محارب من داخل القصر

ميني أركو مناوي مساعد الرئيس السوداني.. ألقى السلاح وصنع السلام.. واحتج بالعصيان السياسي

TT

عسكري شجاع.. لكنه ايضا سياسي يتميز بالذكاء، هكذا يصفه كل من يعرفه عن قرب. سليمان أركو مناوي الشهير بـ«ميني»، كبير مساعدي الرئيس السوداني، رئيس السلطة الانتقالية لدارفور، رئيس حركة تحرير السودان أحد الفصائل الرئيسية المسلحة في دارفور التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة، في مايو (أيار) 2006 عرف باسم «اتفاق ابوجا» نسبة للعاصمة النيجيرية.

فالزعيم الدارفوري المختفي عن الانظار بين جنوده منذ قرابة شهر، احتجاجا على البطء في تنفيذ اتفاقية السلام، وصفه روبرت زوليك (رئيس البنك الدولي) مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إبان مفاوضات أبوجا، بأنه «رجل مواقف»، وأبدا المسؤول الاميركي الذي بذل جهودا مضنية للتوصل الى اتفاق السلام المذكور، اعجابه ببروح المسؤولية النادرة التي أبداها خلال المفاوضات، رغم ان موقفه ذاك ادى الى انقسام في حركته، الى عدة فصائل.

وإبان سنوات التمرد، وقيادته الميدانية لقواته، عرف ميني انه لم يكن عسكريا مستبدا في الرأي، ولا يفجر في الخصومة، ولا يتعامل بردود الفعل، بل كان سياسيا مرنا، أهلته هذه الصفة في ان يقود فصيله بحنكة ودراية، وتولى مهام رئاسية رفيعة، رغم صغر سنه. ويروى المقربون عنه قصة تكشف موضوعيته، يقولون انه «بعد زواجه باسابيع قليلة عام 2005، اراد اصطحاب زوجته لإحدى جولات المفاوضات بابوجا، وفي باب الصعود للطائرة، اعترض أحد قادته الميدانيين على الخطوة باعتبار ان الظروف في ابوجا لا تسمح بذلك، وطلب من زوجة مناوي العروس الهبوط من الطائرة، فاستجابت، ولم يعترض هو، ولم يتخذ اية ردة فعل غاضبة حيال احد قادته في تلك اللحظة».

اختفى مناوي عن العاصمة وعن مدن دارفور الكبرى مثل: الفاشر ونيالا والجنينة، لاكثر من شهر، مخلفا الكثير من التكهنات والريب حول غيابه وحول ما اذا كان خروجه هذا يعني خروجا بلا عودة، اي عودة للتمرد على الخرطوم، ام انه اراد بالخروج لملمة اطراف قواته التي تفيد الانباء بانها صارت فريسة استقطاب من قبل الحكومة من ناحية، ومن الحركات المسلحة الاخرى. ويشكل الغياب تعبيرا صارخا من مناوي عن ضيقه من عدم استجابة الخرطوم لبنود اتفاق السلام بينه وبين الحكومة الموقع في العاصمة النيجيرية ابوجا في الخامس من مايو العام 2006 تحت الرعاية الدولية والوساطة الافريقية. وكما حارب مناوي في ميادين المعارك في دارفور يحارب الآن سلميا وبالعصيان السياسي من داخل القصر الجمهوري ومن اجل قضيته.

انصاره في الخرطوم يقولون، سرا، ان مناوي لن يأتي مجددا وانه سيكون في الميدان، ولا يقطعون الشك حول ما اذا كان البقاء في الميدان يعني التمرد ام لا. ويقول مستشاره القانوني عبد العزيز سام لـ«الشرق الاوسط»: «لا ادري متى سيعود ولكن الذي اعلمه انه ليس لديه ما يفعله في الخرطوم في الاونة الاخيرة». ويتحفظ سام حول احتمال تمرده من جديد عبر هذا الخروج الغامض، ويقول: «اسألوه، هو الذي يعرف لماذا هو في الميدان». اما خصومه من داخل حركته ومن الحركات الاخرى التي انضمت لاتفاق ابوجا، وهي نحو خمس حركات، يرون ان مناوي سيعود، انه هناك، فقط ، يناور لاسترداد ما فقده بسبب عدم قدرته على إحداث اختراقات في عملية تنفيذ اتفاق السلام.

وفيما لم تقدم الحكومة حتى الان اية تفسيرات لخروج مناوي، وترى بانه حتى الان من وجهة نظرها هو «كبير مساعدي الرئيس، رئيس السلطة الانتقالية لدارفور، رئيس حركة تحرير السودان الموقعة على اتفاق ابوجا»، اما مناوي فقد قال في تصريحات له انه عائد الى الفاشر والخرطوم قريبا، غير انه استدرك في تصريحات اخرى ان العودة للخرطوم رهينة بتسريع تنفيذ «امور تتعلق باتفاق ابوجا». ويحمل مناوي على الحكومة بانها لا تريد تنفيذ الاتفاق وانها تنحاز لمن اسماهم بالانتهازيين بدلا عن حركته التي وقعت معها السلام.

وتتواتر مجالس العاصمة بروايات ما انزل الله بها من سلطان عن غياب مناوي المتسم بالغموض عن كرسيه في الخرطوم والفاشر، فهناك روايات متطرفة تقطع الشك بانه تمرد، وهو الان يحشد قوته للهجوم على الخرطوم على نسق الهجوم الذي نفذته حركة العدل المساواة على مدينة ام درمان في العاشر من مايو الماضي. وتمضي روايات التطرف بالقول ان مناوي زار العاصمة التشادية انجمينا بعد خروجه من الخرطوم مباشرة وعقد اجتماعات مع الرئيس ادريس دبي وقيادات في حركات دارفور الاخرى، واتفق معهم على تحالف عسكري يتوقع ان ينشط في الفترة المقبلة ضد الخرطوم، ولكن مناوي في أكثر من لقاء يدحض مثل هذه الروايات ويقول «لا عودة للحرب مرة اخرى»، ويدعو اهل دارفور الى الضغط بكل الاتجاهات لتحقيق السلام الشامل. وشوهد مناوي الاسبوع الماضي في منطقة «كاري ياري» السودانية على الحدود مع تشاد وهي مناطق تنشط فيها حركة العدل المساواة بزعامة الدكتور خليل ابراهيم. وأخرون قالوا انهم شاهدوه في دهاليز فندق شهير في العاصمة الليبية طرابلس، ومقربون منه يكتفون بانه يتحرك من مكان الى اخر في الميدان.

وتقول تقارير اخبارية صحافية في انجمينا انه زار المدينة واجرى مقابلات مع مسؤولين في الحكومة التشادية. اسمه «سليمان أركو مناوي» من مواليد بلدة «فوراوية» شمال غربي مدينة كتم بولاية شمال دارفور عام 1968م، وهو ينتمي الى قبيلة الزغاوة من بطن «زغاوة دقي» التي تستوطن الجزء الشمالي الغربي من السودان، منذ أكثر من 500 عام، حسب المؤرخين. وتقول دراسات بان جدهم الملك محمد البرناوي هو من اسس مملكته الصغيرة «قور بورا». وتطلق قبيلة الزغاوة اسم ميني أو منى على كل من يُسمى سليمان، مثلما يقولون لعبد الله «دلي». كان والده الذي ينتمي سياسيا الى حزب الامة (الذي يقوده الصادق المهدي حاليا) يعمل بالرعي ثم الزراعة، وتنفي اسرة ميني ويشاركهم في ذلك المقربون منه انه ينتمي لدولة تشاد. ويقول احد اقاربه إن «سليمان أركو» ينتمي إلى إدارة توار وينحدر من بطن دقي، وتتكون اسرة مناوي من 8 اولاد و3 بنات فهو اصغر اخوته من ناحية والدته، فوالده متزوج من ثلاث نساء، وتتوزع اسرته في السكن بين الفاشر وغيرها من مدن وقرى دارفور. درس مناوي المراحل التعليمية في مدرسة فوراوية الابتدائية، ثم مدرسة كرنوي المتوسطة، ثم التحق بمدرسة الفاشر الثانوية، وبعدها عمل مدرساً بمرحلة الأساس بين عامي 94 ـ 1995 في منطقة «بويا»، وبعدها غادر إلى دولة تشاد فدرس اللغة الفرنسية لمدة عام 1995 ـ 1996 ثم التحق بجامعة لاغوس ودرس اللغة الانجليزية، وبعد تخرجه عمل في مجال الأعمال التجارية الحدودية متنقلاً بين الكاميرون ونيجيريا وليبيا. كانت تسيطر عليه فكرة الدراسة في هولندا قبل ان يلتحق بالعمل العسكري الميداني في عام 2001 متمردا على الخرطوم تحت راية حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور. وشغل منصب القائد الميداني ثم الامين العام للحركة.

وتتفق كل الدراسات في الخرطوم حول الحركات المسلحة في دارفور ان مناوي مؤسس لحركة تحرير السودان المتمردة في دارفور، والتي تكونت باسم حركة تحرير دارفور، وضم المؤسسون 17 شخصا ابرزهم مناوي وعلى رأسهم عبد الواحد محمد نور وعبد الله ابكر. كما تتفق الروايات على ان مناوي ومجموعة من ابناء قبيلته تمردوا نتيجة لخلاف قبلي فيما بينهم. وجاءت البداية عندما قام الرئيس التشادي السابق حسين هبري، الذي احبط محاولة انقلابية ضد حكمه، بمطاردة عناصر الانقلاب ومن بينهم وزير دفاعه سليمان جاموس، ووزير داخليته آنذاك إدريس ديبي، (الرئيس التشادي الحالي)، داخل اراضي السودان، وفي المناطق التي تعرف في دارفور بـ«دار زغاوة»، التي شكلت منطقة حماية للانقلابيين (من نفس القبيلة). وبعد انتهاء المعارك، اعجب ديبي من بسالة شباب قبيلة الزغاوة (السودانية) التي ينتمي اليها، فقام بشن حرب عصابات على حكومة الرئيس هبري من هناك حتى نجح في الإطاحة به والوصول الى العاصمة إنجمينا. وكان من بين افراد هؤلاء الشباب احد مؤسسي حركة تحرير السودان وهو عبد الله ابكر.

وبعد شهور بدأ التشاديون يتبرمون من وجود السودانيين المكثف في حكومة بلادهم واستئثارهم بالمواقع المميزة فيها في حكومة ديبي، وانتهت الحملة ضدهم بخروجهم من تشاد والعودة الى ديارهم بدارفور، لتنشأ فيما بعد حرب اهلية بين الزغاوة من «دار قلا»، والعرب من «أولاد زيد»، في شمال دارفور. وجرى مؤتمر للصلح بين القبيلتين، لكن ابناء قبيلة «دار قلا» تبرموا لعدم وفاء القبيلة العربية بالديات المحددة في اتفاق الصلح. وشكك شباب «دار قلا» وبينهم مناوي بان زعيم إدارتهم الأهلية، الشرتاي آدم صبي، ضالع في الامر لصالح القبيلة الاخرى، فاتصلوا بوالي ولاية شمال دارفور محتجين. وتشير دراسة في هذا الخصوص الى انه «عندما فشلت حكومة ولاية شمال دارفور في تسوية القضية، تمرد شباب دار قلا وبينهم مناوي على الحكومة، وكونوا حركة تحرير دارفور التي كان القائد العسكري عبد الله أبكر على رأسها. وحملت هذه المجموعة السلاح على الحكومة وقتل القائد العام للحركة عبد الله ابكر في احدى المعارك التي جرت بين الحركة والقوات الحكومية في شمال دارفور.

في هذه الاثناء، يروي ادم النور القيادي في حركة مناوي ومفوض التعويضات في السلطة الانتقالية، قائلا: ظهرت مجموعتان من ابناء الفور في جبل مرة يربط بينها الملل من الاوضاع مجملا، وبدأت في تحرك للثورة في مدينة قولو بالمنطقة. وأضاف لـ«الشرق الاوسط» ان المجموعتين تعرفتا على بعضهما البعض، واتفقتا على تكوين حركة مسلحة ضد الحكومة، شارك في التأسيس 17 من قيادات الحركة اغلبهم قتلوا في المعارك. وكان من بين مجموعة الـ 17 مناوي وعبد الواحد محمد نور وعبد الله ابكر. وتقول رواية اخرى ان نور وهو في الاصل محام في مدينة زالنجي بجبل مرة، وعندما بلغه وصول مجموعة متمردة الى جبل مرة التقاهم، وطلب منهم تقديم يد العون وتدريب أفراد من الفور. وفي ذلك اللقاء تم الاتفاق على تكوين حركة تحرير دارفور، التي تحول اسمها في مرحلة لاحقة إلى حركة تحرير السودان.

وانطلق مناوي من هناك مقاتلا في الميدان، حسب ادم النور، «شجاع لا يخشى الموت، وكان له دور عسكري في اغلب العمليات الكبيرة التي خاضتها الحركة دارفور». ويعتقد الخبراء في مجال الحركات ان مناوي ظل شخصية مغمورة لدى عامة الناس في دارفور وفي وسائل الاعلام، والسبب يعود الى انه لا يفضل الاضواء، بقدر ما كان يفضل التنقل من مكان الى اخر في المواقع التي سيطرت عليها الحركة في الاقليم.

ويقولون انه كان على رأس النشاط العسكري للحركة في شرق دارفور، الذي اسفر في العام 2004 عن الاستيلاء على مناطق كثيرة هناك ابرزها: شعرية وحسكنيته التي اصبحت فيما بعد معقلا للحركة بدلا من «بير مزة»، وجبل مون ومناطق في جبل مرة في شمال وغرب دارفور. وذكر جندي عائد من مناطق الحركات من العام 2005 م تحدث لـ«الشرق الاوسط»، بدون ان يذكر اسمه، ان مناوي كان الاقدر من بين القادة على لم صفوف الجنود «لانه كان يأكل ويشرب معهم ويتفقدهم ويدخل معهم المعارك مثله مثل اي جندي عادي وليس الامين العام للحركة» وقال «كان بالنسبة لاولاد الزغاوة في الحركة هو البطل ورمز الانتصارات».

بعد عامين ونصف العام من العمل المشترك بينه وبين رئيس الحركة عبد الواحد نور، بدأت خلافات تدب بين الرجلين، وكان السبب تصاعد وتيرة النبرة القبلية. كان ابناء الزغاوة بقيادة مناوي يرون بانهم هم بقيادة مناوي سبب الانتصارات على الحكومة وهم الذين يقفون وراء اي نجاح في هذا المضمار. وبرز شعور لدى ابناء الزغاوة ان مناوي يعمل كثيرا في الميدان وسط الجنود في حين يقوم زعيم الحزب، الذي قليلا ما يذهب للميدان، بخطف الانتصارات ونسبها إليه. وهكذا يقدم ادم النور توصيفا مختصرا لاسباب نشوء الخلاف بين الزعيمين، واضاف: «كان خلافا بين زعيم سياسي وزعيم ميداني».. مناوي كان يرى ضرورة ان يذهب رئيس الحركة للميدان. ويقول احد القادة الميدانيين لمناوي ان الخلاف اخذ يسري بين الجنود وبدأت تصدر كلمات تصب في خانة القبلية داخل الحركة، الى ان حدث ما يشبه التمايز بين القبيلتين الرئيسيتين في الحركة: الفور والزغاوة.

إزاء ذلك دعا مناوي الى مؤتمر للحركة اواخر العام 2005 في مدينة حسكنيتة، وسط حرب اعلامية شرسة بينه وبين نور، واعتبر نور تلك الدعوة غير شرعية وانها ترتيب لعزله، فرفض الاستجابة لها ووصف من يشاركون فيها بانهم خارج نطاق الحركة. وكان نور، سرا، يتهم ليبيا بتوجيه الدعم للمؤتمر، الذي برز بدعم واضح من الادارة الاميركية حين شارك فيه مبعوث الرئيس بوش للسلام في دارفور روجر ونتر، الذي كان، حسب المراقبين، من المناصرين لمناوي في مفاوضات ابوجا، ومعه روبرت زوليك المبعوث الاميركي للسودان، اللذان مارسا ضغوطا على مناوي في اللحظات الاخيرة للتوقيع على الاتفاق.

ودخل مناوي القصر الرئاسي، وجلس علي كرسي السلطة الانتقالية، لكنه يقول انه لم يتكمن من تحقيق سوى 20% من بنود اتفاق أبوجا. ويعتقد عبد الله آدم خاطر، الخبير السوداني في شؤون دارفور، ان خروج مناوي يحمل رسائل من الضغط السياسي والاخلاقي للحكومة لتسريع تنفيذ الاتفاق، وللمجتمع الدولي بانه غير متحمس لما يجري.. وللحركات الاخرى بانه لا بد من تحرك ايجابي لتحقيق السلام عبر خطوة ابوجا التي وضعت حجر الاساس لإمكانية الحل السلمي. ويتفق مع خاطر البروفسور صلاح الدين الدومة استاذ العلوم السياسية في جامعة ام درمان الاسلامية بان مناوي «كان يعبر عن الاحتجاج عندما خرج من الخرطوم»، وقال لـ«الشرق الاوسط» ان الاتفاق لم ينفذ بالصورة المطلوبة.

ولا يتردد المسؤولون في الحكومة في القول إن مناوي قليل الخبرة والتجربة وينحاز الى قبيلته الزغاوة لذلك لم يتكمن من المضي الى الامام في تنفيذ الاتفاق، ويرون انه «لا يجيد لعبة السياسة». ويقول البروفسور الدومة ان من مشكلات مناوي انه «لم تتوفر له الفرصة للاستفادة من المستشارين»، واضاف «انه ينتمي الى قبيلة تتمتع بالشجاعة القاطعة والذكاء الشديد والنجاح في شتى مجالات الحياة من طب وهندسة وزارعة والتجارة، لكنها لا تجيد السياسة». ومضى «هذا قلل من فاعلية تنفيذ الاتفاق والاداء».

اما خاطر فيعتقد ان غرابة اجواء الخرطوم الثقافية والاجتماعية وربما السياسية على مناوي هي من الاسباب التي أعاقت عمله، وقال «ظل ضيفا» في الخرطوم، ولم يخرج من دائرة الضيافة الى ان خرج.

ويقول القيادي ادم النور ان مناوي اكد لهم انه سيعود، وانه لا طريق سوى طريق السلام، وهذا باب امل في عودته. كما ان هناك ثمة خيط رفيع من الامل في عودته يتمثل في ان زوجته محاسن عبد الكريم (بنت خاله)، وابنه الاول الذي بلغ عمره العام ونصف العام، ما زالا موجودين، حتى اللحظة، في مقر اقامته بالمنزل الحكومي المخصص له في قلب الخرطوم. والى حين اشعار اخر تظل عودة «الرجل الشجاع»، متراوحة بين الشك والريب وقليل من اليقين.