«كل ديمقراطية تختلف عن الأخرى، لكن كل الدكتاتوريات تبدو واحدة» ـ ليون تولستوي ـ لعب في كل الملاعب جرى وراء الكرة في الحي والشوارع والمدرسة أمسك بها في ملعب السياسة فعسكر اللعبة تجاهل مبادئها تناسى كونها لعبة تعاونية احتكر النجومية فكان هو الفريق وهو الكابتن وهو المدرب وهو الخصم والحكم
* السودان شاي وسياسة السودان يتكلم سياسة يسهر مع السياسة ينام فيحلم سياسة يفيق على السياسة يعمل فيحترق سياسة أتقن جعفر نميري تكتيك اللعبة وخالف استراتيجية المبدأ فكانت «المايوية» فن الانتهازية كانت رياح السموم الموسمية لا وفاء فيها للحلفاء والشركاء لا رحمة فيها للخصوم والأعداء
* صنع عسكر اليسار انقلاب مايو فخطف نميري الانقلاب مات عبد الناصر فسرح نميري الناصرية اعتنق الساداتية ضرب المهدية صفى الشيوعية تمرد عليه الجمهور فصالح نميري الزعماء تمكن. فضرب هذا بذاك
* العبرة حكمة تفادي أخطاء الممارسة جرب نميري فما استخلص عبرة التجربة صالح الجنوب قسمه فتمرد عليه استشار الترابي زميل المدرسة فأشار عليه بالأسلمة قسا في تطبيق الشريعة فشكاه إلى الله الحفاة والجوعى سرح الترابي اعتنق الدروشة ابتذل نميري الدين فاثأر نقمة المؤمنين
* موسم الهجرة إلى الديمقراطية صنع المثقفون والنقابيون المعجزة اسقطوا نميري والمايوية سلموا الثورة إلى فوضى الساسة تأسلم عسكر السياسة فعادوا إلى الحكم بالدبابة
* حان موسم الهجرة إلى الشمال تقاعد نميري في مصر انتهز سماحة الضيافة فشتم الساسة وما استخلص العبرة ندم فعاد إلى السودان حن إلى الملعب لعب محايدا. معارضا. منافسا فما أغرى جمهور الكرة بكرت الشيخوخة بالمرض صمت نميري أخيرا مات فذكر الناس بأنه كان حيا يأتي الموت أحيانا رحمة ما أقسى أن تغادر العالم من دون أن تغير ومن دون أن تتغير