابوي هو الاقصر في العالم طبقاً لتقرير اصدرته الامم المتحدة». ويلخص هربرت موريو الوضع كالتالي «مورغان لم يكن لديه ما يقدمه لناخبين يتضورون جوعاً وموغابي يملك ان يضغط عليهم ويجعلهم أكثر جوعاً». جاءت نتيجة انتخابات 2002 لصالح موغابي بنسبة 56 بالمائة، وحصل مورغان على نسبة 42 بالمائة. وقال مراقبون من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة إن الانتخابات جرى تزويرها. واضطر الاتحاد الافريقي في يوليو (تموز) عام 2004 الى اصدار تقرير يندد باعتقال الحكومة لاعضاء في البرلمان ومحامين ونشطاء من حقوق الانسان وتعذيبهم. واتهمت السلطات مورغان (سليط اللسان) بانه كان وراء صدور ذلك التقرير.

وعرقلت بعض الدول الافريقية التي لا تختلف اوضاعها عن اوضاع زيمبابوي صدور التقرير تحت ذريعة انه لم يترجم الى الفرنسية، لكن القمة الافريقية التي انعقدت عام 2005 تبنت ذلك التقرير بضغوط اوروبية بالدرجة الاولى. ومن المفارقات ان حزب «زانو» فاز في ذلك العام بالانتخابات البرلمانية وزاد من عدد نوابه، على الرغم من صدور التقرير، وقامت «الحركة من أجل التغيير الديمقراطي» بقيادة مورغان بإدانة مسلك «زانو»، واشارت الى عمليات تزوير واسعة النطاق. بعد سنتين من انتخابات 2002 وجهت الى مورغان تهمة التخطيط لاغتيال موغابي، 84 سنة. بيد ان أكثر المحاولات التي جرت لإسكات مورغان المعارض كانت في مارس (آذار) من العام الماضي، حيث اعتقل في عيد ميلاده عندما كان في طريقه الى تجمع سياسي في كنيسة في العاصمة هراري. وسمح لزوجته زيارته في المعتقل حيث افادت بانه عذب تعذيباً وحشياً من طرف قوات الامن. واضطرت السلطات الى نقله الى المستشفى تحت ضغوط دولية. يومها تحدث مورغان بوجهه المتورم من فوق سريره في المستشفى، وقد حلق نصف شعره بسبب ضربات الهراوات التي تلقاها على رأسه ووزعت صوره وهو في حالة يرثى لها في جميع انحاء العالم، واستطاع صحافي من زيمبابوي يدعى ادوارد شيكموبو من تهريب شريط فيديو يضم صور مورغان وهو في المستشفى الى خارج البلاد. لكن شيكموبو دفع حياته ثمناً لما قام به، حيث قتل في احدى ضواحي العاصمة هراري، واكتشفت جثته في أحراش تبعد حوالي 80 كيلومتراً عن العاصمة.

ونسبت صحيفة «الغارديان» البريطانية الى طبيب عالج مورغان في المستشفى قوله «كان في حالة مزرية عندما وصل الى المستشفى، فقد تعرض الى ضربات قوية على رأسه، لم يكن ممكناً التمييز بين رأسه ووجه، كما لم يكن قادراً على الابصار». وهاجمت عصابات مدججة بالسلاح نشطاء المعارضة وأسرهم، واستعملوا سيارات الشرطة واسلحتها في تلك الهجمات. وهوجم مقر حركته المعارضة وقتل عدد من مساعدي مورغان. وعلى الرغم من كل هذا الرصيد من القمع فإن الرجل لم يستسلم وخاض الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي. يقول الصحافي هربرت موريو «إن عناد مورغان لا مثيل له، لذلك سيواصل معركته مع موغابي.. هذه المرة يشعر مورغان ان المجتمع الدولي يقف الى جانبه لذلك أشك في فرضية ان يقبل تقاسماً للسلطة كما حدث في كينيا». بعد ان تلكأت لجنة الانتخابات في اعلان النتائج، اختار مورغان طريق النزاع القضائي لذلك لجأ الى المحكمة العليا. وكان حزب «زانو» قد طالب مسؤولي اللجنة الانتخابية بتأخير نتائج الانتخابات الرئاسية واعادة فرز الاصوات في عدة دوائر. ويعتقد الصحافي الاميركي بول مورينو وهو من مجموعة «ال ايه اس» التي تعمل كمجموعة ضغط مع الكونغرس لدعم القضايا الافريقية، ان مورغان تسفانجيراي ربما لا يستطيع إدارة الازمة التي تواجه بلاده بكيفية تضمن له تأييداً دولياً. وقال لـ«الشرق الاوسط» ان «تسفانجيراي يريد اخراج روبرت موغابي من البلاد، لكن ذلك مستحيل عملياً، كما انه يرفض الحوار معه، وهذا خطأ لا بد له من التحرك بالاتجاه الصحيح اذا اراد ان يضع بلاده على طريق انفتاح ديمقراطي حقيقي». ويعتقد مورينو أن زعيم المعارضة في زيمبابوي يظن ان جيران بلاده لا يريدون جميعاً موغابي، «لكننا نعرف جيداً ان جنوب افريقيا تتخذ موقفاً متعاطفاً معه، وهنا في الولايات المتحدة من لا يرغبون في ان تتناقض مواقفهم مع موقف بريتوريا، وهذا إشكال نواجهه مع بعض اعضاء الكونغرس».

وعلى الرغم من ذلك فإن مورينو يرى ان مورغان لديه مواهب قيادية ملحوظة واضاف «استطاع ان يضع نفسه في موقع قيادي من خلال نزاعه المستمر مع نظام موغابي، وخاض معارك كثيرة، كما تعرض لمحاولات اغتيال جدية، لكن المشكلة هي في اسلوبه السياسي الذي يتسم بقصر النظر في كثير من الاحيان».

ويعتقد جورج مسفين من مجموعة «العمل من أجل افريقيا»، ومقرها في فرجينيا إن الوضع في زيمبابوي يتجه نحو الأسوأ لان موغابي لا يريد الاقرار بهزيمته. وقال مسفين لـ«الشرق الاوسط» ان الحركة من أجل التغيير التي يقودها مورغان ارتكبت خطأ عندما شاركت هي ايضاً في اعمال العنف، على الرغم من ان زعيم المعارضة مورغان يقوم بعمل جيد الآن في اعتماده على رفع دعوى امام المحكمة العليا». وقال مسفين «هناك مستقلون واعضاء من الحزب الحاكم والمعارضة يقولون إن موغابي خسر الانتخابات لكنهم مختلفون حول ما إذا كان الفارق بينه وبين مورغان يتطلب اجراء دورة ثانية. وكان يفترض عليه ان ينتظر حكم المحكمة، لكنه تحت الضغط يطالب الآن بنفي موغابي».

ويقول مسفين إن التحليلات التي تقول إن زيمبابوي ستواجه فترة عصيبة صحيحة، وقال في هذا الصدد «أشك في ان تكون له (مورغان) القدرة في السيطرة على الوضع إذا قرر موغابي الاعتماد على اساليبه المعتادة.. هناك ما يؤكد ان مورغان سينزلق هو ايضاًً نحو العنف».

وفي آخر التطورات نقل عن الحكومة في هيراري قولها ان الحزب رفض عرض المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكانت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية قد أظهرت أن حزب «زانو» الحاكم خسر أغلبيته البرلمانية للمرة الاولى منذ استقلال البلاد عام 1980 بينما حازت المعارضة الأغلبية. واعلنت لجنة الانتخابات حصول حزب حركة التغيير الديمقراطي بزعامة مورغان على 99 مقعدا في مجلس النواب مقابل 97 مقعدا لحزب «زانو» من اجمالي مقاعد البرلمان البالغ عددها 210 مقاعد.

ويشكك موريو ان يقبل مورغان بإجراء دورة ثانية، لكن من وجهة نظره «هذه المرة لا بد ان يختفي إما موغابي او مورغان». وقال مورغان تاكيداً لفكرة خوض المعركة حتى النهاية «لن نخسر شيئاً من مواصلة المعركة.. وعلى موغابي ان يقر بانه انهزم». لكن روبرت موغابي الذي واجه خصومه بالبطش والعنف، لا يبدو انه في وارد التراجع عن اساليبه القديمة، لذك شرع في تحريض المليشيات الموالية له والتي شاركت في العام 1980 في نزاع اراضي البيض الذين كانت في اياديهم السلطة والثروة. وسوء حظ مورغان انه ينهاض رجلاً قاسياً مثل موغابي هاجسه المستمر رغبته في تمديد مهمته لذلك فهو على استعداد للالتفاف حول الحقائق بظن قدرته على البقاء بذاته وصفاته سواء كانت أسباب استدعائه قائمة أو انها انتهت لسبب أو آخر.

وهذه المرة قد لا يكتفي بضرب وتعنيف مورغان. لكن المؤكد ان هذا النقابي الصلد لن يرضخ. يرتدي مورغان تسفانجيراي كثيراً قميصاً ابيض وربطة عنق بنقاط بيضاء، وبذلات داكنة، ويضع باستمرار على وجهه ابتسامة غير مصطنعة. ويردد كلمة واحدة في ختام خطاباته «سننتصر».