سارة بالين.. الوجهان

هل صحيح أنه عندما اختار ماكين بالين لمنصب نائب الرئيس كسب ولاية الآسكا.. وخسر بقية الولايات الأميركية؟

TT

خلال أسبوع واحد، صار لسارة بالين حاكمة ولاية الاسكا والمرشحة عن الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس.. وجهان. فمن جانب هي امرأة ذكية، تعمل بجد، ربة بيت، وحاكمة ولاية، وام لخمسة اولاد، ولاعبة هوكي، وملكة جمال، وصائدة ثيران، وطباخة ماهرة، وسياسية وجمهورية معتدلة، وفي نفس الوقت متدينة، والمهم لملايين النساء في اميركا الحالمات بوصول امرأة الى البيت الأبيض.. إن لم تكن رئيسة، فعلى الأقل، نائبة رئيس.

لكن وجها آخر قفز، لم يكن جميلا ومريحا وواعدا كما كان الوجه الأول. فهى عمدة مدينة تضم عدة آلاف فقط. والطريقة التي يقال إنها اعتمدتها في تصريف بعض أمور هذه المدينة لا تتناسب مع طريقة التصرف في واشنطن. فهناك احتمالات مجاملات ومناورات، وهناك تحقيقات مفتوحة فيما إذا كانت قد حاولت الانتقام من رجل طلق شقيقتها، واستغلت منصبها لتحويل اعتمادات مالية الى مدينتها. رغم هذا وذاك، دخلت سارة بالين التاريخ. فهذه ثاني مرة يختار فيها مرشح للرئاسة امرأة نائبه له. في عام 1984، اختار السناتور والتر مونديل، مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية، جيرالدين فيرارو التي كانت نائبة في الكونغرس من ولاية نيويورك، نائبة له. بينما هي المرة الاولى في تاريخ الحزب الجمهوري التي يتم فيها اختيار سيدة لمنصب نائب الرئيس. لم تدخل سارة بالين التاريخ من باب كبير، بل من باب صغير أو متواضع بالاحرى، فقبل ان يختارها ماكين لمنصب نائب الرئيس لم تكن معروفة في اميركا. فهى حاكمة لواحدة من أبعد الولايات عن واشنطن وهي ولاية الاسكا، التي لها في المجمع الانتخابي 3 اصوات فقط، فيما كاليفورنيا مثلا لها 54 صوتا. وقبل ذلك كانت عمدة مدينة واسيلا (سكانها سبعة آلاف شخص). في هذه المدينة الصغيرة، ولدت ساره بولين (11 ـ 2 ـ 1964)، وتربت، ودخلت مدرستها الابتدائية، وعادت اليها بعد أن تخرجت من الجامعة، وتزوجت فيها، ولا تزال تعيش فيها مع زوجها واولادهما وبناتهما الخمسة. فضلت منزلا صغيرا يطل على بحيرة هادئة على منزل حاكم الولاية في العاصمة جونيو المزدحمة. قسمت وقتها بين المنزلين، وتعيش في العاصمة خاصة عندما ينعقد كونغرس الولاية بمجلسيه الشيوخ والنواب. وعندما تكون في واسيلا، يشاهدها الناس وهي تركض في الشارع، أو تأخذ اولادها وبناتها الى المدارس أو في الشتاء، تتزحلق على الجليد، او، في الصيف، تدعو الجيران والاصدقاء الى «كوك آت» (او شواء على الطريقة الاميركية).

سكان مدينتها الصغيرة (يقولون دائما: كل واحد يعرف الآخر) اثنوا عليها، وفي نفس الوقت، شككوا في قدرتها على ان تقفز من هناك الى البيت الأبيض. قال رجل: «سارة طموحة وعصامية، لكنها متحمسة اكثر مما يجب. ربما اذا عقلت قليلا». وسألت امرأة اخرى: «كم امرأة تقدر على أن تجمع بين خمسة اولاد وبنات وحاكمة ولاية؟». لكن السياسيين، وخاصة السياسيات، يميلون نحو الشك. ليندا غرين، مثلها مثل بالين تنتمي الى الحزب الجمهوري تقول: «في البداية، اعتقدت أن الخبر نكتة. سارة بالين نائبة لرئيس الجمهورية؟ كيف، وهي لا تقدر على ان تكون حاكمة ولاية، ستقدر على ان تكون نائبة الرئيس الاميركي؟ بينما قالت هولز فرنش، من قادة الحزب الديمقراطي في كونغرس الولاية: «عندما اختارالسناتور ماكين سارة بالين، كسب ولاية الاسكا، وخسر بقية الولايات الاميركية».

لكن، لا يمكن انكار ان هذه امرأة ليس مثل كل النساء. فهي متنوعة الاهتمامات والنشاطات بشكل غير اعتيادي، ونقيض للصورة التلقليدية للمرأة التي تنشغل بالسياسة، فهي جميلة، وتهتم بجمالها، ودائما ما تضع ابتسامة كبيرة على وجهها الذي لا يخلو من المساحيق، إلا عندما تكون في رحلة صيد او مباراة هوكي او بيسبول. كانت بالين ملكة جمال مدرستها الثانوية، وكانت الثانية في مسابقة ملكة جمال الاسكا في عام 1984، وهي طالبة في الجامعة، واستفادت من الجائزة للصرف على دراستها الجامعية. ربما سيساعدها جمالها كلما تتحدث في التلفزيون، ويراها الناس (رغم انها تلبس نظارة تصفها أنها مثل نظارة تلميذ مدرسة). وربما سيساعدها انها صحافية ورياضية. درست الصحافة في جامعة ايداهو. ثم عملت صحافية رياضية في قناة تلفزيونية. وجمعت بين الاثارتين، النسوية والرياضية.  وتستطيع ان تحكي للاميركيين عن اي فريق هزم اي فريق في أي منافسة في اي سنة. وتستطيع الاشتراك في منافسات رياضية رمزية لأنها كانت لاعبة كرة سلة في المدرسة الثانوية. كم تستطيع الاشتراك معهم في الهوس الرياضي الاميركي هذه الايام، وهو، على طريقة «من يكسب مليون«، اسئلة واجوبة في المواضيع الرياضية، في التلفزيون والصحف والانترنت.

كسب ماكين أشياء كثيرة باختيار بالين: اولا، لأنها امرأة وديناميكية ولا تخاف من التجريب ولها طموح واسع، وهو يحتاج الي ان يوضح انه «جمهوري معتدل»، وليس مثل الجمهوريين المحافظين الذين لا يتحمسون كثيرا لحركة تحرير المرأة الاميركية. ثم انه يريد ان يكسب بعض اصوات مؤيدات الحزب الديمقراطي اللائي صوتن للسناتورة هيلاري كلنتون، ولم يقدرن على تحمل هزيمتها امام السناتور باراك اوباما، وقالت نسبة عشرين في المائة منهن، الغاضبات جدا، انهن سيصوتن للسناتور ماكين الجمهوري. ولابد ان اختيار ماكين لامرأة نائبة له سوف يغريهن، وربما غيرهن من الديمقراطيات، ليصوتن للحزب الجمهوري.

وكسب ماكين باختيار امرأة «شعبية» وليست من الصفوة السياسية الحاكمة في واشنطن. ليس فقط لان بالين كانت صحافية رياضية، وتقدر على الجدل عن المباريات مع النساء والرجال في المقاهي والبارات، ولكن ايضا، لأن والدها كان مدرسا في مدرسة متوسطة. وكان رياضيا ايضا، وعلمها صيد الثيران المتوحشة قبل شروق الشمس، وتسلق الجبال في شتاء الاسكا. وهذا علمها الصمود امام المصاعب وفن المباغتة، والمناورة، كما قوى مناعتها ضد الانتقادات، ومن غير المتوقع خلال حملة الانتخابات الجارية ان تضعف امام الانتقادات او تظهر قلقا منها. هذا لا يؤكد شعبيتها فقط، ولكن، ايضا، انها «ربما مثل الرجال» في الشجاعة والتحدي والمغامرة. في الحقيقة، عندما كانت في المدرسة المتوسطة، سموها «توم بوي» (بنت تتصرف مثل ولد). وعندما كانت في الثانوية، سموها «سارة باراكودا» (اسم سمكة متوحشة تعيش على اكل الاسماك الضعيفة). وفي وقت لاحق، سموها «سارة موس»، اشارة الى انها لا تصيد الثيران المتوحشة فقط، ولكن، ايضا، تأكل لحمها. وكسب ماكين باختيار مرشحة «متدينة»، فبعد هجوم 11 سبتمبر، وبداية الحرب ضد الارهاب، وبطريقة ما، زاد تدين الاميركيين، وظهرت ما تشبه الصحوة الدينية. ولأن سارة بالين كانت تلعب في «منافسات الشابات المسيحيات» عندما كانت في الثانوية، ستقدر على ان تركز على ذلك، وتكسب اصوات بعض الذين يضعون اعتبارا كبيرا للدين.  هذا بالاضافة الى انها، في هذا، ستكون مكملة للسناتور ماكين. ليس لأنه غير متدين بطريقة تقليدية، ولكن لانه ليس محافظا بطريقة تقليدية، ولا يخلط الدين بالسياسة، مثل الرئيس جورج بوش الابن، الذي استفاد كثيرا من تأييد المسيحيين المتطرفين والمبشرين. (عشرون في المائة تقريبا من جملة الناخبين منهم).

يتهم هؤلاء ماكين بأنه ليس مثل بوش، وهدد بعضهم بأنهم لن يصوتوا في الانتخابات (طبعا، لا يمكن ان يصوتوا لأوباما لأنه، في رأيهم اشتراكي يساري). لهذا، ربما ستقدر سارة بالين على الصلاة معهم، والقاء خطب دينية عليهم، واغرائهم بالتصويت لها ولماكين معها. ربما لهذا لن يقدر كثير من المحافظين على ان يتهموا ماكين بالابتعاد عن الدين. وفي الجانب الآخر، ربما لن يقدر كثير من الليبراليين على اتهام ماكين بانه محافظ.  كيف يقدرون وقد اختار امرأة نائبة له؟ وكيف يقدرون وزوجها من الاسكيمو؟ فوسط اقليات اميركا، يعتبر الاسكيمو اقلية الأقليات. لهذا، فإن ماكين يقدر على ان يقول انه «ليبرالي». ولا ينتمي الى البيض الذين لا يعطفون كثيرا على الاقليات. فهو يعطف على الاقليات السوداء واللاتينية والآسيوية، بل انه يعطف حتى على أقلية الاسكيمو.

ولا بد أن ماكين ارتاح اكثر لأن ابن سارة بالين «تراك» 18 سنة، اكبر خمسة اولاد وبنات، انضم مؤخرا الى القوات المسلحة، وسيرسل الى العراق هذا الشهر. لا يحتاج ماكين الى مؤهلات عسكرية، وهو الذي كان طيارا في السلاح الجوي الاميركي خلال حرب فيتنام. بل اسقط الفيتناميون الشماليون طائرته، وسجونه خمس سنوات، حتى انتهت الحرب. لكن، لا بأس من ان ابن نائبته «يحمى اميركا من الارهاب هناك، حتى لا يأتي الى هنا».

لكن ماذا عن الوجه الآخر لساره بالين؟ في عصر الانترنت، ربما لا يمكن حفظ أي سر. في البداية، وفي موقع اشاعات في الانترنت كتبت طالبة في ثانوية واسيلا، حيث تدرس بريستول، بنت ساره بالين، انها حامل في شهرها الخامس. وكتبت طالبة اخرى انها حامل في شهرها الثامن. وكتبت ثالثة: «اين انتم؟ اصحوا! برستول وضعت طفلا. الطفل الصغير الذي تحمله والدتها، وهي تقف الى جانب السناتور ماكين، ليس الا ولد بنتها بريستول».

وقال ماركوس موليتاس، مدير موقع «ديلي كوس» الذي نشر بعض هذه الاشاعات: «لم اصدق، وقلت انني ربما يجب ان اوقف هذا الموضوع. لكن، من انا ليفعل ذلك؟».

وهكذا، خلال يومين، انتشرت الاشاعات في الانترنت. لكن، صار واضحا ان في الاشاعات كذبة كبرى، وهي ان الطفل الصغير عمره خمسة شهور، واسمه «تريغ»، ومصاب بمرض «داون» (ذكاء محدود جدا)، ووالدته هي الأم، وليست البنت. لكن، نعم، البنت حامل. وبقدر ما حمس ترشيح ساره بالين كثيرا من النساء، الجمهوريات وبعض الديمقراطيات، بقدر ما اثرت قصة بنتها الحامل على هؤلاء. قالت جيسيكا ايكارد، المتحدثة باسم «جمعية النساء الجمهوريات المعاديات للاجهاض»: «ليست هذه أول أم تحمل ابنتها المراهقة بدون زواج، ولن تكن آخر ام. لهذا، تعرف الامهات في كل مكان أن هذا يمكن أن يحدث لهن. ولهذا، ينظرن نظرة عطف الى البنت، والى امها، وغدا، الى الحفيد». وأضافت: «اتوقع ان يزيد الموضوع حماس النساء ليصوتن لصالح ساره بالين. ستقول كل امرأة تذهب الى صندوق الاقتراع: ربما ستفعل بنتي ما فعلت بنتها».

في الجانب الآخر، لم يظهر نقد واضح من مسؤولين في الحزب الديمقراطي، خاصة أن السناتور باراك اوباما قال انه لا يريد ادخال العائلات في السياسة. وهدد بفصل اي واحد من حملته الانتخابية ينتقد البنت المراهقة الحامل. ويبدو صعبا ان سياسية تنتمي الى الحزب الديمقراطي ستنتقد ساره بالين نقدا مباشرا (ربما لأن الصحافيين سيسألونها: ماذا ستفعلين اذا حملت بنتك المراهقة؟).

الذين انتقدوا الحمل انتقدوا بطريقة غير مباشرة. مثل دبي شولتز، نائبة في الكونغرس باسم الحزب الديمقراطي من ولاية فلوريدا. قالت: «ليست مشكلة سارة بولين في عائلتها، ولكن في افكارها. انها غير مؤهلة لمنصب نائبة رئيس الجمهورية. أعرف نساء كثيرات قلن إن الاختيار لم يكن موفقا. واعرف ان رجالا قالوا ان اختيارها يسيء الى النساء». وبنفس الصيغة غير المباشرة، انتقد معلقون وصحافيون ينتمون الى الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري السناتور ماكين (المعتدل) لأنه اختار ساره بالين. لم يقولوا ان سبب النقد هو البنت المراهقة الحامل، لكنهم قالوا ان ماكين كان يجب ان يفكر الف مرة قبل ان يختار ساره بالين نائبة له. وكان يجب ان يفكر الف مرة قبل ان يختار امرأة نائبة له.

وقال شين هانيدي، مقدم برنامجين يوميين في الاذاعة والتلفزيون، وينتمي الى الجناح المحافظ للحزب الجمهوري: «اختيار امرأة بهدف واحد هو كسب اصوات النساء ليس من تقاليد الحزب الجمهوري، بصرف النظر عن اي شيء آخر». اذا كانت مشكلة البنت برستول عائلية، وربما لا دخل لها بالسياسة، هناك مشكلة الاخت «مولين»، التي صارت سياسية بسبب الحملة التي يقودها وولتر مونيغان، الذي كان شرطة ولاية الاسكا، وهي رابع اكبر وظيفة تنفيذية في الولاية. قبل اربع سنوات، بدأت القصة عندما طلق الشرطي مايك ووتين زوجته مولين شقيقة بالين، بعد خلافات حادة، واتهامات بأنه كان يضربها. وبدأت ضده حملة عائلية ساخنة، قادتها شقيقتها ساره، عمدة واسيلا، وزوجها، واشقاء وشقيقات، ووالدهم ووالدتهم. وبعد سنتين، عندما صارت الشقيقة سارة حاكمة ولاية الاسكا، تحولت الانتقادات الى ضغط على مدير الشرطة ليفصل الشرطي الذي طلق «مولين».

وعندما رفض مدير الشرطة، فصلته سارة، حاكمة الولاية. الآن، تحقق لجنة في الموضوع، واقسم مدير الشرطة انه لن يتوقف عن حملته حتى تعيده ساره الى منصبه القديم. ولحسن حظه، اختار السناتور ماكين سارة نائبة له، وظهرت على المسرح السياسي الاميركي والعالمي. وصارت قضية شقيقتها قضية سياسية واخلاقية على المستوى القومي.

وفي مثل هذه الاجواء السياسية الاخلاقية، يريد المدير السابق لشرطة الولاية ان يبرهن على أنه اكثر اخلاقية من حاكمة الولاية. وقبل ايام، قال في مؤتمر صحافي: «قالت لي: افصله، افصله الآن، ابن الـ... قلت لها: انت حاكمة الولاية، وانا كبير شرطييها، لكني لن افصل اي شرطي بدون سبب. قالت: انه غير اخلاقي، كان يضرب شقيقتي، وكان فاسدا، وسكيرا، ويلعب القمار. قلت: افصليني ولن افصله». وفصلته.

وقبل ان يكتمل اسبوع واحد من اختيار ساره بالين نائبة للسناتور ماكين، وكأنها تحتاج الى مشكلة جديدة، قالت صحيفة «واشنطن بوست» انها متورطة في قضية تحويل اعتمادات مالية الى واسيلا، مدينتها الصغيرة، عندما كانت عمدتها.

في عام 2000، سافرت العمدة الى واشنطن، وتعاقدت مع «لوبي من آلاسكا» له فرع في واشنطن، وله اتصالات مع اعضاء الكونغرس والوزارات والمصالح. هذا بالاضافة الى علاقاتها مع السناتور تيد ستيفنز (جمهوري من ولاية الاسكا)، ومن قادة الكونغرس لاكثر من ثلاثين سنة.

خلال اربع سنوات، وعن طريق لوبي الاسكا، نجحت العمدة في الحصول على اعتمادات في الميزانيات السنوية التي يصدرها الكونغرس جملتها ثلاثون مليون دولار تقريبا لبناء طرق ومدارس ومستشفيات ومؤسسات في المدينة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها سبعة آلاف شخص فقط.

لم تصل الاتهامات مرحلة خرق للقانون، لكن، يبدو واضحا ان فيها اتهامات بالفساد. ولا يبدو ان هذا سيكون في صالح امرأة تتحدث كثيرا عن قيمها الاخلاقية، سواء العائلية او الرسمية. وكما يقول المثل الاميركي: «تابعوا نشرات الاخبار»، اي ان اشياء اخرى ربما ستكشف عن سارة بالين. بعدها سيمكن الاجابة عن سؤال المليون دولار وهو: هل بترشيحه بالين كسب ماكين الاسكا، وخسر باقي الولايات الاميركية؟