رسائل الحصاد

TT

* دولتان متجاورتان

* تعليقا على «هل هو انفصال.. قبل التقاء؟»، أقول نحن في شمال السودان نحترم رغبة الإخوة الجنوبيين في اتخاذ قرارهم ونقبل بالنتيجة إن كانت انفصالا بصدر رحب ما دام ذلك هو خيارهم. ونستطيع أن نتواصل كأي دولتين متجاورتين تجمعهما المصالح المشتركة في الاقتصاد والجغرافيا والاجتماع. أما في ما يتعلق بعنصرية الشماليين تجاه الجنوبيين فذلك محض افتراء، فنحن نسكن جوار بعض في احياء واحدة. نركب المواصلات مع بعضنا بعضا. لنا صداقات مع بعضنا. ولكن اذا رأى الإخوة الجنوبيون ان من مصلحتهم تكوين دولة خاصة بهم فان اتفاق نيفاشا يعطيهم هذا الحق ولهم ان يقرروا ذلك في حينه من دون ان يثيروا اية حساسيات غير حقيقية. فالشمال بدون الجنوب دولة قائمة منذ آلاف السنين، والجنوب بدون الشمال يمكن ان يكون دولة محترمة. فلا داعي لتبادل الاتهامات. فالأولي والأنفع لشعب الجنوب الآن توجيه الطاقات والموارد لبناء الجنوب حتى اذا جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح اي من الخيارين ـ الوحدة او الانفصال ـ يجد الطرق، والمدارس، والمستشفيات، والماء النظيف وخلافه من احتياجات العيش الكريم، بدلا من تبديد الطاقات في ما لا طائل منه. يوسف احمد يوسف ادم [email protected]

* علينا أن نتهيأ نحن أيضا

* تعليقا على «هل هو فراق.. قبل التقاء» أقول لم تعد ممارسات حكومة جنوب السودان تجاه بسط السيطرة الكاملة على جنوب السودان وعزله بالكامل عن كل ما يمت للشمال بصلة خافية على أحد. وهذه التحركات طالت جميع الأصعدة السياسية والدبلوماسية والعسكرية والثقافية وبالطبع الاجتماعية التي لم ولن تتجانس بالمستوى المألوف كما هو الحال بين أفراد وعائلات وقبائل السودان المختلفة. وهذه لم تكن بسبب العنصرية ضدهم كما يدعون، ولكن بسبب العقيدة التي باعدت بينهما في التصاهر، مما أولد الشعور بالتمييز العنصري لدى الجنوبيين. ولذلك نحن الشماليين كمواطنين لا نرى في انفصال الجنوب ما يعيقنا عن التقدم الحضاري أو الاقتصادي. أي علينا أن نتهيأ شعبا وحكومة ونبدأ للتخطيط في هذا الاتجاه والتجهيز لما بعد الانفصال، كما يفعلون، وأكاد أجزم بأن الشماليين إذا تم إشراكهم في هذا الاستفتاء، فسيصوتون للانفصال أكثر مما يصوتون للوحدة. لكن على الجنوبيون أن يتهيأوا بعد ذلك لمغادرة مناطق ومدن شمال السودان التي يعيشون فيها، وأقول لهم: مبروك عليكم دويلتكم التي ستكون لقمة سائغة للدول التي ساعدتكم على الانفصال وستكون هذه الدول وبالا عليهم.

صلاح حسيب [email protected]