محكمة..

TT

الحاجب (صائحاً): محكمة..( يدخل 11 قاضياً بينهم أربعة قضاة يسدلون حجاباً كثيفاً على وجوههم) المحكمة: فُتحت الجلسة. نستمع أولا إلى أقوال الضحية. مسيو حريري، هل تخشى الإدلاء بشهادتك؟

الحريري: لا أخشى أحداً. أنا الآن روح أثيرية هائمة فوق الغمام. حتى صواريخ أرض- جو لن تسقطني.

المحكمة: معاك منظومة دفاع جوي؟ صواريخ جو-أرض؟

الحريري: معي فوق ضحايا أرض-أرض. المساكين الـ 22 الذين ماتوا معي. كانوا مجرد عابرين أبرياء. لا عدالة. لا أمان في عالمكم تحت.

المحكمة: هل تتهم الأب أم الابن؟ هل صادفت الأب في عالمك فوق؟

الحريري: فوق؟ لا. لم أره. شفته تحت. كان لغماً أرضياً موقوتاً. لكن يمكن التفاهم معه. يمكن تعطيله.

المحكمة: هل تفاهمت معه؟

الحريري: مش شانه. أقنعته بأني قادر على تحسين سمعة بلده. كنت وزير خارجيته ورئيس حكومة لبنان. طفت العالم. أقنع الدول والزعماء والساسة بعدم وضع ألغام وسيارات متفجرة في طريق رئيس بلد شقيق مجاور.

المحكمة: والابن؟.هل كان يستمع إليك.

الحريري: آه ! أين الابن. لسانه مصاب بضربة شمس. يخرجه كثيراً. يتكلم أكثر مما يستمع.

المحكمة: واللبنانيون. هل كانوا كلهم معك؟

الحريري: كانوا معي. أصحاب الصواريخ كانوا ضدي.

المحكمة: هل تدّعي على أحد؟

الحريري: أنا روح الآن. عالمي غير عالمكم. فوق.. فوق تصفو النفس. آه من هذا الذي يجري تحت. كلما مرت غمامتي فوق لبنان أشعر بالأسى. أشعر بحرارة لا تطاق.

* المحكمة: اشتغلنا حتى استلمناك.

المتهم: سيدي القاضي. سلامة فهمك. ضحوا بي. قالوا لي سلامة النظام أهم من سلامتك. قطعوا لي تذكرة ذهاب بلا إياب.

المحكمة: هس. هلا بيسمعوك.

المتهم: مش خايف. في بلدي حرية. أستطيع أن أقول رأيي في كل رؤساء العالم...

المحكمة: ورأيك في رئيسك؟! قل لنا مَنْ نسف مسيو حريري؟

المتهم: ولو؟! شو هالحكي يا قاضي! يا عيب الشوم ع المحكمة.

رئيسنا بريء. قال أخلاقه تمنعه من القتل المحكمة: وأنت. كيف كانت أخلاقك في لبنان؟

المتهم: بدّل الصرامة. أنا سويعاتي. أخلاقي ساعة هيك. وساعة هيك.

اللبنانيون كانوا معي ساعة هيك وساعة هيك.

مرة معنا. مرة ضدنا.

المحكمة: أنت كم ساعة أخذت من لبنان؟

المتهم: لم آخذ. هم أعطوني. وقتي كان من ذهب. كنت مشغولا. 24 ساعة في اليوم.

المحكمة: ماذا كانت مهمتك هناك؟

المتهم: كنت آخذ كَمْ ساعة من الناس.

المحكمة: الساعات من حياتهم.أم تلك التي في جيوبهم؟

المتهم: بتعرف، سيدي، شغلتنا صعبة. بدْها فن. الوقت عندي مهم جدا. كنا نأخذ شي كم ساعة من أيديهم وجيوبهم.

المحكمة: والناس الذين رفضوا؟

المتهم: سلامة فهمك، سيدي، اختصرنا وقتهم. أخذنا شي كم ساعة من حياتهم. في لبنان ساعات كثيرة.

ريموت كونترول لتوقيت ساعة الصفر عن بُعد.

* المحكمة: في لبنان، يقولون عنكم أنكم «عصابة الأربعة».

الضباط: نريد أن ندلي بأقوالنا بالصيني.

المحكمة: ليش بالصيني؟! الضباط: عصابة الأربعة هناك كانت تحت أوامر الرئيس ماو.

المحكمة: والرئيس ماو هل كان حكيماً؟

الضباط: في لبنان فش حكيم غير الحكيم جعجع. كان يضايقنا. حبسناه 12 سنة.

المحكمة: بأي قانون حبستوه؟

الضباط: بقانون الزعيم ماو.

المحكمة: يعني أنتم قرأتم الكتاب الأحمر.

الضباط: كنا مع الخط الأحمر. كان ممنوع في لبنان حدا يحكى ضد الرئيس المبجل ماو. قمنا بقفزة صينية إلى الأمام. قمنا بثورة ثقافية. نشرنا صور الزعيم ماو وهو في فروة الشتي. نشرنا صوره ع الشط وهو يسبح بالمايوه.

المحكمة: هل أنتم مذنبون؟

الضباط: كنا مع الحريري وهو عامل رئيس حكومة. كنا ضده وهو بيشتغل زعيم معارضة. نحنا كنا ع طول الخط مع الرئيس ماو. لا رئيس إلا ماو. بالدم بالروح نفدي الرئيس ماو.

* الجنرال: هَيْدى محكمة رجال؟! ليش أربعة قضاة لابسين حجاب على الوجه؟

المحكمة: هدول الأربعة من لبنان. المحكمة خايفة عليهم من الإرهاب.

الجنرال: ليش في لبنان إرهاب؟! في حزب الله وبس. إيران عم تحفظ أمن لبنان.

المحكمة: بعد الحريري، اغتيلت عدة شخصيات بالإرهاب.

الجنرال: هودي ماتوا ميتة ربهم. عمرهم خالص. قاضي بدّو يضحك ع الجنرال؟ مستحيل.

شهود: شهادة الجنرال مجروحة. كان ضد. صار مع.

الجنرال: هَيْ مَرْتي بتقول هَيْك. انتو مع المَرَهْ أم مع الجنرال؟

المحكمة: يجب أن تحدِّد موقفك من العدالة.

الجنرال: أنا مع الصواريخ.

المحكمة: سبق لك أن هددت بقصف دمشق بصواريخ صدام.

الجنرال: صدام راح. هلاّ أنا مع صواريخ إيران. صواريخ عابرة للقارات ولبنان. يا عمّي، هَيْدا حزب الله صاروخ مش طايفي. تصوَّر، يا حضرة القاضي، حسن حزب الله ح يصوِّت في الانتخابات لجنرال الموارنة. قطيعة تقطع ميشال المر. راح هَيْدا المر متحالف مع الجميل..هَوْدي التنَيْن تحت زنََّاري.

المحكمة: هس. أنت أمام محكمة دولية.

الجنرال: كنت واقف أمام جنبلاط. أنا جنرال مدفعبِّي.

أوقفت زحفه في «سوق الغرب» (مصيف جبلي) كان ناقصني صواريخ مسيو حسن. هَلا أنا ع طريق الشام. يخرب ذوقهم شو بيفهموا.

استقبلوني في الشام.أنا وَمْرتي استقبال الفاتحين.

المحكمة: زارك الحريري في منفاك بفرنسا. دعاك إلى مصالحة سورية والعودة إلى لبنان؟

الجنرال: هَيْدا سر عسكري. الحريري الله يرحمو. كان قلبه طيّب.

أنا عملت بنصيحتو. صالحت الشام وعدت للبنان.

بس جنرال آخر خطف منى الرئاسة. بدّك اللبنانيين بكره يقبلوا بترشيحي للرئاسة وأنا رايح ع السبعة وسبعين.

المصيبة كبيرة إذا جددوا أو مدّدوا له. بس السوري ح يصوت لي. عِيْفُوني. يخرب ذوقها هِيِّيْ مرتي، هِيِّيْ مع نايلة معوّض. بيقلولى راحت عليك يا جنرال.