نجار السياسة

جيمي كارتر يؤمن بتحقيق السلام في الشرق الأوسط.. يعرف كيف ينثر حبوبه في الأرض وينتظر الغلة وإن طال الزمن

TT

يوجد نوعان من السياسيين الذين يريدون أن يكونوا شيئاً ما، والذين يريدون أن يفعلوا شيئاً ما. جيمس ايرل كارتر، او جيمي كارتر، من النوع الثاني، يريد ان يفعل شيئاً ما. نال جائزة نوبل للسلام عام 2002 من أجل الجهود الجبارة التي بذلها عبر عقود عديدة للتوصل لحلول سلمية للنزاعات الدولية، لكن ذلك لم يشف غليله وهو يطارد السلام في أصعب بؤر التوتر في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الاوسط المستعرة. وعلى الرغم من عاصفة الانتقادات التي واجهها من طرف الادارة الاميركية، بل حتى من حزبه الديمقراطي، مضى كارتر، مُزارع الفول السوداني، في طريقه بدون ان يلقي بالاً لتلك الانتقادات ليحاول ان يفتح كوة جديدة في جدران الشرق الاوسط الصماء. جرب كارتر عام 1978 مع انور السادات ومناحيم بيغن، ونجح في تحقيق اتفاقية كامب ديفيد للسلام، ثم بعد 30 سنة ها هو يجرب مع بشار الاسد، الرئيس السوري، وخالد مشعل، زعيم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الفلسطينية، من جهة، وايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل، وايهود باراك وزير الدفاع، من جهة اخرى. دنيس روس مبعوث السلام السابق لمنطقة الشرق الاوسط، يلقي ظلالاً من الشك حول إمكانية ان يحقق كارتر شيئاً من خلال عودته الى ساحة الشرق الاوسط من بوابة دمشق هذه المرة، بعد ان كان قد جرب قبل ثلاثة عقود بوابة القاهرة، التي انتقلت من واجهة الصراع مع اسرائيل الى التوسط بينها وبين الفلسطينيين. إنه الزمان حين يستدير دورة كاملة.

قال روس، المنهمك حالياً في دعم حملة المرشح الديمقراطي باراك اوباما لـ«الشرق الاوسط»: «لا اعرف لماذا ذهب للمنطقة».. واضاف «الرئيس كارتر يؤمن بأشياء لا يمكن تحقيقها، لقد انتقل الى المنطقة من أجل ان يحصل على شيء يقود نحو السلام لكنني على يقين انه لن ياخذ شيئاً وسيعود خاوي الوفاض». يعتقد روس ان «كارتر يؤمن بالفعل بالسلام بين الجانبين وهو رجل سلام لكن تمنياته وآماله يتعذر نقلها الى ارض الواقع في منطقة صعبة ومعقدة».

ويرى دنيس روس، الذي كان اقرب الى تحقيق مشروع سلام في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، ويتوقع ان يلعب دوراً مهماً إذا وصل اوباما الى البيت الابيض، «أخشى ان لا يعود الرئيس كارتر من المنطقة الا بإضفاء شرعية على حركة حماس» واستطرد «اخشى انه سيمنح فقط شرعية دولية لحركة حماس كانت تبحث عنها وهي بالمقابل لن تمنحه اي شيء من أجل توظيفه لاجل تحقيق السلام». ويشدد روس في تصريحاته لـ«الشرق الاوسط» على ان حركة حماس «غير مستعدة للتفاوض ولا تريد ان تفاوض من أجل السلام لذلك لن يحصل الرئيس كارتر على شيء ولن يحقق اي تقدم على صعيد الوصول الى اتفاقية سلام». ويعتبر روس من المنتقدين البارزين للرئيس كارتر حيث سبق ان انتقد كتابه «فلسطين.. السلام وليس الفصل العنصري» وقال بأنه نسخ خرائط ونشرها في كتابه، وهي ليست ملكا له. لذلك يقول جازماً «لا اتوقع اي شيء جديد، الامور ستبقى كما كانت قبل هذه الجولة.. جيمي كارتر يحقق دائماً نصف حل. لم يكن في حياته شيئاً كاملاً على الإطلاق كان نصف رئيس، ونصف كاهن، ونصف حقوقي.. نصف رئيس لانه خسر الانتخابات في الدورة الثانية لصالح رونالد ريغان. نصف كاهن لانه وباعتباره مسيحياً متديناً يمارس الوعظ بين الفينة والاخرى في احدى الكنائس. ونصف حقوقي حيث دأب على مراقبة الانتخابات في عدة دول مستعملاً منهج رجال القانون على الرغم من انه لا ينتمي الى هذه الشريحة». الانسان ابن بيئته. وكارتر ابن ولاية جورجيا الجنوبية، يتحدر من أسرة احترفت زراعة الفول السوداني، جاء بهذه الحمولة الى الساحة السياسية. عاشت أسرة كارتر منذ عدة أجيال في ولاية جورجيا. كان كارتر ابن جيمس ايرل هو أكبر اخوته، شقيقته روث توفيت عام 1983 وشقيقه بيلي توفي عام 1988 وشقيقته غلوريا توفيت عام 1990.

ولد جيمي كارتر في اول اكتوبر (تشرين اول) 1924 في جنوب غربي جورجيا في بلدة بلاينس قرب مدينة اميركس، والده كان رجل اعمال وأمه ممرضة. ظل كارتر طالباً موهوباً مولعاً بالقراءة، واشتهر ايضاً كلاعب كرة سلة. التحق بعد المرحلة الثانوية بجامعة جورجيا، قبل ان يلتحق بسلاح البحرية كضابط بحري، ونال درجة في العلوم عام 1946. وهو ضابط.. تدرج في عمله العسكري ليصبح قائد غواصة وكان يدرس ايضاً العلوم النووية وشارك في الحرب الكورية، وعقب وفاة والده اضطر للاستقالة من عمله عام 1953. وعمل في مزارع الفول السوداني التي تملكها اسرته، وأدى عمله في الزراعة الى ان يعاني من اعوجاج أحد اصابعه. ومع عمله في الزراعة طغت النزعة الدينية على حياته وعمل مدرساً لاهوتياً ايام السبت، وهو يكثر من الصلوات يومياً. وكان شعاره عبارة سمعها في شبابه تقول «اذا القي القبض عليك لانك مسيحي، هل سيكون هناك ما يكفي من الادله لادانتك».

تزوج كارتر عام 1946 من روزالين سميث، وانجبا اربعة ابناء، هم جاك وشيب وجيف وايمي. انخرط كارتر في أنشطة اجتماعية متنوعة في مدارس ومكتبات ومستشفيات، ثم انتخب في مجلس ولاية جورجيا لفترتين، وراح يتطلع الى ان يصبح حاكماً للولاية، وجرب حظه عام 1966 لكنه فشل، وعاد الى عمله في مزارع الفول السوداني التي كان يملكها، لكنه ترشح من جديد عام 1970. وعلى الرغم من النزعة العنصرية التي تميز البيض في ولايات الجنوب فإن كارتر لم يكن عنصرياً لذلك رفض الانضمام الى «مجلس المواطنين البيض» وكانت عائلته واحدة من عائلتين صوتت لصالح انضمام السود للكنيسة المعمدانية. استطاع كارتر ان يفوز باصوات السود ليصبح حاكماً لولاية جورجيا عام 1971. ليعلن بعد ذلك ان فترة التمييز العنصري قد انتهت وان سياسة التفرقة لم يعد لها مكان في ولاية جورجيا، وكان اول حاكم من اقصى الجنوب الذي يدعو الى ذلك علناً. لذلك اعتبر من مجموعة «الحكام الجدد في الجنوب». واشتهر كارتر خلال هذه الفترة بمناهضته القوية لعقوبة الاعدام.

وفي عام 1976 قرر حاكم الولاية الجنوبية ومزارع الفول السوداني ان يقفز بطموحه السياسي قفزة خال كثيرون انها في الهواء، وذلك عندما اعلن عزمه الترشح للرئاسة الاميركية. منحته التوقعات نسبة 2 بالمائة فقط، وعندما ابلغ اسرته انه قرر ان يترشح للرئاسة سألته والدته صادقة «رئاسة ماذا؟». كانت «فضيحة وترغيت» تهز واشنطن عندما شرع كارتر يعبد طريقه نحو البيت الابيض، وكان الاميركيون في حالة صدمة حقيقية من اكاذيب الرئيس ريتشارد نيكسون، وقدم كارتر للشعب الاميركي المحافظ عموماً وصفة لكي يتعافى من الصدمة، ولم تكن سوى مجموعة قيم دينية.

في مطلع عام 1976 لم يحصل كارتر الا على تأييد نسبة 4 بالمائة من الديمقراطيين. لكن مزارع الفول السوداني فاجأ اميركا والعالم بفوزه على جيرالد فورد بنسبة 50 بالمائة مقابل 48 بالمائة لصالح فورد. واصبح اول رئيس اميركي ينتخب من الجنوب الأقصى منذ عام 1848. وقال بعد انتخابه «ليس بمقدورنا الاجابة على كل الاسئلة أو حل جميع المشاكل». وكان من بين اول قراراته بعد تسلمه مهامه رئيساً للولايات المتحدة تخفيض موظفي الرئاسة بنسبة الثلث، ووجه أعضاء حكومته بقيادة سياراتهم بانفسهم. ومنذ ايامه الاولى في البيت الابيض سعى كارتر الى تحقيق السلام في منطقتين، الاولى شبه الجزيرة الكورية حيث عمل هناك ضابطاً، ومنطقة الشرق الاوسط التي نظر اليها نظرة مسيحي متدين باعتبارها مهبط الانبياء.

يعتقد غرايم بانرمان المتخصص في شؤون الشرق الاوسط والاستاذ في جامعات جورج تاون وجورج واشنطن وجامعة بيروت الاميركية، أن الرئيس كارتر صادق جداً في بحثه عن السلام في منطقة الشرق الاوسط. وقال بانرمان لـ«الشرق الاوسط» ان «كارتر يريد مشاركة جميع الاطراف في منطقة الشرق الاوسط في عملية السلام ومن وهذا المنحى يبدو لي منطقياً جداً لانك لا يمكن ان تصنع السلام الا بمشاركة جميع الاطراف التي لها علاقة مباشرة بالنزاع، وفي حالة الشرق الاوسط لابد من مشاركة الجميع، وأظن ان هذا ما يعتقده كارتر لذلك تحرك شخصياً نحو حركة حماس ولم يترك لأحد مساعديه القيام بذلك».

ويشرح بانرمان وجهة نظره قائلاً «عدد كبير من المحللين في اميركا، واعني تحديداً اولئك الذين يتابعون مشاكل الشرق الاوسط، يعتقدون انه إذا كانت الولايات المتحدة تبحث عن السلام في هذه الحالة عليها ان تمضي في طريق السلام حتى النهاية، وبالتالي لا بد ان نتحدث مع حماس وهذا ما فعله كارتر، ويبدو واضحاً انه مقتنع تماماً بهذه الفرضية».

ويتناول بانرمان الجدل الذي اثارته لقاءات جيمي كارتر مع حركة حماس، واستياء ادارة الرئيس جورج بوش من هذه اللقاءات وانتقادها لها قبل ان تتم وبعد ان تمت، ويقول في هذا الصدد «اثارت جولة كارتر في الشرق الاوسط جدلاً واسعاً لسبب واضح، لان اللقاء مع حماس ليس سياسة الادارة الحالية، ومن وجهة نظرها هذه اللقاءات ليست فقط ستكون بدون نتائج بلا غير مقبولة اصلاً، وهي لم تقبل ان يبادر اميركي حتى لو كان هو الرئيس كارتر بانتهاج سياسة موازية للسياسة الرسمية».

وحول السمات الشخصية لكارتر يقول بانرمان «لا اعرف كارتر معرفة شخصية لكنني متيقن من نزاهته، قطعاً هو شخص نزيه وصادق، وهاتان صفتان لا تساور أي شخص شكوك حولهما، كما انه يؤمن بالسلام ومن المؤكد انه ليس رجل علاقات عامة». اعتقد جيمي كارتر باستمرار ان قضايا السلام وحقوق الانسان تحظى بالاولوية على ما عداها، لكن الاميركيين لا يأبهون كثيرا لهذه الامور، لذلك لا يتذكر الاميركيون وقتاً كانت فيه بلادهم تواجه في نفس الوقت مجموعة من المشاكل المستعصية، إلا في عهد كارتر.

واجهت اميركا ايامئذٍ تضخماً بلغ ارقاماً مزعجة، مع ارتفاع اسعار الفائدة، ونقص في مشتقات الطاقة، وارتفاع نسبة البطالة وتباطؤ حاد في معدلات النمو، حيث بلغت نسبته 1 بالمائة مقارنة بحوالي 3.2 بالمائة في الستينات، كما واجهت ادارة كارتر عجزاً في الميزانية الفيدرالية. ومع تفاقم أزمة الطاقة في عهد كارتر قرر عقد اجتماع موسع في كامب ديفيد حيث اجتمع مع حكام الولايات وعمد المدن وقادة دينيين وعلماء واقتصاديين ليستمع الى آرائهم حول الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد. اصغى كارتر جيداً لجميع الذين تحدثوا خلال ذلك الاجتماع، ثم قرر بعد ذلك ان يلقي خطاباً قال فيه إن الشعب الاميركي يواجه أزمة ثقة بسبب حادثة اغتيال الرئيس جون كنيدي وحرب فيتنام وفضيحة ووترغيت. القى كارتر ذلك الخطاب في يوليو 1979 واشتهر خطابه باسم «خطاب القلق». كانت حصيلة كارتر الداخلية متواضعة للغاية، واعتبرها خصومه كارثية. لكنه حقق نجاحات، على الأقل من وجهة نظر المتعاطفين معه حول قضايا خارجية، ومن ذلك تخفيف حدة التوتر مع الاتحاد السوفياتي حيث وقع مع ليونيد بريجنيف في فيينا عام 1979، اتفاقية الحد من الاسلحة الاستراتيجية، وهي المحادثات التي عرفت باسم «سالت 2»، وإزالة التوتر من شبه الجزيرة الكورية، وإنشاء قوات التدخل السريع، ومحاصرة الانظمة التي لا تحترم حقوق الانسان، ومواصلة التطبيع مع الصين، وتوقيع اتفاقية باناما. بيد ان هناك بعض القرارات التي ظلت مثار جدل ومن ذلك تدخله في افغانستان ضد النظام المدعوم من طرف السوفيات. والعملية الفاشلة لتحرير رهائن السفارة الاميركية في ايران.

وتعتبر اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل أهم خطوة مدوية تنسب الى عهد جيمي كارتر، وعمل وزير خارجيته سايروس فانس ومستشاره للأمن القومي زبغنيو بريجنسكي على جميع التفاصيل المتعلقة بذلك الاتفاق الذي حقق سلاماً بين مصر واسرائيل مما أدى الى انسحاب الاسرائيليين من شبه جزيرة سيناء، لكن الاتفاقية اثارت زوابع في العالم العربي.

ومن هذه الزاوية يعتبر بول شام أن كارتر دائماً ما يأتي بافكار جديدة لصنع السلام. وقال شام وهو خبير في «معهد الشرق الاوسط» في واشنطن، لـ«الشرق الاوسط» ان «كارتر شخص مستفز في مجال اطلاق الافكار، هذا النوع من الاشخاص لا يوجد على الساحة السياسية، هناك من يختلف معه، وحتى هؤلاء الذين يختلفون معه يعتبرونه رجلاً صادقاً ويأخذ باهتمامهم».

ويعتقد شام ان كارتر «يؤمن بموضوع السلام بين العرب واسرائيل سياسياً واخلاقياً ودينياً» ويضيف حول خطوته الاخيرة المثيرة للجدل عندما قرر ان يتباحث مع حركة حماس «يؤمن كارتر ان حماس قوة لا بد من أخذها بعين الاعتبار على الرغم من ان الادارة الاميركية تفكر بطريقة مختلفة لكن كارتر لا يهمه ان يتبع سياسة مغايرة للسياسة الرسمية الاميركية» ويقول شام ايضاً «كارتر له وضعية فريدة ومتميزة لانه يملك مصداقية سياسية تسمح له اللقاء مع حماس وان يلعب دوراً في السياسة الخارجية ولا يحتاج الى موافقة الادارة الاميركية على مبادراته، وهو يستعمل هذه المصداقية السياسية من أجل مواضيع وقضايا مهمة». وبشأن الانتقادات التي توجه له يقول شام «كارتر لا يكترث بانتقادات السياسيين والاعلام لان ليس لديه ما يخسره، إذ انه ليست له حسابات سياسية داخلية لذلك يفعل ما يؤمن به، وهو متيقن انه لن يفقد شيئاً». وحول مستقبل مبادراته يشدد شام على ان «كارتر بمبادرته الاخيرة يجبر الرأي العام الاميركي على طرح اسئلة حول ما إذا كانت اميركا مستعدة لبدء اتصالات مع حماس ام لا» ويختم قائلاً «كارتر يمضي في الاتجاه الذي يريده بغض النظر عن الانتقادات او النتائج والتداعيات».

اثار كتاب جيمي كارتر «فلسطين السلام وليس الفصل العنصري» غضب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، كما اثار كتابه «قيمنا التي في خطر.. الأزمة الأخلاقية لأميركا» غضباً مماثلاً حيث وجه انتقادات قاسية للسياسات اليمينية التي باتت تسيطر على السياسة الاميركية استناداً الى شعارات دينية تارة، ويمينية تارة، لترويج مصالح سياسية، ويرى أنها غريبة على الأخلاق الاميركية ولا تخدم المصالح الوطنية للولايات المتحدة. كما كتب رواية بعنوان «عش الدبّور» تدور احداثها حول حرب الثورة الاميركية في القرن الثامن عشر في جنوب الولايات المتحدة. وتحكي الرواية قصة الحرب الاهلية في ولايات الجنوب. وقال كارتر عن روايته «إن المؤرخين سيجدون فيها كتاباً دقيقا من الناحية التاريخية». ظل جيمي كارتر يقول، عبر المبادرات والكتب، انه قادر في نهاية المطاف ان يحقق سلاماً في منطقة الشرق الاوسط، لذلك لا يمل من التكرار، مثل النجار الذي عليه ان يضرب رأس المسمار ضربات متكررة حتى ينغرز. يتمتع كارتر بحيوية نادرة في وسط خامل بعض الشيء تجاه القضايا الخارجية، يتداخل عنده العقل بالحلم الجامح. يسير الى هدفه بصبر وأناة. لا يتأثر ولا يثور. مزارع يعرف كيف ينثر حبوبه في جوف الارض وينتظر الغلة وإن طال الزمن والانتظار. يلوذ في كثير من الاحيان بصمت صعب، لكنه لا يخشى المبادرة حتى لو كانت في الاتجاه المعاكس. عندما كانت اميركا تعيش أجواء الحرب وسخونة الحملات الانتخابية قرر جيمي كارتر ان يخطو باتجاه المنطقة الصعبة. قرر ان يجرب حظه من جديد من اجل سلام الشرق الاوسط، قلب العالم النابض، وبؤرة التاريخ الحي والميت على حد سواء.