البورجوازي النبيل

TT

«فقد بلدنا قائدا كبيرا حمل شعلة أشقائه القتلى ليصبح أعظم سناتور في زماننا» ـ باراك أوباما ـ لو كانت أميركا ملكية لكان آل كنيدي الأسرة المالكة أسرة تنعمت بالمال فنكبتها السياسة قُتل ابنها الأول طيارا حربيا اغتيل ابنها الثاني رئيسا محبوبا اغتيل ابنها الثالث مرشحا رئاسيا أسرة لا تبكي مآسيها ولا تصفق لانتصاراتها

* لحق الشؤم بإدوارد الابن الرابع سقطت به الطائرة غرقت به السيارة نجا فأصاب السرطان ولديه أصبح عميدا للأسرة فطلق زوجته الأولى مات ثلاثة من أبناء إخوته أصيبت إحدى شقيقاته بعاهة عقلية

* سخر منه الساسة:

لا يستحق الوراثة استخفت به الصحافة:

غير مؤهل للسياسة خيب «تيد» تكهنات الجميع تعلم من السلحفاة مشية الهوينى فسبق أرانب السياسة دخل الكونغرس شيخا في شبابه خاف من الاغتيال ندم. نافس كارتر الثاني فخطف ريغان منهما الرئاسة احترف كنيدي الصغير صناعة الرؤساء ناصر بيل كلينتون فهزم به بوش الأول انحاز لباراك أوباما فسبق الأسود الشقراء هيلاري وهزم جون ماكين مرشح بوش وتشيني

* ادوارد سنديانة الليبرالية العتيقة صمد أمام الريغانية والتاتشرية والبوشية لا الرأسمالية المتوحشة هزمته لا المحافظة الغبية غيَّبته ربط إدوارد السياسة بالعدالة اعتبروا الدولة المانحة مشكلة فمنحها دور الرعاية الاجتماعية

* عاش ادوارد كنيدي حياة ممتعة مزج الطموح بالكفاح الهزيمة بالنجاح الشهرة بالفضيحة الويسكي بالنساء المساومة بالتسوية بقيت السياسة، عنده، ممارسة سليمة سما فوق الحزبية فكسب ثقة المحازبين

* ترك كنيدي بصماته على حياة الملايين حارب ضد الحروب ضد العنصرية ناضل من أجل الرعاية الصحية «الصحة حق وليست امتيازا» كرس حياته من أجل الحقوق المدنية حقوق المهاجرين واللاجئين حقوق العمال والعاملين حقوق المهمشين والمحرومين ندمت أميركا بعد فوات الأوان بكت «البورجوازي النبيل» لم تعرف كيف تنتخبه رئيسا أبقته سناتورا 46 سنة فغدا المشرِّع الأعظم في تاريخها