كيف تفكر النجف.. سياسياً؟

تريد مغادرة القوات الأجنبية لكنها ترفض استخدام العنف.. وولاية الفقيه ليست لها شعبية.. والطلبة الأجانب لا يتدخلون في السياسة

حوزة النجف باتت مشغولة بالسياسة («الشرق الأوسط»)
TT

حين تدخل إحدى المدارس الدينية في حوزة النجف العلمية، تشعر كأنك تدخل عالما مليئا بالالغاز والأسرار حيث يسود الصمت كل شيء رغم أن النقاش هو أحد مناهجها الاساسية. فكل شيء محسوب والكلام خارج مواضيع الدراسة ضرب من «اللغو». أما الحديث مع الصحافة ووسائل الاعلام فهو مغامرة غير محمودة العواقب يتجنبها الجميع. لكن مع هذا تتميز الدراسة الحوزوية في النجف بوجود متسعٍ من الحرية للطالب، حيث أن الطالب في الحوزة العلمية لا يفرض عليه منهج او كتاب معين او استاذ معين لكافة المراحل، بل للطالب كامل الحرية في انتقاء الكتاب الذي يتناسب مع ذوقه وفكره واستيعابه وثقافته حيث ان طلبة الحوزة العلمية ليسوا جميعا على مستوى واحد من التفكير والاستيعاب والثقافة. فبعضهم أنهى دراسته الابتدائية فقط والبعض الآخر اكمل شهادة البكالوريوس ثم دخل للدراسة في الحوزة العلمية للتبحر في علوم الدين. ويكون اختيار الطالب لاي كتاب ضمن منهج الدراسة الحوزوية وليس خارجها، فمثلا يوجد لمادة اللغة العربية، وهي أساس الدراسة الحوزوية، العديد من الكتب التي تعنى بدراسة مبادئها، ولكن تختلف هذه الكتب في عناونيها.. وهكذا، فإن هذا المبدأ يسري على كافة الكتب ولكافة المراحل. ويوضح أستاذ كبير في الحوزة العلمية في النجف، طلب عدم ذكر اسمه: «يبدأ الطالب بالمعاني والبيان أي كتب البلاغة التي تلم بالجانب البلاغي اللغوي. وأفضل الكتب التي تدرس في هذا الجانب في الحوزة العلمية في النجف هو كتاب قصر المعاني لـ(التفتزاني) ـ أحد كبار علماء السنة المتخصص في اللغة العربية والفلسفة وعلم الكلام، وولد في القرن التاسع الهجري ـ حيث قديما كان يدرس كتاب المطول لنفس العالم». وأضاف الاستاذ العراقي، وهو من اسرة علمية عريقة، حول مراحل الدراسة في الحوزة العلمية: «تستغرق المرحلتان الاولى في اللغة العربية والثانية في المنطق مدة قد تصل الى 5 سنوات متواصلة حيث يدخل الطالب بعد هاتين المرحلتين تدريجيا الى علم اصول الفقه وفقه الاصول.. في مرحلة دراسة علم الفقه والاصول تتدرج هذه المرحلة الى عدة مراحل ثانوية مهمة اولها مرحلة المقدمات في علم فقه الاصول او اصول الفقه وهو كتاب المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر ـ احد كبار اساتذة الحوزة العلمية حيث بدأت كتبه تدرس في الحوزة العلمية منذ الاربعينات من القرن الماضي ولا زالت تعتمد دراسياً ليومنا هذا حيث تعتبر كتب الشيخ المظفر الأساس في المراحل الابتدائية لعلم اصول الفقه، وهذا الكتاب عبارة عن مجموعة محاضرات ألقاها المظفر في كلية الفقه بالنجف، كلية دينية اكاديمية اغلقت بعد تسلم نظام صدام السلطة في العراق، واعيد فتحها بعد سقوط ذلك النظام، ينتقل الطالب بعد هاتين المرحلتين الى المراحل المتقدمة في الدراسة الحوزوية حيث يدرس فيها مجموعة كتب». لكن برغم انهماك طلاب الحوزة في طلب العلم الديني والفقهي والفلسفي، إلا ان الحوزة بتعدد مدارسها مثلها مثل أي مكان آخر بالعراق مشغول بالسياسة. ويلعب دورا كبيرا في هذا تعدد جنسيات طلابها. ويوضح الاستاذ العراقي في هذا الصدد: «الحوزة العلمية مفتوحة لكل الناس ومن مختلف اصنافهم ومستوياتهم، فيأتي الطالب الذي لم يكمل الدراسة الاولية الابتدائية، أو قد يأتي للدراسة الحوزوية من هو حاصل على شهادة الدكتوراه في تخصص معين ليس طبيا حسب بل في الهندسة او الكيمياء او غيرها من العلوم. فالعلم ليس حكراً على جنسية معنية او قومية معنية بل هو ملك لكل البشر». ويتابع: «بالرغم من وجود العديد من العوائق السياسية والامنية، الا ان الحوزة العلمية، وخاصة في ايام المرجع الديني الامام محسن الحكيم، استقبلت العديدَ من الطلبة من مختلف الجنسيات والأعراق والدول؛ ففيها العراقي والباكستاني والافغاني والايراني والهندي ومن التبت ايضا. وهناك طلبة من بعض دول اوروبا وأميركا الشمالية من المسلمين هناك، وخاصة من كندا جاؤوا للدراسة الحوزوية».

ويقول عبد الطيف العميدي، 42 سنة ويدرس في المرحلة الثالثة، او ما يسمى بمرحلة «السطوح» في الحوزة إن «عدد المدارس الدينية في مدينة النجف وصلت الى 50 مدرسة، يدرس فيها اكثر من 10 الاف طالب من العراقيين والدول الاسلامية»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «المدارس كان عددها قليلا جدا وأغلقت في سبعينات القرن الماضي حيث استخدمت الحكومة كافة انواع التعذيب والتشريد للطلبة حتى بقيت منها مدرستان». لكن بعد سقوط النظام السابق، رممت المدارس التي أغلقت وأنشئ غيرُها حتى أصبح عددها اليوم 50 مدرسة دينية في النجف فقط. ومن هذه المدارس الباكستانية والقزوينية والمهدوية والقوائم والشوشترية واليزيدية الصغرى والكبرى. وبالرغم من أن الحوزة لا تدرس ضمن مناهجها تخصصا متعلقا بالعلوم السياسية، الا ان الجدال السياسي بالحوزة لا ينقطع. ويقول العميدي: «طلبة الحوزة ليس لديهم أي منهج سياسي لكن السياسة فرضت واقعها على الشعب العراقي وعلى طلبة الحوزة، ونشاهد أن جميع المسؤولين من رئيس الجمهورية حتى اخر مسؤول في الدولة يأتي للمراجع الدين في النجف لاخذ التوجيهات والوصايا وادى ذلك الى الانفتاح أمام طلبة الحوزة ليكون لهم دور في السياسة». ويوضح العميدى أنه من خلال مناقشاته مع غيره من الطلاب فإن الطلب الأكثر الحاحا هو ان تكون دول الجوار العراقي ايجابية من العراقيين، و«أن لا يسمحوا لحدودهم بأن تكون معبرا للارهابيين لدخول العراق.. وفيما يخص موقف الطلبة من القوات الاجنبية في العراق، يقول العميدي: «الحوزة الدينية ترفض الوجود الاجنبي في العراق. وكطلبة ومراجع دين يسعون ان يكون رحيل قوات الاحتلال بأسرع وقت ممكن، اي اليوم قبل غد. لكن المواجهة غير مجدية لخروج المحتل كما حصل في بغداد والفلوجة والنجف، فلم نستطع اخراج المحتل بالقوة، بالعكس زادت من عدد قوات الاحتلال في العراق، وزاد القتل، وهذا دليل على ان السلاح والقتل ليسا السبيل الوحيد لخروج المحتل، بل بالسياسة والحوار الايجابي الذي يحفظ السيادة للعراق ويخرج العراق من البند السابع. شاهدنا في الفترة الاخيرة نجاح السياسة العراقية في أن تأخذ السيادة الكاملة من خلال تسلم الملفات الامنية في اغلب محافظات العراق، وكذلك سمعنا عن تخفيض قوات الاحتلال. هذا كله دليل على نجاح السياسة العراقية في التحاور مع الاميركيين واخراجهم تدريجيا من البلاد بعد ان يئسنا من اخراجهم بالقوة والقتال. وهذا رأي طلبة الحوزة شأنهم شأن المراجع الدينية». ويشير العميدي الى الدور الذي قامت به منابر الجمعة من توعية للناس في النجف، موضحا: «منابر الجمعة هي معبرة عن رأي المرجعية ونجدها تدعو الى وحدة العراق ونقد الحكومة ونقد الاساليب والاجراءات غير الصحيحة التي تؤثر على الخدمات المقدمة للمواطنين. كما تدعو السياسيين العراقيين الى ان يقوموا بتقديم كل ما هو جيد للشعب العراقي من خلال المنابر الحسينية والمناسبات الدينية والشهور محرم وشعبان ورمضان. كذلك نستغل هذه الاشهر والمناسبات بتوعية الناس في الامور الدينية والسياسية مثل التوجه للانتخابات والمشاركة في صنع القرار السياسي». بلال حسين، أحد الطلاب بالحوزة، من باكستان ويبلغ من العمر 37 سنة، يدرس منذ 7 سنوات في الحوزة العلمية في النجف كان ذاهبا لزيارة الروضة الحيدرية بصحبة 4 اشخاص مختلفة جنسياتهم قال لـ«الشرق الاوسط»: «جئت للعراق وتحديداً لمدينة النجف لكي ادرس في الحوزة العلمية التي تحتوي على المراجع الدينية، وفي نفس الوقت اكون قريبا من ضريح الامام علي كرم الله وجهه. واضاف حسين «أطمح لأن اكون احد وكلاء المراجع الدينية في باكستان لإيصال رسائل المرجعية وتبليغ وارشاد الناس إلى كل ما يرضي الله». غير أنه أوضح «عدم الاستقرار الامني والظروف التي يمر بها العراق، ادت الى عزوف الكثير من الطلبة الاجانب عن التوجه للعراق؛ وعلى هذا الاساس، فان عدد الطلبة الباكستانيين الموجودين في النجف لا يتجاوز عددهم 150 طالباً. ومن الهند 35 طالبا وبنغلاديش وافغانستان فضلا عن وجود بعض الطلبة من اصول عربية من كندا واميركا». غير ان هذا التنوع لا يعني بالضرورة ان الطلبة الاجانب يتدخلون في النقاش السياسي بالحوزة. وفي هذا الصدد يوضح حسين: «الطلبة من خارج العراق الذين يدرسون في الحوزة لا يتدخلون في امور السياسة ووضع العراق او أي دولة»، مؤكدا «نحن فقط نستمع ولا نتدخل».

أما محمد سعدون، من اهالي الحلة، ويدرس منذ 14 سنة في البحث الخارجي بالحوزة، فلم يرد ان يتحدث في السياسة، واكتفي بقوله لـ«الشرق الاوسط»: «أطمح أن اكون احد المجتهدين في الحوزة لأخدم المسلمين وكل وقتي أقضيه في الدراسة وانشاء الله أبغي ما اريد». لكن برغم عدم رغبة سعدون في الكلام حول السياسة، الا انه يلاحظ تحولا بين واقع وظروف الحوزة العلمية وطلبتها بين زمن نظام صدام حسين والوضع الحالي. ويوضح سعدون «الفرق شاسع حيث كنت في زمن صدام استدعى كل 15 يوما الى دائرة الامن لاستجوابي عن الكثير من القضايا، فضلا عن عدم وجود الكتب القيمة التي تدخل بشكل اساسي في دراستي. كان الطلبة يتداولون وبسرية باستنساخ الكتب. اما اليوم فقد تغير كل شيئ الكتب حاليا متوفرة وبنسخها الاصلية ونستطيع ان نقرأ ما نشاء دون أي رقابة او خوف». وإذا كان طلاب الحوزة يتحفظون عن الاعلان عن افكارهم ومعتقداتهم السياسية، فإن الاساتذة أقل تحفظاً.

ويقول الشيخ نعمة العبادي، الاستاذ في حوزة النجف، حول الدولة التي يرغب بها أساتذة وطلبة الحوزة الدينية؟ وما إذا كانت دولة ديمقراطية ام دينية؟: «الحوزة ليست مسلكا فكريا واحدا وفيها آراء متعددة، خصوصا ما يتعلق بالرأي السياسي. فهناك مَنْ يرى ضرورة الدولة الدينية، وهناك اختلاف في نموذجها من نموذج ولاية الفقيه إلى نماذج أخرى. واتجاه آخر لا يرى موقعا للإسلام السياسي. ولكن العمومَ يطمح في دولة عادلة تنصف الشعب العراقي وتحافظ على ثرواته وتدار من قبل العقلاء وأهل الاختصاص وتحترم حريات الجميع ويكون للدين مكانة مميزة فيها». ودارت في الحوزة نقاشات عديدة حول مبدأ ولاية الفقيه. وفي هذا الصدد يقول العبادي لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مستويات من التعتيم لولاية الفقيه. أولها كونها نتيجة فقهية، أي فتوى، وتقييمها هنا يحتاج إلى كلام في أدلتها ولأسانيد استندت عليها، وهذا ينبغي ان يمارسَ من قبل المجتهدين. والمستوى الثاني يتعلق بها كنموذج في الممارسة السياسية، وهذا يمكن بحثه من خلال النظر إلى تجربة ممارستها في الدولة الإيرانية، أو تصور إشكال مطور لها وهذا يحتاج المزيد من التأمل فيها كنموذج مناسب لأي حالة يراد تطبيقها عليها. عموما في العراق مهما قيل لا يمكن تطبيق نموذج ولاية الفقيه لصعوبات جمة؛ أبرزها أنه لا يوجد واقع فقيه واحد له ثقل كبير جدا في الشارع العراقي، كما كان الخميني في إيران، وكذلك التعدد الديني والمذاهب وظروف أخرى تمنع من وجودها في العراق». وفيما يخص رأي الأستاذة وطلبة الحوزة في الحكومة العراقية، قال العبادي «إذا كان المراد السلطة التنفيذية فمع حفظنا لاحترام الأشخاص في المواقع المختلفة إلا ان المسؤوليات التي يؤدونها محل مناقشة ونقد واسع ليس بمستوى الطموح وآفة الفساد المالي والسياسي المستشري، كما أن منهج المحاصصة والانحياز الحزبي يقف في طريق التقدم والنجاح نحن لا نريد التشاؤم او مجرد النقد وإنما نطالب بإعادة تقييم حقيقي للأداء الحكومي بعقلية تحكمها «المصلحة العامة فقط»، وأكيد، فان هناك ثغرات عظيمة سيتم اكتشافها نتأمل أن يتحسن الأداء الحكومي، خصوصا في القطاع الخدمي لأنه ما زال بائساً». ويعتقد العبادي أن حوزة النجف سيكون لها تأثيرها في المستقبل السياسي بالعراق، موضحا «مستقبل العراق ما زال ضبابيا وتحوطه الكثير من الأخطار ويمكن أن ينزلق إلى نقطة الصفر في ظل هذه ظروف. وفيما يتعلق بالمشهد السياسي، فان النجف الحالية ستبقى مسيطرة على الواجهة لأكثر من خمس سنوات والانتخابات لن تفرز تغييرا كبيرا على مدى الدورتين القادمتين ولكن تبقى احتمالات التحول الايجابي مفتوحة خصوصا إذا احتكم كل الأطراف إلى لغة العقل ومصلحة الشعب العراقي وحتى مصلحتهم الخاصة نأمل ذلك والله الموفق». وبشكل عام، يبقى المنطق الكلاسيكي هو المنهج السائد في التفكير داخل الحوزة سواء في القضايا الدينية او غيرها. لكن الاجيال الموجودة تأثرت بالانفتاح الفكري وتبادل المعلومات والنقاشات ودعوات التحديث. فهناك أسئلة جديدة وتفكير واقعي تتسع مساحته كثيرا في الأوساط الحوزوية اليوم. وتبقى الحوزة كغيرها من المؤسسات ذات الطابع الخاص تحتفظ بخصوصيتها في النظر إلى الأشياء او التفاعل معها وهي حالة عامة لكل النماذج أمثالها. ومع غلبة التفكير الكلاسيكي، لا يفضل العبادي الحديث عن تقسيم النجف الى أساتذة وطلبة ليبراليين واخرين محافظين، موضحا «أولا.. لا يمكن الحديث عن متدين ليبرالي لان هذه مخادعة فكرية وتدليس، فالليبرالية تعني التحريرية، وهي غاية وليست وسيلة، وأحد القيود التي تريد التحرر منها هي الدين، ثم إن الليبرالية لا توجد لها أصول وأطروحة متكاملة، وإنما هي (تجربة الناجحين) على حد تعبير بعض الليبراليين. وثانيا حتى البعض الذي يدعي الليبرالية في العراق أنا شكل في هذه الدعوى وانطباقها عليه عموما نحن نؤمن بحق جميع المكونات في الحصول على مكاسبهم السياسية والمشاركة في السلطة، كما نؤمن بحرية الرأي والمعتقد. ونرى أننا نرفض الانزلاق إلى الرذيلة والتهتك تحت عنوان الحرية المطلقة بل ينبغي أن تكون حدود الحريات لا تتجاوز الآخرين وتستنقص من حرياتهم». وعن تشدد بعض رجال الدين في الحوزة، قال العبادي إن «هذا المصطلح سيال وغير منضبط، فاذا كان المراد بالتشديد قوة التدين فهو حالة محمودة ونطمح ان يكون الكثير منهم هكذا، أما اذا كان المراد هو التعنت وعدم الاستماع الى رأي الآخر وعدم احترام أفكار الآخرين والانغلاق فهي عادة مقيتة. واعتقد ان الوسط النجفي يندر فيه مثل هذا النموذج».

وكان المرجع آية الله محسن الحكيم قد قال في كتيب له حول تاريخ صراع المرجعية الدينية مع الحكام في العراق: «بقيت المرجعية في دور الرقيب متمسكة بمبادئها وكيانها محاولة تعديل مسيرة الدولة ما وجدت لذلك سبيلا، فاذا لم تستجب لها أنكرت عليها ورفضت مواقفها ووقفت منها كما تقف من الدول الاخرى، وإن سبب ذلك للمرجعية والحوزات التابعة لها المتاعبَ والمصاعبَ وعرضها للمآسي والفجائع. كل ذلك لأصالة هذه المرجعية وصلابتها ولان نظامها غير المنضبط بضوابط محددة لا يمكن السيطرة عليه ولا يتيسر تسييره في فلك الدولة او غيرها».