المشرد.. الذي لن يغادر

هدم الإسرائيليون منزله 3 مرات.. وقالوا له في المرة الأخيرة: أنت شاهد ما شافش حاجة

TT

عندما عاد يوسف المغربي، من منفاه، عام 1996، إلى وطنه فلسطين، بعد حوالي 4 عقود من الغربة المرة، توقف على حدود قطاع غزة عند شجرة عتيقة. جمع أولاده الستة وأشار بيده نحو شجرة اللوز، وقال لهم، «شفتوا هاي اللوزة الخربانة، احفروا تحتها بأظافركم وعيشوا في جحر هنا، هذه أرضكم، وجحر هنا أفضل من كل الوطن العربي».

كان المغربي يختصر رحلة شاقة وبائسة، وهو يتشرد من بلد إلى ميناء، إلى مطار، إلى صحراء، إلى صحراء أخرى، في غربة مستمرة لا تنقطع، عمق من مأساتها أنه كان يشعر بغربة عن وطنه وبغربة أخرى في بلاد شقيقة لوطنه، وبغربة ثالثة عن أسرته المغربة أصلا.

هدم الإسرائيليون منزله 3 مرات، مرة في لبنان، فتركه وغادر، ومرتين، في مخيم الدهيشة، في الضفة الغربية، حيث يسكن الآن، لكنه في المخيم أعاد بناء منزله في كل مرة، حجرا حجرا، وعلى أنقاض منزله، أقام ذات ليلة عرسا لأحد بنائه. لم يتوقف، لم يكل ولم يتعب، وظل يبني، وهو يقول إنهم هدموا حجارة المنزل ولن يهدموا روحه، ولن يغادر. ولد يوسف المغربي، «أبو أحمد» عام 1950 في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، درس في مخيم الدهيشة للاجئين، وبقي في المخيم، والتحق بالمدرسة هناك، حتى العام 1958، ومن ثم انتقل مع أسرته إلى مخيم الكرامة في المملكة الأردنية، بسب ارتباط والده بعمل هناك. درس في مدارس الكرامة حتى العام 1966، ثم عاد مجددا إلى مخيم الدهيشة، واستقرت عائلته. كان على موعد مع الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، في 1967، وفي تلك اللحظة، كان يوسف في زيارة لأحد أصدقائه في «يعبد» في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وأكثر ما ظل عالقا في ذاكرة أبو أحمد، «كيف تركت الجيوش العربية الدبابات وهربت، حتى إنه صعد في إحداها ليلهو، وهي ما زالت تعمل».

لم يعرف يوسف ما إذا كانت أسرته غادرت مخيم الدهيشة إلى الأردن، مثل عائلات أخرى هربت من الاحتلال، لكنه قدّر ذلك، فغادر إلى المخيمات الفلسطينية في عمان، ليبحث عن أسرته التي لم يجدها وكانت بقيت في مخيم الدهيشة.

بعد شهور، عاد الشاب يوسف إلى مخيم الدهيشة، متسللا، مثلما غادر عن طريق الأغوار، واستقر في المخيم 8 شهور، وأصيب خلال تلك الفترة، بانفجار لغم إسرائيلي في قدمه، أدى إلى بترها. وقال المغربي «كنت عائدا من زيارة للأراضي التي احتلت عام 1948 وانفجر اللغم في قدمي». تلقى علاجا أوليا في مستشفى المطلع في القدس، ومن ثم غادر في العام 1968 إلى الأردن مرة أخرى. هناك التقى بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات لأول مرة، وهو لقاء لم ينسه المغربي، وقال «وجدت قائدا وكبيرا يهتم بكل التفاصيل.. كان قائدا حقيقيا». طلب عرفات من أبو علي إياد، القيادي الكبير في فتح، أن يهتم بشأن المغربي، وفعلا، استقبل أبو علي إياد المغربي في سورية، حيث كان يعمل، بحفاوة كبيرة، وأشرف على علاجه، حتى ركبوا له طرفا صناعيا. مكث المغربي في معسكر الهامة التابع لفتح في سورية، حوالي عام، ومن ثم عاد إلى الأردن، وقبل أن تندلع أحداث جرش، عام 1970، أرسلته حركة فتح في مهمة للجزائر. وعند اندلاع المواجهات بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش الأردني أصر المغربي على العودة إلى الأردن قائلا لرفاقه، «أفضل الموت بين الفدائيين على البقاء هنا».

وفعلا عاد إلى عمان، لكن اتصالاته انقطعت بالقيادة الفلسطينية، وبقي في مخيم العقبة، وشأنه شأن كل مقاتلي فتح، غادر بعد انتهاء الأحداث إلى لبنان. تزوج في العام 1973 من فتاة سورية الأصل، وأنجب منها في لبنان، أحمد ومحمود ومحمد. شكل أسرة، وأصبح أبا، وظلوا معا حتى الاجتياح الإسرائيلي الشهير لبيروت عام 1982. في ذلك العام اعتقله الإسرائيليون بعد اجتياح صيدا، وأخضعوه للتحقيق في منطقة تسمى «عتليت» في إسرائيل، وبعد 3 شهور أفرجوا عنه، بعد أن أبلغهم أنه يعمل في الهلال الأحمر الفلسطيني. كان المغربي على موعد مع الهدم الأول لمنزله، عاد إلى صيدا من المعتقل، ليجد منزله ركاما، وقال «سألت لماذا هدموا المنزل، فقالوا لي: إن الإسرائيليين فجروه بحجة أنه كان يحجب الرؤية».

تلقى أوامر سريعة بالالتحاق بإحدى البواخر التي كانت تقل مقاتلي فتح، من أجل الخروج من لبنان، وقال، «تركت عائلتي في لبنان، وطلع حظي إلى السودان» أقام في معسكر في السودان، في منطقة نائية، كانت حارة للغاية، وعمقت لديه الشعور بالغربة أكثر، ويتذكر المغربي، أنهم كانوا يصنعون الشاي تحت حر الصحراء فقط بدون الحاجة إلى نار. بعد شهرين ارتكب الإسرائيليون وقوات الكتائب، مذبحة صبرا وشاتيلا، وغادرت زوجته مع أولادها إلى سورية، واتصلت به من أجل الحضور.

لم يكن أبو أحمد يحمل جواز سفر، فقد غادر لبنان بدون أوراقه التي ضاعت تحت ركام منزله، أصبح حزينا وغاضبا وناقما وصار يشعر أنه منفي بشكل إجباري، وليس مجرد مقاتل أو مغترب. تدخل أحد أصدقائه وقال له: «عندي جواز سفر، خذه». وفعلا أخذ المغربي الجواز وكان باسم عبد الكريم قناديل، فغير الصورة وكتب اسم زوجته وأولاده، وطار إلى سورية.

بعد كل ذلك، لاقى المغربي معاملة سيئة في مطار «المزة» السوري، أعاده رجال الأمن إلى الطائرة، ومنعوه من الدخول في بداية الأمر، ويشرح المغربي، «طلبت منهم 6 ساعات فقط لأحضر زوجتي وأولادي، فرفضوا، وقالوا لي ارجع للطائرة بدون نقاش، قلت لهم: ما ظل عندكو مشاكل إلا الشعب الفلسطيني.. أنا صرت المشكلة وخلصت كل مشاكلكم مع الإسرائيليين والأميركيين، فقال لي الضابط المسؤول وأذكر أن اسمه أبو خلدون: ما تكثر كلام، وأمر جنوده بأخذي إلى الطائرة بالقوة».

هناك بدأ أبو أحمد بالصراخ قبل أن يتدخل كابتن الطائرة، وعندما شرح له ما يحدث، أخذه مجددا إلى المطار ومن ثم أخذوه إلى غرفة جانبية.

شاهد المغربي في الغرفة، صورة أخرى من عذابات شعبه المشرد، «مقاتلين ومدنيين، جروحهم متعفنة محجوزون منذ بضعة شهور وممنوعين من السفر لسبب أو لآخر».

بعد نصف ساعة أبلغه السوريون أن أمامه عدة ساعات فقط للدخول والخروج وحذروه من البقاء. وجد عائلته تعيش في مدرسة أبناء الشهداء، وكان مديرها شقيق الرجل الثاني في حركة فتح، خليل الوزير «أبو جهاد» الذي اغتالته إسرائيل في 1988 في تونس. أنهى أوراقه بسرعة وعاد مع زوجته وأولاده إلى السودان. وهناك أنجب، دارين، وعمر وعلي، واستأجر منزلا وبقي في السودان حتى أوائل 1989.

في هذا العام تلقى أمرا من قيادته بالتوجه إلى المطار مع بضع مئات من مقاتلي فتح، لم يكن يعرف إلى أين، ولم يجبه احد على أي سؤال، حتى وصلوا إلى صحراء أخرى «قاتلة»، وحينها أبلغوه أنه انتقل من صحراء السودان إلى صحراء ليبيا، بعد مصالحة تمت بين الزعيمين الفلسطيني والليبي. اضطر للعيش مع عائلات أخرى في بيوت في قرى وصفها «بالخربانة» وبقي هناك مع عائلته حتى اليوم الأول من العام 1996، وفي ذلك اليوم عاد إلى وطنه وأرضه وشعبه، إلى فلسطين. وصل المغربي أولا إلى غزة، ضمن الدفعة الثانية التي دخلت الأراضي الفلسطينية، بعد اتفاق أوسلو. بقي عامين في القطاع، وهو يسعى للعودة إلى الضفة، وقال، «أبلغتهم أنني لا يمكن أن أعيش مرتين في غربة.. ولن أتغرب في وطني».

في أواخر العام 1998، وبعد 40 عاما، عاد إلى مخيمه الدهيشة. كانت فرحته لا توصف. لم يفكر كثيرا، واشترى منزلا في المخيم، وقال «كنا فرحين جدا، لأول مرة أشعر أن لي بيتا ووطنا». وتابع «كل نصف سم في جدران المنزل فكرت شو بدي أعمل فيها». وأخذ المغربي مع أولاده يضيفون إلى الجدران حجارة ملونة ويلصقونا بطريقة أشبه بعمل «الفسيفساء». اندلعت الانتفاضة الثانية في العام 2000، وكانت بداية فصل آخر في حياة المغربي، أكثر قسوة وألما. ففي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه فقد المغربي ابنه محمود، برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يحاول زرع عبوات قريبة من معسكر للجيش. لم يفاجأ الأب، وقال إنه كان ينتظر ذلك في كل لحظة، ويحتسبه عند الله. كان رحيل محمود مدويا وأقيمت له واحدة من «أفضل الجنازات». ففي فلسطين يمكن مفاضلة جنازة على أخرى دون شك. وقال المغربي إنه لا يبخل بأن يقدم أحد أولاده من أجل فلسطين. لديه إيمان عميق وكبرياء وشموخ، يؤمن بأن الحياة يجب أن تستمر ولا تتوقف أبدا. بدأ بعد عام يجهز منزلا إلى جانب منزله ليزوج ابنه أحمد، الذي أصبح فيما بعد واحدا من كبار المطلوبين لإسرائيل، ويقضي اليوم حكما بالسجن، 21 مؤبدا، بتهم وقوفه وراء قتل 21 إسرائيليا عبر تجهيزه عدة عمليات مختلفة. طيلة العام 2001، كانت «أم أحمد» زوجة المغربي، تتحايل عليه ليزوج ابنها البكر، وكان الأب يرد عليها: «غيرت رأيي.. مش مستعد أرمل بنات الناس.. حرام يا أم أحمد». وأخيرا جاء أحمد لأبيه، وقال له «يا أبي هي اخوي محمود استشهد من غير ما يترك لنا إشي من ريحتو.. أنا بدي أتركلك إشي يابا تتذكرني فيه.. برجوك تفهمني». وقعت هذه الكلمات على المغربي مثل صاعقة، وغيرت كل قناعاته. طلب من ابنه أن يرى من هي الفتاة التي ستقبل بالاقتران به، وقال «قلت لها: إن أحمد محكوم بالإعدام وأخبرتها أننا فقراء وبسطاء، فقالت إنها مستعدة للعيش مع أحمد على حصيرة». تزوج أحمد في 2002، وفي مارس (آذار) من العام نفسه طوق الجيش الإسرائيلي منزل أبو أحمد المكون من أكثر من شقة، وما هي إلا عشر دقائق، حتى تحول، «شقا العمر» إلى ركام، بدعوى البحث عن أحمد، ولم يكن أبو أحمد في منزله آنذاك.

كانت المرة الثانية التي نسف فيها منزل المغربي. وقال آنذاك حين التقيته، وأعاد نفس الكلام لي بعد 6 سنوات، «أنا مش زعلان على الحجر، وقررت أن أبني بيتا أفضل منه».

نجح الإسرائيليون في اعتقال أحمد، وشقيقه علي، في منتصف 2002، فعاد المغربي لبناء منزله من جديد اعتقادا منه أن اعتقال أحمد وشقيقه سينهي حجج الجيش الإسرائيلي. كانت عزيمته قوية، وكان متسلحا بقناعة لا تتزحزح بأنه لا يمكن أن يجرب الغربة مرة أخرى.

في الشهر الأول من 2003 أنهى المغربي بناء منزله، وقدرت وزارة الأشغال خسارته، في منزله الأول، بـ 75 ألف دولار، أما البناء فكلفه أكثر من 150 ألف دولار. كان يضع راتبه ورواتب أولاده بمن فيهم «الشهيد» ويقترض مبالغ أخرى ويواصل البناء، وما زال مثقلا بالديون. وقال «أعدت استخدام الحديد الأول في الأساسات المهدمة، وبناتي تبرعن بكل الذهب».

في ذلك الوقت قال المغربي «المهم أن نرفع المنزل، ليس مهما أن نسكنه، أريد أن أراه يكبر من جديد.. هدموا الحجر، سنعيد بناء الحجر.. ولكنهم لن يستطيعوا (الإسرائيليون) هدم وهد روحي».

لكن الحكاية لم تنته، فبعد عام، اتهم الإسرائيليون أحمد بأنه حرك عملية تفجيرية من داخل سجنه، فعزلوه في زنزانة انفرادية، ومنعوا عنه الزيارة، وردوا مرة أخرى بهدم منزل والده.

جاءه الجنود المحملون بالمتفجرات ثانية، وكان السيناريو هذه المرة مختلفا، فلا مطلوبون، ولا ذرائع، ويروي المغربي ما حدث معه، فيقول «سألت الضابط ماذا تريد، فقال سأفجر بيتك، قلت له: ما السبب، قال: هيك مكتوب في كتابنا. قلت له باستغراب: مكتوب تهدم بيتي؟ فأجاب: نعم، ومكتوب في القرآن تبعك كمان، فضحكت. وقلت له: شو المكتوب؟ قال: أن ننتقم من أولادك، وبسبب أولادك راح نهد البيت، فقلت للضابط: أنتم تقولون أنكم دولة ديمقراطية، وأولادي معتقلون لديكم، عاقبوهم، شو علاقتي أنا؟، فرد علي: هذا اللي أجاك، انت شاهد ما شفش حاجة».

منح الجنود، المغربي 15 دقيقة لإخراج الأثاث، لكنه ضحك، وتركهم وذهب مباشرة للصلاة، وانهار كل شيء من جديد. لأول مرة يشاهد المغربي منزله يسقط أمامه حجرا حجرا، شعر بغضب كبير، لكن كبرياءه منعه من أن يظهر ذلك. وعندما جاء ابنه محمد يبكي، نهره وقال له «سنبني أفضل منه». وقال مرة أخرى «أنا ما بزعل على حجر». اضطر المغربي أن يعيش مع زوجته في غرفة كانت تستخدم حظيرة للأغنام التي يربيها، وقال «بصراحة، قلت آنذاك ما في حد بتحملني في وطني، أكثر من الحيوانات اللي بربيها». كان أكثر ما يغضبه هو «تطنيش» الفصائل والسلطة لمعاناته. وأضاف «أتحدى السلطة الفلسطينية والفصائل مجتمعة، والعالم، أن يكون أحدهم قدم له أي دعم مادي أو معنوي». وتساءل، «لو كان بيت أحد هذه القيادات الكبيرة، هل كانوا سيتركونه». رفض المغربي مبالغ مالية قدمها له متضامنون أجانب، وقال، أردت أن أقول لهم إن «الشعب الفلسطيني مش شحادين واليد العليا خير من السفلى». وكانت حرب المنازل الحقيقية على الفلسطينيين، بدأت عام 2002 عندما قرر الجيش الإسرائيلي استهداف أي منزل لعائلات الناشطين المطلوبين له، أو الذين شاركوا في تنفيذ هجمات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية، لكنه ذهب بعيدا بعد ذلك في تدمير أحياء كاملة، وتهجير عشرات الآلاف من العائلات، في عمليات اجتياح واسعة، طالت مئات المنازل، كما حدث في رفح، ومخيم جنين، والبلدة القديمة في نابلس. يشعر المغربي بالفخر رغم كل ما حل به، وقال، «لن أظهر أبدا كرجل حزين». ويتذكر المغربي، أن جدعون ليفي، الصحافي الإسرائيلي الذي يعمل في صحيفة «هاآرتس»، سأله مرة وهو فوق ركام منزله «بماذا تشعر الآن؟»، فأجابه، «سأبنيه بشكل أجمل، وسأدعوك لزيارتي في المرة المقبلة بعد 3 شهور لنشرب القهوة معا»، فقال له ليفي «أنا أخجل من كوني إسرائيليا بين يديك، وأعتذر لك باسمي الشخصي، وباسم قرائي جميعا».

ويتوقع المغربي هدم منزله مرة ثالثة، لكنه لن يترك وطنه، مؤكدا «أنا أحب هذا البلد، ماذا يعني هدم الحجارة، سنبنيها في كل مرة أفضل». ووفق إحصائيات رسمية، فإن عدد البيوت المهدمة بفعل الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة التي أعقبت الانتفاضة الثانية عام 2000، بلغ أكثر من 30 ألف منزل في الضفة الغربية وقطاع غزة.

في ضيافة المغربي كان والد أحمد إسحق، الذي قتله الإسرائيليون عام 2002 وأيضا هدموا منزله قبل ذلك، تدخل مرة أثناء الحديث الطويل، وقال «المهم مش المنزل، بس لما بتشوف انو في ناس بدها تتاجر بدم ابنك، ومعاناتك والله بتزعل». وعلق المغربي قائلا، «هم ما بدهم نعيش بكرامتنا، عندي ولدان في السجن ينتميان لفتح، وواحد ينتمي لحماس، السلطة وفتح وحماس لم يقدموا شيئا»، (يبتسم) ويقول ساخرا «يمكن بيفكروني تنظيم مستقل».