حرب الرسائل بين واشنطن وإيران

خلال 60 عاما تبادل قادة البلدين العديد من الرسائل لكن البعض اعتبرها حوار طرشان

TT

في الأسبوع الماضي، رفض جاي غارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن يتحدث عن تفاصيل رسالة بعثها الرئيس باراك أوباما إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، راميا الكرة في ملعب الإيرانيين بقوله، «إذا كان الإيرانيون جادين في استئناف المفاوضات (النووية)، عليهم الرد على ما جاء في الرسالة.. وإذا جاءنا رد إيجابي، سوف يكون ممكنا للإيرانيين العودة إلى المجتمع الدولي، وسيكون ممكنا إنهاء عزلتهم الدولية».

وتقول مصادر أميركية إن أوباما عرض على الإيرانيين في رسالته الأخيرة «فتح صفحة جديدة»، وتخفيف التوتر في مضيق هرمز. وإن الأميركيين يخشون أن تتطور المواجهة بين الأسطولين الأميركي والإيراني إلى حرب، ليس لأنهم سيخطئون حساباتهم، ولكن لأن الإيرانيين هم الذين سيفعلون ذلك، تهورا، أو غضبا، أو جهلا.

ورغم أن خامنئي لم يرد، حتى الآن، على رسالة أوباما، فإن صحيفة «كيهان»، المقربة منه نقلت إشادات بأوباما وأنه «يريد تحسين صورته أمام المرشد الأعلى».

فرسالة أوباما، ليست الأولى من رئيس أميركي إلى مسؤول إيراني رفيع.. وليس أول رسالة من قادة إيرانيين إلى نظرائهم الأميركيين.. فتاريخ العلاقات الحديثة بين البلدين مليء بالرسائل المتبادلة بين واشنطن وطهران. وخلال ستين عاما، فهذه الخطابات وفي نظر مراقبين لا تتعدى حوارا بين طرشان.

هاري ترومان

* في سنة 1951، عمت إيران مظاهرات دموية ضد سيطرة البريطانيين على البلاد. وذلك لأن البريطانيين كانوا وعدوا بالرحيل من إيران بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ولم يرحلوا. ولأن محمد رضا بهلوي، شاه إيران، كان صديقا مطيعا لهم. ولأن شركة النفط البريطانية الإيرانية كانت تسيطر سيطرة كاملة على كل نفط إيران.

وسط قادة المظاهرات برز نجم محمد مصدق، النائب في المجلس الوطني، والذي كان درس في أوروبا، وعاد بأفكار ونظريات عن ظلم الغرب المسيحي للمسلمين، وخاصة في حالة إيران. في بداية تلك السنة ووسط المظاهرات العنيفة التي قابلها شاه إيران بالعنف، اغتيل الجنرال حاج على رازماره، رئيس الوزراء. وأعلنت منظمة «فدائي الإسلام» مسؤوليتها وقالت إنه «عميل للبريطانيين»، ويعارض تأميم شركة النفط البريطانية. وفي نفس الشهر وبقيادة مصدق، أمم المجلس الوطني الشركة. وفي الشهر التالي، انتخب المجلس لرئاسة الوزراء محمد مصدق، وكان أول أمر تنفيذي أصدره هو تنفيذ قرار التأميم.

وردت بريطانيا بإغلاق آبار ومصافي وموانئ النفط. ولم يقدر الإيرانيون على تصدير نقطة نفط واحدة. ومع استمرار الاضطرابات، وفي سنة 1953، في عهد الرئيس دوايت إيزنهاور، تعاونت الاستخبارات البريطانية والأميركية مع الشاه، ونظمت انقلابا عسكريا أسقط حكومة مصدق. لكن، قبل ذلك بسنتين، في عهد الرئيس هاري ترومان، لم تعارض واشنطن التأميم معارضة قوية، وطلبت من بريطانيا وإيران حل المشكلة سلميا. وأرسل ترومان رسالة إلى شاه إيران بهذا المعنى. غير أن قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس اتهموا ترومان بإغضاب «حليفنا الأول في العالم (بريطانيا)».

ورغم أن بداية رسالة ترومان كانت ودية نحو الإيرانيين، حوت نهاية الخطاب عبارات استعلائية أغضبت مصدق. واعتبر مصدق الرسالة عدائية. واختلف مع الشاه حول نشرها لأن الشاه قال إن الرسالة «شخصية». لكن، مصدق قام بنشرها أمام المجلس الوطني، والذي رفضها بالإجماع.

ويوم 4 - 1 - 1951، نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» تعليقا على رسالة ترومان. وهذه مقتطفات من التعليق: «نعرف أن الرئيس ترومان أرسل الرسالة إلى الإيرانيين بحسن نية. وانه طلب من البريطانيين والإيرانيين حل المشكلة سلميا. لكن، أثبت الرئيس جهلا بإيران وبالمنطقة. هل يتوقع الرئيس من الإيرانيين أن يلغوا قرار التأميم؟ وها هم الإيرانيون، في مجلسهم وبالإجماع، يرفضون الرسالة. أي إساءة وأي احتقار أكثر من هذا؟» وأضاف التعليق: «يمكن اعتبار التأميم عملا سياسيا إجراميا، وصار الجو في المنطقة إرهابيا. لكن، بالنسبة لنا، لا بد من الحكمة والحذر. لا نريد حربا في الخليج ونحن نخوض حربا في كوريا»، إشارة إلى اشتراك القوات الأميركية في الحرب بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية (1950 - 1953).

جيمي كارتر

* في سنة 1979، بعد الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخميني التي عزلت شاه إيران صديق الولايات المتحدة، هجم طلاب إيرانيون على السفارة الأميركية في طهران، واعتقلوا الدبلوماسيين فيها. استمر الاعتقال لأكثر من سنة، ولم يطلق سراحهم إلا سنة 1981، يوم دخل البيت الأبيض رونالد ريغان، بعد أن فاز على الرئيس جيمي كارتر. حتى آخر يوم له في البيت الأبيض، بذل كارتر كل ما يستطيع (بما في ذلك عملية عسكرية فشلت) لإطلاق سراح الدبلوماسيين. وكان فشله من أسباب سقوطه.

ويوم 6 - 11 - 1979، قبل سقوطه بسنة، أرسل كارتر رسالة قصيرة إلى آية الله الخميني، هذا نصها: «عزيزي آية الله الخميني: بناء على موافقة مجلس الثورة الإيرانية على استقبالهما، طلبت من اثنين من الأميركيين الموقرين: رامزي كلارك (وزير العدل في إدارة الرئيس جونسون) ووليام ميلار (وزير الخزانة في إدارة كارتر) حمل هذه الرسالة إليكم، ومناقشة الوضع في طهران، ومجمل القضايا الراهنة بين الولايات المتحدة وإيران. باسم الشعب الأميركي، أطلب أن تطلقوا، دون أذى، جميع الأميركيين المحتجزين حاليا في إيران، والسماح لهم بمغادرة البلاد بأمان ودون تأخير. وأطلب منكم أن تضعوا اعتبارا للجوانب الإنسانية الهامة، والتي لها أساس راسخ في القانون الدولي. طلبت من الرجلين الالتقاء بكم، والاستماع إلى رأيكم في الأحداث في إيران، وفي المشكلات التي تطورت بين بلدينا. والشعب الأميركي يرغب في إقامة علاقات مع إيران استنادا على المساواة، والاحترام المتبادل، والصداقة. مخلصكم: جيمي كارتر» رونالد ريغان

* في سنة 1986، كان الرئيس ريغان يدعم ثوار «كونترا» في نيكاراغوا (في أميركا الوسطى) ضد حكومة «ساندنيستا» اليسارية التي كان يرأسها دانيال أورتيغا، والتي كان ريغان يتهمها بالشيوعية وبنشر الشيوعية في دول المنطقة. لكن، رفض الكونغرس (كان يسيطر عليه الديمقراطيون) إجازة ميزانية لدعم «الكونترا».

في نفس الوقت، كان ريغان يحاول إصلاح العلاقات مع إيران. ولإغراء الإيرانيين، وضع مساعدوه في البيت الأبيض (مستشار الأمن الوطني روبرت ماكفارلين، ونائبه الأدميرال جون بويندكستر، والكولونيل أوليفر نورث) خطة سرية، نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، لإرسال قطع غيار لطائرات «بيونغ» الأميركية التابعة للخطوط الجوية الإيرانية. وأيضا، أسلحة خفيفة. واستعمل ريغان عائد قطع الغيار والأسلحة لتمويل «كونترا»، دون علم الكونغرس.

وفي نهاية سنة 1986 أيضا لإغراء الإيرانيين، أرسل ريغان رسالة ودية حملها إلى طهران، في زيارة سرية، ماكفارلين. وكانت مع الرسالة كيكة عملاقة، عليها رسم مفتاح، دليل على الرغبة في فتح صفحة جديدة. (صنع الكيكة مخبر في تل أبيب). ونسخة من الإنجيل. وآيات من الإنجيل بخط الرئيس ريغان نفسه. وكان مع ماكفرلين تسعة أميركيين وإسرائيليين، سافروا كلهم بجوازات سفر مزورة.

لم يرد الإيرانيون على الخطاب والهدايا. بل كشف سر المهمة هاشمي رافسنجاني، رئيس المجلس الوطني في ذلك الوقت. ولأكثر من سنة، نفى البيت الأبيض إرسال الوفد. حتى حقق الكونغرس في موضوع «كونترا» وكشف ما حدث. وفي إيران، أعدم مسؤول بارز لاشتراكه في العملية السرية دون علم الحكومة.

بيل كلينتون

* في سنة 1996، وقع انفجار في أبراج الخبر، حيث كان يسكن عسكريون أميركيون تابعون للسلاح الجوى الأميركي. وقتل الانفجار 19 جنديا أميركيا. واتهمت الولايات المتحدة إيران بأنها وراء الانفجار. في السنة التالية، أرسل الرئيس بيل كلينتون رسالة إلى الرئيس الإيراني محمد خاتمي، يطلب منه المساعدة في البحث عن الذين كانوا وراء الانفجار.

لكن قبل ذلك، في عهد الرئيس أكبر هاشمي رافسنجاني، كان كلينتون هدد بضرب «أي دولة تثبت التحقيقات أنها وراء الانفجار». غير أن كلينتون قرر فتح صفحة جديدة مع خاتمي «المعتدل» بعد أن توترت علاقات البلدين في عهد رفسنجاني «المتشدد». ووعد كلينتون خاتمي بتحسين العلاقات بين البلدين، على شرط أن تساعد إيران في حسم موضوع انفجار الخبر.

لم يكشف البيت الأبيض محتوى الرسالة، لكن مسؤولا في الخارجية الأميركية قال إن الرسالة تقول: «نملك معلومات عن تورط مسؤولين إيرانيين، لكننا لسنا متأكدين أن حكومة إيران وراء ذلك، أو كانت تعلم به. لمزيد من التعاون بين البلدين، ولخدمة مصالحنا المشتركة، نود من حكومتكم التعاون معنا في هذا المجال». كانت الرسالة من صفحة واحدة، وأرسلت عن طريق سلطان عمان قابوس بن سعيد آل سعيد.

ورد الرئيس خاتمي، أيضا عن طريق السلطان قابوس. ونفى أن لحكومة إيران صلة بانفجار الخبر. وانتقد الرئيس كلينتون لأن الحكومة الأميركية لم تحقق مع قائد المدمرة الأميركية التي أسقطت طائرة إيرانية. في إشارة إلى المدمرة «فينسينت» التي كانت في الخليج عندما أسقطت (في سنة 1988، خلال الحرب بين إيران والعراق) طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الإيرانية (في طريقها من بندر عباس إلى دبي)، وقتلت الثلاثمائة مسافر والطاقم.

وفي سنة 2000، أرسل كلينتون خطابا ثانيا إلى الرئيس خاتمي، عن طريق السفارة السويسرية (التي تحمى المصالح الأميركية) في طهران. كان هذا في آخر سنة لكلينتون في البيت الأبيض، بعد أن فاز بوش الابن بالرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني)، في انتظار أداء القسم في يناير (كانون الثاني) التالي.

كان خطاب كلينتون وديا جدا. ورغم أن البيت الأبيض لم يكشف محتواه، قال مسؤول أميركي كبير إن كلينتون عرض على خاتمي «فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين». وأيضا، «استعدادنا لترتيب مفاوضات بين البلدين لحل المشكلات المعلقة».

في الرسالة، انتقد كلينتون قرارا كان الكونغرس أصدره يدعو إلى تجميد أكثر من مائتي مليون دولار من رصيد إيران في البنوك الأميركية (لتعويض أميركيين وإسرائيليين قالوا إن إيران وراء عمليات إرهابية في الشرق الأوسط قتلت أقرباء لهم، أو أثرت عليهم هم).

بوش الابن

* في سنة 2006، كانت خمس سنوات مضت على غزو أفغانستان، وثلاث سنوات مضت على غزو العراق، عندما أرسل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أول خطاب منه إلى الرئيس بوش الابن. وكان يتكون من 17 صفحة، وكان وعظا دينيا أكثر منه خطابا دبلوماسيا. وهذه مقتطفات من الخطاب: «هل يمكن أن يكون شخص مؤمنا بعيسى المسيح، النبي الذي يعظمه الإسلام، بينما هو يخرق حقوق الإنسان، ويقتل المدنيين، ويدمر المنازل والمنشآت؟.. هل بسبب اتهام بوجود أسلحة نووية في بلد ما (العراق)، يغزى هذا البلد، ويحتل، ويدمر، ويقتل فيه مئات الآلاف، وتعسكر فيه قوات أجنبية تزيد عن 180,000 جندي؟ بأي ثمن؟».

وطلب الخطاب من بوش سحب القوات الأجنبية من العراق، والاعتذار لإيران عن «الأعمال العدائية التي ظلت مستمرة لسنوات كثيرة».

ويوم 11 - 5 - 2006، وصفت صحيفة «نيويورك صن» الخطاب بأنه «خطاب دعوة إسلامية». وأنه «يبدأ وينتهي بالصلاة على النبي محمد». و«يدعو الرئيس بوش لاعتناق الإسلام». و«يشبه خطابات محمد، نبي المسلمين، إلى أباطرة الإمبراطورية البيزنطية المسيحيين». ويحوي عبارة «السلام على من اتبع الهدى، وهي عبارة يكررها الدعاة المسلمون».

لم يرد الرئيس بوش على الخطاب، وفي كلمات قليلة قال لصحافيين عندما سألوه: «ليست فيه إجابة على السؤال المهم: متى ستتخلص إيران من برنامجها النووي؟».

يعتقد أن هذا الخطاب كان الأول والأخير بين بوش وأحمدي نجاد. وقبل ثلاث سنوات، كشف لورنس ويلكرسون، مساعد سابق لوزير الخارجية، كولن باول، أن الخارجية الإيرانية أرسلت، في سنة 2003 (سنة غزو العراق)، خطابا إلى الخارجية الأميركية عرضت فيه تحسين العلاقات بين البلدين. وفيه إشارات إلى: إلغاء المقاطعة الأميركية، وعدم دعم مجاهدين خلق (جنود إيرانيون يعارضون حكومة إيران، ويعيشون في العراق، ويحميهم، في ذلك الوقت). وفي الجانب الآخر، تعهدت إيران بعدم التدخل في العراق، وفتح مفاعلها النووية فتحا كاملا للمراقبين الدوليين.

حسب كلام ويلكرسون، أرسلت الخارجية الخطاب إلى الرئيس بوش. ولم يرد بوش. لكن رد نائبه، ديك تشيني، ورفض العرض الإيراني، وطلب عدم الرد عليه، وكتب في أسفل الخطاب: «الآن، الإيرانيون بدأوا يخافون منا، بعد أن دخلنا العراق وصرنا جيرانا لهم».

باراك أوباما

* بعد أسبوع من فوز الرئيس باراك أوباما، في نوفمبر سنة 2098، وقبل أن يدخل البيت الأبيض رسميا، أرسل إليه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، خطابا غير متوقع، هنأوه فيه على فوزه. وكان أحمدي نجاد قال، في بداية السنة عندما ترشح أوباما، إن الأميركيين عنصريون ولن يسمحوا لأسود أن يكون رئيسا.

وفي الخطاب، قال لأوباما: «أهنئك لأنك حصلت على أغلبية أصوات الأميركيين». وأضاف: «الحياة قصيرة، والفرص نادرة.. وآمل أن تستغل هذه الفرصة لإنهاء سياسات الاحتلال، والظلم، والخداع. وهي السياسات التي جعلت العالم يكره الأميركيين. سياسات ستين سنة من الظلم على الفلسطينيين، وقتل العراقيين والأفغان وغيرهم من المسلمين.» وفي السنة الماضية، أعلنت الخارجية الأميركية أنها تسلمت خطابا من الخارجية الإيرانية (عن طريق السفارة السويسرية في طهران) نفى الاتهامات الأميركية بأن إيران وراء محاولة اغتيال عادل الجبير، سفير السعودية في واشنطن. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «وصلت إلينا مذكرة دبلوماسية من السويسريين بالنيابة عن الإيرانيين. تتكون المذكرة من سبع صفحات. في رأينا، ليس فيها أي جديد. مجرد رغي. وكل أنواع النفي».

وفي طهران، قال رامين مهمانبرسات، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن الخطاب يطلب من الولايات المتحدة «اعتذارا رسميا بسبب هذا السيناريو المصطنع (محاولة اغتيال السفير السعودي)».

بالنسبة لخطاب أوباما في الأسبوع الماضي إلى آية الله خامنئي والذي رفض البيت الأبيض الحديث عن تفاصيله (وحتى الاعتراف الرسمي الواضح به)، كشف إيرانيون ما قالوا إنها التفاصيل. وقال علي منتهاري، عضو المجلس الوطني الإيراني: «طلب أوباما محادثات مباشرة معنا. وفي نفس الوقت، قال إن إغلاق خليج هرمز خط أحمر يجب ألا نتجاوزه. في بداية خطاب أوباما تهديد، وفي نهايته دعوة للمفاوضات».

ورغم أن جاي غارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، رفض كشف محتوى الخطاب، ونفى هذه العبارات، تلقف قادة الحزب الجمهوري العبارات، واتهموا أوباما بأنه قدم تنازلات لإيران. وقال نيوت غنغرتش، من المرشحين لرئاسة الجمهورية: «عندما أصبح رئيسا، لن أسمح لإيران بتهديد صديقتنا إسرائيل». وأخيرا، قبل أكثر من ثلاثين سنة، ترشح ريغان ضد الرئيس كارتر، واتهمه بالتساهل مع إيران (كانت إيران لا تزال تعتقل الدبلوماسيين الأميركيين). وفاز عليه. هل سيعيد التاريخ نفسه؟