مسؤول الملف الخارجي للجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»: جميع الإسلاميين المصريين سيعودون من إيران لوطنهم قبل نهاية هذا العام

قال إن عددهم وصل إلى 150 وكانوا محتجزين داخل أسوار وكل منهم يحصل على ألف دولار شهريا

TT

قال الشيخ محمد ياسين مسؤول الملف الخارجي للجماعات الإسلامية المصرية إن من أبرز الأسماء التي خرجت من إيران وتوجهت إلى مصر في الفترة الأخيرة حسين شميط الذي وصل لمصر بالفعل منذ ثلاثة أيام بصحبة زوجته الجزائرية وأطفاله الأربعة، وأضاف أن شميط أحد المساهمين الرئيسيين في محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا، ومحكوم عليه بالسجن خمس سنوات في مصر في إحدى القضايا، أما بالنسبة لقضية محاولة اغتيال مبارك فإن التحقيقات محفوظة فيها، وكانت أقرب لتحقيقات سياسية أمنية ولكن ليست قانونية، لأن المحكمة تمت في أديس أبابا، وحكم على البعض وكلهم مصريون بالإعدام هناك، وما زالوا موجودين في أديس أبابا وبصدد العمل على الإفراج عنهم أيضا.

وشميط الآن وصل إلى محافظة أسيوط للعرض على النيابة بشأن القضية المحكوم عليه فيها بخمس سنوات فقط.

وبالنسبة لمحمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الأسبق أنور السادات يقول الشيخ ياسين إنه اختار باكستان ولكنه مرض على الحدود حيث يعاني من جراء عملية صمام في القلب، وإنه لهذا السبب رجع إلى طهران للعلاج. وبعد ذلك قامت إيران بترحيله إلى تركيا لمدة ثلاثة أيام، لكن أعادوه إلى طهران مرة أخرى وأبلغوه أن السفير المصري في طهران سيلتقيه. وعن الوقت الذي يمكن أن يعود فيه الإسلامبولي إلى مصر قال الشيخ ياسين: سيرجع إلى مصر وجهزوا بعض متعلقات عودته إلى مصر لكنه حتى هذه اللحظة موجود في طهران. ومتوقع أن يعود إلى مصر بين لحظة وأخرى، لأنهم في مصر أغلقوا الملف لأسباب سياسية وأمنية، وأصبح الإسلاميون الذين كانوا في أفغانستان ورقة غير ضاغطة على مصر بالنسبة لإيران، التي أصبحت تسعى لتحسين العلاقات مع مصر بعد ثورة 25 يناير. وعن شخصية الإسلامي محمد إبراهيم الصغير (أبو عبد الله المهاجر) الذي كان محتجزا في إيران، فقال الشيخ ياسين إنه أفرج عنه، ووصل إلى تركيا و.. «اتصل بي وعملنا له اتصالات مع وزارة الخارجية والحمد لله عاد منذ نحو أسبوع وهو الآن في بورسعيد مع زوجته الأردنية وأطفاله الثلاثة. وليست عليه أحكام في مصر». وعما إذا كان أبو عبد الله المهاجر عاد من إيران بشكل رسمي أم هرب؟ قال الشيخ ياسين إن إيران أبلغته بأنه ينبغي أن يغادر إيران خلال أيام، و.. «اتصل بي من إيران وأبلغته أن يذهب إلى تركيا لأن السفارة المصرية في تركيا متعاونة وجيدة، وبالفعل ذهب إلى السفارة وتم إعداد وثائق سفر له وعاد هو وزوجته واستقبلته في المطار وكان عنده قضية أو بمعنى أصح محضر قديم في بورسعيد ضده وضد أيمن الظواهري وغيرهما، وتم إطلاق سراحه من نيابة أمن الدولة والمحضر حفظ في بورسعيد». وعن الطريقة التي كان يعيش بها الإسلاميون المصريون في إيران، وعما إذا كانوا مثلا في أماكن مدنية لكنها تحت الحراسة أم في سجون أم في أماكن تابعة للدولة؟ قال الشيخ ياسين: كانوا تحت الإقامة الجبرية في منازل تشبه السجون.. عبارة عن بيوت أو فيلات محاطة بسور خارجي ضخم ويوجدون فيها مع أسرهم وكل أسرة تخرج لقضاء حاجتها مرة كل أسبوع وعانوا معاناة شديدة للأسف. وعن عدد الإسلاميين المصريين في إيران حتى السنة الأخيرة، أضاف الشيخ ياسين أن عدد الرجال فقط كان نحو خمسة وعشرين أخ من الجماعة الإسلامية والجهاد حتى العام الماضي، بينما كان العدد من قبل كان أكبر.. «كان يصل لنحو 150 رجلا في العامين الأخيرين وكان هناك نساء كثر». وعن الوجهة التي ربما يكون الـ150 قد ذهبوا إليها في العامين الأخيرين؟ قال الشيخ ياسين إن نحو خمسين منهم عادوا لمصر وبعضهم آثر العودة إلى أفغانستان للأسف لكنه قتل.. وبعضهم عاد إلى باكستان و.. «قتل عدد منهم لكن ما زال بقية منهم يعني نحو 100 ما زالوا موجودين في أفغانستان وباكستان». ومن أين كانت تجري عملية الإنفاق على الإسلاميين المصريين أثناء وجودهم في إيران؟ قال الشيخ ياسين: «كانت من القاعدة وبعض الباكستانيين والأفغان، كانوا يساعدونهم حتى وهم داخل إيران، ولكن إيران كانت تصرف لهم مرتبات أسبوعية بما يساوي نحو ألف دولار في الشهر. وكانت إيران تمنهم من الاتصال بالعالم الخارجي».

وعن الكيفية التي كانت تتم بها عملية وصول المساعدات من «القاعدة» ومن الباكستانيين والأفغان للمصريين في إيران، قال الشيخ ياسين إنها كانت تتم عبر إرسال المعونات عن طريق أشخاص آخرين (وسطاء).

لكن ما الحكمة في أن الإسلاميين المصريين كانوا يلجأون لإيران؟ أوضح الشيخ ياسين: لأن إيران كانت المفر الوحيد خاصة بعد الغزو الأميركي لأفغانستان. وأضاف: «لكن إيران استغلت هذا الحدث سياسيا للضغط على مصر وعلى أميركا واللعب بهذه الورقة». وعن أهم أسماء الإسلاميين المصريين الذين خرجوا من إيران إلى باكستان وأفغانستان في الفترة الأخيرة، قال الشيخ ياسين إن من أهم هذه الأسماء، ثروت صلاح شحاتة أبو السمح من الجهاد، وهو محكوم عليه في مصر بالإعدام، ويوجد أيضا اسم سيف الدين ابن الشيخ عمر عبد الرحمن وليس عليه شيء من القضايا في مصر، وأحمد صلاح الأنصاري من الجماعة الإسلامية في أفغانستان ولكن منتظر عودته قريبا وليس عليه أي شيء قانوني ولا أمني.. أما أسامة حسن فمن الجماعة الإسلامية لكنه قتل في أفغانستان منذ نحو ثمانية أشهر أو تسعة أشهر في غارة أميركية، وعادت زوجته وابنته وولده إلى مصر.

وعن المساعي لعودة هؤلاء الإسلاميين المصريين، قال الشيخ ياسين: عندنا أكثر من طريقة، نقوم بالاتصال المباشر بهؤلاء والاتصال بالمجلس العسكري «الحاكم» ووزارة الداخلية المصرية لتسهيل عودتهم، مشيرا إلى أن هذه الطريقة تثمر فعلا وتأتي بنتائج ملموسة. و.. «أتوقع أن ينتهي هذا الملف ويعود جميع (الإسلاميين) المصريين لوطنهم قبل نهاية هذا العام بعد أن تغير الوضع في مصر».

وعن أهم المشكلات التي قد تعرقل عودة هؤلاء المصريين قال: «أوراق تحقيق الشخصية هي أكبر مشكلة، لكن نحن بصدد استخراج شهادات الميلاد وباقي الأوراق لحل المشكلة».