«سوَّاح»

TT

«هناك إسرائيليون لا يدركون مدى الإهانةوالإحباط اللذين يشعر بهما الفلسطينيون كل يوم، من الآثار المتواصلة للاحتلال المتمثل بالوجود العسكري الإسرائيلي والمستوطنات» ـ جورج ميتشل/2001 ـ وسَّط رؤساء أميركا اليهود! أخفقوا جميعاً لسبب بسيط كانوا يستشيرون زعماء إسرائيل ثم يذهبون للقاء عرفات وعباس جورج ميتشل وسيط على الطريقة اللبنانية يسعى لفضِّ «خناقة» صعبة مصالحة بين أهل القاتل والمقتول سلام بتبويس الشوارب وحكِّ اللحى بين المشايخ

* ميتشل 76 سنة من الأمركة اللبنانية أبوه يتيم إرلندي ربّته أسرة لبنانية مهاجرة عثرت له على فتاة لبنانية قبلت بزوج حاجب فى جامعة أنجبت له خمسة أولاد أودعتهم كنيسة مارونية واشتغلت عاملة فى مصنع نسيج كلما تذوق جورج الحمص والمنقوشة تذكر ما حفظ من كلمات عربية

* ورث الابن استقامة أبيه وتسلح بشطارة أمه درس القانون فأفاق على هوى اللبنانيين بالسياسة ترشَّح فرفضه الأميركيون حاكماً لولاية أعجب إدموند موسكي بذكائه فوظفه قاضياً ثم ورَّثه مقعده في مجلس الشيوخ اشترى الخميني أسلحة إسرائيلية فوبَّخ السناتور ميتشل سماسرة الصفقة ألقى درساً على الجمهوريين فى الوطنية فتزعم الأغلبية الديمقراطية رفض منصب قاضى المحكمة العليا قبل ترشيحه وسيطاً في إرلندا صنع الأميركي اللبناني المعجزة دقَّ قبعة الكاثوليك بصلعة البروتستانت فرشحه كلينتون وسيطاً بين العرب واليهود

* نصح ميتشل اليهود بوقف استيطان الضفة ونصح عرفات بمنع عنف غزة عمل بوش بعكس النصيحة تعهد لشارون بعدم تفكيك المستوطنات وباع عباس في أنا بوليس حلماً بدولة ورثت خريطةُ الطريق تقريرَ ميتشل تمسك عباس بالخريطة فتاه على مائدة المفاوضات فلا السلطة استعادت البر ولا صواريخ حماس وصلت البحر

* عَجَمَ أوباما عيدانه فاختار أشدها استقامة وأوفد أكثرها نزاهة يجدِّد العجوز ميتشل وساطته سائح في أرض العجائب:

إمارة إخوانية متمردة في غزة سلطة عباسية عاجزة في الضفة 150 ألف مستوطن منذ زمن ريغان ربع مليون منذ عصر بل كلينتون ثلث مليون في عصر بوش إن طالب باراك بوقف الاستيطان اعترض على «خنق السكان» إن طالب ليبرمان بالدولتين هدده بتهجير عرب الجليل إلى النقب إن طالب نتنياهو باستئناف المفاوضات تحايل بالعمل على تنشيط اقتصاد عباس اشترط اعتراف العرب بعنصرية الصهيونية

* «سوَّاح» حبيبه سلام مفقود يتعهد للعرب بسلام مولود « وإن لاقاكم حبيبي سلِّمولي عليه» سوَّاح وماشي في البلاد سواح...

«أسمع كلامك يعجبني أشوف عمايلك أتعجب»