يهوديان وقضيتان

غسان الإمام

TT

«بكاء الأمهات الفلسطينيات أفضل من أن تبكي الأمهات اليهوديات» أهارون زئيفي فركش/2003 (مخابراتي إسرائيلي) ـ كيف توفِّق بين يهوديتك ومطالبتك بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين؟

ـ أنا أولا قاض. العدالة قبل الانتماء والهوية. العدالة قضية الضمير الاجتماعي والإنساني.

ـ لكنك صهيوني متعاطف مع إسرائيل! ـ لكني كنت ضد «الأبارتد» في جنوب أفريقيا بلدي. كنت محققا دوليا في جرائم الصرب ضد مسلمي البوسنة.

ـ لو كنت عربيا، واتهمت حماس بارتكاب جرائم الحرب، لكفّروك ورجموك.

ـ حماس كإسرائيل. لم تشكل إلى الآن لجنة للتحقيق في اتهامي لها بارتكاب جرائم. قصفت حماس المدنيين الإسرائيليين بالصواريخ. وجعلت المدنيين الفلسطينيين درعا واقيا لميليشياتها أثناء الحرب! ـ لماذا تحمّل حماس محمود عباس مسؤولية سحب التقرير من اللجنة الدولية لحقوق الإنسان؟

ـ حماس رفضت التقرير. عادت لتتهم عباس بسحب التقرير! السياسة، يا بني، بلا أخلاق. حتى الأحزاب الدينية عندما تتسيس تفقد حرص الدين على الأخلاق.

ـ تقول السلطة الفلسطينية إنها تعرضت لضغط من إدارة أوباما لسحب التقرير ووقف ملاحقة إسرائيل.

ـ عباس خسر في لحظات ثقة الفلسطينيين به التي بناها في سنوات، فقدت السلطة فرصة ذهبية. كان عليها أن تترك لأميركا وإسرائيل مهمة ارتكاب الفضيحة أمام العالم.

ـ هل كان هذا كل مطالب إسرائيل؟

ـ ليبرمان ونيتنياهو فلسفا الفضيحة. ادعيا أن إدانة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، سوف تحرم أوباما من مواصلة الحرب على الإرهاب! ربطا سحب التقرير ببدء المفاوضات. كأن استئناف المفاوضات من دون وقف الاستيطان نعمة تنعم بها إسرائيل على الفلسطينيين. قالا إن الإدانة تحرم إسرائيل من حق الدفاع عن النفس.

ـ أشعر بأن أمن إسرائيل يعنى حرمان العرب من الأمن والأمان.

ـ يا بنيّ. هذه عدالة الأقوياء.

ـ لكن إسرائيل تدعي أنها دولة ديمقراطية.

ـ لهذا السبب طالبتها بتشكيل لجنة مستقلة لمساءلة زعمائها عن احترام مواثيق جنيف الدولية التي تفرض حماية المدنيين خلال الحروب.

ـ حكومة ليبرمان ونيتنياهو تسعى الآن لتعديل هذه المواثيق.

ـ بديهي. كيلا يتعرض باراك وإشكنازي والقادة الميدانيون والجنود للاعتقال خارج إسرائيل.

ـ هل يعني شعار «الرصاص المصهور» شيئا لك؟

ـ شعار حرب غزة فضيحة. يعنى سفك دماء الفلسطينيين.

ـ لماذا كل هذا الحقد الإسرائيلي على العرب؟

ـ لأنكم هُزمتم في الحروب. الضعفاء يعلقون في خيوط العنكبوت. الأقوياء، هم الذين يخترقونها.

ـ لكن أوباما يغزل الحب مع العرب.

ـ أوباما يصافحكم بيد. ويشد على يد إسرائيل بيد.

ـ هل هذا التناقض سخرية من العرب؟

ـ سل نفسك هذا السؤال. عندما يجدّ الجد يُسقِط الغرب فاروق حسنى. يسمح لممثلة دولة فاسدة بالوصول. لا يجدد الغرب لحارس وكالة الطاقة الدولية محمد البرادعي. ولا بطرس غالى حارس الأمم المتحدة. يطالب العرب بالتطبيع ولا يمنع الاستيطان.

ـ لماذا هذا الاستخفاف؟

ـ لأنكم لم تشكلوا لجنة واحدة للتحقيق في أسباب هزائمكم، في حروب النكبة. النكسة. حروب لبنان وغزة. من يستخف بنفسه، يسمح لعدوه بالاستخفاف به

* ـ مسيو بولانسكي. يهود العالم يدافعون عن جريمتك. ويهودي آخر. المستر غولدستون يطالب بمحاكمة مجرمي إسرائيل؟! ـ لم أغتصب غزة. جريمتي بسيطة. مجرد اغتصاب مراهقة.

ـ كنت وحشا آدميا. غررت بها. أغريتها بتصوير «بروفة» فيلم. أسكرتها ثم...

ـ ثم كبرت سامانتا. صفحت عني.

ـ هناك الحق العام. الدولة لا تصفح. ارتكبت جريمة ضد المجتمع.

ـ لماذا أفاقت أميركا بعد 32 سنة؟ أصبحت عجوزا. عمري اليوم 76 سنة.

ـ القانون يمهل؟ لكن لا يهمل. دولة الشكولا ترتبط بمعاهدة لتسليم المجرمين مع دولة الكوكاكولا.

ـ أميركا متزمتة. أوروبا متحررة. كنت مؤدبا. لم أغتصب مراهقات أوروبا. ثلاثة رؤساء فرنسيين دعوني للعشاء.

ـ القانون قانون.

ـ أنا مخرج مشهور. فنان فرفور. ذنبي مغفور. أميركا تفرج عن سجنائها. كل زنزانات السجون محجوزة.

ـ العدالة ستجد لك زنزانة؟

ـ لماذا أنا وليس اليهودي وودي ألن؟! اقام وودي علاقة مع المراهقة الصينية التي تتبناها زوجته ميا فارو. فأصبح مخرجا ونجما شهيرا.

ـ كيف ترى الحل؟

ـ أوباما سيتدخل. تدخل. ضغط. لإنقاذ مجرمي الحرب الإسرائيليين. هيلاري ستتدخل. اليهودية المراهقة مونيكا اغتصبت منها زوجها. صفحت عنها. فانتخبها يهود نيويورك سناتورة.

ـ هل تنصح النساء بارتداء حزام العفة؟

ـ الصينيون رائعون. اخترعوا غشاء للبكارة في عصر الفياغرا.