حلفاء إيران اللبنانيون.. «أصحاب البيت»

زوار دائمون ينزلون في مضافات خاصة وبعضهم يمتلك منازل هناك

TT

لا يوجد في إيران لاجئون لبنانيون، ربما بضعة «ضيوف» يأتون ويذهبون عندما تفرض عليهم ظروفهم القدوم أو الذهاب. فحلفاء إيران في لبنان، هم «أصحاب البيت» في طهران. حركتهم وإقامتهم ورحيلهم – كما مجيئهم – أمور عادية. أما في لبنان فحلفاؤها في موقع القوة التي تسمح لهم بالتحرك ضمن إطار واسع من الحرية.

ونظرا لطبيعة العلاقة «العضوية» بين إيران وحزب الله، فإن قيادات الحزب هم من الزوار الدائمين، وهؤلاء عندما يحلون ضيوفا على «بلادهم» لا يستعملون الفنادق، بل مضافات خاصة توجد في مشهد وطهران وأصفهان، حيث يقيم هؤلاء بحراسة إيرانية مشددة. وبعض هؤلاء يمتلكون بيوتا لهم في إيران، كما كانت حال القيادي البارز في الحزب، عماد مغنية، الذي كان من الزوار الدائمين للعاصمة الإيرانية، يتجول في شوارعها، ويتبضع في أسواقها، ويتسكع في فنادقها.

وقد حل عماد مغنية وفريقه الذي شارك في اختطاف طائرة «تي دبليو إيه» الأميركية، ضيوفا على طهران لفترة لا بأس بها بعد انتهاء عملية الخطف، قبل أن يعودوا إلى لبنان ويقيموا فيه بشكل دائم. ويتردد أن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يقيم بالفعل لفترات طويلة في العاصمة الإيرانية، خصوصا عند ساعات الخطر الشديد.

ومن ضيوف إيران اللبنانيين، أنيس النقاش، القيادي البارز في جماعة «كارلوس». وقد قبض على كارلوس في فرنسا وأودع السجن لدوره في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق، شهبور بختيار، في باريس. ولم يجد النقاش من يتمسك به بعد سحب جنسيته اللبنانية، إلا إيران التي أعطته جنسيتها، وأجرت صفقة مع فرنسا تم بموجبها الإفراج عنه وإعادته إلى طهران، حيث أقام هناك فترة لا بأس بها، قبل أن يستعيد جنسيته ومكانته اللبنانية.

وفي العام الماضي، أفرجت السلطات الأذرية عن لبنانيين اتهما بمحاولة تفجير السفارة الإسرائيلية في باكو انتقاما لمغنية، وقد أتى الإفراج عن هؤلاء بعد منحهم الجنسية الإيرانية، وانتقلوا إلى بلادهم لـ«تمضية الفترة المتبقية من عقوباتهم» بعد إفراج إيران عن باحث أذري اتهم بالتجسس في إيران.