عملاق «الأدغال»

مانوت بول أطول لاعب كرة سلة ناضل في سبيل جنوب السودان

TT

توفي الأسبوع الماضي في مستشفى جامعة فرجينيا مانوت بول، لاعب كرة السلة الأميركي السوداني، الذي كان من أطول اللاعبين. وأيضا أسهم في تقديم مساعدات لمواطنيه في جنوب السودان، ولفترة اشترك في العمل السياسي خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وكان عاد قريبا من السودان، ثم دخل المستشفى بسبب مرض في الكلي، وكان عمره 47 سنة.

وقال توم بريشارد، رئيس منظمة «سودان صنرايز» الخيرية التي تقدم مساعدات إلى السودان، وكان بول يتعاون معها: «فقد السودان والعالم بطلا ومثالا لنا كلنا».

في سنة 1985، عندما اختار فريق «بوليتز» لكرة السلة في واشنطن العاصمة، بول، أثار الاهتمام بسبب طوله (سبعة أقدام ونصف قدم). لعب بول عشر سنوات، وتنقل بين أربع فرق. وبسبب طول قامته، تخصص في حماية سلة فريقه. وخلال أول سنة له، استطاع إفشال أربعمائة تصويب نحو سلة فريقه. وبسبب خلفيته الغريبة، أثار اهتمام الأميركيين لأنه ابن سلطان من سلاطين قبيلة الدينكا، وقال إنه قبل أن يصير لاعب كرة سلة، كان يصطاد الأسود بحراب، ومرة اصطاد واحدا هاجم أبقارا كان يرعاها وهو صغير.

كان بول متأكدا من معنى «مانوت»: «عطف خاص» في لغة الدينما، وذلك لأن والدته لم تكن تستطيع إنجاب أطفال أحياء رغم أنها حملت مرات كثيرة. لكن، لم يكن بول متأكدا من مكان وتاريخ ميلاده. خاصة أنه لم يكن يملك شهادة ميلاد. وبعد سنوات من التأرجح، صار يقول إنه ولد في غوغريال في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان. وفي سنة 1962. وعندما جاء إلى الولايات المتحدة، وكان لا بد أن يشير إلى يوم وشهر ميلاده، كتب اليوم الأول من يناير (كانون الثاني). وبعد فتره غيره إلى 16 أكتوبر (تشرين الأول).

كان هذا شيئا مثيرا بالنسبة للصحافيين الأميركيين الذين قابلوه بعد أن بدأ يشتهر. وركز الصحافيون على قصصه وذكريات طفولته في الأحراش ومع الحيوانات الأليفة والمفترسة، وطول قامته ونحافة جسمه، وعلى نكاته الغريبة، وتصرفات كانت غريبة على الأميركيين.

مرة، سأله صحافي من «نيويورك تايمز» عن سر طول قامته، فقال: «يبلغ طولي ستة أقدام ونصف قدم. لكن، كان جدي أطول، كان سبعة أقدام وعشرة بوصات. وكان طول والدتي سبعة أقدام تقريبا. وكان طول والدي أيضا سبعة أقدام تقريبا».

لم يدخل بول مدرسة في السودان. واستمر يرعى الأبقار حتى بلغ خمس عشرة سنة. في ذلك الوقت، وحسب تقاليد قبيلة الدينكا، نزعت طبيبة شعبية أسنانا أماميه من فمه، وبسكين رسمت علامات قبلية على جبهته. وهكذا، بعد أن بلغ سن الرشد، قرر أن يترك رعي الأبقار، ويسافر إلى الخرطوم. وهناك اقترح عليه أصدقاؤه وأقرباؤه أن يلتحق، بسبب طول قامته، بناد محلي لكرة السلة.

في سنة 1978، سافر مدرب في كرة السلة من جامعة ديكنسون (في ولاية نيوجيرسي، ولها فروع في ولايات ودول أخرى) إلى أفريقيا بحثا عن لاعبين لكرة السلة. وفي الخرطوم، شاهد بول يلعب مع فريق كرة سلة محلي. وأقنعه ليأتي إلى الولايات المتحدة، وينضم إلى فريق الجامعة. وبعد سنتين في الجامعة، لفت أنظار فرق كرة السلة للمحترفين.

وبقدر ما كان لعبه سهلا في الجامعة، واجه مشاكل عندما دخل أندية الاحتراف بداية من سنة 1983: أولا: بعد أن تعاقد مع فريق «كليبرز» في سان دييغو (ولاية كاليفورنيا)، واجهته مشاكل بسبب قلة خبرته المهنية، وعدم دخوله جامعة لأنه كان ينافس خريجي جامعات.

ثانيا: بعد أن انتقل إلى جامعة كليفلاند ستيت (ولاية أوهايو) ليلعب، وليحصل على شهادة جامعية، واجهته مشاكل بسبب ضعف لغته الإنجليزية. وزاد الطين بلة عندما كشفت صحيفة في كليفلاند أن الجامعة قبلته بدون أن يستوفي شروط القبول. وتدخل اتحاد كرة السلة للجامعات، وعاقب الجامعة ماليا، وحرمها من المنافسات الجامعية لسنتين.

ثالثا: بعد أن انتقل إلى جامعة بريدجبوت (ولاية كونيتيكات) ليلعب ويدرس. واعتقد أنها ستكون أسهل من جامعة كليفلاند ستيت، واجهته مشاكل بسبب ضعف لغته الإنجليزية (رغم أن كلامه كان أفضل من كتابته).

ولم يقدر على الحصول على شهادة جامعية، وبدأ يلعب مع أندية محترفين، لعشر سنوات، لعب خلالها في ثلاث أندية: نادي «بوليتز» (واشنطن العاصمة) لثلاث سنوات. وبسبب طول قامته، حقق رقما قياسيا في منع الكرة من دخول سلة فريقه (أربعمائة مرة خلال ثلاث سنوات).

ثم في نادي «ووريارز» (ولاية كاليفورنيا) لسنتين. ولأول مرة، بدأ يسجل أهدافا كثيرة، ولا يكتفي بمنع تسجيل الأهداف. وانتقل بعدها إلى نادي «سفتي سكسرز» في فيلادلفيا، (ولاية بنسلفانيا) لثلاث سنوات. لكن هناك وحسب الإحصائيات الدقيقة التي تسجلها الفرق الرياضية الأميركية لكل لاعب، بدأت أرقام أهدافه تهبط. ثم انتقل إلى نادي «هيت» في ميامي (ولاية فلوريدا). خلال سنة واحدة لعبها هناك، صار واضحا أن مستواه انخفض. وحسب الإحصائيات، في مباراة واحدة سجل هدفين فقط، وأوقف تسجيل ستة أهداف فقط.

بعد ذلك، بدأ يتنقل من ناد إلى ناد. وأحيانا، كان يطلب منه ألا يلعب، بل يساعد غيره على اللعب. وأحيانا، كان متفرجون يتندرون عليه، خاصة عندما يقف أسفل السلة وينتظر كرات ليمنعها من دخول السلة. وفي سنة 1994، أصيب بتفكك في عصب قدمه بينما كان يلعب، وأعلن الأطباء أنه لن يقدر على العودة إلى منافسات اتحاد كرة السلة الأميركي (إن بي إيه). وقضى السنوات التالية يلعب في فرق غير منتظمة أو غير محترفه. ثم سافر إلى إيطاليا ولعب هناك لفترة، ثم سافر إلى قطر ولعب هناك لفترة.

وفي سنة 1998، توقف لعبه المنتظم بسبب عصب قدمه، وبسبب روماتيزم أصيب به. وعاد إلى السودان، حيث بدأ يعمل في الدفاع عن حقوق الجنوبيين خلال الحرب الأهلية. هناك، زادت مشاكله الصحية والسياسية. صحيا، بالإضافة عصب قدمه والروماتيزم، أصيب في حادث سيارة كسر رقبته، عندما صدمته سيارة تاكسي كان فيها حاجز حديدي وتدحرجت وانقلبت. وفي وقت لاحق، أصيب بمرض «ستيفن جونسن» الجلدي (يدمر خلايا الجلد ويسبب الموت). ثم بمرض في الكلى جعله يعود إلى مستشفى أميركي حيث توفي.

قبل وفاته بسنوات قليلة، وبينما كان في الولايات المتحدة في زيارة قصيرة، زاره مراسل وكالة «أسوشييتد برس»، وكتب عن التحول الكبير في حياته: من ثروة ملايين الدولارات إلى الاعتماد على مساعدات حكومية، ومن الشهرة إلى النسيان، ومن الجسم الرياضي المكتمل إلى جسم لا يكاد يتحرك. وكتب المراسل: «ذهب كل شيء، وبقي طول قامته. ذهب أثاث فاخر في فيلا كان يسكن فيها قبل عشر سنوات، ورأيته الآن في شقة ليس فيها أثاث يذكر. عطفت عليه مؤسسة خيرية كاثوليكية، وتتولى دفع إيجار الشقة». وقال للصحافي في يقين واضح: «الله أعطاني، والله أخذ مني».

وعن مشاكل واجهها في الولايات المتحدة، اشتكى من صيحات «نيغر» (عبد) من مشجعي فرق كان يلعب ضدها. لكنه قال إنه تعود على مثل هذه الإساءات، رغم أنه، في أول سنة له في الولايات المتحدة، كاد يعود إلى السودان بسبب إساءات ونكات تعرض لها بسبب طول قامته وبسبب لونه. وقال: «مرة، حملت حقيبتي في طريقي إلى المطار لأعود إلى السودان، لكن أصدقاء ضغطوا عليّ وغيرت رأيي».

وقال إنه قرأ في صحف أميركية آراء زملائه في فريق كرة السلة فيه، وقولهم إنهم معجبون بالنكات التي يقولها. لكنه لم يفهم هل كانوا يضحكون على نكاته لأنها تستحق الضحك، أم كانوا يضحكون لعدم فهمهم النكات ولطريقة كلامه ولتصرفاته الغريبة عليهم.

وعن أحسن سنواته، قال عندما كان يتقاضي مليونا ونصف مليون دولار في السنة (مائة ألف دولار شهريا تقريبا). وكانت عنده فيلا في واشنطن وشقة في القاهرة ومنزلا في السودان. وكان عنده مطعم للمأكولات السودانية (كلفه نصف مليون دولار، وأفلس). وكان يظهر في التلفزيون في إعلانات لأحذية «نايكي» وكاميرات «كوداك» وسيارات «تايوتا». وقال: «لكن، رغم ذلك، أحسست أنني غريب في أميركا». وقال: «كان قلبي في السودان وجسمي في أميركا».

ويبدو أن مشاكله العنصرية أثرت عليه. كان يشتكي للصحافيين من مشاكل عنصرية ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن، أيضا، في السودان. وفي مقابلة مع مجلة «واشنطن بوست ماغازين»، قال إن «الشماليين العرب المسلمين» ينادونه «عبد». واشتكى من التفرقة ضده في السودان، ومن الحرب الأهلية في الجنوب والتي قال إن الشماليين يريدون بها «استعمار الجنوب».

بدأت نشاطات بول السياسية قبل وبعد أن ترك اللعب المحترف في أندية أميركية. بدأ بمساعدة قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها، وقبائل جنوبية أخرى عندما كانت الحرب الأهلية مستمرة في السودان بين الشمال والجنوب. حتى قبل أن يستفحل تمرد الحركة الشعبية في السودان، كان بول حريصا على أن يزور السودان كل سنة. وحتى بعد أن تطور نشاط الحركة الشعبية، مع مجيء عمر البشير إلى الحكم في سنة 1989، لم يكن بول يركز على الجانب السياسي والقتالي بقدر ما كان يركز على الجانب الإنساني. وصار، كل سنة يذهب فيها إلى السودان، يقدم مساعدات للاجئين الجنوبيين، خاصة الذين تدفقوا، بسبب الحرب في الجنوب، إلى الشمال، وعسكروا في مخيمات بالقرب من مدينة الخرطوم.

وتدريجيا، بدأ يشترك في النشاط السياسي للحركة الشعبية. وقال لصحافي «أسوشييتد برس» إن أقارب وأصدقاء له كانوا في قيادة الحركة. وسأل: «كيف لا أساعد إخواني وأصدقائي؟» وحسب تقرير في صحيفة «واشنطن بوست» سنة 1997، صار بول من قادة الحركة الشعبية في الولايات المتحدة. ومن الذين يقابلون أعضاء الكونغرس دفاعا عن حقوق الجنوبيين، ومعارضة للحكومة العسكرية الإسلامية في السودان. وأيضا، قاد مظاهرات ضد البشير في شوارع واشنطن، واشترك في مظاهرات أمام السفارة السودانية في واشنطن.

في ذلك الوقت، حسب تصريحاته الصحافية، عندما انشقت الحركة الشعبية، ووافق جناح منها على التعاون مع حكومة البشير، انضم بول إلى هذا الجناح. واشترك في مفاوضات في نيروبي، في كينيا، مع ممثلين لحكومة البشير. لكنه اشتكى بأن جنوبيين لم يتفقوا معه اتهموه بالخيانة. ورد: «كنت مع السلام، وهم قالوا أنني خائن».

ويبدو أنه، وهو الرياضي الذي قضى سنوات كثيرة في أميركا، لم يقدر على فهم المناورات السياسية سواء وسط الشماليين أو وسط الجنوبيين. وعن ذلك قال: «شعرت بأن السياسيين يريدون أن يستغلوا اسمي. وأنا ما كنت أريد غير أن أساعد اللاجئين». وقال إنه في ذلك الوقت (قبل سنوات من اتفاقية السلام سنة 2005) كان يتأرجح بين الأمل في السلام بين الشمال والجنوب وبين اليأس. ثم توقع حربا أهلية لا نهاية لها.

وفي مقابلة «أسوشييتد برس»، قال إن الأمن السوداني اعتقله بسبب مساعدته للحركة الشعبية. وأيضا، في سنة 1998، عندما ضربت صواريخ أميركية مصنع أدوية في الخرطوم حسب أوامر من الرئيس كلينتون الذي قال حينها إن المصنع له صلة بالإرهاب والإرهابيين. في ذلك الوقت، قال إن الأمن السوداني اعتقله بتهمة التجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وأنه أرسل معلومات إلى الأميركيين عن المصنع، وموقعه. لكنه قال إنه لم يكن يعرف أي شيء عن المصنع، وفوجئ بقصف الصواريخ، وكان في الخرطوم في ذلك الوقت، وقال إنه شاهد الصواريخ تهبط على المصنع وتدمره.

ومثلما تضرر بول من السياسيين الشماليين والجنوبيين على السواء، تضرر من الحكومتين السودانية والأميركية. وخاصة بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001. وقال، لأنه يحمل جواز سفر سودانيا، واجه مشاكل في الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، واجه مشاكل في الحصول على تأشيرة خروج من السودان. وقال إنه، مرة، سار في مظاهرة إلى مكتب الهجرة والجوازات في الخرطوم، طالبا تأشيرة خروج.

وعندما حصل عليها، كانت أمواله نفدت. (بالإضافة إلى زوجتيه وأولاده وبناته، كان يعول عائلة فيها أكثر من عشرين شخصا). وقال إن أصدقاء في الولايات المتحدة تبرعوا له ولزوجته الثانية وأولادهما بتذاكر من القاهرة إلى نيويورك. وقال إنه عندما ذهب إلى القاهرة مع عائلته الكبيرة، وقدم جوازات سفر سودانية إلى السفارة الأميركية هناك، رفضت منحهم تأشيرة دخول عادية (بسبب إفلاسه)، ومنحتهم تأشيرات دخول كلاجئين.

بعد سنوات قليلة في الولايات المتحدة، وحسب مقابلة مع مجلة «سبورتز أليستريتيد» (الرياضة المصورة)، قال إن علاقته مع حكومة البشير تحسنت. وإن البشير عرض عليه، كجزء من المصالحة مع الجنوبيين، أن يكون وزيرا للرياضة. لكن، اشترط عليه أن يترك المسيحية ويعتنق الإسلام. وقال إن البشير انتقده لأنه كان يؤيد الحركة الشعبية لتحرير السودان في الولايات المتحدة، وكان يتعاون «مع أعداء السودان، ويقصد الكنائس المسيحية الأميركية». لكنه دافع عن تعاونه مع الكنائس المسيحية، وقال إن السبب هو اضطهاد حكومة البشير العسكرية الإسلامية للمسيحيين والوثنيين في الجنوب.

خلال زياراته إلى السودان، تزوج أول مرة سنة 1986 من آتون (18 سنة) وكانت لاجئة في معسكر لاجئين. وأحضرها إلى الولايات المتحدة وأنجبت له أربعة من الأولاد والبنات. لكنه طلقها، وتركها في الولايات المتحدة، وعاد إلى السودان وتزوج مرة ثانية سنة 1997 من أجوك (21 سنة). وكان يعرف والدها وهو من قادة الحركة الشعبية. ودفع لها مهرا مائة وخمسين بقرة. وأيضا أحضرها إلى الولايات المتحدة، وأنجبت له مانوت بول مانوت، وآخرين. ونشرت صحف أميركية صورا من جنوب السودان له عندما خطب زوجته، وللأبقار التي دفعها مهرا، ولتقاليد قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها.

ومن الطرائف التي رويت عنه:

بالإضافة إلى طوله، كان نحيفا. ومرة تندر مدرب فريق كرة السلة في دالاس (ولاية تكساس) المنافس لفريق واشنطن بأن بول، إذا واجه لاعبا عملاقا من لاعبيه «سوف يتكسر مثل الجندب، يدا هنا، ورجلا هناك».

وعندما كان يلعب مع فريق كاليفورنيا، صار أضحوكة لأنه، عندما يخطئ، كان يقول «ماي باد»، وكان يجب أن يقول «ماي فولت» (الذنب ذنبي). لكن، انتشرت عبارة «ماي باد» وصار أميركيون يستعملونها تندرا في حياتهم اليومية.

وعندما كان يلعب مع فريق واشنطن، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» صورة له يجلس في المقعد الخلفي لسيارة بدون مقعد أمامي، وصممت ليقدر على قيادتها وهو جالس في المقعد الخلفي.

وعندما بدأ اللعب أول مرة، مع فريق كاليفورنيا، حاول منع كرة من دخول السلة، لكنه ضرب أسنانه بالشبكة وفقد ثلاث أسنان. وفي كل مرة، كان الإعلام الأميركي يتندر عليه، أو ينشر أخباره في إثارة. لكن، أيضا، غطى الإعلام الأميركي نشاطاته الإنسانية والسياسية لخدمة الجنوبيين في السودان.