مستر 10 بالمائة

TT

«لن تكتشف من يسبح عاريا إلا عندما ينحسر المدّ» الملياردير وارن بافِت غادر يهود أوروبا شقاء الـ «غيتو» هاجروا إلى أميركا /الحلم فصنعوا فيها أسطورتين صاغوا في هوليوود فن الخيال صاغوا في وول ستريت ثقافة المال باعوا العالم ثقافة أميركا الشعبية لقَّنوا الرأسمالية كيف تربح بلا عناء كيف تنفق وتقترض وتستهلك من دون أن تدّخر

* سبح المال الالكتروني في فضاء العولمة أفلت الجنون بالثراء من العقال وعد بوش الأميركيين باقتناء البيت تملك المفلسون بيتا وعجزوا عن تسديد القروض أفلست أميركا عن 26 تريليون دولار أرقام فلكية كالمسافات في الفضاء انكشف السوق عن 26 ألف مليار دولار انقلب السحر على اليهودي الساحر زايد برنارد مادوف على المصارف دفع فائدة للمستثمرين 10 بالمائة أقبلوا عليه ذبابا على لحم فاسد انتحروا فراشا على ضوء باهر

* كتب الروائيون عن المحتالين لكن برنارد مادوف لم يَدُرْ في خيال ديكنز ولم يصادفه جون لوكاريه تخرج مادوف من جامعة يهودية فتح دكان سمسرة في وول ستريت سمسار ناعم هادئ يخنق بقفاز من حرير بدأ بقومه اليهود أغرى جمعياتهم الخيرية أغرى متقاعديهم وكبار متموليهم كسب بركة حاخاماتهم فوضعوا بيضهم في محفظته المالية تعولم مادوف فتوسع احتال على أوروبا والعرب وآسيا ساحر يحيي المال بالمال سدد الفوائد بانتظام 48 سنة يأخذ من المستثمرين الجدد ليدفع للمستثمرين القدامى حققت معه الرقابة فزوّج الرقيب ماشا ابنة العائلة شكك به مدراء المصارف فجلبت له شركات السمسرة الزبائن فابتلع أموال المصارف والمستثمرين والسماسرة

* تتداول الحكاية الرواية احتُضِرَ متموِّل يهودي فأملى وصيته على الحاخام لي كذا عقارات وأملاكا لي كذا أموالاً في مصارف وشركات فصاح الورثة مشيدين بذاكرته أكمل المُحتضَر لاهثا لكن عليّ كذا وكذا ديونا فصرخ الورثة بالحاخام:

لا تصدِّقْهُ. بدأ يخرِّف ويهذي

* اعترف «المحتضر» مادوف:

عليّ ديونٌ بخمسين مليار دولار فرفض الورثة الاعتراف كانوا مدراء في الشركة سقط مدير المدراء فشهر الأبناء السكاكين رفضوا كفالة الأب للإفراج عنه أين اختفى المال؟

لا الرقابة تعرف لا المحاسبة تعرف لا شركات السمسرة تعرف ذهب مادوف مع الريح لكن مدراء المصارف والسماسرة فقدوا الثقة والثقة المصرفية كشرف البنت زَيْ ما قال زمان البيه بتاع السينما:

«شرف البنت كعود الكبريت ما يولّعشي غير مرة واحدة»