الشيخ شريف.. والرمال المتحركة

يختبئ في قصر خلف أسواره مقاتلون يريدون إسقاطه

TT

افتتح الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد خطابه الأول بعد انتخابه في 31 يناير (كانون الثاني) 2009 بهذه الكلمات التي دغدغت مشاعر الصوماليين: «إن جميع الشعوب التي مرت بمثل التجربة الصومالية، الحل كان دوما تجاوز الماضي والصفح المتبادل والتطلع إلى المستقبل، وهو ما تدعو إليه تعاليم ديننا الحنيف... المرحلة الجديدة هي مرحلة سلام، وأنا مستعد لأن أستمع لأي شكوى أو تحفظ من أي طرف وطني، وسأضع يدي في يد أي صومالي حتى نصل إلى حل مرض معا». وأضاف «سأدعم حسن الجيرة وجعل منطقة القرن الأفريقي، التي أنهكتها الحروب، منطقة آمنة تسود بين شعوبها وحكوماتها روح التعاون والإخاء وحسن الجيرة، وأعتقد أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا... وأقول للعالم أجمع إن الصومال ليس مكانا يتم غزو العالم انطلاقا من أراضيه، وإنما بلد صغير يسكنه أناس بسطاء يعانون، وينشدون السلام لبلادهم ولأنفسهم الأمن والعيش بكرامة». استبشر كثير من الصوماليين برئيسهم الجديد وبالمرحلة المقبلة، لكن آمالهم خابت بعد أسابيع عندما عادت الحرب مجددا، وطرفاها هذه المرة إسلاميون كانوا صفا واحدا قبل وقت قريب، حتى فرقت بينهما السلطة... وكلاهما يرفع الشعار الإسلامي. كان مجيء الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي استثنائيا باتفاق المراقبين. فبالإضافة إلى كونه شابا في بداية الأربعينات من عمره، فقد كان في الصف الثالث من القياديين الإسلاميين الذين لم يكن لهم دور بارز في الحياة السياسية الصومالية التي كان الإسلاميون عموما خارج دائرتها المؤثرة حتى عام 2005.

وكعادة كرسي الرئاسة في الصومال، لم تمض سوى 5 أشهر على تولي شريف شيخ أحمد منصبه حتى بات بقاؤه في القصر الرئاسي مهددا بسبب ضربات رفقاء السلاح بالأمس القريب. فالرئيس الصومالي كان يقود تحالفا عريضا من الفصائل الإسلامية تحت اسم «اتحاد المحاكم الإسلامية»، تحول في سبتمبر (أيلول) عام 2007 إلى «تحالف إعادة تحرير الصومال» الذي أنشئ في إريتريا التي احتضنت المعارضة الصومالية الإسلامية وغير الإسلامية بعد غزو القوات الإثيوبية للصومال في نهاية عام 2006 والتي أطاحت بنظام المحاكم الإسلامية. ولد الشيخ شريف عام 1964، في مدينة «مهداي» التابعة لمحافظ شبيلي الوسطى، على بعد 120 كم إلى الشمال الشرقي من العاصمة مقديشو، في بيت يعتبر من قادة أتباع الطريقة الإدريسية في الصومال (المنسوبة إلى الشيخ أبو العباس أحمد بن إدريس الفاسي ت 1837). والده «الشيخ أحمد» وجده «الشيخ محمود» وجده الأكبر (الشيخ موسي عقلي)، قادوا الطريقة الإدريسية في الصومال منذ منتصف القرن التاسع عشر. لكن مسيرة الابن اختلفت، فلم يصبح شيخ طريقة تقليديا، كما كان يراد له عندما كان يتلقى التعليم الإسلامي التقليدي (الوحيد الذي كان متاحا في الريف الصومالي آنذاك)، فقد انتقل إلى العاصمة مقديشو ليلتحق بمعهد «الشيخ صوفي» التابع للأزهر الشريف في مقديشو.

وبعد تخرجه في المعهد الأزهري عام 1988، كانت الحرب الأهلية في الصومال على الأبواب ولم يتمكن من الالتحاق بالجامعة. وعمل بالتدريس على نظام الحلقات لفترة وجيزة، حيث كان يقوم بتدريس النحو العربي والبلاغة، وكانت حلقاته مقصدا لطلبة التعليم الإسلامي في العاصمة مقديشو حتى عام 1991 الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية في الصومال حيث سافر إلى السودان وحصل على منحة دراسية بكلية الآداب والتربية بجامعة كردفان عام 1992. ودرس اللغة العربية والجغرافيا هناك لسنتين فأصيب بحمى الملاريا، ولم يستطع مواصلة الدراسة. فسافر إلى ليبيا حيث تابع دراسته الجامعية في طرابلس وتخرج في كلية الشريعة والقانون بالجامعة المفتوحة في طرابلس الغرب عام 1998، ثم عاد إلى الصومال لرؤية أهله بعد عشر سنوات من الاغتراب.

لم يكن أمام الشيخ شريف كمتخرج حديث عاد إلى العاصمة، سوى الانخراط في الحركة الثقافية المتواضعة في البلاد، إلى جانب سلك التدريس لتدبير معيشته، فأسس جمعية «الشروق» الثقافية، وانتخب في عام 2003 أمينا عاما لـ«نادي الخريجين» الذي كان يضم في عضويته مئات الخريجين الذين قدم معظمهم من السودان التي تعتبر الوجهة الأولية للطلبة الصوماليين الذين يدرسون في الدول العربية حيث تستقبل المئات منهم سنويا. وإلى جانب ذلك، افتتح محلا لبيع الحلويات في مقديشو مع شريك له، في الوقت الذي كان يعطي فيه دروسا لتحسين الخط العربي في مدرسة خاصة تتكون من غرفة واحدة تطل على الشارع في حي ياقشيد بشمالي العاصمة مقديشو لتدبير معيشته لأنه لم يكن يتقاضى أجرا من نشاطاته في نادي الخريجين وجمعية الشروق اللتين كان يرأسهما، فيما دبرت له عائلته الزواج من إحدى قريباته. والشيخ شريف الآن لديه ثلاث زيجات و8 أبناء أصغرهم رضيع لم يتجاوز عمره شهرا واحدا. وفي عام 2004، تقدم للعمل مدرسا في مدرسة «جوبا الثانوية» بمنطقة «ياقشيد»، شمالي العاصمة، كمدرس للغة العربية ومادة الجغرافيا. وكانت العاصمة في ذلك الوقت مقسمة بين أمراء الحرب القبليين، وكانت الميليشيات المسلحة التي تقوم بأعمال الخطف والنهب منتشرة فيها. وبعد أشهر قليلة وقع الحدث الذي سيحول المسار السياسي والقيادي للشيخ شريف، حيث اختطفت ميليشيات مسلحة أحد تلامذة المدرسة التي كان يدرس فيها الشيخ شريف، وبما أن الخاطفين كانوا موجودين بمنطقة الـ «سي سي» التي كان يقطنها شريف، فقد شارك بالبحث عن الطالب المخطوف ومفاوضة الخاطفين.

وعندما جرى تحرير الطالب الرهينة بعد أيام، طرح الأهالي فكرة إنشاء محكمة إسلامية وقوة أمنية خاصة بالحي لردع الخاطفين والعصابات المسلحة. ووقع اختيارهم على الشيخ شريف رئيسا لهذه المحكمة بمنطقة الـ «سي سي». لم يكن الشيخ شريف حاضرا مكان الاجتماع في ذلك اليوم، لأنه كان يعطي حصته في المدرسة، وأبلغوه بما حدث بالهاتف، فاضطر لقبول ذلك بسبب إصرار الأهالي على ذلك. ووجد الشيخ شريف نفسه وسط العمل السياسي والأمني، في وقت ضعفت فيه سلطة زعماء الحرب، واشتدت عمليات الخطف والنهب التي تقوم بها الميليشيات القبلية المسلحة. وقد تحولت منطقة الـ «سي سي» التي كانت في السابق أخطر المناطق في العاصمة مقديشو إلى منطقة آمنة وعادت إليها الحياة من جديد.

وقامت مجموعة من القيادات الإسلامية التي كانت تشرف على إنشاء المحاكم الإسلامية بمبادرة لتوحيد هذه المحاكم الإسلامية المنتشرة في العاصمة، وكان عددها 13 محكمة في كيان موحد وبقيادة موحدة. ولم تكن فكرة تطوير هذا الكيان إلى كيان سياسي مطروحة بعد، وكانت كل محكمة تملك ميليشيات مسلحة إلى جانب جهاز قضائي يقوم بمهمة فصل المنازعات وتوثيق العقود إلى جانب حماية الأمن. وبعد مفاوضات طويلة تم إنشاء «اتحاد المحاكم الإسلامية» عام 2004، وانتخب الشيخ شريف رئيسا لهذا الاتحاد الذي تحول بعد أشهر إلى كيان سياسي بعد مصادمته بسلطة أمراء الحرب في العاصمة.

وبعد أقل من عامين، وجد الشيخ شريف نفسه وجها لوجه أمام قوة زعماء الحرب الصوماليين الذين أنشأوا في فبراير (شباط) 2006 «التحالف من أجل إرساء السلام ومناهضة الإرهاب»، بدعم من وكالة الاستخبارات الأميركية، في إطار برنامج مكافحة الإرهاب بمنطقة القرن الأفريقي. وأعلن الكيان الجديد عن سعيه إلى القبض على من وصفهم بـ«الإرهابيين الأجانب» من تنظيم القاعدة الذين يختبئون في العاصمة بإيواء من المحاكم الإسلامية التي يرأسها الشيخ شريف، وكانت تلك هي الشرارة الأولى التي أشعلت الحرب بين أمراء الحرب واتحاد المحاكم الإسلامية.

وبعد معارك دموية سقطت معاقل أمراء الحرب في العاصمة وخارجها الواحدة تلو الأخرى وحققت فيها المحاكم الإسلامية بقيادة الشيخ شريف مكاسب عسكرية، لم تكن تحلم بها فسيطرت على ثلثي مساحة الصومال. وقد اجتذب الشيخ شريف أنظار العالم بعد أن تناقلت وسائل الإعلام تصريحاته التي اعتبرت معتدلة ومنفتحة سياسيا ووصفته الصحافة الدولية بأنه أقوى رجل في الصومال، إذ لم يستطع قائد صومالي السيطرة على هذه المساحة من الأراضي الصومالية منذ انهيار الحكم المركزي في الصومال عام 1991. لكن منتقديه يقولون إنه لم يتمكن من السيطرة على زملائه المتحمسين في المحاكم الإسلامية الذين كانوا يتصرفون دون تنسيق معه. ونقل عن بعضهم بأنهم مستعدون لغزو إثيوبيا المجاورة وإقامة صلاة العيد في أديس أبابا في الوقت الذي كان الشيخ شريف يفاوض خلف الكواليس مع إثيوبيا للتفاهم معها وطمأنة مخاوفها من ظهور دولة يقودها الإسلاميون المتشددون في الصومال على حدودها الشرقية. لكن المحاكم الإسلامية بقيادة الشيخ شريف استطاعت تحقيق قدر كبير من الأمن في المناطق التي كانت تحكمها كما قضت أيضا على ظاهرة القرصنة التي كانت تهدد الملاحة الدولية في المحيط الهندي المحاذي للصومال.

لم تدم تجربة المحاكم الإسلامية أكثر من 6 أشهر، حيث تدخلت القوات الإثيوبية التي كانت تدعم حكومة الرئيس السابق «عبد الله يوسف أحمد» الذي اتخذ من بيداوا (250 كم غرب مقديشو) مقرا له وذلك بغطاء استخباراتي من الولايات المتحدة التي زودت إثيوبيا بمعلومات عسكرية عن أماكن تواجد مقاتلي المحاكم الإسلامية. وأدى الغزو الإثيوبي إلى الإطاحة بنظام المحاكم الإسلامية في مقديشو الذي كان يقوده الشيخ شريف. وفرت قيادة المحاكم الإسلامية بمن فيهم الشيخ شريف إلى الجنوب باتجاه الحدود الكينية. وخلال عملية الهروب توقف الشيخ شريف وعدد من قيادات المحاكم الإسلامية في مدينة كيسمايو، حيث أدلى بآخر تصريح له قبل اختفائه في الأدغال الواقعة بين الحدود الصومالية الكينية، وقال «سيدخلون حربا طويلة الأجل ضد القوات الإثيوبية التي أطاحت بالمشروع الإسلامي في الصومال». وبعد هذا التصريح انقطعت أخبار الشيخ شريف لفترة، كان قادة المحاكم الإسلامية يختبئون في منطقة الأدغال بجنوب الصومال حيث تعرضوا لقصف مكثف من قبل الطائرات الإثيوبية وأيضا من قبل الطائرات الأميركية. هذه الغارات التي قتل فيها عدد من القيادات والمقاتلين الأجانب الذين كانوا في صفوف قوات المحاكم الإسلامية.

نجا الشيخ شريف من هذه الغارات، لكن قوات الأمن الكينية اعتقلته في 21 يناير (كانون الثاني) 2007 وهو يعبر الحدود الكينية برفقة عدد قليل من مساعديه. وقيل حينها إن دخوله إلى كينيا تم بضوء أخضر من الولايات المتحدة التي كانت تراه رجلا معتدلا يمكن التفاهم معه، وأوعزت إلى السلطات الكينية بعدم المساس به، وهو ما تم فعلا حيث التقى في كينيا بممثلين عن الولايات المتحدة، من بينهم السفير الأميركي هناك مايكل رانيبيرغر. وتم إطلاق سراح الشيخ شريف في الأول من فبراير (شباط) 2007 في إطار صفقة غير معلنة مع الممثلين الأميركيين لإطلاق سراح 15 جنديا أميركيا من قوات المارينز المحتجزين لدى قوات اتحاد المحاكم الإسلامية في جنوب الصومال خلال معركة إنزال بالقرب من بلدة «رأس كامبوني» على الجانب الصومالي من الحدود. وكان الجنود الأميركيون يطاردون فلول المحاكم الإسلامية.

وبعد إطلاق سراح الشيخ شريف في الأول من فبراير (شباط) 2007، سافر إلى اليمن بعد أسبوع ليلحق بعدد من قيادات المحاكم الإسلامية الذين تمكنوا من الفرار إلى اليمن عقب دخول القوات الإثيوبية إلى العاصمة مقديشو. وشرع الشيخ شريف في لم شمل قادة المحاكم الإسلامية الذين توزعوا في الداخل والخارج لبحث مستقبل كيان المحاكم الإسلامية وإمكانية إنشاء تواجد في المنافي للاتصال بالعالم، في الوقت الذي كان القادة العسكريون للمحاكم الإسلامية ينشغلون بحرب عصابات محدودة ضد القوات الإثيوبية.

وتبلورت فكرة إنشاء تحالف للمعارضة التي احتضن جزءا منها الرئيس الإريتري أسياس أفورقي الذي كان يناصب العداء لحكومة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد المدعومة من خصمه اللدود إثيوبيا. وبعد أسابيع من المشاورات المكثفة تم التوصل إلى إنشاء تحالف سياسي يضم المعارضة الصومالية شريطة أن تكون القيادة لأحد قادة المحاكم الإسلامية وتم الاتفاق على اختيار الشيخ شريف رئيسا لـ«تحالف إعادة تحرير الصومال» وكان ذلك في أسمرا في سبتمبر (أيلول) عام 2007. لكن سرعان ما نشبت الخلافات بين جناحين في تحالف المعارضة الجديد يتزعم أحدهما الشيخ شريف ويرى قبول مبادرة الأمم المتحدة لبدء التفاوض مع الحكومة الصومالية آنذاك بقيادة الرئيس عبد الله يوسف، وجناح آخر يتزعمه الشيخ حسن طاهر أويس رئيس مجلس شورى المحاكم الإسلامية الذي لم يكن يتقلد منصبا قياديا في تحالف المعارضة آنذاك. وأدى تفاقم الخلاف بين الجانبين إلى إعلان مجموعة من قادة التحالف عن إقالة الشيخ شريف، وإسناد قيادة تحالف المعارضة إلى الشيخ أويس. لكن جناح المعارضة الذي قاده الشيخ شريف واصل التفاوض مع الحكومة واستطاع أن يتوصل إلى نتائج معينة من بينها تشكيل برلمان موسع يضم 550 عضوا نصفه للحكومة ونصفه الآخر للمعارضة وسحب القوات الإثيوبية في غضون 3 أشهر. وكانت الأحداث السياسية في الصومال تسير بوتيرة سريعة، حيث كانت الحكومة الصومالية آنذاك أيضا منقسمة حول التفاوض مع المعارضة، وهو ما كان يرفضه الرئيس عبد الله يوسف، فيما أصر رئيس الوزراء نور عدي على مواصلتها. وتعرض الرئيس يوسف لضغوط دولية وإقليمية لتقديم استقالته ليفسح المجال لتشكيل حكومة جديدة تنضم إليها عناصر المعارضة، واستقال الرئيس في نهاية ديسمبر (كانون الأول) عام 2008.

وبعد توسيع البرلمان الصومالي واحتلال المعارضة نصف مقاعده، بات واضحا أن مرشح المعارضة الوحيد (الشيخ شريف) سيفوز في سباق الرئاسة في جلسات البرلمان التي عقدت في جيبوتي في وجه 14 مرشحا آخرين. وفاز الشيخ شريف في الجولة الثالثة من التصويت بحصوله على 293 صوتا مقابل 126 صوتا حصل عليها أقرب منافسيه، ليصبح بذلك الرئيس الثامن للصومال منذ الاستقلال عام 1960. وقد عاد الرئيس شريف إلى مقديشو بعد أسبوع من انتخابه ليبدأ بالقيام بمهام الرئاسة الصومالية التي يصفها بأنها «أصعب مهمة على وجه الأرض» في حديث إلى صحيفة «الغارديان» البريطانية. ويقيم في القصر الرئاسي الذي يعرف بـ«فيلا صوماليا» المقام على أعلى تلة في مقديشو ويطل على المحيط الهندي حيث الزرقة الصافية والهدوء. لكن المكان ليس رومانسيا كما يظهره موقعه، فعشرات الجنود من قوات الاتحاد الأفريقي ينتشرون على مدخله وبعضهم يعتلي دبابات عسكرية جاهزة لإطلاق القذائف، فيما يختبئ خلف أسوار القصر مقاتلون إسلاميون مدججون بالسلاح لا يقنعون بأقل من إسقاط الرئيس، قائدهم السابق، ويطالبون بالمطالب نفسها التي كان يطالب بها ساكن القصر عندما كان يتزعم المعارضة... انقلاب في الموازين وتبادل للمواقع يجسد واقع الصومال منذ العقدين الماضيين.