الرجل.. ذو الوجه الخفي

بيت الله محسود أخطر المطلوبين في باكستان.. لم يكشف وجهه أبدا ولم يتلق تعليما مدرسيا لكنه مفوه بالفطرة.. وخطره يفوق بن لادن

محسود في اللقاء الصحافي الوحيد الذي أجراه مع الصحافيين .. وفي الإطار وجهه مغطى بعباءته («الشرق الأوسط»)
TT

يعيش بيت الله محسود، زعيم حركة طالبان الباكستانية في المناطق الحدودية بين باكستان وافغانستان منعزلا، فهو لا يحب أن تُلتقط له الصور، وينأى بنفسه عن الدعاية او الظهور في الاعلام. والقليل جدا من يمكنه أخبارك بملامح وجه بيت الله محسود، فهو دائما يغطي وجهه. ولأنه يتردد كثيرا في الحديث إلى وسائل الإعلام، فعدد التصريحات المباشرة له لوسائل الإعلام أو المقابلات الشخصية، التي أجريت معه، قليل. وعندما دعا نحو 20 صحافيا باكستانيا إلى جنوب وزيرستان لحضور أول مؤتمر صحافي له في مايو (آيار) 2008، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي يكشف فيها محسود عن وجهه امام الصحافيين، لكنه بالمقابل وُجه أوامر خاصة إلى الصحافيين كي لا يلتقطوا أية صور له. وقال صحافي محلي، رفض الإفصاح عن اسمه نظرا لحساسية القضية، «إنه نادرا ما يتحدث مع من لا يعرفهم، وعندما يلتقي الصحافيين المحليين دائما ما يبقى ملثما».

هذا الرجل المولود عام 1971، لم يعد مصدر خوف لباكستان وحدها، بل للعالم كله، بعدما اعلنت حركة «طالبان الباكستانية»، التي يتزعمها انها مددت هجماتها لتشمل الى جانب باكستان، افغانستان ايضا. ومع ان محسود، المولود لواحدة من أكثر القبائل نفوذا في المناطق الحدودية، لم يتلق تعليما نظاميا او مدرسيا، إلا ان من يعرفونه يقولون إنه ذكي ومفوه وقادر على صياغة الشعارات، وسياسي بالفطرة. فهو مثلا استخدم مفهوم «الجهاد الدفاعي» لمواجهة النفوذ الغربي في باكستان، مما اثار حماسة الباكستانيين الاصوليين. لكن اخرين في باكستان لا يعترفون حتى بكونه باكستانيا، بل يتهمونه بأنه جاسوس هندي ـ اميركي، تدفع له استخبارات البلدين لتخريب الاستقرار في باكستان. ويحظى بيت الله محسود بشعبية بين المواطنين العاديين في شمال وزيرستان، التي تتسم بالطبيعة المحافظة، ويرجع ذلك إلى موقفه من تطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة، حيث يفرض رجال محسود نمطا متشددا في منطقة القبائل، وقد بدأوا تعميم ذلك في بعض المناطق من إقليم الحدود الشمالي الغربي. وعلى الرجال الذي يعيشون في المناطق التي يسطر عليها رجال بيت الله محسود تربية لحاهم، وهناك تعليمات للحلاقين كي لا يقوموا بحلق لحى الزبائن، وثمة تهديدات إلى محلات بيع شرائط الفيديو، وقد يتعرض البعض منها إلى عمليات تفجيرية. كما ان شعبيته تعود الى فرضه الأمن في المناطق التي يسيطر عليها، وهى ميزة كبيرة في المناطق الحدودية، التي تعاني من ضعف الأمن. وتقول مصادر المخابرات إن محسود يقود ميليشيا عالية التدريب، مكونة من 20 إلى 25 ألف مسلح. وبحسب عارفين به، فإن محسود الذي يعاني من مرض السكري، ويتلقى العلاج بشكل مستمر، نشيط للغاية، ويغير مخابئه باستمرار تاركا أجهزة الاستخبارات بلا أي دليل قد يرشدهم إليه. لم يذهب بيت الله محسود إلى أية مدارس رسمية، ولكن من يعرفونه يقولون إنه قائد بالفطرة يحظى باحترام الناس. وهو رجل قصير القامة لا يتجاوز طوله الخمسة أقدام الا قليلا، وشعره طويل ينسدل على كتفيه. ويقال إنه لا ينعم بحياة أسرية هانئة، فلا أطفال لديه من زيجته الأولى. وأعلن المتحدث باسمه قبل ايام ان محسود تزوج زوجة ثانية، موضحا: «تزوج (محسود) من أخرى لأنه لم يكن لديه أولاد من الأولى». وعلى الرغم من أنه غير متعلم فقد لجأ محسود إلى لغة منمقة، مع الإشارة إلى الجهاد وهو يتهدد الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بالدمار باستخدام خطاب ديني ووطني، ادى الى زيادة شعبيته بين أبناء القبائل الباكستانية على الحدود مع افغانستان. وقد طور محسود تعبيرا جديدا في خطابه الديني، وخطاب الاسلاميين الباكستانيين، ففي ديسمبر (كانون الأول) عام 2007، اجتمع أربعون من قادة الميليشيات المتطرفين في منطقة القبائل الباكستانية وإقليم الحدود الشمالي الغربي لتدشين كيان يعمل في إطاره كافة التنظيمات وهو «تحريك طالبان الباكستانية»، وقاموا باختيار بيت الله محسود زعيما. وفي كلمته حول الهدف الرئيس للكيان الجديد قال إنه «الجهاد الدفاعي». وعندما ذهب الصحافيون الباكستانيون إلى جنوب وزيرستان في مايو (أيار) 2008، قال إنه ينظر إلى أميركا على أنها «خصمه الشخصي». وعلى الرغم من اطلاقه مبدأ «الجهاد الدفاعي»، الا أنه هدد في بعض المناسبات بنقل الجهاد إلى الأراضي الغربية. وتقول الحكومة الباكستانية وهيئات الاستخبارات الأميركية، ان بيت الله محسود، أحد اهم المطلوبين في اسلام آباد، القائد الأكثر خطورة في حركة طالبان الباكستانية. ويقول عنه الجيش الباكستاني إنه القائد الرئيسي للمسلحين في المناطق الحدودية، كما يحمله الجيش مسؤولية كل عمل إرهابي. وتتهمه الحكومة الباكستانية بأنه العقل المدبر لعملة اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو، وقد أعادت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية نفس الاتهام. وحارب المسلحون التابعون له، الذين يقدر عددهم بنحو 20000 مسلح في الكثير من المعارك ضد الجيش الباكستاني في منطقة القبائل القريبة من الحدود الأفغانية، وعلى الرغم من التميز العسكري الواضح من ناحية التدريب والأسلحة، الذي يتمتع به الجيش الباكستاني، فقد عجز حتى الآن عن كسب معركته مع مسلحي بيت الله محسود. وتعتقد الاستخبارات الباكستانية أن بيت الله محسود على اتصال منتظم بـ«القاعدة»، ويقول مسؤول استخبارات باكستاني بارز إن «القاعدة» تعطي تعليمات إستراتيجية لحركة طالبان الباكستانية، التي يتزعمها محسود. كما يُقال إن بيت الله محسود ساعد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على الفرار من منطقة تورا بورا، وهي سلسلة جبلية في أفغانستان قريبة من الحدود الباكستانية، عندما قامت الميليشيات الأفغانية تساعدها القوات الأميركية بحصار المنطقة لإلقاء القبض على بن لادن، بعد الهجوم الذي شنته أميركا على أفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) 2001. سيطر بيت الله محسود على الساحة العسكرية في منطقة القبائل الباكستانية بعد مقتل رفيقه القائد العسكري عبد الله محسود على أيدي القوات الأمنية الباكستانية في عام 2007. وظهر اسم بيت الله محسود لأول مرة في الصحف بعد اختطاف مهندسين من الصين قبل عامين، وكان حينئذ مساعدا لعبد الله محسود، وهو معتقل سابق في غوانتانامو تبين بعد ذلك أنه زعيم طالبان الباكستانية. وفي أعقاب الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة الأميركية على أفغانستان عام 2001، دخل الجيش الباكستاني منطقة القبائل للمرة الأولى خلال 61 عاما، لإجبار المسلحين (الأجانب والمحلين) والمتطرفين المختبئين في تلك المناطق على الخروج من مخابئهم، وكانت أول أكبر عملية للجيش الباكستاني ضد المسلحين الأجانب في مارس (آذار) 2004. في منطقة جنوب وزيرستان. عبء الجيش الباكستاني نحو 8000 من قواته للهجوم ضد المسلحين الأجانب، ولكنه مني بهزيمة نكراء. وبعد هزيمته في عام 2004، أرسل الجيش الباكستاني ثمانية آلاف من جنوده إلى منطقة جنوب وزيرستان، وخلال هذا القتال ظهر قادة مسلحون جدد في المنطقة، وكان من بينهم بيت الله محسود، الذي يبلغ من العمر الان 36 عاما، والذي قاتل إلى جانب حركة طالبان في أفغانستان ضد القوات الأميركية وأصبح مقربا من الملا عمر. تولى بيت الله محسود قيادة العديد من المجموعات التابعة لحركة طالبان الباكستانية، التي كانت تظهر كحليفة رئيسة لـ«القاعدة» وحركة طالبان الأفغانية. ويحظى بيت الله محسود بقاعدة شعبية في منطقة القبائل، حيث تعد قبيلته الأكبر في منطقة جنوب وزيرستان. ويقول شاكيل أحمد، وهو صحافي يعيش في منطقة القبائل لـ«الشرق الأوسط»: «محسود هي القبيلة الأكبر في جنوب وزيرستان، حيث تشكل نسبة 60 في المائة من عدد السكان الذين البالغ عددهم 700000، بينما تمثل قبيلة وزير المنافسة نسبة 35 في المائة».

وعلى الرغم من مكانته العسكرية البارزة في منطقة القبائل، ظل بيت الله محسود شخصية معروفة على نطاق محدود في وسائل الإعلام العالمية وفي باكستان. ولكن بدأ اسمه يظهر في العناوين الرئيسة في وسائل الإعلام الباكستانية، بعد أن زعم زعيم قبلي أن بيت الله محسود أصدر تحذيرا بالقتل لرئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو، قبل أن تصل إلى باكستان من المنفى في أكتوبر (تشرين الأول) 2007.

فعندما استهدف انتحاريان تجمعا حاشدا لبي نظير بوتو في كراتشي في الثامن عشر من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2007، اتهمت حكومة الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف بيت الله محسود بتنفيذ الهجمات. ولكن كان حزب الشعب الباكستاني غير مقتنع بتلك الاتهامات. ويقول مسؤول بارز بحزب الشعب الباكستاني لـ«الشرق الأوسط»: «عقب التفجيرين الانتحاريين على التجمع الحاشد في كراتشي، اتصل بيت الله محسود ببي نظير بوتو عن طريق وسيط وأبلغها أنه لا يستهدف حياتها ولا علاقة له بالتفجيرين».

وبعد ذلك، في ديسمبر (كانون الأول) اغتيلت بي نظير بوتو واتهمت حكومة مشرف مرة أخرى بيت الله محسود بأنه العقل المدبر لعملية الاغتيال، الأمر الذي رفضه بيت الله محسود بشدة. وفي تلك المرة كشفت وزارة الداخلية الباكستانية عن مكالمة تليفونية بين بيت الله محسود وأحد رفاقه هنأ خلالها بيت محسود الآخر على اغتيال بي نظير بوتو. وفي يناير (كانون الثاني) 2008، ألقت الشرطة في ديرا إسماعيل خان، القريبة من الحدود الأفغانية، القبض على اعتزاز شاه، وهو طفل يبلغ من العمر 15 عاما، وزعم أنه كان من ضمن المجموعة المسؤولة عن اغتيال بي نظير بوتو. وقال شاه للشرطة إن بيت الله محسود خطط لعملية القتل، وإن من أطلق النار هو رجل اسمه إكرام، وإن الانتحاري الذي كان يقف الى الخلف كان يدعى بلال، وكلاهما من منطقة جنوب وزيرستان. ولكن، سارع محسود برفض قاطع لتلك المزاعم، وقال إنه كان لبي نظير بوتو الكثير من الأعداء والمناوئين السياسيين، وإنه يجب أن يكون لهم دور في عملية الاغتيال. وقال بيت الله محسود، في حديثه للصحافيين الباكستانيين قبل ستة أشهر، بعد أن طلب منه التعليق على المكالمة التليفونية التي قدمتها وزارة الداخلية: «هناك تقدم كبير في العلوم والتقنية ويمكنهم الآن إنتاج مكالمة تليفونية لمشرف وهو يهنئ رفاقه على اغتيال بي نظير بوتو».

وسُلطت الأضواء مرة أخرى على بيت الله محسود عندما كرر مايكل هايدن، مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، نفس المزاعم وقال إن محسود كان العقل المدبر لاغتيال بي نظير بوتو. وتلك الدعاية التي بدأت تدور حول بيت الله محسود في وسائل الإعلام الباكستانية والدولية بعد ذلك كانت متزامنة مع النجاحات التي يحققها رجاله على أرض المعارك، فبعد كل هجوم كبير يشنه الجيش على بيت الله محسود ورجاله في جنوب وزيرستان، يردون بكمائن لمواكب الجيش الباكستاني، وإلقاء القنابل على معسكرات الجيش واختطاف المئات من الجنود. وأخيرا، تعرض الجيش الباكستاني لأكبر عملية إذلال عندما أحاط رجال بيت الله محسود بموكب للجيش به 270 جنديا وأجبرهم على الاستسلام، وفي الأيام التي تلت، تم اختطاف العشرات من الجنود بالجيش الباكستاني. في البداية كان بيت الله محسود مترددا في الإعلان عن مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية، التي كانت تحدث في المدن الباكستانية، وكان يستهدف بالأساس الجيش الباكستاني. ويقول السيناتور صالح شاه، من جنوب وزيرستان، لـ«الشرق الأوسط»، إنه قابل بيت الله محسود في عدد من المناسبات، وإنه دائما ينفي ارتباطه بالتفجيرات الانتحارية في المدن الباكستانية. وقبل عامين فقط لم يكن بيت الله محسود راغبا في التحدث ضد الجيش الباكستاني أو المؤسسات الأخرى داخل باكستان، وبعد أن وقع اتفاقية سلام مع الجيش الباكستاني في عام 2005، أخبر بيت الله محسود الصحافيين الذين كانوا موجودين خلال تلك المناسبة، إن طالبان لا تريد الحرب مع باكستان. وأضاف: «نحن نفهم أن القتال ضد القوات الأمنية الباكستانية لا يعود بالنفع على طالبان على الإطلاق».

وعلى الرغم من ذلك، فقد حدث تحول غير مفهوم في موقف بيت الله محسود عندما بدأ تبني مسؤولية تفجيرات انتحارية ضد الجيش الباكستاني في المراكز العمرانية الكبرى بباكستان. وأخيرا، تبنى المتحدث باسم بيت الله محسود مسؤولية التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدافا مصنع أسلحة تابعا للجيش الباكستاني، واللذين قتل فيهما أكثر من 70 شخصا. وقال مولوي عمر في بيان: «نعم، نحن من نفذ الهجمات انتقاما لمقتل المدنيين الأبرياء في وادي سوات».

وبالنسبة لهؤلاء الذين يعيشون في المدن الباكستانية الكبرى، حيث وقعت معظم التفجيرات الانتحارية خلال العام الماضي، فإن بيت الله محسود أسوأ كثيرا من مجرد رجل دين متطرف. ويعتقد المواطنون الذين يعيشون في المناطق العمرانية، أنه قد يكون عميلا هنديا أو إرهابيا تابعا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، تم تدريبه لتخريب الحياة المدنية في باكستان. ويقول الخبير الأمني زاهيد حميد، وهو يعتبر من الشخصيات المقربة من الجيش وهيئات الاستخبارات، إن بيت الله محسود عميل هندي تحميه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. ويضيف حميد: «يدفع الأميركيون إليه، كي يتسبب في عدم استقرار الأوضاع ووقوع الفوضى في المجتمع الباكستاني.. أقصى الأميركيون القادة الذي وقعوا اتفاقية سلام مع الجيش الباكستاني، ويعتنون بالقادة الذين يحاربون الجيش».

المثير أنه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، وقع الجيش الباكستاني اتفاقية مع بيت الله محسود والميليشيا التابعة له، أعطي للمسلحين خلالها مائتي ألف دولار كتعويض، التي يمكن أن توصف في الواقع بأنها رشوة للمحافظة على السلام في المنطقة، وعدم مهاجمة مواكب القوات الأمنية. لكن هناك من يثنون على بيت الله محسود ورجاله على أنهم قدموا سلاما واستقرارا لمنطقة القبائل، وجعلوا المنطقة خالية من الجرائم. ويقول حسين خان محسود، وهو تاجر محلي من جنوب وزيرستان، لـ«الشرق الأوسط»، إن بيت الله محسود أنشأ لجنة لمطاردة المجرمين واللصوص في جنوب وزيرستان. وتابع «نحن نثق فيه لأنه ضمن السلام والاستقرار في المنطقة، في الوقت الذي عجزت فيه الحكومة عن تقديم ذلك».

ولم تساعد سياسة الحكومة الباكستانية المتخبطة حيال منطقة القبائل هذا الوضع بأي حال من الأحوال، وفي الواقع، فإن الشعبية التي يحظى بها بيت الله محسود ارتفعت نتيجة للسياسات غير الحكيمة للحكومة الباكستانية. وفي مواجهة التعقيدات الداخلية دخلت الحكومة الباكستانية في اتفاقيات سلام مع المسلحين في منطقة القبائل، وفي النهاية بعد ضغوط أميركية، قام الجيش الباكستاني بعمليات إطلاق قذائف لم تفرق بين المدنيين والمقاتلين في منطقة القبائل، مما ادى الى وقوع ضحايا من المدنيين فعزز ذلك من قوة محسود. ويقول هارون رشيد، وهو خبير بشؤون منطقة القبائل يغطي الوضع هناك لهيئة الإذاعة البريطانية، إن المتعاطفين مع محسود يتزايدون في كل يوم يمر. وعلى خلفية تهديدات محسود بنقل المعركة الى الغرب، حصلت الحكومة الباكستانية على معلومات من عواصم أوروبية تفيد بأنه ألقي القبض على مواطنين يحملون الجنسية الباكستانية وأوربيين اعتنقوا الإسلام كانوا يخططون للقيام بهجمات إرهابية في المدن الأوروبية، ويقال إنهم تلقوا تدريبات في معسكرات تدريب تابعة لبيت الله محسود. وقال مسؤول بارز في الحكومة الباكستانية: «تلقينا معلومات موثوقا بها من ألمانيا وإسبانيا أن إرهابيين تدربوا في معسكرات تدريب تابعة لبيت الله محسود قد ألقي القبض عليهم في تلك الدول».

وبالنسبة لمحسود فإن الميدان الحالي للجهاد هو أفغانستان، حيث أرسل رجاله إلى هناك للهجوم على قوات الناتو ومنطقة القبائل حيث يخوض غمار معارك دامية مع القوات الأمنية الباكستانية. وأخيرا، وسع من نطاق المعارك لتشمل مدنا باكستانية، حيث نفذ رجاله العشرات من التفجيرات الانتحارية، حسبما أفادت به مزاعم المتحدث باسمه. ويقول خبير أمني إنه بالنسبة للفترة الحالية فإن حدود ميدان المعركة بالنسبة لبيت الله محسود محصور في إطار الحرب على الإرهاب. وتبدو الحكومة الباكستانية قليلة الحيلة في مواجهة القوة المتنامية ونطاق سيطرة رجال بيت الله محسود. كل هذه التطورات في باكستان وافغانستان جعلت الكثير من السياسيين ومتتبعي التيارات الاصولية يقولون ان بيت الله محسود في الواقع بات اخطر من اسامة بن لادن. فشبكة القاعدة تواجه الكثير من المشاكل الداخلية وقادتها مشتتون في بقاع الارض، واجراءات تجفيف منابع تمويلهم تأتي بثمار كبيرة. وفوق كل هذا لم تعد لهم شعبية بين الاسلاميين أنفسهم بسبب العمليات التي قاموا بها واستهدفت مدنيين، اذ ارتفعت اصوات من قلب الاسلاميين المعتدلين تنأي بنفسها عن هذه الاستراتيجيات. بيت الله محسود في نظر الكثيرين ايضا أخطر من بن لادن لان باكستان دولة نووية، واي تغيير في طبيعة النظام الحاكم، وسيطرة الاسلاميين المتشددين من امثال محسود تعني خطرا افدح من خطر «القاعدة». وحتى تضع الحكومة الباكستانية طريقة لمواجهة الوضع في المناطق الحدودية، لا تتسم بالتذبذب الذي تميزت به خلال الفترة الماضية، فإن خطر محسود يبقى افدح من بن لادن.. ولو نظريا.