رعب الهالاوين

ميشيل أوباما تنكرت في «كات وومان».. والباقون في أقنعة مخيفة وهياكل عظمية وعناكب وأرجل وأيد مقطوعة

البيت الأبيض يتحول إلى بيت رعب خلال الهالاوين (أ.ف.ب)
TT

يوم السبت الماضي، بعد غروب الشمس وبداية ظلام قاتم بسبب سحب كثيفة، وقف الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل في الحديقة الشمالية للبيت الأبيض، يرحبون بأكثر من ألفي ولد وبنت من عائلات عسكرية وعائلات موظفين وعمال في البيت الأبيض، احتفالا بعيد «هالاوين». حمل كل واحد سلة فيها حلوى قدماها للأولاد والبنات (والكبار) الذين مروا أمامهم، بينما وقف خلفهما مساعدون يملأون السلتين بالحلوى كلما نفدتا.

وقبل ذلك بيومين، أعلن روبرت غيبس، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض في بيان رسمي تلاه على الصحافيين، أن الرئيس والسيدة الأولى يخططان للاحتفال بعيد «هالاوين». وجرى النقاش الآتي بين غيبس والصحافيين:

س: هل سيلبس الرئيس وزوجته ملابس تنكرية؟

ج: لا أعرف. سأحاول معرفة ذلك.

س: ماذا سيلبس بقية المدعوين؟

ج: أي شيء يريدون.

س: هل يقدر الصحافيون على الحضور؟

ج: لا. أنتم كبار في السن، ولا أرى وسطكم صبيا أو صبية.

ثم انتقل المتحدث والصحافيون إلى مناقشة السياسة الأميركية نحو أفغانستان وإيران: إذا كانت انتخابات رئاسية ثانية في أفغانستان ستكون نزيهة. وإذا كانت إيران سترد إيجابيا على اقتراح الدول الغربية حول برنامجها النووي.

وهكذا، يوم السبت بعد غروب الشمس، خرج الرئيس أوباما وزوجته ميشيل لاستقبال أكثر من ألفي ولد وبنت. لبس الرئيس لبسا عاديا، بنطلون وقميص وفانلة. لكن، تنكرت زوجته في ملابس تشبه ملابس «كات وومان» (المرأة القطة) في فيلم «باتمان» (الرجل الوطواط). من دون أن تلبس ملابس ضيقة تبرز مفاتنها. ومن دون أن تحمل سوطا تدق به رجالا خنوعين. ومن دون أن تضع قناع الوجه. كيف تضع قناع وجه ولا يعرف الأولاد والبنات أنها سيدة أميركا الأولى؟

لكن، لبس ربما كل الأولاد والبنات ملابس تنكرية أو مخيفة. لبسوا ملابس «ديزني»، مثل الفار ميكي ماوس، والقطة دونالد داك، والكلب بلوتو. ولبسوا ملابس مهنيين مثل: رواد فضاء، وجنرالات عسكريين، وغواصين، وشرطة مطافي، وشرطة «إف بي آي». ولبسوا ملابس مثيرة، مثل: شقراوات، وممرضات يتغنجن.

لكن أكثر ما لبسوا لبسوا ملابس الموت والخوف ورموز شيطانية: أكفان، ونعوش، ومومياوات، وهياكل بشرية، وجثث من دون رؤوس، ورؤوس من دون جثث. وحملوا أيادي وأرجلا مقطوعة. لكن، لم يلبس أي واحد منهم مثل «جوكر»، الرجل الشرير في نفس فيلم «باتمان» (الرجل الوطواط). إذا صار «باتمان» رمز الخير لأنه يطير بالليل ليقضي على الظالمين والمنافقين، صار «جوكر» رمز الشر لأنه لا يريد الخير.

مؤخرا، شن معارضون متطرفون للرئيس أوباما حملة إعلامية قاسية ضده، ووزعوا صورته في شكل «جوكر»، وقالوا إن أوباما يريد الشر لأميركا (لأنه يختلف معهم، لأنه يريد زيادة الضرائب على الأغنياء، وتخفيض الميزانية العسكرية، وتوفير تأمين صحي للذين لا يقدرون عليه).

لهذا، ليلة «هالاوين» في البيت الأبيض، لم يلبس أي شخص ملابس «جوكر». وطبعا، لم يتوقع أي شخص أن يفعل الرئيس أوباما ذلك. لكن في أكثر من حفلة في الليلة نفسها في واشنطن، لبس معارضون لأوباما ملابس «جوكر». وقالوا إن أوباما أكثر شرا من «جوكر» لأنه «يريد تحويل أميركا إلى دولة اشتراكية». وكان لهؤلاء المعارضين هدفان في تلك الليلة، أولا: تخويف الأميركيين. ثانيا: انتقاد أوباما.

عبر السنين، لأن واشنطن هي مركز النشاطات السياسية الأميركية (والعالمية) ارتبطت تخويفات عيد «هالاوين» بقضايا سياسية. وليلة «هالاوين» يوم السبت في فندق ليس بعيدا من البيت الأبيض، لبس مايكل بير، رئيس لجنة «نون فايولانس انترناشونال» (ضد العنف) ملابس متطرف أميركي. ولبس سكوت غرايسون، مؤيد لبرنامج الرئيس أوباما للتأمين الصحي، ملابس مريض مات ووضع في كفن (إشارة إلى أن التأمين الصحي الحالي غير كاف لأنه لا يغطى أربعين مليون أميركي تقريبا). ولبس سات خالسا برج إيفيل في باريس وقد غرق أسفله في ماء فاضت وغطت باريس وكل فرنسا (إشارة إلى مشكلة تلوث البيئة، وزيادة الحرارة وارتفاع تدريجي في سطح المحيطات). ولبست امرأة شكل عمود بخار في مصنع، يتصاعد منه بخار كثيف (أيضا إشارة إلى تلوث البيئة). ولبس رجل ملابس في شكل قبة الكونغرس، وفي أعلاها فتحة، يملؤها بدولارات مزورة (إشارة إلى أخبار نشرت مؤخرا عن التحقيق مع أكثر من ثلاثين من أعضاء الكونغرس بتهمة الفساد). ولاحظت جريدة «واشنطن بوست» أن أزياء هذه السنة تركزت على الخلافات السياسية في واشنطن، خاصة بين أوباما والحزب الديمقراطي في جانب، والحزب الجمهوري في الجانب الآخر. وأعادت للأذهان أن أزياء سنوات سابقة ركزت على حرب العراق وأسلحة الدمار الشامل. لبس ناس ملابس الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو يحمل أنبوبة «غاز نووي». ولبس آخرون ملابس ضحايا حلبجة، في العراق، قتلتها «أسلحة الدمار الشامل». وفي سنوات قبلها: لبست بنات «الفستان الأزرق» الذي اشتهرت به مونيكا لوينسكي.

وفي سنوات سابقة، ثارت ضجة بسبب ملابس أسامة بن لادن وإرهابيين لهم ذقون كثيفة، ويحملون قنابل، أو يربطون أحزمة متفجرة حول بطونهم. لكن، لم تدم الضجة طويلا لأن هذه الأزياء اختفت بعد أن قال كثير من الأميركيين إنها تؤذي مشاعرهم، وتخيفهم حقيقة.

وتعليقا على ليلة «هالاوين» الأخيرة، انتقد معلقون وصحافيون الرجال والنساء الذين لبسوا ملابس تشبه خنزيرا، إشارة إلى وباء «إنفلونزا الخنازير». ومثل موضوع الإرهابيين، قالت أغلبية الأميركيين إن هناك خطا فاصلا بين التخويف الحقيقي والتخويف المرح. وان الإنفلونزا والإرهاب يجب ألا يكونا موضوع تندر لأنهما، حقيقة، يخيفان كثيرا من الناس.

وقبل أربع سنوات، أصدر نيكولاس روغرز، أستاذ الاجتماع في جامعة نيويورك، كتاب «هالاوين: من عادة وثنية إلى حفلات ليلية». كتب فيه: «يبدو أن أصل هذه الاحتفالات هو عيد «سماحين» الايرلندي، الذي كان عيدا دينيا مهما قبل وصول المسيحية إلى ايرلندا». (وصلت المسيحية بصورة مكثفة إلى هناك بعد ألف سنة تقريبا من ميلاد المسيح). وأضاف أن كلمة «سماحين» تعني شهر نوفمبر (تشرين الثاني) أو «نهاية الصيف». وأن الايرلنديين كانوا يحتفلون ويخيفون أنفسهم مع بداية «النصف الأسود من السنة»، إشارة إلى بداية فصل الشتاء.

لكن، قال الكتاب إن مؤرخين يعيدون أصل «هالاوين» ليس إلى أيرلندا، ولكن إلى ويلز، في بريطانيا، أيضا قبل وصول المسيحية إليها. إلى عيد «كالان قايف» الذي كان يصادف اليوم الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، كبداية للشتاء. تعنى الكلمة «البقرة السوداء»، التي كان الآباء والأمهات يخيفون بها أولادهم وبناتهم ليعودوا إلى منازلهم مع غروب الشمس. كانوا يقولون لهم إن البقرة تشاهد بعد غروب الشمس وهي تحمل بين فكيها جثة امرأة من دون رأس.

رغم اختلاف التفسيرات والأصول، ارتبط «هالاوين» بالتخويف، خاصة من الموت والأرواح الشريرة. وكانت أغلبية الأزياء تمثل موتى ومومياوات وهياكل عظمية، ووجوها سوداء، وملابس سوداء، ورموزا شيطانية.

في شمال أيرلندا، كانت هناك مسابقات وسط الرجال لكسب قلوب النساء. بعد حلول الظلام، يكون الرجل الأشجع هو الذي يذهب إلى المقصلة البعيدة، حيث تعلق جثث لصوص ومجرمين من اليوم السابق، ويضع شريطا ملونا على رجل واحد منهم، ثم يعود إلى مكان الاحتفالات. أو لا يعود، لأنه لم يقدر، وأحس بالخجل، وعاد إلى منزله. وفي الصباح، تذهب لجنة التحكيم لترى أي رجل وضع أي شريط. ويقدر الفائز على أن يختار أجمل البنات.

لكن منذ قديم الزمان، انتشرت مناسبات التخويف من الموت والموتى في بلاد غير ويلز وأيرلندا.

في ألمانيا اعتقد وثنيون أن أرواح الأبطال لا تموت، لكنها تبقى عند مدخل قبورهم تحرس الجثث (كانوا يدفنونها في حفر في الجبال)، وفي يوم معين، يذهب الناس إليها «ليحتفلوا» معها. وفي فرنسا، اعتقد وثنيون أن الموتى يعودون إلى الحياة ويحتفلون في ليلة معينة، وفي تلك الليلة تتحول المقابر إلى ساحات مهرجانات.

وفي مصر، حمل الناس جنازات الفراعنة على ضفاف نهر النيل، ورموا الطعام والشراب في النيل لترضية الآلهة، ولتحاشي غضبها الذي كان يعني الموت. وفي أميركا الشمالية خلال حضارات الهنود الحمر، كان الناس يسودون وجوههم من رماد الجثث التي تحرق، اعتقادا أن ذلك سيكون مناعة ضد الموت.

وفي المكسيك، منذ حضارات الهنود الحمر (وحتى اليوم)، يحتفلون بعيد «ديا ديلوس مورتوس» (يوم الموتى). فسره مؤرخون بأنه تندر على الموت للنجاة منه. لكن، قال مؤرخون آخرون إنه ليس تندرا بقدر ما هو احتفال بالموت، اعتقادا بأن الموت امتداد للحياة. لهذا، يكرمون الموتى اعتقادا بأنهم لا يقلون قيمة ومكانة عنهم هم الأحياء.

في أوروبا مع بداية العصور المظلمة (بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية)، بدأ رجال دين مسيحيون يخلطون تقاليد «هالاوين» و«اول سينتز داي» (يوم القديسين) بهدف استغلال الأعياد الوثنية لنشر المسيحية. في القرن السابع الميلادي، غير البابا بونيفيس الرابع اسم يوم الموتى الوثني الذي كانت تحتفل به الإمبراطورية الرومانية في شهر مايو (أيار)، إلى «أول هالوز» (كل القدسية). ثم غير البابا غريغوري الاسم إلى «أول سينتز» (كل القديسين»، ونقل اليوم من مايو إلى أول نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث لا يزال حتى الآن.

وفي المكسيك، ودول أخرى في أميركا الوسطي والجنوبية، في القرن السابع عشر، بدأ الإسبان الكاثوليك الغزاة يخلطون تقاليد «ديا بلوس مورتوس» (يوم الموتى) و«أول سينتز داي» (يوم القديسين).

اليوم في المكسيك، تتذكر كل عائلة موتاها، وتعد وجبة خاصة بهم، وتختار أنواع الطعام التي كانوا يحبونها. وتزور القبور، وتضع طعام الميت المفضل على قبره ليأكله. (لكنه، طبعا، لا يأكله). لكن، غيرت عائلات أخرى هذه العادة، وأصبحت تقتصر على احتفالات في البيوت، وتضع في ركن بعيد طعاما لموتاهم ليأكلوه اعتقادا بأن أرواحهم ستعود وتأكله.

ويشبه «يوم الموتى» هذا «عشاء الموتى» في بعض الدول العربية، مثل الأردن، حيث تذبح عائلات ذبائح، وتترحم على موتاها. ويشبه «عشاء الميتين» في دول مثل السودان، حيث يطوف أولاد الحي على بيوت الجيران، ويهددوهم بالكوارث والمصائب إذا لم يطعموهم. ويشبه «قريقعان» في دول مثل السعودية، حيث يطوف الأولاد على المنازل لجمع الحلوى.

ومع بداية القرن العشرين، تطور عيد «هالاوين» ليكون خليطا من مسيحية ووثنية. ثم أضافت الرأسمالية الجانب التجاري والاستهلاكي، وكما قال كتاب نيكولاس روغرز، «تحول عيد الوثنيين إلى حفلات ليلية صاخبة».

لكن، في الماضي وفي الحاضر، يدين مسيحيون تقاليد «هالاوين»، ويتبرأون من أي صلة لها بالمسيحية. في سنة 1982، أعلن بات روبرتسون، مؤسس «كريستيان كوليشن» (التحالف المسيحي)، أن «هالاوين شيطان».

لكن، رد عليه آخرون، مثل نيكولاس روغرز، بأن الشيطان جزء من المسيحية، أي أنه عدو يجب التغلب عليه. أي أنه لا غرابة في لعن الشيطان في يوم واحد كل سنة، على الأقل.

اليوم في أميركا بصورة عامة، تهادن أغلبية المسيحيين «هالاوين»، رغم أن بعضها يعترف بجذوره الوثنية وصلته بالخرافة، والدجل، والشعوذة. لكن، ينتقده رجال دين آخرون، مثل المسيحيين الشرقيين واليهود الأرثوذكس. وتمنع كثير من المدارس الإسلامية تلاميذها وتلميذاتها من الاشتراك في مناسبة يرونها وثنية.

كل سنة، قبل يوم واحد من «هالاوين»، يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول)، يحتفل مسيحيون أميركيون بيوم القديسين، ويحيون مارتن لوثر، القس الألماني الذي وضع، يوم 31 أكتوبر سنة 1517، على باب كنيسة كاستيل (في ساكسوني في شمال ألمانيا) 95 تقريرا ضد تفسير الفاتيكان للمسيحية. وبدأ عصر الإصلاح، الذي جاء بعده عصر النهضة، والذي جاء بعده عصر التنوير.

لهذا يمكن القول إن هناك صلة بين جيوش الأولاد والبنات التي تجوب شوارع أميركا، تخيف الناس، وتطلب هدايا «هالاوين»، وبين تطور الحضارة الغربية، لأن تقارير مارتن لوثر انتقدت سيطرة رجال الدين، وفسادهم، وتوزيعهم صكوك الغفران.

رغم اختلاف الآراء، صار «هالاوين» جزءا من الثقافة الأميركية. صار أزياء، وأفلاما، وبضائع، وأكلا وفنا. مثل كتاب «فن هالاوين»، الذي صدر سنة 2000، وهو واحد من سلسلة كتب مارثا ستيوارت، ربما أشهر خبيرة أميركية في فن الطبخ والتأنق والتحديث. قالت إن الأزياء يجب أن تكون «راقية» (رغم أنها يمكن أن تكون مخيفة). وشرحت في تفصيل تزيين الوجه تزيينا أنيقا. وكتبت: «تعالوا نخلق من الخوف فرحا، ومن العبث فنا». وكتبت إرشادات لتحويل تفاحة أو قرعة إلى قطعة فنية بنقشها في دقة غير عادية.

ومثل كتاب «الموت والقتل: قصص خوف»، لمؤلفه رونالد هارتمان، من سلسلة قصص خرافية وحقيقية عن «هالاوين»، صارت نفسها مصدر خوف للذين يشترونها ويقرأونها كلما اقترب «هالاوين».

ويزين الأميركيون منازلهم بتماثيل ورموز مخيفة، مثل أشباح، وقطط سوداء، وبوم، ووطواط، وشياطين. ويلبسون ملابس شخصيات سينمائية مخيفة مثل «دراكيولا» و«فرانكنشتاين». ومؤخرا اشتهرت أزياء نجمات سينمائيات وتلفزيونيات لا يخفن، مثل: «سندريلا» و«بيضاء الجليد». وأزياء نجوم سينمائيين وتلفزيونيين لا يخيفون، مثل: «الرجل الوطواط» و«الرجل العنكبوت». ورغم أن أغلبية أصحاب البيوت تقدم حلوى لمن يدق على أبواب بيوتهم، يقدم آخرون تفاحا وبرتقالا وأقلاما ونقودا. ورغم أن المناسبة لم تكن للكبار، بدأ بعض هؤلاء يحتفلون بها، ويقيمون حفلات وسهرات أقنعة وأزياء تنكرية.

ومنذ سنة 1950، توزع اللجنة الأميركية لدعم منظمة اليونسكو صناديق «هالاوين اليونسكو»، لجمع تبرعات للمنظمة الدولية، بدلا عن جمع الحلوى.

أصبح «هالاوين»، خلال العشرين سنة الماضية، مثل الكريسماس، مناسبة تجارية تزيد إغراء الناس لشراء حلوى وزينات وعلامات، ولإقامة حفلات وسهرات. وصرف الأميركيون، في السنة الماضية، ثلاثة بلايين دولار على هذه الأشياء.

وقال د. رتشارد لاكمان، أستاذ علم الاجتماع في جامعة نيويورك، إن «الرأسمالية الأميركية عرفت كيف تستغل أعياد الفرح وأعياد الخوف». ولاكمان ليس غريبا عن نقد الرأسمالية لأنه كتب كتاب «رأسماليون غصبا عنا» عن تاريخ الرأسمالية في أوروبا، ثم في أميركا. وأجرت جامعة أوهايو استفتاء عن أهمية «هالاوين» في الثقافة الأميركية، وقالت أغلبية الأميركيين إنها تراه مناسبة لإسعاد الأطفال، ولا تحلل معانيه التاريخية والفلسفية والدينية. قالت ذلك نسبة 73 في المائة. وقالت نسبة 20 في المائة إنها تتحفظ على معاني المناسبة، وعلى التركيز على الخوف والعنف. ومعظم هؤلاء وصفوا أنفسهم بأنهم «محافظون». وانتقدت المناسبة نسبة كبيرة من السود. لكن الذين اجروا الاستفتاء قالوا إن السبب ليس دينيا، ولكن لخطورة خروج الأولاد والبنات في شوارع المدن بعد غروب الشمس، خاصة في المناطق التي يسكن فيها السود، والتي تنتشر فيها الجرائم وتجارة المخدرات.

ولاحظ د. لاكمان أن هالاوين وصل حتى إلى اليابان، كجزء من الثقافة الأميركية. من دون أن يتمعن اليابانيون في معناه وخلفيته. ومن دون أن يتناقشوا إذا كان أصله ايرلنديا أو اسكتلنديا أو مسيحيا أو وثنيا. وقال: «اعتبروه، مثل شعوب كثيرة مولعة بالجانب المرح في الثقافة الأميركية، مجرد مرح أميركي، رغم الجماجم والهياكل والأكفان وتماثيل الموتى».