قوة الـ«مائة يوم»

من منفى نابليون إلى الثورة الثقافية لإمبراطور الصين

TT

المائة يوم ليس لها فقط دلالة في تاريخ أميركا السياسي، فربما في كل الثقافات والحضارات كان لـ100 يوم دلالة وقوة رمزية كبيرة. وربما يعود أصل المائة يوم إلى نابليون بونابرت (إمبراطور فرنسا من سنة 1800 إلى سنة 1815، وتوفى سنة 1821). فبعد عشر سنوات من الثورة الفرنسية وبينما كان نابليون ضابطاً في القوات الفرنسية، قاد انقلاباً عسكرياً، ونصّب نفسه إمبراطوراً، وهزم إسبانيا وإيطاليا وألمانيا والنمسا والدول المجاورة. لكن، هزمته روسيا. ثم دارت عليه الدوائر، وتحالف ضده «التحالف الأوروبي السادس» الذي غزا فرنسا، ووصل إلى باريس، ونفى نابليون إلى جزيرة «ألبا» قرب إيطاليا.

ومر مائة يوم من يوم هروبه من الجزيرة إلى باريس وعودته إمبراطوراً على فرنسا، حتى يوم هزيمته مرة ثانية (هذه المرة بقيادة بريطانيا في معركة «ووترلو») ثم نفيه مرة ثانية (هذه المرة إلى جزيرة «سنت هيلانه» البريطانية في المحيط الأطلسي).

ولمائة يوم سنة 1835 في بريطانيا، كان روبرت بيل رئيساً للوزراء باسم حزب المحافظين، رغم أنه كان حزب أقلية. لكنه استطاع إصدار قرارات مهمة عن علاقة كنيسة بريطانيا بالحكومة.

ولمائة يوم، سنة 1864 في الولايات المتحدة خلال الحرب الأهلية، حاربت فرقة متطوعين في ولاية أوهايو. وكان حاكم الولاية وعدهم بأن تكون فترة تجنيدهم مائة يوم فقط، وذلك بسبب قلة الذين دخلوا القوات المسلحة. وعندما نجحت الفكرة، استعملتها ولايات أخرى، وكانت من أسباب انتصار ولايات الشمال على ولايات الجنوب ونهاية الحرب. ولمائة يوم، في سنة 1898، أعلن غوانغو، إمبراطور الصين الشاب الجديد، «ثورة ثقافية»، عندما تولى الحكم بعد أن هزمت اليابان الصين. لكن، نظم المعارضون انقلاباً عسكرياً، عزل الإمبراطور وألغى «الثورة».

ولمائة يوم، خلال الحرب العالمية الأولى (انتهت سنة 1919)، شنت قوات «الحلفاء» (فرنسا وبريطانيا وروسيا وأميركا) هجوماً على قوات «الوسط» (ألمانيا وتركيا والمجر) قرب الحدود بين فرنسا وألمانيا، وكانت بداية انتصار «الحلفاء».