عون.. وحصاد الفواتير

حلفاؤه اعتبروا عودة نفوذ سورية ثمنا للاستقرار.. وقوى 14 آذار متخوفة من تهميش الرئيس ونسف المحكمة الدولية

عون يرتدي العباءة العربية خلال زيارته للمسجد الأموي في دمشق الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

عاد النائب الماروني ميشال عون، حليف حزب الله، من سورية «زعيما لمسيحيي الشرق». مسألة حصوله على اللقب ليس لها ما يفسّرها موضوعيا وميدانيا. كل ما يمكن تسجيله هو ان الحفاوة التي استقبل بها عون من جانب الرئيس السوري بشار الاسد بقيت مثار جدل، ابتداء من الطائرة الرئاسية الخاصة، ومرورا بالجولات التي حشد لها جمهور عريض، وليس انتهاء باللقاءات العائلية والرسمية التي جمعته بالاسد. ولعل أكثر ما يثير الجدل في هذه الزيارة هو ان «بطلها» ميشال عون، فالرجل كان منذ بدايات الحرب اللبنانية في الخط المعادي لسورية، سواء عندما كان ضابطا وعمل مع الرئيس الراحل بشير الجميل، او عندما تولى قيادة الجيش وساند رئيس «الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية» سمير جعجع في ثمانينات القرن الماضي بمواجهة الحلف الثلاثي السوري الرعاية، ليعود وينقلب عليه ويعلن حرب «الالغاء ضده» ما ان ترأس سنة 1988، بوصفه قائد الجيش اللبناني، حكومة انتقالية، بمرسوم من الرئيس أمين الجميل في اليوم الأخير من ولايته، وبموازاة حكومة أخرى يترأسها الدكتور سليم الحص. وبعد توليه الحكومة الانتقالية احتل عون قصر بعبدا، وغير اسمه الى«قصر الشعب» (ربما تيمناً بالتسمية السورية لمقر اقامة رئيس البلاد)، ثم هدد بـ«تكسير رأس» الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في أحد خطاباته، وشن على السوريين «حرب التحرير» عام 1988 دفع ثمنها اهالي بيروت. ولم يتنازل عن رئاسة الحكومة الانتقالية، رغم التوقيع على وثيقة الوفاق الوطني. ولم يغادر قصر بعبدا الا تحت وابل القصف الجوي السوري، الذي آزر الجيش اللبناني ليرغمه على الخروج من القصر بخطة أمنية فرنسية. ويترك عائلته وجنوده الذين قضى منهم عددا كبيرا، وذلك في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990، ليتم بعد اشهر ترحيله إلى فرنسا. وطوال مدة اقامته الباريسية تابع عون حربه، كلاميا هذه المرة، ضد السوريين وحلفائهم في لبنان. وما كاد عون يعود الى بيروت في 7 أغسطس (آب) 2005، حتى بدأ انقلاباته التدريجية على حلفائه السابقين، ليحالف خصومه السابقين، بدءاً بحزب الله، فوقّع في 6 فبراير (شباط) 2006 وثيقة تفاهم معه، ومرورا بالانفتاح على كل الرموز السياسية السورية في لبنان وانتهاء بالزيارة التي عاد منها زعيم المسيحيين في الشرق، التي فتحت الباب واسعا لجملة تداعيات طرحت مسألة العلاقات الرسمية بين سورية ولبنان، وتأثير الزيارة على تحالفات الانتخابات النيابية التي ستجرى مطلع صيف 2009.

شكل توقيت الزيارة التي أتت بالتزامن مع زيارة رسمية لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الى المانيا، والتصريحات العدائية التي رافقتها وتحديدا ما يتعلق منها باتفاق الطائف، مسألة استوجبت من سليمان، بأسلوبه المتحفظ، إشارة الى «ضرورة ان تحترم الدول الأحجام أثناء استقبالها من تشاء من سياسيي لبنان». كما استوجب وضع النقاط على حروف زيارات المسؤولين اللبنانيين الى الخارج في جلسة لمجلس الوزراء. لكن الترجمة الفورية كانت بالتحاق وزير الاتصالات وصهر عون جبران باسيل بـ«عمه» ومقابلة الأسد، والتصريح انه بحث وإياه في المستقبل، ولم يتطرقا الى أمور الساعة.

الوزير السابق كريم بقرادوني المقرب من النظام السوري، قال لـ«الشرق الاوسط»، «يجب التمييز بين علاقة الدولتين وعلاقة الشعبين. سليمان يمثل الدولة، وهو على افضل علاقة مع الرئيس السوري بشار الاسد والتنسيق بين الدولتين مستمر. اما عون فذهب الى سورية كممثل للشعب ولإرساء علاقة صداقة، لا بل اكثر من ذلك، علاقة تلاحم بين الشعبين. لا سليمان ولا عون يحل احدهما مكان الآخر».

لكن عون استقبل استقبالا رسميا، كما ان اي استقبال شعبي في سورية لا يمكن ان يأتي عفويا، وانما بأوامر النظام. يجيب بقرادوني، «صحيح، الا انه لم يطرح قضية المعتقلين في السجون السورية. الدولة اللبنانية تتعامل مع الدولة السورية في هذه القضية. المواضيع الباقية المعلقة بين لبنان وسورية تحلها العلاقة بين دولة ودولة. هناك علاقة أخرى مع الشعب المسيحي خاصة. صحيح ان النظام السوري قادر على تحريك الحزب والشعب. لكن الشعب السوري لا يمكن ان ينزل الى الشارع بهذه الاعداد استجابة للأوامر. النظام يمون على الحزب وبعض المجموعات وليس على الشعب بكامله. الشعب السوري نزل الى الشارع ترحيبا بعون لأنه قاتل سورية بشرف وشراسة وصادقها بشرف وشراسة. وقد حدد عون نقطة خلافه معها. كان أذكى من قوى 14 آذار». فعندما انسحب الجيش السوري من لبنان اعتبر عون ان الخلاف انتهى. اما فريق 14 آذار فقد أخطأ لأنه لم يعتبر ان الخلاف انتهى، بل استمر في الهجوم على النظام السوري. وهذا ما تسبب بخيبة للشعب. لذا اعتبروا ان عون عاملهم بصداقة، وهذا الامر كان له اثر ايجابي».

قراءة الزيارة «الحدث» من الزاوية السورية، تبرز السعي الى ارساء سياسة قديمة ـ جديدة للنظام السوري، من خلال التعامل مع حلفاء له على الساحة اللبنانية عوضا عن التعامل مع الشرعية المتمثلة برئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، كما تنص أصول العلاقات بين الدول. ويرى المراقبون انه لا يمكن اعتبار هذا النوع من الاستقبال، الذي حظي به عون الا وسيلة لـ«إخضاع» سليمان في بداية عهده. وهو سلوك غير متناسب مع التعهدات السورية لجهة فتح السفارتين، وترسيم الحدود وبقية الملفات العالقة. عون لم يأخذ كل هذه الامور بالحسبان. ذهب الى سورية وفور عودته زار قصر بعبدا، وأكد انه «وضع رئيس الجمهورية في أجواء الأحاديث التي تبادلها مع المسؤولين السوريين خلال الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي إلى دمشق». وأعلن أن «لا تناقض بهذا الخصوص مع سليمان»، ليصوّب المكتب الاعلامي الرئاسي الصورة، فيصدر بيانا جاء فيه ان «سليمان ناقش مع عون الوضع الداخلي من جوانبه كافة، لاسيما استكمال المصالحات وضرورة تهدئة الخطاب السياسي، ليس على مستوى افرقاء الداخل فحسب، وانما ايضا في اتجاه الدول الصديقة والشقيقة والمسؤولين فيها، وعدم التعرض اليهم بما يسيء إلى المصلحة الوطنية الداخلية، والى علاقات لبنان بهذه الدول». في المقابل بدأت الوعود تتسارع بقطف نتائج هذه الزيارة، من خلال تصريحات نواب تكتل عون. وباكورتها معلومات عن اطلاق معتقلين بتهم غير سياسية من السجون السورية بموجب عفو رئاسي. بعد تأكيده ان عون لم يطرح ملفات هي من اختصاص رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يستدرك بقرادوني، «عندما يكون الحدث بهذا الحجم لا تنتهي نتائجه بانتهائه. لهذه الزيارة ملاحق. وانا من الذين يعتقدون بان هذه الزيارة فتحت الباب. وهي محطة في العلاقات اللبنانية السورية وعندما سيؤرخ لهذه العلاقات لن نستطيع اغفالها. سليمان عمل ما يمكن عمله وانهى قطيعة بين البلدين بزيارته سورية. والخطوات تستكمل عبر زيارات الوزراء».

مصدر مطلع قال لـ«الشرق الاوسط» ان «التحالف بين قوي وضعيف لا يكون تحالفا. السوريون اعلنوا عون زعيما مسيحيا. لكن لا شيء يمنعهم من ان يتخلوا عنه بعد ذلك. والامثلة كثيرة في تاريخ العلاقات السورية اللبنانية». المحلل السياسي الدكتور توفيق الهندي يعتبر ان «زيارة عون الى سورية أتت تتويجا لمسار وليس نقطة تحول. ما حصل اليوم هو ان السوريين استخدموا عون، الامر الذي اهمله فريق 14 آذار. كما ارتكب هذا الفريق خطأ جسيما تجاه المسيحيين في التعامل مع عون، سواء عبر الاتفاق الرباعي عشية الانتخابات عام 2005 او بتشكيل الحكومة الاولى برئاسة السنيورة، من دون اشراك عون فيها. وهذه الاخطاء أدت الى النتيجة الحالية». ويضيف، «سورية لعبت على هذا التناقض من خلال سياسة معروفة على مبدأ، فرق تسد. لتبقى العلاقة مبنية على سياسة لا تدل على نية سورية إرساء علاقات متوازنة بين دولتين».

اما النائب سمير فرنجية من فريق 14 آذار فيقول، «عون ذهب الى سورية لأن لا خيار له. مهمته كانت منح النظام السوري ورقة لبنان، لكن بطابع جديد لتفاوض من خلال هذه الورقة. منح عون صفة زعيم المسيحيين في الشرق لا يلغي انه ذهب لتسديد فواتير. زيارته هي رسالة الى مسيحيي سورية بضرورة دعم نظامهم، اضافة الى رسائل صغيرة الى ميشال سليمان والى البطريرك نصر الله صفير». الا ان بقرادوني يقول، «السوريون مدوا اليد للبطريرك الماروني نصر الله صفير عبر محاولة جدية عام 2000. البطريرك لم يتجاوب». وردا على سؤال ما اذا كان هذا الامر يعني انهم استبدلوا البطريرك بعون؟ قال، «لم يُستبدل البطريرك بعون. حصل تقصير. كان على البطريرك ان يذهب الى سورية. لكنهم انتظروا من يقوم بهذا الدور فجاء عون وتجاوب. واعتقد ان مناخ العلاقات اللبنانية ـ السورية على الصعيد الشعبي ارتاح لهذه الزيارة». سمير فرنجية يرد سبب الاستقبال المبالغ به لعون الى «ان السوري يجهز نفسه للمحكمة الدولية التي ستحاكم مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري وجرائم الاغتيال التي حصلت بعد ذلك. وبالتالي المحكمة ستقرر مصير الانتخابات. ويجب الا نغفل عن ان تقرير المحقق الدولي دانيال بيلمار استُبق بحملة من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفي الاول من مارس (آذار) المقبل، ما ان يستدعى احد المتهمين الى لاهاي حتى يتغير المشهد. يصبح الهمّ آنذاك الحؤول دون تفجير البلد مرة جديدة بعد توفير الغطاء المسيحي للسياسة السورية. امامنا ستة اشهر حاسمة».

حليف سوري من قوى 8 آذار، اعتبر ان سورية عادت الى لبنان اقوى مما كانت. وقال، «انتهى الامر. النظام السوري يمسك بالورقة الشيعية والورقة المسيحية. ما يعنى ان حلفاءه سيحصلون على 72 مقعدا من اصل 128 في الانتخابات النيابية المقبلة. ولا سبب يؤدي الى انزعاج سليمان من الزيارة او التحالفات التي افرزتها. هو موظف لا أكثر ولا أقل. والمحكمة الدولية ليست ذات شأن. اقصى ما ستتوصل اليه سيكون تحميل مسؤولية الاغتيالات الى متطرفين تكفيريين... الوضع الدولي يتطلب ذلك. هذا ما سيحصل».

المصدر المطلع يرد على هذا الطرح، فيؤكد ان «تسخيف دور المحكمة الدولية من خلال الايحاء بالا قيمة لها، هو كلام لا قيمة له بحد ذاته. الا ان التسويق لهذا الجوّ هدفه خطير وهو ان من يقوله يحاول ان يستبق اي اتهام يوجه اليه عندما تحصل اغتيالات في الفترة المقبلة. وذلك لصرف النظر عن الاغتيالات التي ستحصل. هناك معلومات اكيدة عن استهداف عدد من قادة 14 آذار. وقد طلب اليهم اخذ اقصى درجات الحذر. ذلك ان الاغتيالات هي جزء اساسي من خطة لضرب الفريق الاكثري، وإحداث بلبلة ونقل تركيب اللوائح الى الصف الثاني، عوض ان تكون على مستوى الصف الاول».

بقرادوني يرفض ربط توقيت الزيارة بالمحكمة الدولية، ويقول: «انا ارى ان المحكمة الدولية ستستغرق عشر سنوات على الاقل. وليس عشرة اشهر. على اي حال هي اصبحت خارج لبنان». ويضيف، «الصداقة مع سورية لا بد منها لمصلحة لبنان. فهذه العلاقة تحقق الاستقرار. سورية اعترفت بان هناك أخطاء وشوائب، والاسد مد اليد لتصحيحها. عون لم يكن امامه الا التفاهم مع سورية وليس التفاهم مع الغرب والولايات المتحدة. فضل محيطه اي الامتداد العربي ليرتاح لبنانيا».

بقرادوني الذي كان من أكبر المنوهين بالدور السعودي البناء في لبنان في كتاباته، يضيف: «علينا ان نختار سورية. لأن مصلحتنا هي الامن. النفوذ السوري موجود في لبنان. عندما نحارب سورية تكون النتيجة حربا داخلية في لبنان. كل دولة لديها نقطة ضعف. وانعدام الامن في غياب النفوذ السوري هو نقطة ضعفنا».

توفيق الهندي يقول، «النفوذ السوري سيزيد اذا حصل فريق 8 آذار على الاكثرية. ما يعني ان حزب الله سيصبح الاقوى خارج الدولة وداخلها. وبالتالي سينظر المجتمع الدولي والمجتمع الاقليمي الى لبنان وكأنه دولة حزب الله بكل شعاراته. هذا الامر سيثبت الامتداد والتواصل من لبنان الى دمشق الى طهران الى غزة، ما يدفع اسرائيل الى الشعور بأن الاخطار تحدق بها أكثر فأكثر. وسيؤدي ذلك الى حرب مدمرة على لبنان الذي يشكل الحلقة الاقوى والاضعف في ظل الوضع الاقليمي الدقيق».

المصدر المطلع يشير الى ان «همّ حلفاء سورية في لبنان هو الحصول على الأكثرية النيابية. لا يكفيهم التوازن. هدفهم الاول تعطيل المحكمة الدولية نهائيا. اما الثاني فهو الاستئثار بالسلطة من خلال السيطرة على مجلس النواب، حينها يملك حزب الله الارض والسلطة، إضافة الى امتلاكه السلاح والقوة على الارض. اما اذا حصلت قوى 14 آذار على الاكثرية فلن تستطيع ان تحكم، كما هو الوضع حالياً، لكن تستطيع ان تعطل سيطرة حزب الله وسورية. من هنا المعركة حقيقية للحصول على الأكثرية».

النائب فرنجية يرى ان «ترجمة زيارة عون في الانتخابات لها مردود سلبي سواء كانت خسارته 5% او 75%. لكنها بالتأكيد لن تعطيه ربحا». ويشير الى التباينات التي تلوح بين سورية وايران. فيقول، «زيارة السفير الايراني محمد رضا شيباني الى البطريرك صفير اثناء وجود عون في سورية وتجديده الدعوة لزيارة ايران، وبعد ذلك الحديث عن دعوة وجهت الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لزيارة ايران. كلها امور تدل على التباين السوري ـ الايراني وعلى السباق بين الدولتين لتسوية اوضاعهما مع الغرب. السوري كان سباقا الى الانفتاح على الغرب، باستثناء ملف المحكمة الدولية. فهذه العقدة لم يظهر اي حل بشأنها حتى تاريخه. أما ايران فلديها الملف النووي الذي يمكن معالجته. وهذا التنافس الضمني لسعي كل منهما لإنقاذ نفسه قبل الآخر ينعكس على امكانية استخدام لبنان كورقة ضغط صعبة. من هنا تتجاوز زيارة عون لسورية الداخل اللبناني، لاسيما ان ميشال سليمان يشكل نقطة تقاطع مهمة في هذا المجال. فالرئيس اللبناني هو مع كل من سورية وايران باتجاه التسوية. لكنه في مكان آخر اذا لم تتم هذه التسوية. حينها يعود سليمان الى داخل التقاطع الغربي ـ المصري ـ السعودي».

المصدر المطلع يتوقع ان تكون معركة انتخابات 2009 هي الاخطر في تاريخ لبنان. يقول، «هناك عامل اساسي وهو استخدام عامل الترهيب لإخافة الناخبين ومنع الناس من التوجه الى صناديق الاقتراع». ويشير الى ان «كل خطوات عون تتم متابعتها عن قرب وتخطط لها غرفة عمليات سورية ـ حزب الهية، اضافة الى ان عون ملك البروباغندا. وقد بدأت ملامحها تتوضح بعد زيارة عون الى سورية، وتشير الى تورطه في المشروع السوري من دون مقابل. والهدف تعزيز الكتلة السورية داخل الواقع المسيحي، سواء مع عون او على حسابه». كما يشير الى ان «الجيش السوري الذي انتشر في الشمال وعند الحدود الشرقية من البقاع يسعى الى التحكم في اللعبة الانتخابية. فضباط المخابرات السوريون بدأوا الاتصالات بحلفائهم اللبنانيين وبدأوا يعرضون تسهيل امور من يسير معهم وتقديم الخدمات لضرب لوائح خصومهم».

توفيق الهندي يشير الى الفرق بين انتخابات عام 2005 وانتخابات 2009، فيقول، «يذهب عون الى الانتخابات مدججا بتحالفاته مع حزب الله وحلفاء سورية. بالتالي ستتضمن لوائحه ودائع سورية كثيرة. وخطورة ان يعطي المسيحيون عون اصواتهم وان يساهموا في تحوّل فريق 8 آذار الى أكثرية هو ان ينقل عون المسيحيين وطنيا وسياسيا من موقع الى آخر. وهو الموقع الذي اشار اليه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بعبارة، التغيير الاستراتيجي، وتكريس المحور الشيعي ـ المسيحي في اطار مسار المقاومة، اضافة الى اعادة النفوذ السوري بشكل كامل على مفاصل الحياة السياسية اللبنانية. من هنا يفهم المسعى السوري الذي يستخدم عون حجر زاوية لنجاح عودته الى لبنان. لأن المعركة الاساسية هي الانتخابات النيابية. والمطلوب احتضان عون الى الحد الاقصى واعطائه الهالة الكاملة ليصبح المحرك لكسب الانتخابات النيابية عام 2009».