وجه التنمية في إدارة أوباما

راجيف شاه رجل أفكار بارع اخترع حلولا لمشكلات مستعصية مستعينا بالطب والاقتصاد والعلوم

راجيف شاه
TT

عايش قطاع التنمية حول العالم مرحلة مليئة بالتحديات فيها تقلبات كثيرة، من مواجهة شح الموارد مع الأزمة الاقتصادية العالمية إلى ربط التنمية بشكل متنامٍ مع سياسة خارجية معقدة للكثير من الدول. وربما لا يوجد مكان يجسد التساؤلات حول أساليب التنمية اليوم مثل الولايات المتحدة، فهناك مراجعة داخلية شاسعة حول التنمية من الجانبين التقني والسياسي في الولايات المتحدة بالإضافة إلى دور التنمية في العمليات العسكرية الأميركية وخاصة في أفغانستان. وبينما تدور النقاشات حول دور التنمية في السياسة وحول أفضل سبل تحسين معيشة المحتاجين في الدول النامية، برز وجه جديد على الساحة في واشنطن من المتوقع أن يغيرها بطريقته الخاصة على الرغم من أن التحديات أمامه جسيمة. فقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تعيين راجيف شاه مديرا للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس أيد) جلب شابا يحمل الكثير من الأفكار وخبرة غير قليلة في مجال التنمية إلى قلب عاصفة الجدال حول التنمية ودورها في السياسة الأميركية.

وشاه، المعروف بين المقربين له بـ«راج»، له قدرة على كسب التأييد لأفكار مبتكرة وجديدة خلال طبيعته المرحة والمتواضعة، التي جعلته يكسب الكثير من الأصدقاء ولكن في الوقت نفسه طرحه لأفكار مختلفة كثيرا ما يثير شكوك الأقطاب التقليدية في قطاع التنمية. وشاه الذي احتفل بعيد ميلاده الـ37 هذا الربيع أصبح من أصغر المديرين لوكالة التنمية الأميركية التي تكمل عامها الخمسين منذ إنشائها، العام المقبل. وأمامه مهام تطوير الوكالة الأميركية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية لتتناسب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.

وأصبح شاه المدير الـ16 لوكالة التنمية الدولية الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) 2009 عندما وافق مجلس الشيوخ الأميركي على ترشيحه لهذا المنصب. وتولى شاه، وهو ابن مهاجرين هاجرا من الهند إلى ولاية ميتشيغان الأميركية خلال الستينات من القرن الماضي، أرفع منصب تبوأه أميركي من أصول هندية في أي إدارة أميركية. وتاريخ شاه بين تجربة عائلته في الهند وعمله في القطاع الخاص لمدة طويلة قبل العمل الحكومي، يجعله مختلفا عن الكثير من الذين سبقوه في المناصب الرفيعة الأميركية.

وولد شاه عام 1973 في ميتشيغان حيث ترعرع ودرس في مدارسها الابتدائية والثانوية قبل أن يحصل على شهادته في الطب من جامعة بنسلفانيا وبعدها ماجستير بعلوم اقتصاد الصحة، من كلية «وارتون» العريقة في بنسلفانيا. ولم يكتف شاه بهذه الشهادات فحصل على دراسات عليا من جامعة ميتشيغان وكلية لندن للاقتصاد.

وخلفية عائلة شاه الهندية تركت أثرها عليه وجعلته مهتما بتحسين معيشة المحتاجين منذ الصغر. وبدأ شاه شهادته أمام مجلس الشيوخ الأميركي في واحد ديسمبر الماضي بالإشارة إلى هذه المسألة، قائلا: «كطفل صغير اصطحبني والداي، وكلاهما مهاجران من الهند، لزيارة وطنهما الأم». مضيفا: «أتذكر بوضوح أن عمي أصر على أن أرى مع أختي الواقع الكامل لتلك الدولة المتعددة الأوجه، ليس فقط المعالم التاريخية والمجتمعات المدنية النابضة بالحياة، بل أيضا الأحياء الفقيرة الشاسعة الذي كان وما زال يسكنها الملايين». وأوضح: «هذه التجربة المبكرة فتحت عيني لطبيعة المعاناة الإنسانية التي شهدتها ولم أنسها».

وكانت زيارة الهند نقطة انطلاق لتركيز شاه على التنمية. ومن خلال المزج بين الطب والاقتصاد والعلوم المرتبطة بالبنى التحتية لتنمية الصحة ومن خلالها تحسين معيشة الآخرين جعلت شاه يركز على هذا المجال في حياته العملية في مؤسسة «غيتس» التابعة لميليندا وبيل غيتس، المليونير الأميركي المؤسس لشركة «مايكروسوفت» الذي أصبح مشهورا بسبب عطائه بقدر شهرته التقنية. وقضى شاه 7 أعوام في المؤسسة التي أصبحت المؤسسة الخاصة الرائدة للتنمية على الصعيد العالمي. وخلال الأعوام السبعة، شغل شاه مناصب كثيرة في مؤسسة «غيتس»، منها مدير المؤسسة لـ«الفرص الاستراتيجية» وكنائب مدير السياسة والتمويل في برنامج الصحة العالمي للمؤسسة. ومن خلال تلك المناصب، طور شاه «برنامج التنمية العالمي» للمؤسسة، بالإضافة إلى إطلاقه مشروع «آلية التمويل الدولي للتلقيح» مما ساعد على جلب 5 مليارات من الأموال لتلقيح الأطفال في الدول الفقيرة.

وانتقل ذلك المشروع ليصبح «التحالف العالمي للتلقيح» (غافي) بمساعدة شاه ليصبح من أبرز المؤسسات العالمية لتشجيع التلقيح في أكثر من 70 دولة نامية وفقيرة. وهناك مساران محددان لعمل شاه في مؤسسة «غيتس»، أولهما العمل في مجال الصحة العالمية وخاصة التلقيح خلال السنوات الأولى من عمله، ومن ثم مسار التركيز على الزراعة والتنمية من خلال تطوير الزراعة لتمكين المزارع وتوفير الأمن الغذائي.

وتحدث المبعوث الخاص لـ«غافي» اليكس بالاكيوس لـ«الشرق الأوسط» عن عمله مع شاه لسنوات كثيرة، ليكشف جوانب كثيرة من شخصيته. وقال بالاكيوس: «بعد كل اجتماع مع راج، كنت دائما أفكر بأنه حقا موهوب، فهو ذكي ولديه كاريزما عالية ولكن في الوقت نفسه ملتزم ومهتم بمساعدة الآخرين، وهي تشكيلة نادرة». ولفت إلى أن شاه «رجل يدرس النظريات وراء عمل ناجح محدد ويفكر بكيفية نقل تلك النظريات إلى موقع مختلف»، مضيفا أن «راج يؤمن بإنجازات كبيرة من حيث تطبيق مبادئ من سوق العمل في حل تحديات التنمية».

وكثيرا ما يشير شاه إلى الدروس التي تعلمها خلال عمله في مؤسسة «غيتس»، وأبرزها وضع آليات سوق العمل لمواجهة تحديات الفقر والتنمية، وخاصة بعد النجاح الذي حققته المؤسسة في مجال التلقيح ورعاية صحة الأمهات. وقال شاه أمام مجلس الشيوخ: «حجم تحديات التنمية أحيانا تبدو وكأنه من غير الممكن التغلب عليها، ولكن تعلمت من مؤسسة غيتس ما يعرفه الكثيرون في (يو إس أيد)، النجاح ممكن». وأضاف: «لكن ذلك يتطلب استثمارات ذكية هادفة لتوليد نتائج حقيقية يمكن إدامتها ما دمنا نبني القدرة الحقيقية والشراكات ذات المنعة بالإضافة إلى الدمج بين التخطيط الاستراتيجي مع نتائج توفر الأموال».

وعلى الرغم من اهتمامه بالتنمية، لدى شاه أيضا خبرة في المجال السياسي ولديه اهتمام فيه، فقبل الانضمام إلى مؤسسة «غيتس»، كان شاه مستشار نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور للقضايا الصحية خلال خوض غور سباق الرئاسة عام 2000، كما أنه عمل كمستشار سياسي لفترة قصيرة في البرلمان البريطاني. إلا أن الفرق بين مؤسسة «غيتس» و«يو إس أيد» كبير، من حيث البيروقراطية من جهة والتداعيات السياسية من جهة أخرى لقراراته. وشرح بالاكيوس أن عمله مع شاه على «آلية التمويل الدولي للتلقيح»، «تطلب من شاه الجلوس مع مجموعات مختلفة وجلب الشخصيات للجلوس حول طاولة واحدة للتوصل إلى إجماع»، مشيرا إلى عمل شاه مع منظمات تابعة للأمم المتحدة «كانت بحاجة إلى طمأنته لها وتحديد آلية تريح المنظمات الدولية والحكومات والمانحين».

وعند الإعلان عن ترشيح شاه لمنصب مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «راج شاه قيادي في مجتمع التنمية، وهو مدير مبتكر ويركز على التوصل إلى النتائج، وهو شخص يفهم أهمية تزويد الناس حول العالم بالآليات التي يحتاجون إليها لرفع أنفسهم من الفقر وتحديد مصيرهم بأنفسهم». واعتبرت كلينتون أن كون شاه «طبيبا له خبرة، واقتصاديا في مجال الصحة، لدى شاه القدرات والخبرة لقيادة وكالة تنمية أميركية للقرن الحادي والعشرين»، لافتة إلى «سجله في تحقيق النتائج في القطاعين الخاص والعام وبناء الشراكات حول العالم، وخاصة في أفريقيا وآسيا وتنمية الحلول المبتكرة في الصحة العالمية والاقتصاد وتقديم الخدمات المالية للفقراء».

وبينما كان شاه متحمسا للعمل حول العالم وخاصة في آسيا وأفريقيا عند توليه منصبه كمدير لـ«يو إس أيد»، جاءت كارثة طبيعية لم يتوقعها أحد لتشغله منذ الأسابيع الأولى في المنصب وحتى اليوم. فأصبح شاه المسؤول الأميركي الأول عن معالجة تبعات زلزال هايتي الذي ضرب الجزيرة في 13 يناير (كانون الثاني) 2010. وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد وافق على ترشيح شاه في 24 ديسمبر 2009 لإدارة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وبينما قضى شاه عطلة رأس السنة مع عائلته، وهو متزوج ولديه طفلان، ساجان وامنا، كان يفكر بكيفية لتطبيق رؤيته حول التنمية التي تعتمد على بناء الشراكات مع قطاعات محلية مختلفة بدلا من فرض أفكار من الخارج على المحتاجين.

وكان يفكر شاه أيضا بأفضل سبل إدارة 6800 موظف يعملون بأكثر من 80 دولة حول العالم، بالإضافة إلى توسيع عمليات الوكالة الأميركية في آسيا وأفريقيا. إلا أن القدر جعل جزيرة هايتي محل اهتمامه وشغله الأولي بعد 3 أسابيع فقط من تنصيبه في منصبه. وحتى اليوم، تشكل هايتي وتنسيق جهود إعادة إعمارها أولوية لشاه. والأولوية الثانية لشاه هي تطوير الزراعة في أفغانستان كطريقة لتأمين البلاد واستقراره، إذ إن نحو 80 في المائة من أفغانستان أراض زراعية يعتمد أهاليها على الزراعة. إلا أن تطبيق شاه استراتيجية «يو إس أيد» في أفغانستان ليس سهلا، مع وزارات ودوائر أميركية عدة تتدخل في جهود الحرب والاستقرار في أفغانستان، على رأسها وزارة الدفاع.

والصراعات الحكومية الداخلية جديدة نسبيا على شاه، الذي انضم إلى إدارة أوباما صيف 2009. وعلى الرغم من أن شاه كان وكيلا لوزير الزراعة الأميركية للبحوث والتعليم والاقتصاد، بالإضافة إلى شغله منصب العالم الرئيسي في وزارة الزراعة الأميركية، فإنه كان في هذا المنصب لستة أشهر فقط قبل ترشيحه لإدارة «يو إس أيد». وأثيرت تساؤلات في واشنطن من بعض المشككين حول قدرته على إدارة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بميزانية تفوق 53 مليار دولار سنويا وبيروقراطية مهولة تشمل أكثر من 3500 شراكة مع شركات أميركية و300 مؤسسة طوعية.

إلا أن كلينتون قللت من أهمية تلك الشكوك عند ترشيح شاه، قائلة: «كوكيل وزير للبحوث والتعليم والاقتصاد وكالعالم الرئيسي في وزارة الزراعة، ترأس شاه أكثر من 10 آلاف موظف وأدار ميزانية فاقت 2.6 مليار دولار وعمل عن قرب مع الكونغرس ووزارة الخارجية والبيت الأبيض ومجتمع التنمية الدولية حول قضايا من الصحة والتغذية إلى الطاقة ومكافحة التغيير المناخي».

وعند ترشيحه لمنصب مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قال أوباما عن شاه: «راجيف يجلب أفكارا جديدة والتزاما وخلفية تثير الإعجاب وكلها ضرورية لقيادة (يو إس أيد) بينما تعمل لتحقيق هدفها المهم»، ووصف أوباما ذلك الهدف بأنه «دفع المصالح الأميركية من خلال تقوية علاقاتنا في الخارج».

ويذكر أن جدالا سياسيا طويلا دار قبل ترشيح شاه لمنصبه، مما ترك منصب مدير «يو إس أيد» شاغرا لأكثر من 10 أشهر. وكانت هناك انتقادات واسعة لإدارة أوباما لتأخرها في تسمية مرشح للمنصب، والكونغرس الذي عرقل ترشيح آخرين للمنصب بعد أن ترك المنصب شاغرا لفترة طويلة. إلا أن مجلس الشيوخ الأميركي وافق بالإجماع على شاه، في دلالة على قدرته على توحيد صفوف المختلفين. كما أن مراجعة خليفة شاه قبل توليه منصب وكيل الوزير جعله شخصية معروفة لدى الكونغرس والأوساط السياسية مما قلل من فرص التشكيك في قدراته وعجل مصادقة مجلس الشيوخ عليه.

وعلى الرغم من الاتفاق على تنصيب شاه في منصبه، فإن المعارك السياسية قائمة في واشنطن حول مستقبل «يو إس أيد». وما زال النقاش دائرا حول ما إذا كانت الوكالة ستزيد من استقلالها أم تكون تحت سيطرة وزارة الخارجية، وهو الأمر الذي تطالب به كلينتون التي تعتبر التنمية أحد الأركان الثلاثة الأساسية للسياسة الخارجية الأميركية بالإضافة إلى الدبلوماسية والدفاع.

وخلال تقديمه شهادته أمام مجلس الشيوخ الشتاء الماضي، قال شاه: «التحديات التي نواجهها اليوم كبيرة – من أفغانستان وباكستان إلى أزمة أمن الغذاء العالمية بينما يعاني مليار شخص على هذه الكرة الأرضية من المجاعة – بالإضافة إلى تعداد سكاني متنام ومعالجة أمراض تهدد الحياة ولكن من الممكن منعها». وكل هذه القضايا تشغل شاه في منصبه، إلا أن الحسابات السياسية أيضا لها تأثير على عمله. فبينما تعتبر كلينتون المديرة المباشرة لشاه، هناك صراعات داخلية حول مستقبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولة وعلى ملف التنمية بشكل عام في الحكومة الأميركية، من الميزانية المخصصة للوكالة إلى دور الوزارات الأخرى في هذا المجال.

ومن المبكر الحكم على شاه وما سيستطيع تحقيقه في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بعد 6 أشهر فقط من توليه منصبه. وبعد الأشهر الأولى الصعبة والتعامل مع زلزال هايتي الذي أخذ غالبية وقته، يستعد شاه لاستكشاف المزيد من الفرص لتطوير أفكاره وخاصة في مجال الزراعة. وأطلق شاه في 20 مايو (أيار) الماضي «هندسة جديدة للأمن الغذائي» من خلال «دليل غذاء المستقبل» الذي يعتمد على مكافحة الجوع وتأمين الغذاء، وهي استراتيجية جديدة لإدارة أوباما يتولى شاه قيادتها. واهتمام شاه بالتنمية الزراعية معروف، وكان قد أشرف على إطلاق «المعهد الوطني للغذاء والزراعة» خلال عمله في وزارة الزراعة الأميركية. ومهمة المعهد الجديد ابتكار أفكار وأساليب جديدة لتطوير الزراعة وتوفير الغذاء حول العالم، والمزج بين البحوث والاقتصاد والزراعة في المعهد يعكس طريقة تفكير شاه حول التنمية والزراعة.

وألقى شاه أول من أمس خطابا حول هذه القضية، قائلا إن «الأسلوب المحدد والاستراتيجية للاستثمار في تنمية المنتجات جزء أساسي لمعالجة الأمور بشكل مختلف». وهذه المعالجة المختلفة والاستراتيجية تجعل شاه اليوم من الرياديين في إدارة أوباما، من الاستثمار بالزراعة في أفغانستان كأولوية إلى حماية الأمن الغذائي تحسبا لحروب مستقبلية على المصادر الطبيعية من المياه والحبوب. وقال شاه: «الوقت حان لاستغلال فرص إعادة تحديد النظام العالمي لضمان استغلال كل التقنيات المتاحة في الولايات المتحدة وفي أجزاء أخرى حول العالم لتوفيرها إلى الجاليات الزراعية الصغيرة بطريقة تحترمهم وتتفهم احتياجاتهم». وبعد أن أعلن أوباما الصيف الماضي تخصيص 3.5 مليار دولار للتنمية الزراعية والأمن الغذائي على مدار 3 سنوات، هناك فرصة سانحة لشاه ليحقق رؤيته للأمن الغذائي وجعل الزراعة ركنا أساسيا من استراتيجية التنمية في البلاد.

وبناء على قدراته المهنية ودراساته الواسعة، بالإضافة إلى تطلعاته الواسعة على النطاق العالمي، اختار «منتدى الاقتصاد العالمي» شاه ليصبح ضمن مجموعة «القيادات العالمية الشابة» عام 2007. ومن خلال هذا الترشيح، مد شاه جسورا وعلاقات واسعة مع شباب دون سن الأربعين عاما في مناصب قيادية لدول مختلفة حول العالم. ويقول ماثيو بيشوب، وهو أيضا من «القيادات العالمية الشابة» ومؤلف كتاب «فيلانثرو كابيتاليزم» (رأسمالية العطاء) إن طبيعة شاه تجعله يكسب المعجبين بسرعة. وشرح بيشوب أن «راج إنسان يثير الإعجاب، فهو مفكر حقيقي ويقضي الكثير من الوقت والطاقة على التفكير المعمق في القضايا، ولكن في الوقت نفسه لا يتباهى، بل يجد الآخرون من السهل التعامل معه». وأضاف: «أحيانا البعض يسيء تقييم راج بسبب عمره وشخصيته البسيطة، ولكن سرعان ما يكتشفون خطأهم». وستشهد الأشهر المقبلة تحديا لشاه لتحديد مستقبل الوكالة الأميركية، وإذا كان سيشكل قوة أكبر من المتوقع في فرض استقلال الوكالة.

وتشكل استراتيجية «دليل غذاء المستقبل» اختبارا أوليا لقدرات شاه على إنجاح رؤيته ورؤية أوباما، إذ إن البرنامج جديد، وستكون بصمة شاه عليه في حال نجاحه أو فشله. وحذر بيشوب من أن «هناك شخصيات من الحرس القديم في (يو إس أيد) تشكك في الطرق الجديدة التي يدعمها شاه، وتغير مسار سفينة الوكالة الدولية الثقيلة سيكون تحديا لشاه خاصة مع توليه ملفات معقدة وصعبة مثل التنمية في هايتي وأفغانستان اللتين تشغلانه كثيرا». ولكنه أردف قائلا: «راج هو رجل أفكار، ومن براعته اخترع حلولا لمشكلات مستعصية، ومن الواضح أن أوباما أراد عقل راج ليكون من بين العقول المفكرة في خلطة الإدارة الحالية لدفع التغيير».